كيف نرتاد التطوير المستند إلى المدرسة وفق حركة “تمام”؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

تعزيزُ الشَّراكةِ نحو الإصلاح التَّربويِّ في المِنطقة العربيّة مِن مَنظورٍ مُجَذّر!

.. وأنت تقف من خرائط الأحداث حول العالم، تنظر إلى حلول الوقائع والإشارات والتنبيهات، جميعها تعود خصوصية ومجتمع حاجتنا إلى منبت التربية، والتعليم، وتلك الرحلة نحو المدرسة.

في العاصمة الأردنية عمان، اعتبارا من يوم الجمعة  تُنظّم الجامعة الأمريكية في بيروت، المُلتقى التّربوي الثاني عشر لمشروع “تمام”، تحت عنوان “حركة تمام التّطويريّة: تعزيزُ الشَّراكةِ نحو الإصلاح التَّربويِّ في المِنطقة العربيّة مِن مَنظورٍ مُجَذّر”.

.. الرحلة في مبادرتها وكل ما تحمله من رؤية ارتياد المستقبل والعودة الجذور، تبدأ أيام 9 و10 و11 فبراير 2024.

الملتقى/المؤتمر، برعاية الأميرة سُميّة بنت الحسن، بمشاركة عدة دول ومؤسسات عربية ودولية.

 

*قصة [ت. م. ا. م/تمام].. الحركة في داخل روح المدرسة

الأحرف هي [ت. م. ا. م/تمام].. تقول أدبياتها المختلفة تربويا واجتماعيا وفلسفيا؛ حركة تربويّة في العالم العربيّ (..) انطلقت بناء على مذكرّة تفاهم بين:”مؤسّسة الفكر العربي” و”الجامعة الأمريكيّة في بيروت”.. وأن كلمة تمام هي اختصار للأحرف الأولى من الكلمات التالية: التطوير المستند إلى المدرسة.

عمليًا، ومع الإصرار والتحدي.. انطلقت “تمام” في العام 2007 وتحوّل من مشروع تجريبي إلى حركة تربويّة تطويريّة اتّسعت لتشمل 9 دول عربيّة، وتخدم، في الواقع العملي المجرب، أكثر من 1000 ممارس تربويّ في 72 مؤسّسة تربويّة، كما وتضمّ 32 باحثًا تربويًا من 12 جامعة مختلفة، و42 مدرّبًا‏، بالإضافة إلى ممثّلي وزارات التربية، حيث تتعاون فيها كلّ هذه الجهات لتصميم مقاربات إصلاحيّة تربويّة فاعلة مستندة إلى المدرسة وتنفيذها، وهذا ما عزز نجاح المبادرة وقوة رؤيتها، في ظل توسع مؤثرات الأحداث متغيرات العالم، وطبيعة التطور الرقمي، نحو الذكاء الاصطناعي، وشبكات التواصل الاجتماعي المطور، بما في ذلك التربوية منها.

*هموم تربويّة..!

 

ما في الجذر، والرؤية، يستند إلي خبرات تربوية مدهشة ونادرة عربيا ودوليا، إذ أن الحراك في تمام يعالج أربعة هموم تربويّة، هي:

*أولا:

غياب قاعدة معرفيّة متجذّرة في السياق العربيّ توفّر ما يحتاجه الممارس العربي لمعالجة التحدّيات التي تواجهه ومتوافقة مع أفضل الممارسات التربويّة العالمية.

 

*ثانيا:

عدم جهوزيّة الممارسين التربويّين وعدم استعدادهم لقيادة عمليّة التطوير في مدارسهم.

*ثالثا:

ضعف جودة برامج التطوير المهنيّ المُتاحة للممارسين التربويّين العرب.

*رابعا:

افتقار  النظام التربوي على مستوياته كافّة إلى القرارات التربوية المتّخذة بناء على الأدلّة وإلى الدراسات التقييميّة للمبادرات التطويرية المُعتمدة، المتعددة في الوطن العربي.

*..بين الهموم والرؤية.. جهود متعددة.

 

منذ بدء الفكرة، وتوسع مساحة الحلم، كانت د. ريما كرامي عكّاري، تتولى أعمال مديرة “مشروع تمام” في الجامعة الأمريكية وتقود منذ العام 2015 الحركة  التربوية المدهشة، مع فريق موجّه مؤلّف من باحثين، ومصمّمي برامج، واستشاريين، تنتشر خطوطها على امتداد حلم خدمة المدرسة، الطالب، فالمجتمع التربوي والإنسانية.

.. هنا، بات ارتياد المستقبل، بإرادة موسعة، واعية، حكيمة، يعني،- وهذا ما يشرف عليه ملتقى الحركة في الأردن- تمام حركة تربويّة في العالم العربيّ تهدف إلى تحويل المدرسة إلى مؤسّسة متجدّدة ذاتياّ تملك خزينًا من القدرات القياديّة للتغيير. يعمل فيها الممارسون التربويّون متكاتفين وبجهود موحّدة لبناء شراكات مع مختلف الجهات التربويّة من جامعات، ومجتمعات محليّة، ومراكز تدريب، ووزارات تربية، وذلك لإعادة تفعيل دور المدرسة في تحقيق التنمية المجتمعيّة‏‏، وبناء جيل قياديّ فاعل في مجتمعه. ‏‏التربويون ‏في تمام هم قادة ‏للتغيير يستثمرون خبراتهم ‏مجتمعةً لإنتاج معرفة متجذّرة في السياق الثقافيّ العربيّ ‏ولإطلاق المبادرات التجديديّة للتطوير المدرسيّ المستدام.

