استراليا تخلط السياسة بالرياضة بخدمتها للكيان الصهيوني
بقلم: صالح الراشد
كثرت الدعاوى لفصل السياسة عن الرياضة والتعامل معها على أنها حالة إنسانية شموالية عالمية، لكن بعض الدول شذت عن القاعدة وربطتها بالنهج السياسي للقيادات السياسية، ومن هذه الدول الكيان الصهيوني العابث الرئيسي في العالم بجميع المفاهيم الإنسانية وبعمل على ترويع الرياضيين الفلسطينيين ومنع تنقلاتهم بين أجزاء الدولة الفلسطينية المقطعة الأوصال، كما يمنع الاتحادات الفلسطينية وبالذات كرة القدم من استضافة العديد من الدول التي عليها مقابلة منتخب الفدائي لتقام المباريات في دول أخرى.
وبشكل غير مسبوق ارتبطت استراليا بالقرار الصهيوني ووضعت عوائق بالجملة أمام بعثة منتخب كرة القدم الذي عليه مواجهة المنتخب الاسترالي في ختام مباريات دور المجموعات، والذي شهد تأهل منتخبي فلسطين وأستراليا للدور الثالث بتصفيات كأس العالم وإلى نهائيات كأس آسيا، فقد رفضت السلطات الاسترالية إدخال الفريق جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى أراضيها وطلبت منع العودة بتهمة أنه عضو في منظمة إرهابية، مع العلم أن الرجوب زار استراليا عديد المرات ولم يتم منعه من الدخول أو إخباره بأنه شخصية غير مرغوبة، مما يبين ان الدولة الاسترالية تعمل بقرارات لحظية صادرة من دول أخرى.
ووصل الأمر بالحكومة الاسترالية بمحاولة منع ثمانية لاعبين من إكمال رحلتهم صوب بيرث مكان إقامة اللقاء ليتدخل الاتحادين الدولي والآسيوي لتغيير القرار الاسترالي، ولم تُصدر أي منظمة دولية أو محكمة قراراً بوصم الرجوب بالارهاب مما يبين أن القرار نابع من تل آبيب التي هددت الرجوب في أكثر من موقف، وكان آخرها تهديد وزير خارجية الكيان بحبس الرجوب إذا استمر في تقديم الشكاوى بحق الأولمبية واتحاد كرة القدم الصهيوني أمام اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، وقدم الرجوب شكوى بحق اتحاد الكيان وطالب بطرده من الفيفا وهي القضية المنظورة أمام الاتحاد الدولي.
لقد أثبتت استراليا أنها مجرد تابع للقرار الصهيوني بمعاقبة كل من يدافع عن فلسطين ويُظهر الإجرام والتنمر الصهيوني، لتشكل هذه الدولة سابقة في تعارض المواقف السياسية الداخلية مع القرارات الدولية، ويتعارض القرار الاسترالي مع موقف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في التعامل مع الفريق الرجوب، مما يوجب على الآسيوي طرد استراليا من الاتحاد القاري كما فعل سابقاً مع الكيان الصهيوني، كونها تشكل عبء على رسالة كرة القدم وتعمل على خلط السياسة بالرياضة وهو ما يتعارض مع أهداف المنظومتين الدولية والآسيوية.