الغنيم يعرض بالوثائق البريطانية أحداث الكويت خلال 9 سنوات

وقائع تاريخية يوثقها مركز البحوث بعيون إنكليزية

النشرة الدولية –

الجريدة – حمزة عليان

 

كتاب «مختارات من الوثائق البريطانية» يعرض أحداث السنوات التسع بدءاً من عام 1931، ويستهل كل فصل بموجز يختصر محتويات الوثائق، بحيث يقدم فكرة عامة عن المضمون بعنوان «الوضع العام للبلاد».

 

الصفحات أقرب إلى أن تكون يوميات الكويت في عقد الثلاثينيات، كأنك تطالع صحيفة يومية، والفرق أنك تقرأ هنا تقارير ورسائل بعيون إنكليزية لما يحدث.

 

ترصد الوثائق كل تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من خطف طفل إلى تجارة اللؤلؤ، والحج والضرائب، مروراً بالنفط والتجارة، والعلاقات بدول الجوار.

 

الوثائق تعكس صورة الحياة العامة في الكويت اجتماعياً وعمرانياً وسياسياً

 

بعد أن تيسَّر لرئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، د. عبدالله الغنيم، الحصول على الوثائق البريطانية ومن أكثر من مصدر، جاء هذا الكتاب «الكويت في ثلاثينيات القرن العشرين»، ليغطي أحداث 9 سنوات في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح. في مقدمة المصادر التي اعتمد عليها كانت منشورات الأرشيف البريطاني ابتداء من عام 1989م، والتي تتضمَّن سجلات الوكالات السياسية البريطانية في دول الخليج العربية ومراسلاتها المختلفة. وكان نصيب الكويت منها وفيراً، وأبرزها:

 

1 – سجلات الكويت Records of Kuwait، وهي تغطي الفترة الممتدة من عام 1899م إلى عام 1971م. وقد صدرت في 20 مجلداً ابتداء من عام 1989م.

 

2 – وثائق الممثلية السياسية في الكويت الوثائق العربية: Kuwait Political Agency Arabic Documents. وهي في معظمها مراسلات تغطي الفترة الممتدة من عام 1899م إلى عام 1949م. وقد صدرت عام 1994م في 13 مجلداً مع ملحق يتضمَّن فهارس الموضوعات.

 

«جيش أخضر» زحف على الكويت خرج منها بفعل الرياح

 

أخبار الكويت وشؤونها أيضاً وردت في عدد من إصدارات الأرشيف البريطاني، نذكر منها على سبيل المثال موضوع النزاع العراقي- الكويتي The Iraq-Kuwait Dispute الذي صدر عام 1994م في سبعة مجلدات، ويغطي الفترة من 1830- 1994م. وسجلات مصايد اللؤلؤ في الخليج: Records of the Persian Gulf Pearl Fisheries التي صدرت عام 1995م في أربعة مجلدات تغطي الفترة من 1857م إلى 1962م، وتشتمل على معلومات كثيرة عن مهنة الغوص على اللؤلؤ وتجارته.

 

وقد اعتمد د. الغنيم في هذا الكتاب على سجلين اثنين، هما:

 

أولاً: يوميات الخليج السياسية

 

Political Diaries of the Persian Gulf، التي صدرت عام 1990م في 24 مجلداً من عام 1904م إلى عام 1965م. وتم ترميزه (P) قبل رقم المجلد والصفحة.

 

ثانياً: تقارير الخليج الإدارية

 

The Persian Gulf Administration Reports، التي صدرت عام 1986م، في 11 مجلداً من عام 1873 إلى عام 1947م. ورمزنا لهذا المصدر بالرمز (A) قبل رقم المجلد والصفحة.

 

وسجل اليوميات يحتوي أحياناً على تفصيلات، فهو يُعنى بالأحداث اليومية في البلاد، لأن المطلوب من المعتمد البريطاني أن يكتب عن البلد الذي يعمل فيه تقريراً كل أسبوعين، لهذا يحرص المعتمد أو الوكيل السياسي على تتبع جميع الأخبار، ليثري تقريره أمام مرؤوسيه.

 

4 آلاف كويتي ماتوا بسبب وباء الجدري في عشرة أيام

 

أما المصدر الثاني، فهو تقرير سنوي يُجمل فيه المعتمد السياسي أحداث سنة كاملة، وقد يغفل في هذا التقرير بعض الأحداث والمناسبات الاجتماعية التي يهمنا معرفتها، ومع ذلك فإن له ميزة أخرى، هي أن المعلومات التي تأتي في التقارير الإدارية أكثر دقة مما يرد في سجل اليوميات، إذ يتلافى كاتب التقارير الأخطاء والإشاعات الكاذبة التي ترد عادة في السجلات اليومية.

