وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار: تجديد المشهد الثقافى وفقًا للاستراتيجية الوطنية للثقافة ومنها الشعر
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية-

الدستور المصرية –

عن هموم الشعر والشعراء في الأردن، وفي خصوصية الشعر، كقيمة إبداعية وثقافية وإنسانية، وكيف يغني الشعر الجميل ذائقة الإنسان، بالذات الشباب والأطفال.

 

الشعر يغني ذائقة الأطفال.. ورافد وطني وإبداعي

 

كما هو هم الوطن والعمل الأدبي، وساحة الشعراء، موقعهم كرافد وطني وإبداع وطني وإنساني.

هذا، وكل ذلك، كان مدار لقاءات تمت في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان، ثلة من شعراء الأردن من مختلف المدن والمحافظات، حملوا قدراتهم وأشعارهم وقدموا مداخلات، رعت الحوار حولها وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، التي عززت من قدرات ومكانة حركة الشعر في الأردن، فقالت: إن الشعر على مستوى أدبي وإنساني وثقافي، يوازي الإبداع في كل الأدوات الشعرية، تلتقي كلها في محبة الأرض والوطن، من أجل أردن ووطن كبير وجميل ويمثل الأردن الحضاري، والسردية الوطنية.

 

أدباء من مؤسسي دارة الشعراء في المملكة الأردنية الهاشمية، تبنوا مبادرة، اجتمع حولها اهتمام وجدية وتعزيز فكري، بادرت إليه وزيرة الثقافة هيفاء النجار، التي التقت الشاعر علي الفاعوري، ومن جمعية الدارة الشاعر تيسير الشماسين، واستمعت إلى المحاور التي قام عليها لقاء الشعراء، وهي:

المحور الأول: رؤية وطموحات الشعراء في كل ما يتعلق بالمشهد الشعري الأردني.

المحور الثاني: دور المهرجانات الشعرية؛ في الأردن والبلاد العربية والخارج، وأثرها في تشكيل الذائقة الشعرية.

المحور الثالث: آلية النشر ودعم الأعمال الشعرية، المشروع والفائدة!

المحور الرابع: الشعراء الشباب رعايتهم وسبل إنجاح التجارب الموهوبة.

 

إن الوزارة تعمل ضمن استراتيجية وطنية شاملة تمكينية لإعادة ترتيب المشهد الثقافي للصالح العام في إطار فهم للمرحلة الحالية وآليات المستقبل.

وأكدت “النجار”، خلال لقائها يوم الخميس في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي في عمان عددًا من الشعراء والمعنيين بالشعر، أن الشعر يمثل بُعدًا رئيسًا، خصوصًا الموجه للأطفال، مشيرة الى أن الشاعر مرتكز أساسي من مرتكزات الإبداع ضمن هذه الاستراتيجية.

عن قيمة الشعر والمحبة التي يستند إليها الشعراء عند الجمهور، بالذات في ظرف سياسي وطني كبير، مثلما يحدث في قطاع غزة من حرب إبادة ومجازر بحق سكان غزة وكل الشعب الفلسطيني، ومن هذا الألم والوجع ينبت أدب التحدي ومقاومة الاحتلال، هي رأت في محاور اللقاء قدرة على فتح كوة من الشعر نحو تخفيف هموم الأهل والدعوة العالمية، لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات والدعم الطبي والأغذية إلى الأهل في غزة، وكل مدن مخيمات فلسطين المحتلة.

 

اللقاء نظمته جمعية دارة الشعراء والشعر بالتشارك مع وزارة الثقافة الأردنية، وهو محطة في هذا الوقت المؤلم من تاريخ الثقافة العربية ودورها في مواجهة الاستعمار والاحتلال المتوحش، فوقف شعراء الأردن دقيقة صمتًا، دعمًا لصمود الأهل والشهداء وأننا معكم قلبًا ودمار قصيدة.

 

لقاء نادر، حققت من خلال وزارة الثقافة، بقامتها وبقيمتها الأصيلة، التي تشرف وتقف طوال يوم الثقافة الأردني، الوزيرة هيفاء النجار، وهي الأديبة التربوية المفكرة التي تريد من الشعر حرية الصوت والتلقي مواكبة صوت الأردن السردية الوطنية، وبث المشاعر والأحاسيس الفنية الأدبية في كل يوم تستمر فيه الحرب، مع العدو دولة الاحتلال الإسرائيلي، وضد مجازرها في غزة، التي تتوافق مع حركات التجويع والتهجير والتصفية.

 

وثقافيًا، وضمن الإدارة الاستراتيجية الثقافية الأردنية، تنظر وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إلى جماليات ودنيا الأدب والثقافة ومدى اقتربنا أردنيا، من المشهد في العالم، الأمر إلى يحتاج إلى إطلالة جديدة، استراتيجية واعية، بمعنى حالة تجدد وتجديد، ولا بد أن نعمل على تجديد الحالة القائمة من أجل مزيد من الإبداع من خلال الانطلاق برؤى جديدة رغم ما يحيط بنا من آلام وصعوبات.

