من يريد سلام فياض.. الحرب والإبادة.. أم اللعبة الراهنة؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

بين «اليوم التالى» بعد الحرب على غزة، ظهر «اليوم التالى» على مصير السلطة الوطنية الفلسطينية.

* اللعبة الراهنة

.. ما يحدث، لعبة أمريكية أوروبية لخلط الأوراق سياسيًا وأوروبيًا، وحتى عربيا، إذ تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، من باب سد الذرائع، ولكن أى ذرائع فى وقت شلت فيه كل حلول ومناشدات إيقاف الحرب على قطاع غزة، وهى الحرب المتوحشة، العدوانية التى حولت سكان غزة إلى كتل بشرية تدور فى متاهة حرب إبادة جماعية وتدمير وتهجير وتفشى لحال من المجاعة والأمراض، والمجتمع الدولى صامت، ينحدر نحو فشل أى دور للأمم المتحدة أو المنظمات والهيئات الدولية والعربية والإسلامية والأممية.

*ما ينشغل عليه أمريكيا وإسرائيليا وأوروبيا، قضية التفكير فى فرض «فشل بقرار أمريكى إسرائيلى»، الهدف منه إخفاء نتائج مجازر الإبادة التى نتجت عن الحرب التى يقودها السفاح نتنياهو، وجيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى.

تتبادل واشنطن وتل أبيب، وعواصم عديدة فى العالم والمنطقة، ما أشارت إليه عدة تقارير متباينة من أن أمريكا قررت البحث مع السلطة الفلسطينية فى ما بات يعرف بـ«اليوم التالى» لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، وهو البحث السياسى الأمنى، الذى عولج لأكثر من مرة، «..» مع تأكيدات غير واضحة على وجود فجوة كبيرة بين مواقف الإدارة الأمريكية، والغربية الفلسطينية فى رام الله.

.. واقع الحرب على غزة والإصرار الأمريكى على عدم إيقاف الحرب، جعلها تنحاز إلى تباين الآراء السياسية الأمنية، لتحميل السلطة الفلسطينية مسئولية الخلل الأمنى فى كل ملفات القضية، الأمر الذى دعا الإدارة الأمريكية بتعاونها مع حكومة نتنياهو المتطرفة، لطروحات تغيير وتجديد ونسف بنية الحكومة الفلسطينية وفق المعايير فى اليوم التالى «فلسطينيا»، وهو اليوم الذى يصر عليه الرئيس محمود عباس، الإصرار على أن غزة والضفة والقدس، عرض حال فلسطينى واحد، وهذا ما تعترض عليه دولة الاحتلال وحكومتها المتطرفة.

* البديل صفر.. أحيانا.

تشكيل الحكومة الفلسطينية، وضعت تصوراتها لتكون بديلا لحكومة محمد أشتية، لكن؛ بصلاحيات واسعة، وقد يكون البديل صفر «..».. والرغبة تشكيلة «تكنوقراط»، رئيسها المرتقب رئيس الوزراء الفلسطينى الأسبق سلام فياض لتولى رئاستها، بحسب التصورات الأمريكية الإسرائيلية، فياض «تم تعيينه، سابقا بهذا المنصب بقرار رئاسى فى 15 يونيو 2007، واستقال من منصبه كرئيس للوزراء الخميس 11 أبريل 2013».

.. يجرى الحديث عن أن فياض – محليا- تقول المصادر الأمريكية إنه «اسم وحيد» برغبة الإدارة الأمريكية، فى حوارها مع السلطة، بينما تؤكد المصادر الفلسطينية، معارضة المقترح من حيث المبدأ، من قيادات حركة حماس وفصائل المقاومة والسلطة وحركة فتح، والتنظيمات الأخرى.

*حقائق فى متاهة الحرب والرغبات الأمريكية.

تستند بعض الحقائق التى تتضح أن المطلوب، عمليا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إدارة إصلاحات سياسية وأمنية واقتصادية خلال ما بات يعرف باليوم الأول فلسطينيا.

وحددت بعض التسريبات من واشنطن ورام الله وتل أبيب وبيروت «..» هذه الحقائق بما يلى:

*الحقيقة الأولى:

تشكيل حكومة جديدة «تكنوقراط» برئاسة سلام فياض.

* الحقيقة الثانية:

عدم الوقوف أو/و عرقلة الجهود المصرية – الأمريكية، التى تعمل لإرساء تهدئة فى قطاع غزة، بما فى ذلك إشارات من الإدارة الأمريكية من طريقة إدارة رئيس السلطة للملفّات الداخلية، وتعاملها مع ملفّ غزة ومع حكومة الحرب.

*الحقيقة الثالثة:

تشكيلة الحكومة المرتقبة، تريدها الإدارة الأمريكية، تتمتّع بصلاحيات كاملة، بعيدا عن شروط حركة فتح، وفصائل المقاومة والتنظيمات الفلسطينية، بحيث تكون قادرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا، على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية ودول المنطقة والخليج العربى تحديدا.

* الحقيقة الرابعة:

مشروع فياض، سرب للخارجية الأمريكية، أنه قد يحتاج إلى «التخلص» من بعض القوى التى تشكل عقبات داخل حركة فتح، وأنه قد يدخل فى مواجهة سياسية صعبة مع شخصيات قيادية نافذة منها: حسين الشيخ وماجد فرج، اللذان يتخوّفان – بحسب مصادر إعلامية نشرت فى بيروت – من أن تكون إعادة فياض، إلى ترؤس الحكومة، تمهيد لتجدد صراع خلافة الرئيس عباس بشكل أو آخر نظرا لتراجع قوة المؤسسات الفلسطينية، نتيجة تطرف الاحتلال الإسرائيلى..

*الحقيقة الخامسة:

الولايات المتحدة الأمريكية، تطالب السلطة، والرئيس عباس، بتسكين ما يعرف بالمواقف «غير المتّزنة» مِثل التهديد بإلغاء الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلى، أو مقولات العودة إلى المطالبة دوليا، بتنفيذ قرار التقسيم لعام 1947، أو التفكير بمصطلح الدولة الديمقراطية الواحدة على أرض فلسطين التاريخية، او وقف التنسيق الأمنى مع دولة الاحتلال.

*.. ولا نتيجة مع حرب الإبادة.

 

.. ما دامت الحرب على سكان وأهالى غزة، والاقتحامات الإسرائيلية من جيش الحرب الكابنيت الإرهابى، تجرى وسط تراجع المجتمع الدولى وتغييب شامل للأمم المتحدة ومجلس الأمن، فإن الحدث اليومى، حرب الإبادة الجماعية والتجويع والقتل فى مدن الضفة الغربية والقدس من قبل عصابات المستوطنين الصهاينة، الحقائق، أظهرت ان تخبط الإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية وحكومة الاحتلال، تصب فى واقع أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد خطف ملف ما حدث ويحدث الآن فى قطاع غزة، لصالح تهدئة مرحلة لإعادة تشكيل أوراق الشرق الأوسط الجديد، ومتاهة الوضع الداخلى والدولى الذى وقعت فيه الإدارة الأمريكية، ذلك أن العالم يضج بكل حقائق ومصائرالتردى فى الوضع الإنسانى فى غزة، دون أى مبادرة توقف الحرب والتصعيد القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى