الأمم المتحدة تعلن بأن مطار العريش ومعبر رفح المصريان هما شريان حياة أساسيان للمساعدات المنقذة للحياة في غزة
غوتيريش يشكر مصر على إستضافتها اللاجئين السودانيين وغيرهم من المهاجرين والمستضعفين ويحث المجتمع الدولي على توسيع نطاق دعمه لجهود مصر
نيويورك من عائشة دسوقي
أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالدور السياسي والإنساني الحيوي الذي تقوم به مصر في دعم غزة. وذكر أن مطار العريش ومعبر رفح المصريان هما شريان حياة أساسيان للمساعدات المنقذة للحياة في غزة، وعبر عن أسفه لأن تكون تلك الشرايين مسدودة لافتا إلى أنه يشاهد أحد جانبي الحدود تمتد الطوابير الطويلة لشاحنات الإغاثة، التي مُنعت من المرور من قبل إسرائيل، مما تسبب بكارثة إنسانية على الجانب الآخر في غزة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، شدد الأمين العام على ضرورة الوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار في غزة، وقال إن الفلسطينيين في القطاع يحتاجون بشدة إلى “فيض من المساعدات”، مُحددا الخطوات العملية المطلوبة لضمان ذلك.
و أشار غوتيريش إلى تحقيق بعض التقدم في توصيل المساعدات ولكنه شدد على ضرورة فعل المزيد. وذكر أن ضمان ذلك يتطلب خطوات عملية، مؤكدا ضرورة أن تزيل إسرائيل العقبات الماثلة أمام توصيل المساعدات وفتح مزيد من المعابر ونقاط الوصول.
ورحب غوتيريش بتوصيل المساعدات إلى غزة بجميع الطرق البديلة- في إشارة إلى الإسقاط الجوي وجهود إنشاء ممر بحري- إلا أنه قال إن السبيل الفعال الوحيد لنقل السلع الثقيلة هو البر. وأكد ضرورة زيادة دخول البضائع التجارية بشكل هائل. وجدد القول إن زيادة المساعدات الإنسانية في غزة يتطلب وقفا إنسانيا فوريا لإطلاق النار.
وذكر الأمين العام أن الأهوال التي تحدث في غزة لا تخدم أحدا وأن أثرها يتردد في أنحاء العالم. وقال: “إن الاعتداء اليومي على الكرامة الإنسانية للفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي، ويتحدى القيم التي نؤكد أنها عالمية، ويتحدى القانون الدولي وجوهر المبادئ الإنسانية، ويتحدى إنسانيتنا الأساسية”.
وكان الأمين العام قد زار رفح أمس وتحدث إلى الصحفيين من أمام المعبر المؤدي إلى غزة حيث رأى الطوابير الطويلة من شاحنات الإغاثة التي تنتظر السماح لها بدخول قطاع غزة. يأتي ذلك في إطار زيارته التضامنية الرمضانية التي يقوم بها سنويا لتسليط الضوء على أوضاع مجتمعات مسلمة تمر بالمحن.
وأكد غوتيريش- في مؤتمره الصحفي في القاهرة اليوم- عدم وجود ما يبرر الهجمات المروعة التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول أكتوبر وأخذهم للرهائن، أو ما يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. وقال إن الوقت قد حان للوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار. وبروح التراحم الرمضانية، حث على الإفراج الفوري وبدون شروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال غوتيريش إن العالم يواجه اختبارات على جبهات عديدة. وكان الأمين العام قد أفطر في القاهرة، بعد صيامه أمس، مع عدد من اللاجئين الذين فروا من الصراع في السودان. وقال في المؤتمر الصحفي إنه تأثر بشدة بقصصهم المفجعة عن معاناة ورحلات خطرة لا يمكن وصفها. وأضاف أن قوتهم الهائلة قد ألهمته أيضا.
وقال: “من المثير للغضب أن نرى الحرب مستعرة خلال شهر رمضان المبارك على الرغم من النداءات الدولية لوقف إطلاق النار”. ومنذ اندلاع الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان/أبريل 2023، “استقبلت مصر بسخاء أكثر من 500 ألف لاجئ سوداني” كما قال أمين عام الأمم المتحدة.
وشكر مصر على “استضافتها للاجئين السودانيين وغيرهم الكثيرين من المهاجرين واللاجئين المستضعفين”. وحث المجتمع الدولي على توسيع نطاق دعمه لجهود مصر. كما حث جميع الدول على ضمان سلامة النظام الدولي لحماية اللاجئين وحقوق جميع الأشخاص المتنقلين.
وقال الأمين العام إن مصر ركيزة دولية للسلام. وذكر أنه ناقش اليوم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري عددا من القضايا الحيوية منها الظروف الصعبة في غزة والوضع المتقلب في الضفة الغربية المحتلة والقضايا التي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط والسودان وغير ذلك.
وأشاد بقيادة مصر في هذه الأوقات الصعبة، وقدم التحية للشعب المصري لسخائه والتزامه بقيم التراحم والسلام والتضامن.
وقبيل مغادرته القاهرة متوجها إلى العاصمة الأردنية عمان استكمالا لزيارته الرمضانية التضامنية، التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وعلى حسابه على موقع إكس، قال غوتيريش: “لحظة مهمة في زيارتي الرمضانية التضامنية كانت اللقاء مع الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر في القاهرة. انخراطه الدائم لتعزيز السلام والتضامن يجب أن يكون مثالا يُحتذى به للجميع- الآن أكثر من أي وقت مضى”.
وفي الأردن بدأ الأمين العام زيارته اليوم الاثنين لها بجولة في مرافق وكالة الأونروا التي تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين. وبعد صيامه، سيتناول الإفطار مع عدد من لاجئي فلسطين وموظفي الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية. كما سيعقد اجتماعات مع مسؤولين أردنيين.