مواجهة نووية أمريكية بريطانية مع موسكو
النشرة الدولية –
في حديث إلى “ريا نوفستي سبوتنيك” في موسكو، حول إعلان أمريكا عن إعادة نشر أسلحة نووية، في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في “لاكنهيث”، مع سربين من طائرات F-35، قال الخبير في أسلحة الدمار الشامل والقانون الدولي الإنساني اكرم كمال سريوي:
إن هذه الخطوة هي في الظاهر موجّهة لردع روسيا، وحماية أوروبا. لكن في حقيقتها هي موجهة، لإخضاع أوروبا وإعادتها إلى تحت مظلة الحماية الأمريكية.
لا احد يصدق الدعاية الغربية، التي تُروّج، بان روسيا ستهاجم دول أوروبا. فهذه مجرد شائعات، تستهدف تأليب الرأي العام الأوروبي ضد روسيا، وحشد الدعم لأوكرانيا، في حربها المفتعلة.
لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية، بإغراق اوروبا في الحرب الأوكرانية ضد روسيا، ودفعت بهذه الدول إلى زيادة الانفاق العسكري، الذي تذهب معظم أمواله، لشراء الأسلحة من المصانع الأمريكية.
وعن تحالف الناتو قال سريوي:
لا يوجد تحالف على قدم المساواة داخل الناتو، وأمريكا لا تعامل تلك الدول كحلفاء بل كأتباع لها، فهي التي تتخذ القرارات، وباقي الدول لا يسعها سوى الموافقة.
الدول الأوروبية تعلم مَن فجّر انابيب الغاز، نورد ستريم -1 و 2, وتعرف الهدف. وها هي اوروبا اليوم تعاني من أزمة الغاز، وأصبحت تحت رحمة الولايات المتحدة الامريكية، بعد أن دفعتها الأخيرة إلى التخلي عن استيراد الغاز الروسي، وفرض عقوبات على روسيا، وباتت تبيع لها الغاز الأمريكي بأسعار مضاعفة.
وجواباً عل سؤال عن احتمال اندلاع مواجهة نووية، وكيف سترد روسيا على الخطوة الأمريكية قال سريوي:
لا يمكن تخيل نشوب حرب نووية بين روسيا والغرب، لانها ستكون نهاية العالم، والكل يدرك هذا الخطر، ولا أحد يرغب بذلك.
لكن أمريكا تحاول الرد على خطوة روسيا بالانسحاب من معاهدة ستارت-٣ ، والإدارة الأمريكية الحالية تحاول الاستمرار في سياسة الردع.
لقد فشلت سياسة الردع الأمريكية في؛ فيتنام، والعراق، وأفغانستان، ولبنان، وغير دول في العالم. لكن بايدن مصرّ على هذا النهج التدميري، الذي يولد الصراعات، من أوكرانيا، إلى أوروبا، وتايوان، وغزة، ومؤخراً التصعيد في البحر الاحمر، عبر تحالف دولي لحماية إسرائيل، والسيطرة على مضيق باب المندب.
وأضاف سريوي: أن روسيا ستردّ طبعاً على نشر أسلحة نووية أمريكية في أوروبا، وستنشر المزيد من أسلحتها النووية في بيلاروسيا وإقليم كاليننغراد.
وعن أهمية نشر هذه الأسلحة الأمريكية من ناحية عسكرية قال سريوي:
لا أهمية عسكرية فعلية لهذه الأسلحة في أي حرب نووية قد تندلع، فروسيا تملك أكبر ترسانة نووية في العالم، وأحدث الغواصات والصواريخ، القادرة على الوصول إلى أمريكا خلال 15 دقيقة.
وفيما لو اندلعت الحرب، لن تتمكن هذه الطائرات من الاقلاع من مطاراتها، وستكون عرضة للتدمير خلال وقت قصير جداً.
وعن النزاع في أوكرانيا أوضح سريوي:
أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي دفعت أوكرانيا وأوروبا نحو هذه الحرب، عندما رفض الرئيس بايدن طلب الرئيس بوتين، بالتعهد بعدم إدخال اوكرانيا إلى الناتو، وتطبيق اتفاق مينسك.
وأكد سريوي أن النزاع الأوكراني يمكن حله خلال ١٥ يوماً فقط، كما أعلن دونالد ترامب، لأن مطالب روسيا واضحة وهي ليست تعجيزية.
والمطلوب فقط مراعاة هواجس روسيا الأمنية، لكن بايدن يريد هزيمة روسيا، وتوتير علاقاتها مع أوروبا، لإبقاء الدول الأوروبية ضعيفة، وتدور في الفلك الأمريكي، ولهذا السبب يستمر التصعيد الأمريكي والضغط على أوروبا.