تعنت الولايات المتحدة يتجدد.. وإسرائيل تخلخل اجتماع القاهرة الأمنى
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

بداية، لا يمكن اعتبار القمة بين الملك عبدالله الثاني، والرئيس الأميركي بايدن، مجرد محطة سياسية لمناقشة أهمية الاستقرار في الضفة الغربية والشرق الأوسط، كما نشرت عديد من وسائل الإعلام، بالرجوع إلى المصطلحات التي تخدم الدبلوماسية الأميركية، وهي في إدارة القمة بين الملك والرئيس، أكدت رغبتها بالتعنت السياسي والأمني، واضعة حدا لأي مبادرة من دول المنطقة والإقليم، وهذا الأمر يتضح، سياسيا وأمنيا على الاجتماع الأمني الرباعي في القاهرة، الأطراف لا تريد أي حراك، دون الحراك الأميركي، وهنا تجد مصر، أنه برغم عقد الاجتماع الأمني في القاهرة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية، غالبا لديها خطوطها التي تنسق فيها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، أي أن مصر كضامن للاتفاق أو مشروع الهدنة، مع الوجود القطري القوي سياسيا، يتعثر، وفق ملفات أعدتها الإدارة الأمريكية مع حكومة السفاح نتنياهو المتطرف.

*هل فعلًا ضاعت الجهود الإقليمية ولماذا؟.

ما رشح أن تقارير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قدمت للمستويات الأمنية والأمن القومي والبيت الأبيض والرئيس بايدن، فيها الكثير من التزييف، المغالطات، لم يخفها بلينكن، فهو  يجوب في جولاته البلنيكينية، سعيا لتبيض وجه إسرائيل، مرددا مقولة ان حماس ذهب زمانها وزمان أي مقاومة في المنطقة والعالم.

حركة حماس، قبل أي تحرك إقليمي، تحركت ووضعت تصورتها وخطتها للخروج من الحرب، لمن يريد مثل هذا الخروج (…) فالواقع وتتوالى الأحدث، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تريد التصعيد وخلط أوراق المنطقة والعالم، وتحويل البلاد الي محاور صراع وولاءات  للدول التي تعيش صراعات ما قبل حماس  السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.

يعزز ذلك ما يتابع الإعلام الإسرائيلي نشره:. إسرائيل تناقش سرًا مع إدارة بايدن خطتين لوقف حرب غزة!

.. هنا نؤكد أن مواقف تنبيهات ومطالب الملك عبدالله الثاني، تتوازى وتقف في ذات النقاط الرئيسة، مع الموقف المصري الرئاسي للدولة المصرية، وهو موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول منع التهجير وإيقاف كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وأيضا المطلب الجماعي الصريح: الإيقاف الشامل للحرب على غزة وإدخال المساعدات والأدوية الأغذية وإعادة السكان إلى مناطقهم وفق خطط مدروسة، وبالتالي منع جولات الحرب لفتح جبهة رفح.

 

*هل موقف بايدن شكلي مؤقت؟

 

عند مراجعة وتحليل مواقف قالها الرئيس الأمريكي جو بايدن- للسفاح المتطرف- نتنياهو إنه لا ينبغي لإسرائيل المضي قدمًا في عملية في رفح؛ دون خطة لضمان سلامة الأشخاص الذين يحتمون هناك.

ولان الموقف محير وفيه شرط لا يتقبله جيش الحرب الإسرائيلي الصهيوني الكابنيت، المثير في الإدارة الأميركية رئيسها، أنه يتوقف عند اللحظة التي يتعنت عندها نتنياهو، ما يعني أن جولة التفاوض الأمني من أجل هدنة وإيقاف الحرب وعودة الرهائن والأسرى، باتت مناورة لتبرير الإبادة القادمة في رفح، وسيكون عرابها الوفد الأمريكي مع الإسرائيلي، ومحاولات الضغط على حركة حماس بالتنازل عن الخطة المقترحة وبناء مواقف استنادا إلى خطط أميركية أوروبية إسرائيلية، أي أن ما يحدث، هو عملية اجتماعات لفرض الأمر الواقع أو الحرب، ثم الاستمرار في فتح الجبهات إلى ما لا نهاية.

 

*الولايات المتحدة والأردن يواصلان الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة قبل المحادثات الجديدة

 

في البيت الأبيض، حقق الملك عبدالله الثاني، فرصة، ربما كانت مستحيلة، إلا أن قمة بايدن والملك عبدالله الثاني، أطلقت ما يمكن وصفه بالتحول الإقليمي العربي الإسلامي، ووضع المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، في مواجهة ما جرى تأكيده في واشنطن:الملك والرئيس الأمريكي يؤكدان التزامهما بالعمل سويا من أجل إنهاء الأزمة في غزة وتحقيق سلام دائم يشمل “حل الدولتين”.

وخلال القمة مع الرئيس الأمريكي طالب الملك عبدالله الثاني: الحرب على غزة يجب أن تنتهي.

بايدن، قال الاثنين، إن الولايات المتحدة تعمل على فتح معبر رفح، وتصر على بقائه مفتوحا، لإدخال المساعدات لقطاع غزة.

 

وأكد خلال تصريحات في البيت الأبيض، مع الملك عبدالله الثاني، أن إعادة المحتجزين في غزة أولوية لدى الولايات المتحدة، و”نعمل بجد من أجل السلام والأمن والكرامة لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأنا أعمل على ذلك ليل نهار”.

 

.. وحول اجتماع القاهرة الرباعي، لفت  بايدن إلى أنه ناقش مع الملك الأردني، صفقة لتبادل المحتجزين تضمن هدنة إنسانية في غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل.

 

وأطلق بايدن إشارات،  إلى أن الحياة في غزة أصبحت مأساة، مؤكدا أن العملية العسكرية في رفح لا يمكن أن تبدأ دون تخطيط، كما أن الولايات المتحدة تعارض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة.

 

ما نوه إليه بايدن إلى أنه قام باتصالات هاتفية مع القطريين والمصريين من أجل اتفاق حول الرهائن، يشير باهتمام الي أهمية اجتماع القاهرة.

 

قمة الملك عبدالله الثاني مع بايدن، عززت موقف الأردن، والصوت العربي الإقليمي، وما كان خاطبه الملك منذ أيام الحرب الأولى: الحرب على قطاع غزة تعد واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث.

في ذات السياق، الحدث المهم، قال الملك إن أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى، مؤكدا:ننظر إلى خطر تهجير الفلسطينيين المحتمل بقلق شديد وهو أمر لا يمكن السماح به.

ولفت الملك عبدالله الثاني إلى:

* 1:

القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي بغزة.

*2: يجب استمرار تلقي “الأونروا” الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي.

*3: التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين والتوسع في بناء المستوطنات سيؤديان إلى الفوضى بالمنطقة بأكملها. *4:الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل ولن تقود أبدا إلى السلام.

* 5:علينا العمل مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة والبدء فورا بالعمل لإيجاد أفق سياسي.

*6: إن الحرب على قطاع غزة “التي تعد واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث” لا تزال مستمرة، مؤكدا أنه “لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر”.

*7: ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم الآن، مشددا على أن “هذه الحرب يجب أن تنتهي”.

*8: أن نحو 100 ألف استشهدوا أو أصيبوا أو أصبحوا في عداد المفقودين، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، محذرا من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى.

*9: الوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب”، مؤكدا أن الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به.

*10: العمل بشكل طارئ وعاجل لضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة، معربا عن شكره لدعم الولايات المتحدة لهذه الجهود، ذلك أن القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة.

* 11: وجوب استمرار تلقي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي، معتبرا أن أية وكالة أممية لا تستطيع أن تقوم بالعمل الذي تقوم به “الأونروا” لإغاثة سكان غزة في هذه الكارثة الإنسانية.

*12: ضرورة عدم تجاهل الوضع في الضفة الغربية والأماكن المقدسة بالقدس، مضيفا أن نحو 400 فلسطيني استشهدوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول الماضي، منهم حوالي 100 طفل، في حين أصيب أكثر من 4 آلاف آخرين.

*13: أن التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس والتوسع في بناء المستوطنات غير القانونية سيؤديان إلى الفوضى بالمنطقة بأكملها.

* 14: أن الغالبية العظمى من المصلين المسلمين لا يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى، كما أن الكنائس قد أعربت عن قلقها حول القيود المتزايدة وغير المسبوقة بالإضافة إلى التهديدات.

* 15: لا يمكن القبول بالفصل بين الضفة الغربية وغزة، مبينا أن سبعة عقود من الاحتلال والقتل والدمار بصورة لا شك فيها أثبتت أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أفق سياسي، وأن الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل ولن تقود أبدا إلى السلام.

*16: أن قتل المدنيين الأبرياء، بما في ذلك هجمات 7 أكتوبر لا يمكن أن يقبل بها أي مسلم، منوها إلى أهمية ضمان ألا يتكرر رعب الأشهر الماضية الذي يجب ألا يقبل به أي إنسان.

* 17: “علينا العمل مع شركائنا من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والبدء فورا بالعمل لإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى السلام العادل والشامل وفقا لحل الدولتين”.

* 18: أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، هو الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها.

*19: القيادة المحورية للرئيس الأمريكي في التعامل مع هذا الصراع، مؤكدا أن الأردن كما هو دوما مستعد “للعمل معكم لتحقيق السلام”.

 

*الموقف الأمريكي بحسب بايدن.

 

.. في هذه القمة، وأهميتها المرحلة، وفي السياق المتصل بها عربيا وأمميا وعمليا، أي مع انعقاد اجتماع القاهرة الأمني غدا، فقد وضع الرئيس بايدن عدة نقاط، منها:

*1:نعارض أي تهجير الفلسطينيين من غزة.

 

*2: غالبية الفلسطينيين الذين قتلوا في هذا الصراع هم من المدنيين الأبرياء.

*3: الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق لتحرير الأسرى بين إسرائيل وحماس.

 

*4: الولايات المتحدة تعمل على تهيئة الظروف الملائمة للسلام الدائم.

