ماذا قال بلينكن بشأن الانتخابات الرئاسية فى روسيا؟
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية، الإثنين الماضي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق فوزا “قياسيا” في الانتخابات.. وأن ذلك يعد دليلا على أن البلاد موحدة خلف الرئيس المهيمن على السلطة منذ نحو ربع قرن.
اليوم، أصدرت الإدارة الأمريكية بيانها الرسمي بشأن الانتخابات الرئاسية في روسيا بتوقيع وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، وفيه، ثلاث قضايا، أرادت الولايات المتحدة الأمريكية ان تصل العالم والمجتمع الدولي، بشأن الحالة الروسية، بعد تفوق بوتين، ما جعل قطب السياسة الدبلوماسية الأمريكية يناقش القضايا وفق محددات يراها العالم في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، عدا عن إشكاليات وحروب وشتت سياسي أمني يحيط بالدور الأمريكي في آسيا الوسطى، والشرق الأوسط، عدا عن محددات أمنية نتيجة الحرب الإسرائيلية العدوانية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حرب إبادة صهيونية، تنشر الموت والجوع وتدمير غزة والضفة الغربية والقدس، بيان بلينكين، حدد القضايا بين الداخل الروسي، والعالم وفق:
*القضية الأولى: روسيا بيئة قمع.
لقد جرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في روسيا في بيئة تتسم بالقمع الشديد للأصوات المستقلة، فضلًا عن سجن أو موت أو نفي كافة أشكال المعارضة السياسية الحقيقية تقريبًا.
*القضية الثانية: تهميش جماعات الديمقراطية.
لقد قام الكرملين بشكل منهجي بتهميش المجموعات التي تدافع عن العمليات الديمقراطية وسيادة القانون، بما في ذلك مراقبو الانتخابات.
*القضية الثالثة: رفض المرشحين المناهضين للحرب.
رفضت السلطات الروسية تسجيل المرشحين المناهضين للحرب للانتخابات الرئاسية استنادًا إلى ذرائع فنية زائفة، ولم تدع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، أو أي منظمة دولية ذات مصداقية، لمراقبة عملية الاقتراع.
بين قضية وأخرى تريد الولايات المتحدة أن تقول إن همومها حول العالم، هي حرية الرأي والسلام العالم، لهذا تدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، من أجل سحق وإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني، على طريقة الكاوبوي.
*الكرملين يحرم العملية الديمقراطية.
يعتقد بلينكن أن إعادة انتخاب بوتين رئيسا، يعني، وفق القضايا السابق ذكرها:
*1:
مدى حرمان الكرملين لمواطنيه من عملية ديمقراطية شفافة وذات معنى. وعلى هذه الخلفية، لا يمكن وصف هذه الانتخابات إلا بأنها غير ديمقراطية.
*2:
منذ الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، حاول الكرملين إبراز الوهم بأن الجمهور الروسي يقف بشكل لا لبس فيه وراء حربها الوحشية من خلال القضاء على مساحة للخطاب المدني وتعميق حملة الترهيب والعنف والرقابة ضد وسائل الإعلام المستقلة والمجتمع المدني.
*3:
أجرى الكرملين انتخابات رئاسية زائفة في الأجزاء المحتلة مؤقتًا من أوكرانيا، كممارسة دعائية صارخة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تعزيز مطالبة روسيا غير الشرعية بالأجزاء من أوكرانيا التي غزتها بشكل غير قانوني وتحتلها الآن. *4.:
قبل أسابيع من الانتخابات، توفي أليكسي نافالني في السجن بعد سنوات من المضايقات والمعاملة القاسية على أيدي السلطات الروسية بسبب جهوده المستمرة لتعزيز الديمقراطية الحقيقية في روسيا.
*5:
يحرم فلاديمير بوتين المواطنين الروس من الوصول إلى المعلومات، بما في ذلك المشاركة السياسية.
الخارجية الأمريكية تريد إشغال العالم والمجتمع الدولي، بما في ذلك المجتمع الأمريكي، الذي يخوض مراحل الانتخابات الرئاسية التي تتشابك مع دخول الولايات المتحدة شريكا داعما في الحرب العدوانية على قطاع غزة وكل الشعب الفلسطيني.. ولهذا قال بلينكن في بيانه: “وبغض النظر عن النتيجة المحددة مسبقا لهذه الانتخابات، فإن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب أولئك الذين يسعون إلى تحقيق مستقبل أكثر إشراقا لروسيا”.
.. وإن كانت دلالات بيان الخارجية الأمريكية غير مؤطرة سياسيا، بقدر مالها من أطر أمنية، إلا أن الوضع في الداخل الروسي، يعيش حالة من التعتيم والصمت، وربما عدم الاستقرار، دون حراك، لهذا كان واضحًا أن رئيسة اللجنة الانتخابية الروسية” إيلا بامفيلوفا”، تؤكد:
“إنه مؤشر قياسي”، لتكشف أن الريس بوتين: نال حوالى 76 مليون صوت، ما يمثل 87،29 في المئة.
.. بلينكن والإدارة الأمريكية يعلمون جيدا أن بوتين، سواء أجريت الانتخابات أو ألغيت أو تم تزويرها، فهو باق يحمل التهديد النووي الروسي من جديد أمام كل أشكال الانتقادات الأمريكية والغربية لعملية الانتخابات الرئاسية في روسيا الاتحادية.. بوتين، هنا يترقب – دون قلق ردود الفعل العالمية والأمنية، من آسيا والخليج العربي وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، بما فيها دول شمال إفريقيا والمغرب، عدا عن الدول الكبرى الصين وكوريا الشمالية؛ كلها تقدم التهنئة، لروسيا ورئيسها الذي ينشد تغيير شكل ومستقبل الحرب الروسية الأوكرانية.
.. يجب ألا ننسى أن أزمات وحروب ومشاكل الحياة والموت والبيئة، أصبحت أجندة يومية مملة.