حروب فى ظل غزة.. أقربها الحرب ضد حزب الله!
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية
الدستور المصرية –
.. مع دخول الحرب العدوانية الإسرائيلية الصهيونية على قطاع غزة يومها الـ103 وبالارتفاع الكبير فى شهداء سكان غزة، ليس فى المشهد إلا الدمار، والمجازر اليومية وسياسة جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى «الكابينت» بالإبادة الجماعية، تطال كل سكان القطاع، وهناك مخاوف من تطرف إبادة من خلال الاقتحامات اليومية لمدن الضفة الغربية والقدس، عدا عن عنجهية وقرف سفاح الحرب نتنياهو، الذى يتلاعب بالإدارة الأمريكية والغرب، بحجة ملاحقة وإنهاء حركة حماس، وهو يتجاهل أن المجتمع الدولى، لاحظ أن أمورا كثيرة تبدلت ما بين حرب وأخرى.. اقتحامات وتحرش، اعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية فى القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك، وأيضا، تحاول حكومة التطرف اليمينى الإسرائيلى، تناسى حرب العام 2006 وصولا إلى ما بعد السابع من أكتوبر العام 2023، وإلى اليوم مع اختلاط موازين المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والصحية والإنسانية عدا عن أن القوى العسكرية والأمنية تغيرت، ليس فى غزة أو الضفة الغربية، أو شمال إسرائيل والحرب الخفية بين حزب الله والجيش الإسرائيلى الصهيونى.
*حماس حركة عسكرية مقاومة لدولة الاحتلال.
*إسرائيل دولة احتلال متطرفة، عمليًا: لديها فائض فى القوة العسكرية، المعدات والآليات والقوة التكنولوجية، السيبرانية الرقمية، لكنها فاشلة فى القدرة العسكرية لجنود جيش الحرب.
*نتنياهو سفاح، يتحايل على مصائر العالم، رغم فشل جيشه، ما زال يحلم فى أنفاق غزة.
*حزب الله، قوة مقاومة ودولة فى الدولة اللبنانية المنهارة، ذلك أن قوة حزب الله قد تكون مخبورة، معروفة لكنها، فى حالة توقف، أو بيات شتوى، برغم أن مصادر تؤكد أن حزب الله زاد عتادا واستعدادا وخبرة فى إدارة الحروب وأنواع القتال.
*الاحتمالات.. ولكن؟
ثلاثة احتمالات تتأرجح بين أطراف الصراع الدامى فى قطاع غزة، لعل الخوف من استمرار حرب الإبادة (أولا) والخوف من انفلات أمنى وتصعيد عسكرى، (ثانيا) غالبا سيكون بسبب من السفاح نتنياهو، الذى يريد ضربة قاتلة، نحو لبنان، والحرب ضد حزب الله، هى فى ظلال حرب غزة، ما يعلى صوت تبرير الحرب ضد حزب الله، إذا ما وقعت الواقعة، (ثالثا) فسيكون المؤشر، انهيار المنطقة والإقليم، وقد ينهار أطراف الحرب نتيجة لظهور عشوائية القوة العسكرية، وبالتالى امتداد الخسائر، بكل أبعادها، الفادحة التى يحسب لها الحساب، بدليل أن كل المعنيين يحذرون من تداعياتها، ويدفعون باتجاه جنبها، وإذا ما صحت رواية الإعلام الصهيونى، الذى قال إن الجيش الإسرائيلى تفاجأ من حجم البنية التحتية لحزب الله عند الحدود مع لبنان.
* ما قول صحيفة «الإندبندنت»؟
إذا صدق تحليل صحيفة «الإندبندنت»، فقد يمكن أن نقول بأن هناك ضغوطًا دولية، غالبا الضغط إعلامى، أما ما تحت الطاولة فالبلاء- متزايدة على الاحتلال الإسرائيلى وقادته، لوقف إطلاق النار، الصحيفة تنقل عن المفاوض الإسرائيلى السابق لشؤون الرهائن «غيرشون باسكن» أن «نتنياهو انتهى، والجمهور ينتفض ضده»، وأنه «حتى من داخل حزبه يقولون إنه فقد السيطرة على البلاد وفقد السيطرة على الحزب».