 

*5: العمليات العسكرية في رفح يجب ألا تستمر دون وجود خطة واضحة لضمان أمن أكثر من مليون شخص لجأوا هناك.

 

* 6: القيادة الأردنية جديرة بالثناء لالتزامها في دعم الجهود الإنسانية.

 

*7: الشراكة بين الولايات المتحدة وحليفها الأردن قوية وصلبة.

 

*8: وجود العديد من النازحين في رفح منهم من تم تهجيرهم عدة مرات وفروا من العنف في شمال القطاع لكنهم اليوم في رفح ويحتاجون إلى الحماية، وزاد “قلنا بوضوح من البداية إننا نعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة”.

 

*9: إن “غالبية الفلسطينيين الذين قتلوا في هذا الصراع والذين يقارب عددهم 27 ألفا، هم من المدنيين الأبرياء والآلاف من الأطفال، يضاف إلى ذلك عشرات الآلاف ممن ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه وخدمات أساسية أخرى”.

 

*10: أن “العديد من العائلات فقدت أكثر من شخص واحد من أفرادها، ولم تستطع تقبل العزاء فيهم أو حتى دفنهم، لأن القيام بذلك ليس آمنا. كل شخص بريء في غزة يعيش مأساة”.

 

*11: أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق لتحرير الأسرى بين إسرائيل وحماس والذي قد يفرض وقفا لإطلاق النار لفترة جيدة بالنسبة لسكان القطاع قد تمتد لستة أسابيع.

 

*12: يمكن الاستفادة من ذلك في بناء اتفاق أكثر استدامة، وذلك لضمان تحقيق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين عبر حل الدولتين “كما ناقشت مع جلالة الملك اليوم”.

* 13: أن الولايات المتحدة تعمل على تهيئة الظروف الملائمة للسلام الدائم، لافتا إلى أن الحديث تناول كيفية ضمان أمن إسرائيل وتحقيق تطلعات الفلسطينيين بنيل دولتهم.

 

*14: “إن هذا هو المسار الوحيد الذي يضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل، ولتحقيق ذلك، يجب على الفلسطينيين أيضا اغتنام الفرصة”، مضيفا “نحن لا نأمل فقط بأن يتحقق السلام، بل نعمل بشكل مشترك لتحقيقه وتحقيق الأمن والكرامة لدى الفلسطينيين والإسرائيليين”.

 

*15: “نحن ممتنون لشركائنا وحلفائنا مثل الملك الذي يعمل معنا كل يوم لتعزيز الاستقرار الأمني في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، ويسعدنا أنا وجيل (السيدة الأولى) أن نرحب به وبالملكة وولي العهد في البيت الأبيض اليوم”.

 

*16:أشار الرئيس الأمريكي إلى دور جلالته “الفريد” وإلى دور الأردن كوصي على الأماكن المقدسة بالقدس.

 

*هل الاتفاق على وقف الحرب قريب؟

تحليلات عربية وعالمية، ترى أن قمة الملك عبدالله الثاني، واجتماع القاهرة الأمني غدا، يمنح العالم والمجتمع الدولي، ما بدا أن العمل في العاصمة الأميركية واشنطن، والعاصمة المصرية القاهرة، يمنح آليات ممكنة،- وأن كانت ضعيفة – لتفاهمات حول الاتفاق على وقف آخر للقتال، وأن العمل يقترب، بحسب ما قال مسؤول معنى  في الإدارة الأمريكية؛ أنه بعد أسابيع من الدبلوماسية المكوكية والمحادثات الهاتفية، تم وضع إطار عمل للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس في غزة مقابل وقف القتال، دون إيضاح المزيد من التفاصيل.

.. في ذلك، عمليًا، لا يمكن اعتبار إن الضغط العسكري الإسرائيلي على حماس في خان يونس خلال الأسابيع الماضية، ساعد في تقريب حركة حماس الفصائل الفلسطينية من قبول متغيرات الاتفاق، مع ملاحظة إن الولايات المتحدة، لا تزال تعارض وقفا عاما لإطلاق النار في غزة.

*..أطراف الصورة في القطاع.

 

الواقع المعاش في قطاع غزة يعيش حالة من المجاعة والتشتت ونقص العلاجات والمساعدات الصحية، والانهيار التام في ظروف المعيشة، والخوف من الإبادة والمجازر، الأمر الذي  يقييد، من الجانب الإسرائيلي الصهيوني العنصري، المزيد من لتفاهمات أو مناقشة خطط إيقاف الحرب، خلال الأسابيع المقبلة.

.. مرحليًا، كل المؤشرات تدل على حراك إقليمي أوروبي مشترك، يضع نقاط للعمل من أجل منع فتح جبهات التصعيد على الحدود مع غزة أو لبنان أو المناطق المشتعلة الأخرى.

.. هناك تعنت أمريكي وينحاز إلى خطط عسكرية إسرائيلية محتملة، قد تجعل الحرب الإقليمية، حالة لا مفر منها.. أو خلاف ذلك إذا مو ست العقلانية بعد كل هذه الإبادة التي يتباهي بها السفاح نتنياهو.

Back to top button