 

*.. إلى دليل رسالة تمام.. مسيرة مختلفة!

 

في عراك التجربة والفهم العملي، ‏يعمل “تمام” كمختبر بحثّي يعتمد البحث الإجرائيّ التعاوني من أجل التطوير والتنمية لإنتاج معرفة علميّة وعمليّة تساهم في ‏تحسين عمليّة قيادة التطوير المدرسيّ المستدام وبلورتها، وذلك لتفعيل دور المؤسّسات التربويّة ومساهمتها في مجتمعاتها. يقوم فريق تمام الموجّه بوصفهم باحثين إجرائيّين بتصميم برامج مبنيّة على البحث لبناء القدرات القياديّة لدى فرق من التربويّين تساعدهم في إطلاق المبادرات التطويرية في مدارسهم، ثمّ التخطيط لهذه المبادرات وتنفيذها ومتابعتها وصولًا إلى تقييمها. كما صُمّمت هذه البرامج تدعم فرق التربويين خلال عملهم على المبادرات التطويريّة لاكتساب كفايات أساسيّة لقيادة عمليّة التطوير المدرسيّ المستدام. هذه التصاميم المبنيّة على البحث تتضمّن أيضًا استراتيجيّات لبناء شراكات مع المتعلّمين، والمجتمع المحليّ، والجامعات، ووزارات التربية، والمانحين‏ ومراكز التدريب المهنيّ، لتمكينهم جميعًا من التأثير في السياسات التربويّة في دولهم.

بالطبع هذا مؤشر معلن، واضح، نتاج تراكم منهجي ومبادرات، قد نتواصل مع رؤيتها ومكانتها، خلال أيام الملتقى، الذي يهدف المُلتقى إلى تعزيز رؤية تمام التّشارُكيّة حول الإصلاح التربوي، وتمكين شبكة “تمام” المهنيّة من تفعيل دور أعضائها وتوثيق التواصل والتشبيك بينهم، مُنطلقًا من توصيات تربوية لدعم مبادرات الإصلاح في العالَم العربي وزيادة فعاليّتها وتأثيرها في مجال التّربية والتّعليم.

*نخب التربية ومحبة المدرسة وجمال الأفكار.

من داخل مصادر خاص، استطاعت “الدستور” أن تتعرف على حيثيات الملتقى، وقالت ذات المصادر إنه: “سيحضر المُلتقى الدكتور عزمي محافظة- وزير التربية والتعليم، والأستاذة هيفاء- وزيرة الثّقافة والإعلام، والدكتور فضلو خوري- رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، والدكتور فارس دحداح- عميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة، والدكتور مأمون عكروش- رئيس الجامعة الأمريكيّة في مادبا، والدكتورة سالي التركي- رئيسة اللجنة الاستشارية لتمام، وعمداء كليّات التّربية من الجامعات الأردنيّة، وممثّلين من وزارة التّربية والتّعليم في الأردن وعُمان والسّعودية، وأكثر من 250 مشاركًا من أعضاء شبكة تمام المهنيّة مِن الدّول العربيّة المختلفة، بالإضافة الى مُدراء مدارس، وتربويين وباحثين عرب وأجانب مِن مختلف المجالات.

 

.. وعكست تصريحات الملتقى، كما حصلت عليها “الدستور”، طبيعة ما يتضمّن المُلتقى ثلاثة محاور رئيسة:

*محور اليوم الأوّل-“التّطوير المُستنِد إلى المدرسة:

تجارب وخطوات تجديديّة نحو الرؤية البديلة للمدرسة العربيّة”، حيث ستركّز الجلسات على المواضيع الآتية:

– “شبكة تمام المهنيّة: القوّة المُحرَّكة لقيادة التّطوير المُستنِد إلى المدرسة في خدمة المُتعلِّم العربي”.

– معرض مُلصقات “تجارب وآفاق تجديديّة في التّطوير المُستنِد إلى المدرسة”.

– “تحديد ملامح المُتعلِّم العربي في بعديها اللغوي والثقافي: مبادرة تطويرية في تعليم اللّغة العربية”.

– “المُتعلِّم كفاعل للتّغيير: تجارب تجديديّة مِن مدارس تمام”.

– “المدرسة العربيّة في زمن العولمة والرّقمنة: بناء رؤية مِن تطلّعات وتجارب المُتعلِّم العربي وتصوّر التربويين”.

 

*محور اليوم الثّاني- “تعزيز بناء الشّراكات لدعم التّطوير:

تصاميم مُنبثقة مِن التّجريب والبحث في السّياق العربي”. حيث سيتمّ التّركيز في الجلسات على المواضيع الآتية:

– “تمام كمختبر بحثي: إقامة الشراكات بين الممارسين والباحثين التربويين لدعم البحث والتطوير”.

– “الشَّراكة بين العائلة والمؤسسة التّربويّة: نموذج تجريبي نحو مدرسة مُجتمعيّة مُتناغمة مع بيئتها”

– “مُبادرة التّشبيك بين مدارس تمام في الأردن: شراكة مهنية لتطوير تعليم اللّغة العربيّة”.

– “ردم الهوّة بين البحث والتّطوير: بناء الشّراكات مع الباحثين في سبيل إنتاج معرفي داعم للتّطوير المُستنِد إلى المدرسة”.

– برنامج تمام البحثي: نحو شراكات للمساهمة في الإنتاج المعرفي التربوي العالمي.

– “توسيع أثر حركة تمام: فتح آفاق جديدة للتشبيك لمعالجة قضايا تربوية من صلب الممارسة”.

– “بين منهجيّات وتمام: التطوير القائم على المُمارسة وملاحظاتها”.

 

*محور اليوم الثّالث-“توسيع شبكة تمام المهنية ودورها القيادي:

نحو استدامة التطوير المستند إلى المدرسة”. تليها جلسات ستركّز على المواضيع الآتية:

– “ردم الهوة بين الممارسة التجديدية والسياسة التربوية: دور صنّاع القرار في دعم التطوير المستند الى المدرسة”.

– “تجربة تجمّع تمام في عُمان: تكامل العناصر اللازمة لدعم التّطوير المُستنِد إلى المدرسة ومأسسته”.

– “دور شبكة تمام المهنية في الإصلاح التّربوي: فِكر فاعل وقيادة تربوية مؤثرّة”.

 

الملتقى يسعى لتكريس التجارب التربوية التي تعالج صدى الأحداث وأثرها على المدرسة والطالب، “تمام” هي اختصار للأحرف الأولى مِن الكلمات الآتية: “التّطوير المُستنِد إلى المدرسة”. هدفه تحويل المدرسة إلى مؤسّسة مُتجدّدة ذاتيًّا، بالاعتماد على القدرات القياديّة للتغيير وتفعيل دورها في تحقيق التنمية المجتمعيّة‏‏، وبناء جيل قياديّ فاعل في مجتمعه. انطلق مشروع تمام في العام 2007 بناء على مذكّرة تفاهم بين مؤسّسة الفكر العربي والجامعة الأمريكيّة في بيروت. تحوّل تمام مِن مشروع بحثي تجريبي إلى شبكة تربويّة مهنية اتّسعت لتشمل (9) دول عربيّة، ولتخدم أكثر من 1000 ممارس تربويٍّ في (72) مؤسّسة تربويّة، كما وتضمّ باحثين تربويّين من (6) جامعات مختلفة، و(42) مُدرّبًا‏، بالإضافة إلى ممثّلي وزارات التربية؛ حيث تتعاون كلّ هذه الجهات لنشر ثقافة التّطوير المُستنِد الى المدرسة وإنتاج المعرفة البحثية المُجذّرة في السّياق المحلي كأساس للتأثير على مبادرات الإصلاح التربوي المنشود في وطننا العربي.

 

هذا ويُشرف على مشروع “تمام” باحثة رئيسيّة في دائرة التّربية في الجامعة الأميركية في بيروت، مع فريق موجّه من الباحثات والمستشارات التربويات. تُدير الدكتورة ريما كرامي المشروع، وهي رئيسة قسم التربية والتعليم وأستاذة مشاركة في الإدارة التربوية والسياسة والقيادة في قسم التعليم في الجامعة الأمريكية في بيروت. يتضمّن الفريق الموجه للمشروع: أ. رولا قاطرجي، أ.ديانا سري الدين، أ.فيروز سلامة، أ.نضال جوني، أ.ريان قاطرجي، أ.يسرى خطاب، وأ. هديل دبيبو. بالإضافة الى فريق مساندة مؤلف من متطوّعين ومُتدربين من طلبة الدراسات العليا التربوية. وقد اختير مشروع تمام كأحد الفائزين بجائزة اليونسكو- حمدان بن راشد آل مكتوم لمكافأة الممارسات والجهود المتميّزة لتحسين أداء المعلّمين في يوم المُعلّم العالميّ في 5 تشرين الأوّل 2022.

*الإبداع التربوي والوعي الثقافي.. سمو الفكر

في سياق المبادرات،  عربيا، هناك تلك الجسور التي تصل الإبداع التربوي والوعي الثقافي، كما تقول وزيرة الثقافة الأردنية د. هيفاء النجار، وهي ترن نحو سمو الفكر النابع من سياج مدارسنا وجذرها الراقي الذي يذهب نحو استشراف المستقبل.

.. ولهذا تؤمن الوزيرة النجار، إن تكون العلاقة تشاركية تطويرية، وهي تشير إلى وجود مدارس عديدة في نسيج وتشابك وتواصل تمام.

Back to top button