بين باسكن للصحيفة صراع حقائق، تحديدا فيه تفاصيل عن أن: «الجمهور فقد الثقة فى طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب»، مشيرًا إلى أن الكثير من الإسرائيليين يتحدثون عن حاجة نتنياهو لإطالة أمد الحرب إلى ما هو.
*103 جديدة مع معركة حزب الله…
يوم وراء آخر، حريق الحرب العدوانية المتوحشة على قطاع غزة، يمتد(..) يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، الكابينت بلوثة سفاح الحرب فى الألفية الثالثة، المتطرف نتنياهو.
.. مرت أيام مجازر الحرب، وما زالت دولة الاحتلال ومن يدعم حربها بشكل مباشر، تعيث فسادا، وتبحث عن مسارات أخرى وجديدة، كأنها حالة تطرف سلبية وكذب وإبادة جماعية بتوقيع الإدارة الأمريكية، وأشارت موافقة أوروبية، ضد القضية الفلسطينية،ضد الإنسانية، دون تفسير لهذه الحرب، إلا انهم هزمتهم حركة حماس والمقاومة، دون مشورة، لأن المعلن فى وسط حلقة حرب كل يوم، نسى ترتيب الإعلانات.
مائة يوم من حرب الظلال التى اقترنت بظل غزة ومسارات خيوط الدم.
اللافت أن عضو مجلس الحرب الإسرائيلى الصهيونى جادى إيزنكوت قال: لا يوجد سبب للاستمرار فى الحرب بنفس الطريقة كالعميان ونحن فى وقت حرج.
إعلام الاحتلال: تقديرات «الجيش الإسرائيلى» أن غالبية مقاتلى وقادة حماس فى غزة على قيد الحياة بعد 103 أيام من الحرب، المقاربة العسكرية المتوقع انفجارها تأتى من جنوب لبنان، شمال إسرائيل، وفى العمق.
*حروب ومساحات حروب الظل الموازية.
بات الحديث عن مسارات الحرب على غزة، مقرون بضرورات الحديث عن حروب ومساحات حروب الظل الموازية، أو التى يترقب بعض الجهات دخولها الحروب، وفى مقاربة سياسية أمنية، جيوسياسية تشير بعض أهم مصادر الدراسات العسكرية والأمنية فى بريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة وتركيا وروسيا، أن حروب الظل المقبلة و/أوالمتوقعة، هى:
*الحرب فى الساحة اللبنانية.
*الحرب فى الساحة العراقية.
*الحرب فى الساحة السورية.
*الحرب فى الساحة اليمنية.
*الحرب فى الساحة المصرية.
غالبا.. هى توقعات نتيجة دبلوماسية الجولات المكوكية التى تعمل عليها الإدارة الأمريكية وحكومات بريطانيا وفرنسا ومعظم دول حلف الناتو، وبالتوازى تشتت مواقف كندا وتركيا وإيران والهند والخليج العربى والصين.
الحديث السياسى عن مسارات ووقائع الحرب العدوانية من جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى بات يتشعب – جيوسياسيا وأمنيا؛ – نحو آفاق ما يتسرب من تصريحات مفاوضات ومبادرات، تخضع – قطعا – لمنظومة سرية من الدبلوماسية والعمل السياسى المتعب، بعد ما إن وصلت أيام الحرب على غزة تعد وفق أيام المجازر والدمار والعنف وقتل وتهجير سكان قطاع غزة، تفاصيل، تتناقلها كل جهات العالم، ضمن سياسات إعلامية وحروب نفسية، ومقاربات ومبادرات سياسية تلعب على هامش أن الحرب الإسرائيلية الصهيونية على حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، هى نوعية من الحروب التى تصبح فيها المقارنات اليومية أصعب لأنها أساسا حرب بين قوى شعب محتل يقاوم فى مقابل جيش حرب، فى دولة احتلال عنصرية متطرفة.
عندما نضع التوقعات، فقد توصلنا فيها لخلاصة الأحداث التى يتبادل الإعلام الغربى والعربى الإسرائيلى الصهيونى، كشف ما يفيض منها من تفاصيل، غالبًا غير دقيقة.
لدينا، بعد كل هذا الوقت، حالة من تسكين المراحل للدخول، بشكل يومى تجريبى فى حالة مختلفة من الإعداد الحربى والأداء الذى يثير زوابع الحروب الممكنة الواردة من ساحات غير متوقعة مثل:
*حالة الصراع السياسى الأمنى فى حدود مصر مع غزة، أو ما يطلق عليه «محور فيلادلفيا»، هنا قد يبدو التوقع رهين العقلية الغربية التى تبحث عن وقت مستقطع، وأحيانا ضائع لخلق متاهة فى المجتمع الدولى، الدولة المصرية تمارس ضبط النفس، وتتعامل وفق ضوابط القانون الدولى تصطدم بما فى خفايا وخبائث دولة الاحتلال، التى قد تستفيد من الدعم الأمريكى والغربى، لحالة من الحرب التى لا رهان عليها، فى الظروف وتسارع المبادرات تباين الدور الأمريكى، المساند للقرار الإسرائيلى الصهيونى.
*الحرب فى الساحة العراقية،
وفى الساحة السورية، تتحرك نحو ضربات وأهداف محلية، وأحيانا نحو دولة الاحتلال، تعتقد الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها أنه يمكن السيطرة على أى حالة توسع أو امتداد إقليمى.
.. وعمليا، الساعات الماضية شهدت ما قالت المقاومة الإسلامية فى العراق، من أنها استهدفت ثلاث قواعد للقوات الأمريكية فى العراق وسوريا وهى: قاعدة خراب الجير، قاعدة مطار أربيل، وقاعدة كونيكو.
.. فى المقابل، شنت دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى طوال الأسبوع الماضى، منذ الاثنين، ضربات جوية على دمشق، وأصابت ما قالت إنها أهداف عسكرية سورية.
.. وفى ذات التوقيت، أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن هجومين انتحاريين استهدفا حشودا خلال إحياء ذكرى اغتيال قاسم سليمانى، مما أسفر عن مقتل 84 شخصًا على الأقل، وهذا – فى وضع الحالة العراقية السورية- يمثل تصعيدًا كبيرا من قبل داعش ضد إيران. ووعد قادة إيران بالسعى للانتقام من الجماعة الإرهابية، فى حالة تختلط فيها حرب الطوائف ما يؤثر على قرار الحرب التى قد تختلف فى برمجتها على العراق أو سوريا اعتبارات جيوسياسية أمنية، ووجود الصراعات التقليدية.
ما يجعل الحرب على بغداد أو دمشق ممكنة، هو تراجع الحالة الداخلية من مصير هذه الدول المتأزمة، والتى يأتى دعمها الشكلى لحركة حماس، مرتبطا بعاطفة، مشكوك فى أبعادها، برغم تباين الدراسات التى ترصد الفترة الزمنية، خلال الـ 100 مائة يوم الماضية، يعزز ذلك ما شهده الشرق الأوسط، من ظهور الانحياز من القوات الوكيلة المتحالفة بطريقة ما مع إيران، التى تنفى ذلك، وقد عجل بهذه الظاهرة جزئيًا الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003. ولم تنتج الحرب فى العراق سوى منتصر حقيقى واحد، غالبا هو الوجود الإيرانى، وفقًا المتابعات ورصد للجيش الأمريكى عن آليات الصراع، وما يضع الحالة المرتبة من التصعيد الإقليمى، تواصل إيران دعم الميليشيات فى العراق، وسوريا بحسب تقرير عام 2023 الذى تم إعداده لمجلس العموم البريطانى، وفيه حددت بريطانيا موقفها حول الحرب على غزة.
* الحرب فى الساحة اليمنية.
