وفاة الكويتي محمد الشارخ “أول من أدخل اللغة العربية الى الكمبيوتر
النشرة الدولية –
أعلنت الكويت، الأربعاء، وفاة رجل الأعمال، مؤسس شركة صخر للبرمجيات، محمد عبد الرحمن الشارخ.
وقال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت في بيان إن الراحل “يعد من أبرز رجال الأعمال الوطنيين الذين أسهموا بشكل كبير وملحوظ في دعم الثقافة وحماية اللغة العربية من موجات التغريب، وكان له الفضل في إدخال اللغة العربية إلى الحواسيب للمرة الأولى في التاريخ، في حقبة الثمانينيات”.
ولد الشارخ في الكويت، عام 1942، بحسب صحيفة “الوطن” الكويتية”، وحصل الشارخ على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، عام 1965، والماجستير من كلية وليامز الأميركية بولاية ماساتشوستس في عام 1968، وعمل نائبا لمدير الصندوق الكويتي للتنمية، وعضوا في مجلس إدارة البنك الدولي في واشنطن، وأسس بنك الكويت الصناعي، كما أسس الشركة العالمية للإلكترونيات في الكويت والسعودية، بحسب تقرير لرويترز.
وبحسب صحيفة “الراي” الكويتة عمل الشارخ على “تطوير العديد من البرامج التعليمية والتثقيفية وتعلم البرمجة للناشئة والتي تجاوز عددها الـ 90 برنامجا ونشر كتب تعليم الكمبيوتر وتدريب المدرسين وتأسيس معاهد تعليم برمجة الحاسب”.
ويعتبر الراحل الشارخ أول من أدخل اللغة العربية لأجهزة الكمبيوتر.
خصص الشارخ كل جهوده لشركة صخر التي أسسها في 1982، كشركة كويتية تابعة لشركة العالمية للإلكترونيات التي نقل مقرها إلى القاهرة خلال فترة غزو الكويت عام 1990، حيث طُوِّرت تقنيات متقدمة عديدة وتُرِكت علامات بارزة في صناعة تقنية المعلومات.
حقق إنجازات عدة خلال مسيرته المهنية، منها تطوير برنامج القرآن الكريم، ونسخة مخصصة للحاسو من كتب الأحاديث التسعة الرئيسية باللغة الإنكليزية، وكذلك أرشيف المعلومات الإسلامية والتعرف الضوئي على الحروف العربية ونطق الحروف العربية.
ومن إنجازاته أيضا الترجمة من العربية وإليها وترجمة التخاطب الآلي وتطوير برامج تعليمية وتثقيفية عديدة، وتعليم البرمجة، ونشر كتب تعليم الحاسوب وتدريب المدرسين، وتأسيس معاهد تعليم برمجة الحاسب.
سجل حافل بالإنجازات
أنشا الشارخ المعجم العربي المعاصر “معجمي”، والذي وضعه على الإنترنت للاستخدام مجانا، وقال، في عام 2019، إنه “رأى ضرورة العمل على معجم حديث للغة العربية بعد أن توقف العرب عن استخدام المعاجم القديمة لصعوبة استخدامها”.
وأوضح أن المعاجم القديمة “يتطلب استخدامها معرفة الصرف لتحديد جذر الكلمة كما تحتوي على كلمات عديدة لم تعد في الاستعمال وكون شرح هذه الكلمات يستخدم لغة قديمة وشواهد تحتاج بذاتها إلى شرح بل شروح”.
وشرح حينها أنه “استخدام تقنية حديثة في الصناعة البرمجية هي تقنية (كوبويلد دكشنري) التي طورتها جامعة (برمنغهام) منتصف القرن الماضي” بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الكويتية “كونا“.
وأضاف الشارخ “بنينا ذخيرة لغوية (مدونة كوربس) تشمل 50 مليون كلمة من الكتابة العربية منذ بداية القرن العشرين ومكنزة مرمزة من سبعة ملايين مفردة”.
كما أنشأ أرشيفا للمجلات الثقافية والأدبية والتي تمثل ذاكرة للثقافة العربية، ويشتمل على 13 ألف عدد من المجلات التي صدرت منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى عام 2010.
ووفقا لما نقله موقع أرشيف الشارخ على لسانه “لا يعرف قيمة أرشيف صخر للمجلات العربية إلا من صرف الوقت والجهد للبحث عن مقال نشر في مجلة صدرت في القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين كالمقتطف والمشرق ولغة العرب”.
وحصلت شركته على ثلاث براءات اختراع من هيئة الاختراعات الأميركية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والتي كانت تتعلق بـ”اللغة العربية للنطق الآلي والترجمة الآلية والتعرف البصري على الحروف”.
وأنشأ مراكز تدريب عدة في دول عربية مختلفة وهو مؤسس مشروع “كتاب في جريدة”، بالتنسيق مع اليونسكو، في عام 1997، وأحد ممولي مركز دراسات الوحدة العربية والمنظمة العربية للترجمة، وأيضا أحد المساهمين في تأسيس معهد العالم العربي بباريس، طبقا لبيان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
حصل الشارخ على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، في عام 2021، وجائزة الدولة التقديرية لعام 2018 من بلده الكويت.