 

لقد كانت فترة الثلاثينيات من الحقب الصعبة التي مرَّت بها الكويت، ففيها كان الحصار التجاري الذي أوقف التجارة مع داخل الجزيرة العربية، وخنق تجارة الترانزيت، وما يسمَّى بالمسابلة، وكان ذلك يشكِّل جزءاً من دخل الكويت. وفيها كانت الأزمة الاقتصادية العالمية، وكساد سوق اللؤلؤ، نتيجة انتشار اللؤلؤ الياباني المزروع ومنافسته، وفيها فرض العراق ضرائب كاملة على مزارع النخيل الخاصة بآل الصباح وبعض تجار الكويت، وفرض رسوم تصدير على منتجات تلك المزارع، وضيَّق على السفن الكويتية التي تنقل الماء من شط العرب إلى الكويت، وفرض رسوماً عليها، وكانت التعديات الغاشمة على حدود الكويت من جميع جهاتها من الأمور التي تشكِّل صداعاً متعباً للحاكم وللمواطنين من أبناء الكويت.

 

كارثة الأمطار

 

ويُضاف إلى ما تقدم بعض الكوارث البيئية والصحية التي تعرضت لها الكويت خلال تلك السنوات، ففي 11 و12 فبراير 1931م شهدت 25 ساعة من الأمطار المتواصلة، التي سقط نتيجتها نحو 120 منزلاً، وتسببت في أضرار كبيرة بمعظم أنحاء المدينة، ولجأ الناس إلى السفن الشراعية، خوفاً من سقوط منازلهم. ومثل هذا حدث في ديسمبر 1934م، وكان وقع الأمطار فيها كبيراً وكارثياً، بحيث غطى على ما حدث في فبراير 1931م، لهذا لم نجد للحادثة الأولى ذكراً في المصادر الحديثة.

 

لجأوا إلى السفن خوفاً من سقوط منازلهم أثناء كارثة الأمطار عام 1931

 

غزو الجراد والدبا

 

وفي عام 1931م أيضاً كان غزو الجراد والدبا، والأخير هو صغار الجراد، الذي وصل إلى الكويت في 30 أبريل، وتعزز بمليارات منه في صورة جيش أخضر يزحف ويأكل الأخضر واليابس، وقد تغلغل في البيوت والأسواق، ولم يكن بالإمكان مقاومته، وكان كابوساً طويلاً استمر إلى السابع عشر من مايو عندما هبَّت ريح قوية أدت إلى طرد الدبا من المدينة. وهذه السنة تستحق أن تسمى سنة الدبا الثانية، فالأولى حدثت في 12 رمضان 1307هـ/ مايو 1890م في عهد الشيخ عبدالله الصباح، حاكم الكويت الخامس، حيث اجتاح الدبا الكويت، الذي أكل الزرع، وامتلأت به الآبار حتى نتنت، وأقلق الناس ليلاً ونهاراً، وانتهى ذلك الغزو في 24 رمضان، أي بعد نحو اثني عشر يوماً، بعد أن تسبَّب في خسائر كبيرة.

 

مشهد مريع

 

وفي صيف 1932م اجتاح وباء الجدري الكويت، وتذكر فيوليت ديكسون، زوجة المعتمد البريطاني، أنه في الأيام العشرة الأولى لانتشار الوباء مات أكثر من أربعة آلاف شخص، وكان مشهداً مريعاً أن ترى الجثث تُحمل يومياً إلى مثواها الأخير.

إذاعة برلين العربية

 

بدأت الإذاعة العربية من برلين في 25 أبريل 1939م، وهي واضحة جيدة الاستقبال في الكويت، ويعتقد الكويتيون أن المذيع هو يونس بحري، وهو صحافي كان يتحدث من إذاعة قصر الزهور في بغداد، وهو يتحدث بوضوح وبطلاقة، ويستمع الكويتيون إلى هذه الإذاعة لمعرفة وجهة نظر الألمان، لكنهم حذرون جداً من كونها موجّهة لأغراض دعائية.

 

ومع الأسف، ورغم ذلك فإن بعض الشباب يظهر أنهم قد تأثروا بالدعاية التي تبثها تلك الإذاعة بخصوص موضوع فلسطين.

قصر السرة

 

الشيخ عبدالله المبارك الابن الوحيد الباقي على قيد الحياة من أبناء الراحل الشيخ مبارك الصباح، باشر في يونيو 1940 بناء قلعة والده القديمة في منطقة السرة، وتقع القلعة في موقع استراتيجي على تل يبعد 10 أميال جنوب المدينة، احتفظ بها الشيخ مبارك لاستعماله الخاص.

زر الذهاب إلى الأعلى