على طريقة واشنطن .. “هولوكوست” صهيوني في رفح..

صالح الراسد

رفح وجع القلب وشعار فقدان الإنسانية، رفح عرت العالم من جديد وأثبتت زيف أخلاقه وكذب إدعاءاته، فالمحكمة الجنائية تريد أدلة على أن ما يجري في غزة إبادة جماعية ، ولا تُشاهد قتل عشرات الأبرياء واحتراق جثثهم في رفح، والأمم المتحدة لا زالت تُراوح مكانها بعد أن تحولت لخنجر تقتل به دول حق النقض “الفيتو” ضعفاء العالم، فالولايات المتحدة التي ترصد كل شيء على الأرض لم تشاهد المحرقة الجديدة التي نُفذت بصواريخها في رفح.

نعم، هي المحرقة الجديدة التي تحدث في رفح ويوثق الإعلام كل جزء منها، فهذه المجزرة يعتبرها المعسكر الصهيوني المتمثل بزوايا نجمة داود “الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا،أوكرانيا والكيان الصهيوني” بأن المجزرة غير موجودة وليست حقيقية، ويُصدقوا ويروجوا جميعاً “لهولوكوست” لم يشاهدوه بل يعتبره الكثير من المؤرخين مجرد كذبة صهيونية ورواية من جهة واحدة، ويرفضون رواية رفح متعددة المشاهد الحقيقية ولا يسمونها “هولوكوست”.

وعبر التاريخ تعرضت رفح لهجمات الفراعنة والأشوريين والإغريق والرومان، لكنها لم تتعرض “لهولوكوست” كما تتعرض له الآن، ثم يخرج كاذب الولايات المتحدة مدعياً بأن القوات الصهيوني تقصف أعدائها بدقة، وأن واشنطن ستظل تقدم السلاح لتل آبيب للحفاظ على سلامتها وأمنها، فيما العالم الغربي صامت والعربي في غيبوبة وكأن ما يحري في رفح من طبائع الأمور وليس أمر خارج عن العادة وأنه جريمة بحق الإنسانية، وهنا يجول في الفكر البشري سؤال، “أليس سكان رفح ناس كبقية الناس في العالم يا واشنطن”.؟

لقد جرب الغرب واستخدم جميع أسلحة الموت والقتل الجماعي في الدول العربية والإسلامية وكأن من فيها ليس هناك داعٍ لوجودهم في العالم، فقتل وأباد الأبرياء في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان، وصنع لهم أدوات للقتل والتعذيب كداعش، وصمتت الأمم المتحدة عن جميع هذه الحرائم وحرق الموتي بل باركتها كما فعلت في ملحأ العامرية حين تفحمت جثث الأبرياء بصواريخ أمريكية يستخدمها الكيان الصهيوني الآن في رفح.

لقد حول الكيان الصهيوني أجزاء من رفح إلى مناطق آمنة ووزع الخرائط بغية انتقال المدنيين إليها، لتصبح ملجأ آمن أو هكذا يجب أن تكون حسب “الناعق الصهيوني”، وحين تجمع فيها الأبرياء وأصبحت كملجأ العامرية تم قصف التجمعات الفلسطينية بذات الصواريخ التي قصفت بها واشنطن ملجأ العامرية، لنشعر أن المخطط واحد والصاروخ واحد والقاتل واحد والعدو واحد، ولكننا نرفض أن نراه ولا نصرح علانية أن عدونا هو من أوجد الكيان الصهيوني ويحافظ على وجوده ويمده بسلاح فتاك لقتل مدنيين أبرياء

Back to top button