عيد المساخر اليهودى يستقبل فيتو روسيا والصين.. والتصعيد الإقليمى قادم
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

في كلاسيكيات المسرح والدراما السياسية في بلاد الشام، استخدام المثل الشعبي الدارج:”إذا أردنا ان نعلم ما يحدث في إيطاليا؛ علينا أن نعلم ما يحدث في البرازيل”.

المثل عبقرية شعبية تدل على أسرار التورية السياسية في الأثر المحكى.

سياسيا، إذا أردنا تفسير كيف فشل مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن، علينا أن نعرج على أسرار القرار التي بقيت في دهاليز الدول المعنية في حق استخدام، حق النقض” الفيتو”، وحصلت” الدستور” على بنود القرار، بكل مكاشفاته ومعضلاتها.

*نص مشروع القرار الأمريكي..!

 

ما يظهر من  نص مشروع القرار الأمريكي، أمام مجلس الأمن الدولي، أن أبرز البنود فيه تثير الجدل سياسيا وأمنيا، من هنا بدت إشكالياتها السياسية والقانونية، لننظر في البنود المثيرة:

*1.:

– إقرار ضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من جميع الأطراف، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، وتخفيف المعاناة الإنسانية، ودعم الجهود الدبلوماسية لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن.

*2.:

– استغلال وقف إطلاق النار لتكثيف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية وتحقيق السلام الدائم بما يتناسب مع القرار 2720.

*3.:

– مطالبة جميع الأطراف بالامتثال للالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، فيما يتعلق بحماية المدنيين والأعيان المدنية، وإيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المنظمات الإغاثية والخدمات الطبية والبنية التحتية.

*4.:

– التأكيد على الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله، ورفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع.

*5.:

– رفض أي تهجير قسري للسكان المدنيين في غزة وانتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

*6.:

– تكرار مطالبة حماس والجماعات المسلحة الأخرى على إيصال المساعدات لجميع الرهائن المتبقين.

*7.:

– مطالبة جميع الأطراف (…) بالامتثال بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم.. واحترام كرامة وحقوق الإنسان لجميع الأفراد المحتجزين.

*8.:

– حث جميع الدول الأعضاء على تكثيف جهودهم لوقف تمويل الإرهاب، وتقييد تمويل حماس وفقا للقانون الدولي.

*9.:

– يطلب من الأمين العام تكليف منسق للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ومسؤولين آخرين وتوفير الموارد والدعم اللازم للإسراع بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع وتبسيط تقديم المساعدات وضمان وصولها للجهات المدنية.

*10.:

– مطالبة أطراف النزاع بالتعاون مع جهود الأمم المتحدة على الأرض لتوسيع نطاق تقديم المساعدات وضمان التدفق المستدام دون عوائق عبر جميع الطرق المتاحة، ومن خلال نقاط العبور مثل: معبر كرم أبو سالم الحدودي، والتعاون لفتح معابر إضافية وممر بحري.

*11.:

– إجراء تقييم سريع للأضرار والاحتياجات في شمال غزة، من أجل تنسيق جهود إعادة الإعمار من خلال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة بالتعاون مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.

*12.:

– التأكيد على ضرورة احترام وحماية المستشفيات والمرافق الطبية والعاملين فيها ووسائل النقل من قبل جميع الأطراف وفقا للقانون الإنساني الدولي.

*13.:

– السماح بتوفير المعدات اللازمة لموظفي الأمم المتحدة والوكالات المرتبطة بها، بما في ذلك الهواتف المرتبطة بالأقمار الصناعية، وأجهزة الاتصالات والمركبات المدرعة وغيرها من العناصر الضرورية لسلامتهم.

*14.:

– التأكيد على الدور الرئيسي لجميع الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في تقديم المساعدات، والترحيب بقرار الأمين العام في إجراء تحقيق في الاتهامات بأن بعض موظفي الأمم المتحدة و”الأونروا” شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.

*15.:

– رفض الإجراءات التي تؤدي إلى تقليص مساحة قطاع غزة، بما في ذلك إنشاء مناطق عازلة، أو أي تدمير للبنية التحتية المدنية.

*16.:

– إدانة دعوات وزراء في الحكومة-الإسرائيلية – بإنشاء مستوطنات في غزة، ورفض أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الإقليمي لغزة.

*17.:

– التشديد على أهمية منع امتداد الصراع إلى المنطقة، ودعوة الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

*18.:

– إدانة الهجمات التي ينفذها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر والمطالبة بوقفها فورا.

