موافقة على اجتياح إسرائيلي للبنان بعمق 7 كلم
بقلم: اكرم كمال سريوي

 

حذّر حزب الله، بناءً على معلومات مؤكّدة، من سعي أمريكي إسرائيلي لحرب كبرى في المنطقة

حشدت إسرائيل ثلاث فِرَق عسكرية على طول الحدود مع لبنان هي ؛ الفرقة المدرعة 319، والفرقة 91 ، والفرقة 36. وهذه الفرق معززة بِعدّة ألوية، ووحدات خاصة اضافية، ووحدات احتياط، بحيث فاق عدد الحشود المئة الف جندي، وفق التقارير العسكرية الأمريكية.
ووفق هذه المصادر، فإن الحشد استعدادٌ لتنفيذ عملية اقتحام بري للأراضي اللبنانية، تصل إلى عمق يتراوح بين 7 إلى 10 كلم.

ووفق المعلومات المتوافرة، فإن الفرقة 319 تضم؛ اللواء 205 واللواء الرابع مدرعات ، واللواء الثاني واللواء 228 مشاة، واللواء 226 مضلي، وفوج المدفعية 213، وكتيبة إشارة.

أما الفرقة 91 فهي المسؤولة الأساسية عن الحدود مع لبنان، مقرها الرئيسي في بيرانيت، قرب قاعدة التحقيق التابعة للشرطة العسكرية. وهي تشمل ثلاث الوية مشاة؛ اللواء 300 “بارام” واللواء 769 «حيرام»، و اللواء الثالث “الكسندوني” ،إضافة إلى اللواء الثامن مدرعات، والفوج 7338 مدفعية، وكتيبة إشارة، والكتيبة 869 «شحاف» مخابرات.

الفرقة 36 ، والتي تم سحبها مؤخراً من غزة، واعادتها إلى الحدود الشمالية مع لبنان، تضم؛ ثلاث الوية مدرعات اللواء 188 و اللواء السابع ولواء احتياط،
اضافة إلى لواء الوحدات الخاصة “جولاني”، واللواء 609 مشاة، وفوج المدفعية 212، و كتيبة إشارة.

سلم رئيس أركان العدو الفريق هارتسي هاليفي، خطة الهجوم إلى وزير الدفاع غالانت، وعرضها الأخير على مجلس الحرب المصغر، وتمت الموافقة عليها بانتظار ساعة الصفر.

من المعروف أن استراتيجية الحرب الآن، يضعها ثلاثة هم؛ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وبيني غانتس، الذين يتمتعون بحق التصويت على الحرب فيما الوزيران غادي أيزنكوت(من حزب غانتس) ورون ديرمر (مقرب من نتنياهو) يتمتعان بصفة مراقبان.

تقضي الخطة الإسرائلية بالتوغل لمسافة تتراوح بين 7 إلى 10 كلم، وإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية، لحماية سكان المستوطنات الشمالية.

أما عملية الاقتحام فسيتم التمهيد لها بقصف جوي مكثف، قد يمتد لمدة أكثر من اسبوعين، بهدف إخلاء منطقة الشريط الحدودي من السكان بالكامل. ومن ثم يتم قطع كافة الطرق بين بلدات وقرى الجنوب، وتنفيذ عملية تدمير شاملة للمنطقة، على غرار ما حدث في غزة، لتجنب أي قتال مع رجال المقاومة، داخل الاماكن السكنية.

تعمد بعدها القوات الاسرائيلية إلى التوغل عبر ثلاثة محاور رئيسية، من الساحل باتجاه صور الفرقة 36، وفي الوسط نحو بنت جبيل الفرقة 91، وفي القطاع الشرقي نحو مرجعيون وتلال كفرشوبا الفرقة 319. ويترافق ذلك مع انزال وحدات خاصة في عدة نقاط مشرفة، لتأمين وحماية تقدم الوحدات.

لقد ابلغت إسرائيل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الغربيين بالخطة، ولهذا السبب نقل عدد من المسؤولين التهديدات الإسرائيلية إلى المسؤولين اللبنانيين، وطلبوا منهم أخذها على محمل الجد.

الاسبوع الفائت اتصل الرئيس الأمريكي بايدن بنتنياهو، محاولاً ثنيه عن تنفذ هجوم على لبنان. لكن الأخير رفض إلغاء القرار، ووافق فقط على تأجيله مدة قصيرة، افساحاً في المجال أمام المبعوث الامريكي، لاقناع حزب الله بالانسحاب عن الحدود. هذا وفق ما سربت مصادر في البيت الأبيض.

لقد وضعت حكومة إسرائيل المتطرفة، هدفاً جديداً لحربها، وهو التدمير الشامل لمن يتجرأ عليها، والعمل على تدمير أي فكرة مقاومة ضدها.

وهذا تريده إسرائيل، عبر ايقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر، في صفوف المدنيين، الفلسطينيين واللبنانيين. واستهداف واغتيال قادة المقاومة، وتدمير البنى التحتية، وجعل الحياة في مناطقهم شبه مستحيلة.