فى دعم مزعوم لحماس، شن الحوثيون، وهم ميليشيا مدعومة من إيران تسيطر على جزء كبير من اليمن، 23 هجومًا على السفن التجارية فى البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر باستخدام مجموعة متنوعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
ويعد الطريق المؤدى من البحر الأحمر إلى قناة السويس أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما فى العالم، وقد علقت بعض شركات الشحن الرئيسية عملياتها فى المنطقة، يشهد مختلف تباينات الظروف، فى حالة الحرب.
سياسيًا وأمنيًا، حذرت الولايات المتحدة وعشرات الدول المتحالفة الحوثيين من ضرورة وقف هجماتهم على السفن التجارية أو مواجهة عواقب غير محددة. وجاء ذلك فى أعقاب إغراق الولايات المتحدة قبل ثلاثة أيام ثلاثة زوارق سريعة للحوثيين فى البحر الأحمر لمنعهم من اختطاف سفينة تجارية.
.. وهكذا تتأرجح ظلال الحرب، لتعود إلى ساحة لبنان، التى تقف على حد البقاء قريبًا من السلاح.
.. تتداخل وتنحاز صحافة العالم والفضائيات والتواصل الاجتماعى المطور نحو حالة الحرب واللاحرب التى يتوقف عندها «حزب الله» ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى تقول إن الحزب، يُطلق النار كل يوم تقريبًا عند المنطقة الحدودية، فى حين أنَّ الآتى يشير إلى أن مقاتلى الحزب أطلقوا ما لا يقل عن 800 صاروخ كورنيت على مواقع إسرائيلية منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى هجمات بطائرات بدون طيار مثل تلك التى أصابت موقع قيادة عسكرى فى العمق الحدودى بين لبنان والمستوطنات.
.. والسؤال هو:
لماذا يبدو أنّ فتح حرب فى الشمال الفلسطينىّ المحتل أصبحَ أمنيةً أكثر منه تهديدًا، أو أصبحَ هوسًا له ما يُبرّره فى الداخل الإسرائيلىّ، فى دولة الاحتلال.. وهناك ما ينذر باقتراب فتح جبهةٍ شاملة فى الشمال ضدّ حزب الله ولبنان القوى والآمن ومستقبل الدولة.
القناة السابعة العبريّة، نقلت، عن الوزير المتطرف الصهيونى «بن غفير»، قوله: «إنّه لا مفر من بدء حرب حقيقية فى الشمال مع لبنان». أمّا المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعى، فنقل عن رئيس الأركان هيرتسى هاليفى قوله: «إن احتمال نشوب حرب مع لبنان أصبح أكبر من ذى قبل، وإن الجيش يزيد من استعداده لهذا».
وقال أدرعى فى تدوينةٍ إنّ هاليفى «كان يتفقد مناورة عسكرية فى الشمال عندما تحدث إلى الجنود قائلًا: ازداد احتمال نشوب حرب فى الشمال مقارنة بالماضى. عندما تحتاج لذلك سنمضى إلى الأمام بكل القوة».
.. رائحة الحرب تقترب هذه المرة، بشراسة من طرفى نهر الليطانى،
أسئلة أخرى
ما هو اتجاه نهر الليطانى؟
.. فماذا بعد إذا علمنا أن نهر الليطانى يقع داخل حدود لبنان، ينبع من وسط وادى البقاع الشمالى الذى يبعد مسافة قصيرة غرب بعلبك، ويستمر فى التدفق بين جبل لبنان إلى الغرب والجبال المواتية للبنان من الشرق، ويجرى من الجنوب والجنوب الغربى.
.. نتنياهو، يريد هذا الجانب المظلم من الحرب، مجازر إبادة جديدة، بينما غزة فى متاهة الجزار، دون مؤشرات أمنية.
.. غزة أرض محروقة، إبادة.. وهناك من يقول، عبر طرح اسئلة:
*إلى متى ستستمر المواجهة المضطربة بين حزب الله وإسرائيل منذ 8 أكتوبر الماضى؟.
* هل أنّ احتمال المعركة فى الساحة اللبنانية، ضدّ حزب الله، يزداد مع مرور الأيام.
*الحرب والإبادة والمجازر، إرادة من؟.