*19.:

– التأكيد على أن السلام الدائم لا يمكن أن يقوم إلا على الالتزام الدائم بالاعتراف المتبادل والاحترام الكامل لحقوق الإنسان والتحرر من العنف أو التحريض عليه.

*20.:

– تجديد الالتزام الثابت برؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، وتعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، والتأكيد على توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية في ظل السلطة الفلسطينية.

هي 20 بندا ويزيد، مع ديباجة أممية، لم تلق من مجلس الأمن إلا الرفض، التقاء دول كبرى في مواجهة أبعاد ونوايا القرار الخفية، قبل الظاهرة، فكان حق النقض”الفيتو” من روسيا والصين، الدول التي يختلف النقض وقيمته، و”لحق” به الرفض من الجزائر، فكانت النتيجة صدمة متوقعة في  الولايات المتحدة الأمريكية، والمجتمع الدولي، معالمها كانت واضحة [راجع مقالنا في “الدستور” المصرية: “مقترح أمريكي نحو قرار من مجلس الأمن.. غزة وأزمة الرهائن معضلة دولية”07/مارس/2024].

 

*الجارديان: الموت في غزة سيستمر..!

.. بالعودة إلى البند الاول- إقرار ضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من جميع الأطراف، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، وتخفيف المعاناة الإنسانية، ودعم الجهود الدبلوماسية لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن].

؛ فهو لا يضغط باتجاه الوقف الإلزامي أو القسري للحرب والأعمال العدوانية والإبادة الجماعية، نلاحظ أن لا ذكر لأي “إبادة جماعية ” أو إدانة لها ممارسات وحشية من جيش الحرب الإسرائيلي الصهيوني، الكابنيت.

.. وما بين الإبادة الجماعية بالسلاح الإسرائيلي من المصادر الداعمة للجيش المحارب في غزة، فقد ترافق السلاح مع سياسة صهيونية تلمودية تدعو لإبادة الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، الظاهر منها المجاعة ومنع دخول المساعدات والأدوية الأغذية والوقود، وفي ذلك  قال الكاتب  المحلل السياسي “إليكس دو وال” في مقال نشرته صحيفة “الجارديان”، إن عدد من سيموتون جوعًا في غزة قد يتجاوز من قتلوا بالرصاص والقنابل، كاشفا أن: المجاعة التي يتعرض لها القطاع المحاصر “توشك أن تكون الأشد منذ الحرب العالمية الثانية”.

 

 

وأضاف بشكل لافت: “الموت في غزة سيستمر حتى لو توقف إطلاق النار وبدأت شاحنات المساعدات تدخل بصورة متتالية”.

 

 

*بلينكن وفشل القرار الأممي، وعيد المساخر..!

 

 

قد لا يحضر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مظاهر الاحتفالات التلمودية، والتي تعدها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، بعيد يهودي هزلي يعرف ب” عيد المساخر- البوريم “، وهو أكثر الأعياد اليهودية بهجة – ويتم تسليط الضوء عليه من خلال الاحتفالات التي تشمل الأزياء والمسرحيات الهزلية، والموسيقى الصاخبة والضوضاء ودرجات متفاوتة من الصخب والعهر والقتل المجاني لأي فلسطيني.

إذا غادر بلينكن تل أبيب، قبل أن يتم الاحتفال بعيد المساخر – عادة في اليوم الرابع عشر من شهر أذار العبري- يبدأ ليلة السبت ٢٣ آذار مارس الميلادي، ويستمر حتى يوم الأحد، وفي معظم أنحاء القدس، وغيرها من مدن دولة الاحتلال.

إذا غاب ضيف السفاح نتنياهو الأمريكي، فقد ذاقت الولايات المتحدة، مرارة خسارة الجولة في اللعبة الأمريكية التي صدمتها قوة، مكاشفة الرأي العام والمجتمع الدولي، لطبيعة فشل الجولة السادسة من الجولات البلينكينة، التي تخلط مسارات قضية الحرب على غزة من جيش الحرب الإسرائيلي الصهيوني، برخصة أمريكية أوروبية، لتقف أمام مجتمع دولي بدأ أولى خطوات التململ السياسي الاستراتيجي من حال أمريكا في عام الانتخابات، والرهان على دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تمارس اللعب مع إدارة البنتاجون الأمريكية، وسط مخاوف تتصاعد، قد تنفلت الحرب في المنطقة والإقليم بأي لحظة.

.. هذا مؤشر على انهيارات قادمة في منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية، وربما تنفجر المنطقة على وقع تصعيد عسكري شامل

Back to top button