 

ارتقت مؤسسات وزارة الثقافة، بوجود فاعل حريص على الحوار والتنمية الثقافية من وزيرة الثقافة، التي حرصت، بجدية على تسجيل ومتابعة الحدث، والاستماع بشجن وعمق، نظرتها تهدف إلى أن:”على الجميع من شعراء الأردن أن يعملوا.. والجميع معًا، وفسرت ذلك، بأن الوزارة والشعراء، هم روح رمزية وديمومة اللقاء من أجل: “وضع فهم نقدي لواقع الشعر في المشهد الأردني، مؤكدة أن المشهد الثقافي في الأردن بخير، وأن الواقع يتطلب وضع رؤية نقدية للتجديد في العمل والاستراتيجيات الثقافية”.

 

دعم الشعراء الشباب

.. بوعي استراتيجي تربوي، نادت وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار إلى مؤشرات تعمل عليها الوزارة وكل مرافقها، تقوم على دعم وتمكين الشباب، كما تقدم الثقافية المتخصصة للأطفال، بما في ذلك شعر القصيدة وأغاني الأطفال والفتيات.

.. و”النجار”، ترى القضية، تستند إلى وعي إنساني وأدبي ولغوي واجتماعي أصيل في تراثنا ثقافتنا، هويتنا، ونؤكد، هنا: “إن مسئوليتنا الأدبية في الوزارة تستدعي دعم الشعراء الشباب؛ كي يراكموا على تجربتهم، لكن دون السماح للتشتت والتبعثر والشرذمة، مؤكدة أن الوزارة لا تبتعد عن الحوكمة الرشيدة وتعمل بشفافية موضوعية”.

كما أسست في فهمها لحدث القصيدة، والانتشار عبر النشر والدوريات المتخصصة، أن الوزارة لن تضع رقابة على الإبداع والتوسع الأفقي، وتعمل على تعميق التجربة العمودية.

وبينت، أن الوزارة تعمل على التمكين وإيجاد منصات إبداع ونتاج جهودها تأتي من خلال عمل تراكمي، وتعمل كذلك على إعادة ترتيب المشهد الثقافي من خلال التشبيك وإعادة بناء الجسور من الواقع الثقافي والأدبي الأردني والتواصل عربيًا وعالميًا”.

 

تجديد المشهد الثقافي وفقًا للاستراتيجية الوطنية للثقافة ومنها الشعر

عمليًا، وفي سياق المنظومة الاقتصادية والاقتصادية والإدارية، والثقافية، تستمر وزارة الثقافة في الأردن، لتكون ضمن مسارات التغيير والمنجزات في استراتيجيات الحكومة التنفيذية، ووزارة الثقافة تقول، إنها مع الحركة الثقافية والمؤسسات والبنى الحضارية، التي تشكل امتياز وتقدم واندفاع الثقافة رسميا وشعبيا، لبذر خطوات النجاح وتقديم الإبداعات الأردنية محليا وعربيا ودوليا، والوزارة قطعًا، لا تعمل بعزلة عن الوزارات الأخرى، مشيرة د. هيفاء النجار، إلى أنها سعيدة بوجودها وزيرة للثقافة الأردنية، تتشرف بحمل الإرادة الملكية تكريمًا للثقافة للجهود الإنسانية والتربوية وديمومة التفاعل وفق الرؤية الملكية الهاشمية السامية، لذلك فالثقافة تبحث وتتابع وتنسق مسارات تصل بالثقافة والأداء والفنانين والناقد إلى التعاون المستمر مع الوزارات كافة، بالطبع منها وزارة التربية والتعليم، ووزارة السياحة والمؤسسات الأردنية والعربية والعالمية، نرسم السياسات الثقافية ونرسم طريق استشراف المستقبل.

 

 

.. من طرفها، ووفقًا لجدية خصوصية والأبعاد العامة للعمل الثقافي، فقد توقفت الوزيرة هيفاء النجار عند مفهوم الإطار الريعي للثقافة، مؤكدة أن الوزارة مع تجديد المشهد الثقافي وفقًا للاستراتيجية الوطنية للثقافة ومنها الشعر.

وشددت “النجار”، أن تكون الوزارة جهة رقابية، مؤكدة أن وزارة الثقافة جهة تمكينية وتعمل على تطوير معايير عمل الجمعيات الثقافية، وهذا الأمر لا يتأتى إلا من خلال العمل المتكامل والوعي والهدوء والنظرة الحضارية.

