بين أمواج الأنظمة الغذائيّة… هل يطفو النظام الغذائي الأطلسي على قمّة النجاح؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
في غمرة البحث الدائم عن الصحة ورشاقة القوام، تتناثر أمامنا خيارات لا حصر لها من الأنظمة الغذائية، كلٌ يدّعي امتلاك مفتاح القوام المثالي. بدءاً من حمية البحر المتوسط المتوازنة مروراً بحمية كيتو عالية الدهون، وصولاً إلى اتباع صيحات صيام متقطّع والاقتصار على أصناف محددة، يغرق المرء في بحرٍ من النصائح والتعليمات المتضاربة. فلا عجب إذًا أن يضيع البعض في دهاليز الخيارات، في حين يعاني آخرون من إحباط وتقلبات مستمرة بعد تجاربهم مع أنظمة قاسية ومرهقة.
ما هو النظام الغذائي الأطلسي؟
عرّفت اختصاصية التغذية جولين نبهان النظام الغذائي الأطلسي بأنه نظام غذائي يشمل عادات بلدان أوروبا الغذائية، وهو نظام غذائي قائم على الأسماك والأوميغا 3، المكسرات، منتجات الألبان، والحبوب وزيت الزيتون.
وقالت لـ “الديار”: أما بالنسبة للحمة الحمراء، فهي شبه معدومة في هذا النظام الغذائي، بل يتم اعتمادها في حالات نادرة، وكذلك الأمر بالنسبة للنبيذ المعروف بحماية القلب والشرايين.
مميزات النظام الغذائي الأطلسي
يُعد النظام الغذائي الأطلسي نمطًا غذائيًا صحيًا وفعّالًا يُساعد في تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة، إليكم أبرز مميزاته:
– غنيٌّ بمضادات الأكسدة: يحتوي هذا النظام على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضراوات، والتي تُساعد في حماية الجسم من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان.
– غنيٌّ بالألياف: تحتوي الحبوب الكاملة والبقوليات على كمية كبيرة من الألياف، التي تُساعد في تحسين عملية الهضم والشعور بالشبع لفترة أطول.
– قليل الدهون المشبعة: يعتمد هذا النظام على زيت الزيتون، الذي يحتوي على دهون صحية غير مشبعة، ممّا يُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
– غنيٌّ بالبروتين: تحتوي الأسماك والبقوليات على كمية كبيرة من البروتين، الذي يُساعد في بناء العضلات والحفاظ على صحة الجسم.
الفوائد
وبالنسبة لفوائد النظام الغذائي الأطلسي، فهي عديدة أهمها:
– أولاً: المساعدة في إنقاص الوزن، فأثبتت الدراسات أن النظام الغذائي الأطلسي يساعد في إنقاص الوزن بشكل فعّال.
– ثانياً: التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، مساعداً على تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم والكوليسترول.
– ثالثاً: التقليل من خطر الإصابة بالسرطان، تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في هذا النظام على حماية الجسم من السرطان.
– رابعاً: تعزيز صحة الدماغ من خلال المساعدة على تحسين وظائف الدماغ والذاكرة.
– خامساً: تحسين الحالة المزاجية، فبحسب الدراسات، إنّ النظام الغذائي الأطلسي يساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض الاكتئاب.
السلبيات
وعلى الرغم من مزايا النظام الغذائي الأطلسي المتمثلة في تحسين صحة القلب وإنقاص الوزن، فإنه ينطوي على بعض السلبيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار. يُثير احتمالُ نقص بعض العناصر الغذائية المهمة مثل الكالسيوم والألياف والحديد وفيتامين ب 12 القلق، كما أن ارتفاع استهلاك الدهون المشبعة والسكريات يمكن أن يكون مُضراً بالصحة. بالإضافة إلى ذلك، يُعد قلة تنوع الأطعمة وتحديات تطبيقه للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو لديهم احتياجات غذائية خاصة من سلبياته الأخرى. كما أن صعوبة الالتزام به على المدى الطويل، وارتفاع تكلفته، وقلة الأبحاث العلمية المتكاملة عنه، وتجاهله للاحتياجات الفردية، تُعقّد من جاذبيته. يُنصح باستشارة اختصاصي الرعاية الصحية قبل البدء بأي نظام غذائي، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مسبقة.