وهذا ما فعلته وتفعله إسرائيل في غزة والضفة، وتهدد بفعله في لبنان.

لا تريد حكومة نتنياهو وقف الحرب، حتى لو اضطرت إلى تخفيف وتيرتها.

وهي لن تسمح باعادة اعمار غزة، وستعمل على خنق الفلسطينيين، ومنع دخول المساعدات، سوى بقدر بسيط جداً، يضمن لها ابتزاز المجتمع الدولي، تحت مسمى المساعدات الانسانية، واجبار سكان غزة على الرحيل الطوعي، أو الموت جوعاً وعطشاً وبالامراض.

فمنذ بداية الحرب، وجًهت إسرائيل آلتها العسكرية، نحو هدم المنازل والمجمعات السكنية، وتخريب البنى التحتية، وتدمير المستشفيات والمدارس، وارتكاب المجازر.

وسعت دائماً إلى تجنّب المواجهة والدخول في قتال مع عناصر حماس. وحصرت عملياتها في الأماكن المفتوحة، دون الدخول إلى الأماكن المكتظة، حيث يمكن أن تتعطل وسائل تفوقها العسكري، وتتكبد خسائر فادحة بالأرواح.

سيعود هوكشتاين إلى لبنان، في محاولة لايجاد حل مع حزب الله، ومنع انزلاق الأمور إلى حرب دون سقوف أو ضوابط، يتفلّت فيها الجنون الإسرائيلي من عقاله. وقد تسبب الاحداث، دخول اطراف جديدة إلى حلبة الصراع، في مواجهة شاملة تُشعل المنطقة بأكملها.

ما زال الإسرائيلي متردداً بسبب خلاف في وجهات النظر، بين نتنياهو المحاصر من اليمين المتطرف، بوجود بن غفير وسموتريش، والضغط الأمريكي من جهة أخرى، وجنرالات الجيش يقودهم كل من غالانت وغانتس، ويدعمهم رئيس الأركان هاليفي، الذي تملّص عدة مرات من حضور اجتماعات الحكومة المصغرة، التي دعاه اليها اللواء آفي جيل، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء نتنياهو .
فبينما يدفع نتنياهو إلى اطالة امد الحرب، يخشى غالانت، من فشل أي مغامرة باتجاه لبنان، ويرفض إطلاق صافرة الحرب.

لأن الجيش ما زال منشغلاً في غزة، وقال غالانت لنتنياهو: ” الحرب على لبنان ليست نزهة، فهي مكلفة والرد من لبنان قد يكون قاسياً” كما اعترف ايزنكوت، بأن استعادة الأسرى من حماس، أحياء بالقوة، قد يكون مستحيلاً.

ويُذكر ان هاليفي تعرّض للإهانة والتهجم عليه، داخل جلسة الحكومة، من قبل نتنياهو وبعض وزرائه اكثر من مرة، واتهموه بالفشل، والتخاذل.

 

لن تحصد إسرائيل من حربها على المقاومة، سوى التكرار لهزائمها السابقة، التي جعلتها تتراجع دون تحقيق اهدافها، فيما تخرج المقاومة أصلب وأقوى وأكثر جرأة، رغم كل الدمار الذي يلحق بالسكان.

أيام حاسمة وسباق بين دبلوماسية هوكشتاين ،وجنون سيده نتنياهو.

فإسرائيل تريد أن تلعب دور المارد، الذي إذا خرج من القمقم سيدمر كل شيء حوله.

هذه هي الرسالة، التي يريد نتنياهو إيصالها، إلى المقاومة في غزة ولبنان.

اما ما يُحكى عن صفقة تبادل الأسرى مع حماس، فمن الواضح ان الحكومة الاسرائيلية، اتخذت قراراً بالاستغناء عنهم.
وقد قتلت منهم حتى الآن أكثر من 30 اسيراً، وسيقضي نتنياهو على الباقين. وما زال يكذب على الإسرائيليين، ويقول بانه يسعى لاعادتهم. وهو يعلم طبعاً أن اعادتهم بالقوة امر مستحيل، لكنه لن يوقف الحرب.

ونتنياهو لا يرى أمامه خياراً، سوى الحرب، واتّخذ قراره بذلك. ولو كان هذا على جثث ودماء الإسرائليين، ومستقبل وجودهم في فلسطين.

فالمهم بالنسبة إليه، أن يبقى هو في الحكم، ولو مات مئات آلاف المدنيين والعسكريين.

أراد هتلر أن يحطم كل شيء حوله، ويرهب أعداءه، وتسبب بحرب عالمية، راح ضحيتها أكثر من 60 مليون شخص، منهم حوالي 9 ملايين الماني.

لكنه في نهاية المطاف قضى منتحراً.

فكم سيعاني العالم، من جنون نتنياهو ونازيته المفرطة، قبل أن ينتحر؟؟؟

Back to top button