حكومة حل.. أم حلول؟!
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
ما إن أُعلن عن التشكيل الحكومي، برئاسة سمو الشيخ د. محمد الصباح، وقبل أن يُقسم الوزراء، حتى بدأ محللو «تويتر» و«واتس أب» بتداول تحليلاتهم وتعليقاتهم، متفقين بصوت واحد، رغم ندرة اتفاقهم، على ان التشكيل الحكومي يوحي بأنها حكومة حل!
وبهذا المصطلح، يقصدون ان سمو رئيس الوزراء جاء بهذا التشكيل، وأعلن عن الحكومة، وأقسم هو والسادة الوزراء أمام سمو الأمير، ومن ثم يرفع كتاب عدم تعاون ليُحل بذلك مجلس الأمة، ومن ثم انتخابات جديدة وبرلمان جديد، وبالتبعية حكومة جديدة.
ورغم ان البعض كان منطقياً في تحليلاته، مشيرا الى ان البرلمان قد لا يكون على قدر مستوى التعاون، الذي شهدته الفترة الماضية من توافق حكومي – نيابي، فإن الأغلبية استندوا في آرائهم على مدى معرفتهم بالوزراء وأسمائهم وتغريداتهم، ليصدروا أحكاماً حتى قبل أن يُقسم الوزراء أمام سمو الامير.
اللافت كان ان مجلس الامة، الذي توقع الكثيرون عدم إبدائه درجة ملحوظة من التعاون منذ تشكيل الحكومة، خصوصاً لخلوها من بعض الأسماء، لم تصدر عن نوابه أية إشارات أو تصريحات تدل على عدم تعاون بين السلطتين حتى الآن، بل على العكس، كان لقاء رئيسي السلطتين مبشراً بالخير.
وبالعودة الى المغردين، فقد جرت العادة انهم يقيّمون الوزراء وأداءهم ويحكمون عليهم قبل صدور مرسوم تشكيل الحكومة، فما ان تنتشر إشاعة عن نية في توزير فلان أو فلان، حتى تبدأ عجلة التغريدات بالدوران، ويبدأ المغردون بالتقييم، والنبش والفحص، من دون أن يعطوا هذا المرشح حتى فرصة، أشهر معدودة، ليثبت كفاءته من عدمها، وغالباً ما تكون الآراء السلبية عن مرشحي التوزير هي الأكثر تداولاً، وقلماً يتداول المغردون، ايجابيات المرشح لحقيبة وزارية، حتى أصبح إطلاق اسم ما، واقترانه بخبر نية ترشيحه لحقيبة وزارية، بمنزلة حرق للاسم، ووأد طموحه بالتوزير.
وختاماً، لماذا أصبحنا نستبق الأحداث السياسية، ونفترض الأسوأ؟! فعلى سبيل المثال: لماذا افترضنا انها حكومة حل، بينما قد تكون حكومة حلول لأزمات وقضايا عديدة نعاني منها، أهمها الفساد وتعطل التنمية؟ ولنعطِ سمو الشيخ د. محمد وفريقه الحكومي فرصة لإثبات جدارتهم في إدارة البلاد.