خطط للاعتراف بدولة فلسطينية.. والإدارة الأمريكية تأخذ القرار!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

لا يمكن الرهان على السفاح نتنياهو، الذي- أعلن الإعلام الإسرائيلي الصهيوني بطريقة مشبوهة-  عن أنه جمّد المفاوضات وعملية رفح.. ويفكر الاعتراف بالدولة الفلسطينية!.

.. في المعلومات، التي يقف أمامها المحلل حائرًا، ما ورد في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الإثنين من أن- دولة الاحتلال- جمدت عملية رفح، كما أكدت ما لا يحتاج إلى تأكيد، أن التقارير حول المفاوضات مع حركة حماس مجرد “أكاذيب، خرجت من مكتب السفاح”.

*ثلاثة أسباب.. لكنها متداولة!

في تداعيات الحرب على غزة، كانت سياسة حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابنيت، التلاعب في الرأي العام داخل وخارج إسرائيل، وهذه إحدى طرق السفاح نتنياهو في نشر الأكاذيب واجترار الدموع، لهذا أرى ثلاثة أسباب.. لكنها متداولة، في مسار الحرب العدوانية على سكان قطاع غزة، حرب الإبادة والانتقام التي كتب عنها المحلل السياسي في يديعوت أحرونوت “ناحوم برنياع”، وهي:

*أولا:

أن تجميد اجتياح رفح يعود إلى أن “عملية عسكرية كهذه مشروطة بنقل حوالي 1.3 مليون نازح في المدينة إلى شمالها، وهذا يتطلب جهودًا دبلوماسية ولوجستية طويلة ومعقدة”.

*ثانيا:

القيادة السياسية الإسرائيلية مقتنعة أن معظم الأسرى في قطاع غزة على قيد الحياة وأن حالتهم الصحية جيدة نسبيًا، لكن “المشكلة المثيرة للقلق هي حالتهم العاطفية والنفسية بعد قرابة 140 يومًا في الأسر وبحالة هلع دائم. وأي يوم آخر يفاقم هذه المشكلة”.

*ثالثا:

أما “التقارير حول المفاوضات، فهي أكاذيب يضلل مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من خلالها الجمهور”، وأن “عشية المفاوضات في القاهرة، حول خطة هدنة لإيقاف الحرب وتبادل الاسرى والرهائن، استبق تراجع السفاح نتنياهو، عن تعليمات سابقة وجهها  لفريق  المفاوضات الإسرائيلي، غالبا كان الأمر شخصيا، دون توضيح سبب التراجع عن متابعة اجتماعات اللجان التي شاركت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، وحركة حماس”.

*صفقة أمريكية دولية، أممية..

 

تقلبات الأوضاع وتزامنها مع الحراك العربي الإقليمي، والدولي وبالذات من الأردن ومصر وقطر، والخليج العربي، إضافة إلى تركيا، أفرز ما يشبه  نقطة مركزية، جعلت الولايات المتحدة الأمريكية، تخرج من لعبتها في المنطقة، إلى خيار، الحديث عنه، يؤشر إلى [صفقة أميركية دولية، أممية] الهدف منها، إجماع أطراف النزاع، على سحب فتيل النزاع في  المنطقة والإقليم، وتحديدا رؤية الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ودول المنطقة، محددات “الشرق الأوسط” عبر فتح ملفات القضية الفلسطينية، وبالتالي الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

في هذا الاتجاه، تبرز الإدارة الأميركية، والبيت الأبيض في دور من وجد ان المجتمع الدولي بدأ يتحول بشكل ملموس، عدا عن مخاوف الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي، سلاحها أمريكي أوروبي، وسياساتها دعم مطلق للجيش الإسرائيلي وشيطنة المقاومة الفلسطينية، والواضح ان التجارب  السياسية والعسكرية والأمنية، لم تلين جانب حماس وحركات المقاومة الفلسطينية، فكان تسريب، لشراء الوقت، بالقول إن الحرب على غزة لا ينفعها “صفقة صغيرة”، بل خطة عمل وحراك نحو فتح الملفات بشكل نهائي، لتكون الرؤية الأمريكية تدور حول:

1.:

تحرير الأسرى.

2.:

إعادة إعمار القطاع.

3.:

ترحيل حماس بصورة ناعمة.

4.: اندماج إسرائيل في حلف مع الدول العربية السنية (هكذا التفكير الطائفي).

 

5.: معاهدة دفاعية أمركية– سعودية، تضاف إلي المعاهدات الدفاعية لمعظم دول الخليج.

*6.: استئناف المفاوضات حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

*.. وسؤال المرحلة: من وضع هذه الصفقة أو الخطة، إذا صحت!

..أما تكهنات الإدارة الأميركية، من أن هناك إمكانية لتمريرها من الأطراف كافة، مع عدم إيضاح موقف حماس منها (..) وهو غالبا، الرفض مع وجود شعارت أمريكية، أوروبية وإسرائيلية تنادي بإخلاص من حركة حماس.

ما إشاعة الإعلام الصهيوني العبري، بالذات صحيفة “إسرائيل اليوم” من  أن- السفاح- نتنياهو يفكر بالتسليم بحكم الأمر الواقع بالنية الأميركية للاعتراف بدولة فلسطينية، في مقابل معاهدة مع السعودية، بالشروط الأمركية/ السعودية.

سياسيا وفي البعد الجيو سياسي الأمني، يقترب المقترح من محاولات احتواء الأزمة، في الإطار، هناك من أعاد الكرة إلي الإدارة الأمريكية، التي رضخت، بحيث يعلن أن الولايات المتحدة الأمريكية، تعترف- ربما؛  من طرف واحد- بدولة فلسطينية، وفي السيناريو أن دولة الاحتلال، تنتفض وتعلن “الرفض والإعتراض”، لأنها تريد استئنافا شكليا للمفاوضات، ذلك أنها تريد اتفاقًا دائمًا، وتعلن أن هذا الاتفاق إذا قيض له إن يتضمن دولة فلسطينية، لا يتم إلا عبر مفاوضات مباشرة.

.. وحقيقة، صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تحليلها الخميس الماضي، قالت إن الإدارة الأمريكية، وفريق الرئيس بايدن توصلوا الي أن الاعتراف بدولة فلسطينية، ويعلن في غضون بضعة أسابيع.

.. والجدول، قائم على مفهوم الاعتراف الأمريكي، بصيغة تدل أنه هو الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وأن تبذل الولايات المتحدة جهدها لإنجاح الخطوة في مجلس الأمن الدولي. ما سرب اليوم من دولة الاحتلال، أن “التأخير في رد نتنياهو والصيغة المحدودة التي تم اختيارها يعبران عن التفاهم الذي تبلور مع الإدارة الأمريكية. وإن كان نتنياهو يعرب عن المعارضة للاعتراف أحادي الجانب، إلا أنه سيعرب عن موافقته على مفاوضات مع الفلسطينيين على تسوية مستقبلية وبدون شروط مسبقة”.

قبل ذلك بأيام، – اسرائيل الاحتلال-  كانت أعلنت أنها ترفض تطبيعًا يؤدي الى دولة فلسطينية، في مقابل ذلك علمت “الدستور” من مصادر سياسية فلسطينية، إن هناك عدة تحركات سياسية وأمنية في السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتنظيم فتح والفصلئل الفلسطينية، للركون نحو “وثيقة وطنية فلسطينية” تعلن “وحدة الصف”.

*

ما  وصل “الدستور”، برز في بيانات، دعت فيها حركات المقاومة والبعض مؤسسات السلطة والفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية، أطياف  الشعب الفلسطيني  كافة، إلى “الصبر والثبات والتسلح بالوعي ووحدة الصف”، مؤكدة في بيان أن “وحدة الصف الداخلية ضرورية لحماية الجبهة الداخلية، ودعم المقاومة الفلسطينية”.

الحراك الفلسطيني، المتأخر تزامن مع الرغبة الأمريكية، الأوروبية، من أجل العمل على حل الدولتين، واهتمام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بإعلان ذلك: إن حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة هو السبيل للخروج من دائرة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وبناء على مقترحات المرحلة، يأتي دور الأمم المتحدة فيما يخص الإقرار بخصوص قيامز الدولة الفلسطينية، ستنطلق مفاوضات فلسطينية- إسرائيلية لبحث قضايا الحل النهائي.

.. والناظر في بيان القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية يقرأ: “إننا أمام ما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة شاملة، يصطف شعبنا العظيم بكل تياراته وقواه وشرائحه صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال، تخرج بعض الأصوات المشبوهة التي يغذيها العدو وأجهزته الأمنية في نفس الوقت الذي يستهدف فيه الاحتلال جميع مظاهر العمل المدني والحكومي والمحلي للعبث بجبهتنا الداخلية والاعتداء على قوافل الإغاثة ومقدرات وممتلكات شعبنا ومحاولة إشاعة الفوضى والفلتان وتهديد الوحدة الوطنية وإثارة النعرات والانقسامات”.

.. يستدرج البيان الحدث، والحراج، دون إيضاح مؤكدا:

“نحن في مرحلة نحن أحوج ما نكون فيها إلى وحدة الصف في مواجهة العدو الذي لا يفرق بين أحد ولا يحارب جهة بعينها أو فصيل من الفصائل، إنما يستهدف شعبنا وقضيتنا، والدليل على ذلك ما يصرح به قادة الاحتلال بوضوح برفض كل الحلول والمقترحات لإنهاء هذه الحرب، ورفضهم العلني إعطاء شعبنا الحد الأدنى من حقوقه الثابتة رغم مطالبات العالم كله بذلك”.

.. مسار الحدث، والرد على ما ستعلنه الإدارة الأمريكية، جعل هذا الحراك، خطابيا، أكثر منه استراتيجيا:

*أولا:

إننا ندعو أبناء شعبنا إلى الصبر والثبات والتسلح بالوعي ووحدة الصف وتمتين جبهته الداخلية، وقطع الطريق على كل محاولات العبث التي يمارسها الطابور الخامس.

*ثانيا:

أن “وحدة الصف ضرورة واجبة، وإن على الجميع أفرادا وعائلات وقوى وتيارات ونخب أن يعملوا بكل عزم وتصميم لحماية جبهتنا الداخلية.

*ثالثا:

الوقوف خلف المقاومة ودعم مطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة بإنهاء ووقف حرب الإبادة، وانسحاب قوات الاحتلال وإنهاء الحصار.

*رابعا:

وقف كل أشكال الانتهاكات والعدوان بالضفة والقدس المحتلة.

.. هنا، العالم والمجتمع الدولي، يراوح مكانه، إذ ان عدم وقف الحرب على غزة، والتصعيد الداني في جنوب لبنان واليمن، قد يفجر كل الخطط، وأن تحايل نتنياهو السفاح، بالتراجع عن الكذب.

زر الذهاب إلى الأعلى