حلم “الجزيرة” يُطارد الشعوب والموت ينتظرهم
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

فيلم مثير للدهشة يبيع فيه تجار الإنسانية حلم الهجرة للجزيرة التي ستصبح جنتهم المستقبلية ليتسابق البشر المُصنعين جينياً على الهجرة إليها، فيما الحقيقة أنهم مجرد قطع غيار بشرية لمن يملكون المال، فيتم تعبئة أدمغتهم بمعلومات خاطئة مغلوطة عن الحاضر والمستقبل، ليصبحوا مجرد الآت يسكنون في مُجمع الموت يطاردون حلم السعادة التي ما أن تأتيهم البشارة بالفوز بالانتقال إلى الجزيرة حتى يتم استئصال العضو المطلوب، لإنقاذ النسخة الأصلية المالكة للمال وأصحاب الحُلم فيتم علاجهم فيما يتم التخلص من قطع الغيار البشرية للأبد.

هذا الفيلم الخيالي نعيشه في الواقع بفعل القوى العظمى التي تعبث بالأدمغة فتصنع منظمات إرهابية وتُسيرهم كما تشاء بعد أن زرعت في عقولهم القاصرة حُلم البحث عن جزيرة الأمل، فيُنفذ هؤلاء ما يُطلب منهم بكل إخلاص بسبب فكرهم المريض ليقتلوا الآخرين ويحطموا الدول قبل أن يدمرهم من صنعهم كون دورهم في دورة الحياة انتهى،ونجحت الدول الإرهابية والإقليمية المهيمنة في صناعتهم على شكل منظمات تمتثل لأمرهم في السيطرة والانتصار بل لقد نجحت في صناعة قيادات وبدلاء لها وكأنهم قطع غيار، وظهر الأمر جلياً حين تم صناعة فايروس كوفيد -19 المسبب لجائحة كورونا وكيف حكموا العالم أجمع بتعليمات محددة يُمنع التهرب من تنفيذها.

بدوره لعب الإعلام وعبر منظمات إعلامية محددة الوظائف هذا الدور مع الشعوب، فعمل على غسل فكرهم وتسيرهم حسب السياسة الإعلامية المعدة مسبقاً لتنفيذ ما يُراد منهم بفعل قوة قطيع الذئاب الإعلامية بتحويل الشعوب إلى قطعان حملان تعمل على نظام نقل الخبر والمعلومة والتنفيذ بلا تفكير، فأصبحت بعض الشعوب تكره الحق والعدل والشجاعة وقبلت بدور الحمل الوديع بعد أن حولها الإعلام إلى شعوب خانعة تتقبل الأوامر التي تتلائم مع الفكر المزروع في أدمغتهم، ليسيروا كالمُصنعين في فيلم الجزيرة وهمهم الأوحد انتظار فوزهم بحائزة اليانصيب لينتقلوا صوب الحلم الذي قد يكون فرصة عمل أو هجرة وربما المزيد من المال والإنحلال.

لقد أصبحت شعوب العالم تحلم بالجزيرة للهروب من الدول الديكتاتورية والبوليسية والمحكومة من قبل الأوليغارشية متعددة الأوجةً، وبالذات الاقتصادية كونها تعمل على استنزاف الشعوب وتحويلهم إلى عبيد يتسابقون مع لقمة العيش في بعض الدول ومع جزء من رفاهية هي حق مكتسب لهم، وربما يتسابقون مع الصواريخ والرصاص للنجاة من موت صنعه فئة لا يأبهون بالشعوب المُصنعة لتكون قطع غيار للأغنياء والمُسيطرين على السياسة، لنجد أننا في عالم تسكن جزيرة الخُلم مخيلة كل من فيه لكن الغالبية العظمى يخطفهم الموت جوعاً أو بالصواريخ فيما أصحاب الحظ الأسوء يقضون في المعتقلات.

في النهاية ستدرك الشعوب أنها تعيش كابوساً فتنطلق كما انطلق لينكولن إيكو وسارة فيتصارعون مع الموت المحتوم حين يطاردهم جنود الأوليغارشية ويصنعون حياتهم كما يناسبهم وكما يشتهون، فينتصرون ويكتبون التاريخ والحاضر والمستقبل بطرق أفضل مما تقوم به الأوليغارشيات المتنوعة، فالجزيرة الحقيقية هي الأرض التي يسكنها البشر مما يوجب عليهم حمايتها من الموت البطيء والسريع كما حمى المخرج المستنسخين من الموت فيما لا زالت الولايات المتحدة صانعة الفيلم ترفض منح الحياة لأهل غزة وتوزع الموت على الشعوب على أنه الطريق الوحيد للنجاة

Back to top button