* برنامج الشعر.. وفعاليات مهرجان جرش

في طبيعة الحوار، ارتقاء الحس الوطني، تبادل الشعراء عدة محاور من ثنايا الجولات التي رافقها عصف ذهني ثقافي، عرج على رغبات الشعراء، وهم من يمثل شريحة من الكتاب الذائقة الشعرية الإنسانية والصوفية والوطنية، فكان من الطبيعي تنوع شريحة الهموم الأدبية، ومنها رغبات ملاحظات حول مهرجان الشعر الذي يقام على هامش فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، ويتلاقى ذلك مع ملاحظات وإشارات رافق احتفاء الشعراء انعقاد اللقاء الأدبي، الذي اعتبر مرحلة فارقة في طبيعة العلاقات المفتوحة بين الوزارة ومديرياتها وأقسامها ومطبوعاتها، والتي برزت وفق:

أولًا: أن الوزارة ستعمل على أن يكون برنامج الشعر ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بسوية أعلى وكذلك المهرجانات الأخرى التي تقام للشعر.

ثانيًا: نحو 35 شاعرًا وشاعرة ونقاد ومعنيين بالحركة الشعرية، لفتوا إلى أن هذا اللقاء يتمحور حول أربعة محاور هي؛ الرؤية والتطلعات والطموحات المقبلة في المشهد الشعري الأردني، ودور مهرجانات الشعر المحلية والمشاركات الخارجية للشعراء الأردنيين في إبراز المشهد الشعري الأردني.

ثالثًا: النظر في آلية دعم وزارة الثقافة للشعراء والحركة والمشهدية الشعرية الأردنية، ودور الشعراء الشباب في المشهدية الشعرية الأردنية وسبل دعمهم.

رابعًا: إيجاد منصة في وزارة الثقافة تسهل الوصول إلى سير الشعراء ومنتجه الإبداعي.

خامسًا: التساؤلات، حررت اللغة الأكاديمية من حالة بعض المحاور، وبانت أسئلة الضرورة:

“ماذا نريد من الشعراء” في ظل العدد الكبير من الشعراء الأردنيين، وهل يحملون قضايا مجتمعاتهم، وماذا قدموا للمشهد الشعري، منوهًا بأن الشعراء الأردنيين بخير؛ لاسيما ما يتعلق بالدراسات الأكاديمية النقدية”.

سادسًا: المشهد الشعري الأردني ثري ومتنوع وحي، ومن خلاله نستطيع أن ننتقي الشعراء المجيدين والمميزين وكذلك ننتقي العاديين، داعيًا وزارة الثقافة إلى وضع أسس وضوابط للحيلولة دون استمرار حالة البعثرة والشرذمة في مهرجانات الشعر، كما دعا إلى وضع موازنة خاصة للشعر أسوة بمهرجانات المسرح والسينما.

سابعًا: ضمن محور الشعراء الشباب طالب الشعراء بضرورة أن يجتهدوا على أنفسهم؛ لكي يصبحوا شعراء مميزين.

ذلك أن الشعر يقوم على الموهبة وتحصيل الثقافة الواسعة.

وأن مهمة وزارة الثقافة تكمن في رعاية الشعراء ودعمهم ماديًا ومعنويًا.

ثامنًا: إن المشهد الثقافي الأردني بخير خلافًا لما يظن البعض، لافتًا إلى تجربته بوصفه أكاديميا، حيث يجد العديد من المواهب الشعرية وغيرها من فنون أدبية أخرى في المشهد الثقافي الأردني.

إن على الوزارة أن تضع أسس وضوابط سياسات النشر في هذا المجال، خصوصًا مسألة تصنيف العمل من كونه شعرًا أم نثرًا.

تاسعًا: الشعراء هم من يحدثون فرقًا في المشهد الأردني، مؤكدًا أن الشعراء الشباب، هم من يصنعون أنفسهم ويثبتون أقدامهم في هذا المشهد.

عاشرًا: أن وزارة الثقافة هي الحاضنة للثقافة، لافتًا إلى ضرورة أن تلعب دورًا في تسويق الشاعر الأردني من خلال وسائل الإعلام المحلية لاسيما القنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية.

ولفت إلى أن بعض المنتديات والهيئات الثقافية تسهم في حالة الفوضى في المشهد الشعري الأردني من خلال ما تنظمه من أمسيات ونشاطات.

 

الحديث عن آفاق أدبية مستقبلية.

 

ضرورة تشكيل مجلس أعلى للآداب والفنون في الأردن يناط به وضع سياسات ثقافية وإجراءات تحول دون حالة الفوضى والتشرذم.

وأوضح مدير مديرية الدراسات والنشر في الوزارة الدكتور سالم الدهام، على هامش اللقاء، أن لدى وزارة الثقافة لجنة محايدة من المختصين في مختلف فنون الإبداع، ومنها الشعر تناط بها إجازة طبع ونشر الدواوين الشعرية، متطرقًا إلى حصة النشر في ميزانيات الوزارة في مجال الشعر.

وأيضًا، حرص وزيرة الثقافة على واقع الترابط العضوي الإنساني بين الآداب والفنون كافة، كونها من نسيج ووعي مقدرات وطنية، كتب عليها الاستمرار في دورها الوطني لحفظ صوت الأرض والوطن والقيادة النبيلة بكل إرثها الفكري الهاشمي، النابع من صلب حضارتنا العربية والإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى