رئيس الوزراء الأردني يضع المجتمع الدولي أمام حقائق ما يجري في غزة: جرائم حرب ضد الإنسانية
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية

الدستور المصرية –

وضع رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر الخصاونة المجتمع الدولي والعالم أمام حقائق سياسية وأمنية وقانونية لها مكانتها وخصوصيتها، بعد مرور مائة يوم على الحرب العدوانية الإسرائيلية الصهيونية على قطاع غزة.
وهي المواقف ذاتها-يقول الخصاونة – التي عبرنا عنها مع الأشقاء في مصر، اتخذنا موقفا مشتركا صارما برفض هذه المواقف الإسرائيلية”.
الرئيس الخصاونة قال في جلسة حوارية ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أدارها محرر الشؤون الخارجية في مجلة فورين بولسي دانيال كورتس فيلين:
” بعد مرور نحو مائة يوم على العدوان الاسرائيلي على غزة لا نستطيع باي حال من الأحوال وصف هذه العملية او ادراجها ضمن الدفاع عن النفس، فالدفاع عن النفس وفق القوانين الدولية هو” الرد على اعتداء بنحو متساو في القوة “.؛ وأكد رئيس وزراء الأردن أن ما يجري الآن في غزة:” لا ينطبق على رد الفعل الاسرائيلي الذي لا يرقى إلى أفعال دفاع عن النفس بموجب القانون الدولي والقانون الانساني الدولي وهو قد يرقى وفق اتفاقية جنيف على أنه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وربما ترقى لتكون ابادة جماعية”.
وهي المواقف ذاتها، من عمليات التهجير وتشتيت أهالي القطاع، التي عبرنا عنها مع الأشقاء في مصر، اتخذنا موقفا مشتركا صارما برفض هذه المواقف الإسرائيلية”.

*طبيعة نظرة العالم للحرب على غزة.

حوارية منتدى دافوس، مع مجلة فورين بولسي، فتحت المجال للحوار السياسي والقانوني، إذ عزز الرئيس الخصاونة، طبيعة نظرة العالم للحرب على غزة ولفت إلى أنه:” منذ بداية الحرب شهدنا تطورات العدوان الاسرائيلي على في غزة وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية”.
تأكيدات د. الخصاونة على موقف الأردن الرافض لأي حالة تفرض على الشعب الفلسطيني ودول الجوار، مؤكدا:”رفض الاردن لخلق أي ظروف قد تدفع الفلسطينيين الى الهجرة من غزة والضفة الغربية وهو أمر حذر الأردن منه منذ البداية”.

*آلة التقتيل الإسرائيلية.

..” إن آلة التقتيل الإسرائيلية لا تفرق بين مدنيين ومنشآت طبية وغيرها واستهداف المنشآت المحمية بموجب القانون الدولي”؛ ذلك ما ركز عليه رئيس الوزراء الأردني، الذي شدد، خلال المنتدى:” شهدنا استهدافا لموظفين في الأمم المتحدة التي فقدت ارواحا لموظفيها في غزة اكثر من اي مكان في العالم وهي تصرفات تتوافق مع السردية الاسرائيلية التي تحدث بها عدد من المسؤولين الاسرائيليين، بترحيل الفلسطينيين من غزة وحتى ان احد المسؤولين الاسرائيليين تحدث عن ضرورة قصف غزة بالقنابل النووية” .

 

*الخصاونة: الأردن ملتزم بالسلام كخيار استراتيجي.

الحوار مع العالم ومع النخب الزعماء والدول المشاركة في منتدى دافوس، حالة مهمة تثير تصورات لكل حدث سياسي دولي، هنا وفي الحواري المهمة قال رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة، أن
المملكة الأردنية الهاشمية ملتزم بالسلام كخيار استراتيجي؛ وهذا يتطلب شركاء حقيقيين للوصول إلى حل الدولتين.

وأكد الدكتور الخصاونة ان الملك عبدالله الثاني ومنذ اليوم الأول للحرب العدوانية على قطاع غزة، قاد جهدا دبلوماسيا لوقف العدوان على غزة الذي ادى بعد نحو مائة يوم من الفظائع والكارثة الإنسانية الى استشهاد أكثر من 20 ألف من الأشقاء في غزة وجرح واصابة أكثر من 50 ألفا وبين 7 الى 8 الاف مفقود”.
*الوصاية الهاشمية على الأوقاف المسيحية والإسلامية في القدس.

عبر مسارات ومراحل الحرب العدوانية المتوحشة، كان الأردن ملكا وحكومة يعلن المواقف الثابتة ضد الحرب، وجاء-بحسب الرئيس الخصاونة – رفض وادانة الاردن لهذه المجازر وتحذيره من اتساع نطاق الحرب الى مناطق اخرى خصوصا ما يحدث في الضفة الغربية نتيجة زيادة عنف المستوطنين الذي كان محل إدانة من المجتمع الدولي وهو أمر يدق ناقوس الخطر ليصل الى المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تحظى بالرعاية والوصاية من قبل الملك الوصي الهاشمي الشرعي عبدالله الثاني وهي مضمونة بموجب اتفاقية السلام بين الاردن واسرائيل، مشددا على اهمية المحافظة على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والمقدسات”.
الأردن، بحسب تأكيدات الرئيس الخصاونة في حوارية منتدى دافوس مع مجلة الأطلسي الجديد، فورين بولسي، استطاع حشد دعم دولي للتصدي لمثل هذه المواقف الاسرائيلية؛ وذلك ما عبر عنه من مواقف معينة حول الصراع:” ان التهجير القسري او الطوعي هو انتهاك صارخ لاتفاقية السلام بين الأردن واسرائيل وهي المواقف ذاتها التي عبرنا عنها مع الأشقاء في مصر، اتخذنا موقفا مشتركا صارما برفض هذه المواقف الإسرائيلية”.
وأعاد الرئيس الخصاونة، وضع المجتمع الدولي عبر منتدى دافوس، إلى حقائق منها:
*اولا:
التأكيد على ضرورة التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية والطبية الى قطاع غزة الذي يعاني نقصا حادا في هذه المستلزمات”.
*ثانيا:
منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي كان الملك عبدالله الثاني يعمل بشكل دؤوب لحشد جهد دولي لتسهيل وصول المساعدات الى غزة على نحو مستدام وضرورة العمل مع المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية لضمان تدفق المساعدات إلى القطاع وهو الأمر الذي اسهم في تحسين الأمور ولو بشكل نسبي خصوصا عبر الشاحنات التي تدخل عبر جسر الملك حسين مرورا بمعبر كرم أبو سالم وصولا إلى قطاع غزة.
*ثالثا:
تنفيذ انزالات جوية من قبل القوات المسلحة الاردنية لايصال مساعدات طبية الى المستشفيين الاردنيين في تل الهوى وخان يونس كما نفذنا عملية مشتركة مع فرنسا لإيصال مساعدات انسانية وقبلها مع قطر والامارات ومع ذلك فان حجم المساعدات الانسانية لا زال قليلا جدا ولا يمثل سوى نحو 10 بالمائة من الاحتياجات الفعلية للقطاع .

*رابعا:
ضرورة التعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية كوحدة جغرافية واحدة باعتبارها تشكل الاساس للدولة الفلسطينية وبغير ذلك فان هذا سيؤدي الى مزيد من الصراعات والعنف.
*خامسا:
اهمية الدخول في اطار سياسي واضح يتضمن مسارا زمنيا محددا ووفقا لحل الدولتين للتوصل الى دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل وبما يكفل الامن والاستقرار والازدهار للمنطقة وشعوبها.

*سادسا:
أن أي خروقات مادية لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية او محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية او التعرض للوضع التاريخي والقانوني والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس يشكل خطرا وتهديدا للمملكة الاردنية الهاشمية وسيتم التعامل معه؛ ونأمل ان لا نصل الى هذا الامر لاننا ملتزمون بالسلام الشامل كخيار استراتيجي بما يفضي الى حل الدولتين وهذا يتطلب شركاء حقيقيون.
.. نجاح حوارية رئيس الوزراء الأردني، الدكتور بشر الخصاونة، في منتدى دافوس، تلتقي مع أهمية ما يطرح خلال المنتدى من تركيز على القضايا الدولية والسياسية ووضع العالم من حيث الأمن والسلم، ومواقف الدول الكبرى المعنية في نتائج ومآلات الحرب العدوانية على قطاع غزة، التي تعد من حروب الإبادة الجماعية للصهيونية الدولية ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، والتي تلقى بظلالها على مصير شعوب المنطقة والإقليم سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

زر الذهاب إلى الأعلى