لا تزال جميلة.. جداً!
أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

استفزني قبل أيام مقطع لأحد الراغبين في تسلق الشهرة على ظهر الاستهزاء، فخالفه المنطق، ولم يجد سوى الفن الكويتي ليستهزئ به، متناسياً، أن تاريخ الكويت الفني، هو أساس الفن الخليجي، بلا مبالغة.

ولست هنا بصدد أن أتحدث عن المقطع اياه، فالأمر من وجهة نظري لا يستحق أن نعيره انتباهاً، لكنه نبهني لأوجه حديثي، لنا جميعاً، نحن الكويتيات والكويتيين، فرسالتي هي، ان كويتنا لا تزال جميلة، وجداً.. ومتقدمة، وفي الصدارة، وانتقادنا لها، أو لإجراءات أو خطط فيها، ليس الا لأننا نريد الأفضل لها، وان طموحنا دائماً أكبر.

ورغم اننا نعيش في نعمة حرية التعبير، وقول الرأي بمساحة حرة بلا خوف ولا ملاحقات، ما لم نتجاوز القانون، الا انها يبدو كانت النعمة التي نحسد عليها، والنعمة التي حولها بعضنا الى نقمة، فقد تناسينا ثقافة الانتقاد البناء، واصبح البعض، ورغبة منه في الشهرة، ينتقد بلاده الكويت الجميلة، بسخرية، وبتطاول أحياناً، وباستهزاء، الأمر الذي كلما زاد فتح شهية الآخرين للتدخل في شؤوننا، ولتوجيه مقاطعهم الساخرة تجاه الكويت، فنحن من سمح للآخرين بذلك.

نعم لدينا مساحة حرية، وهي ما تميزنا عن نظرائنا في المنطقة، وهي ما تسمح لنا بأن نرتقي بالكويت الجميلة من خلال النقد البناء، لا السخرية، وهو النقد الذي ساهم بجزء كبير من تطورنا، سواء من خلال نقاشات دواوين أهل الكويت، أو مقالات كتابها الناقدة بأدب، وبلغة راقية، والطامحة للأفضل للكويت.

اضافة الى ذلك، فقد نشأنا على ثقافة النقاش، فبعد نظر قيادتنا السياسية جعلت المواطن الكويتي شريكاً، يقترح ويناقش وينتقد، وهو ما يميز ديموقراطيتنا.

ومع ذلك فانه يجب أن يكون نقدنا دائماً، مصحوباً بحلول، لا بعبارات ساخرة، وان كان النقد الساخر أيضاً له محله، لكن دون أن نستهزأ ببلادنا الجميلة، التي تعتبر نعمة يتمناها الكثيرون، فلا تزال الكويت جميلة جداً، ولؤلؤة، فأحبتي الكويتيون، مارِسوا حرية التعبير والنقد بلغة راقية، حتى لا نسمح لمتسلقي الشهرة بتوجيه سخرياتهم نحونا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى