المقترح الأمريكى.. رفح وجنوب لبنان.. ولا عزاء لغزة
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

.. إذا ما صحت التوقعات، فقد كشفت منصات وإعلام الصحف والفضائيات الإسرائيلية الصهيونية، عن حيثيات ما تفكر به الإدارة الأمريكية، أو ما بات يعرف بـ”المقترح الأمريكي لعملية رفح”.

.. يبدو أن الوقت في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، حرك البوصلة باتجاهات ضد الدعوة لإيقاف فوري وسريع للحرب العدوانية على قطاع غزة، بكل ما حملته الحرب من إبادة جماعية ودمار ومجازر ومجاعة، بدأت آثارها، وفق خطط حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابينت.. هنا، نقرأ ما بين التوقيت والآخر، إذ قالت قناة “كان 11″، التي تعمل  لهيئة البث الإسرائيلية، وهي التي كشفت خلال الليلة الماضية، عن أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال “تشارلز براون” قدم “المقترح الأمريكي “، عبر محادثة مع نظيره الإسرائيلي “هرتسي هليفي”، مؤكدًا أنه- العرض الساخن مرحليًا- لعملية عسكرية (…) في رفح، وضمن الحرب على قطاع غزة.

الجنرال “تشارلز براون”، بدا، وفق الأخبار محبطًا، إذ نقل عنه الأعراب بتوتر: عن إحباطه لعدم وجود خطط لدى إسرائيل لليوم التالي للحرب، التي يقودها السفاح نتنياهو، والكابينت.

*عزل المدينة ومداهمات محددة

ليس سرًا أن حوارات “بروان – هليفي” جرت أثناء زيارة وزير الأمن الإسرائيلي “يوآف غالانت” لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، حين أراد ضبات جنرالات المستوى المهني في الجيش الأمريكي، التحدّث إلى قيادة الجيش الإسرائيلي، أو بمعنى آخر تقديم الخطط الأمريكية معضلة الحرب على غزة.

الإعلام الحربي الإسرائيلي نقل عن الجنرال براون، تشديده على أن بلاده لن تقبل قتل آلاف المدنيين في رفح (..) خلال العملية العسكرية التي تلوح بها دولة الاحتلال الإسرائيلي، في المدينة التي لجأ إليها نحو 1.5 مليون مشرد ولاجئ فلسطيني، من سكان القطاع.

*تفاصيل

في تفاصيل المقترح الأمريكي،  أفادت المعلومات التي تسربت وهي تبدو للمحل، مناورة لتنمية الحراك الدبلوماسي الأمريكي والأوروبي والعربي الأممي المشترك،  وفي بعض الجوانب:

*1.:

تركيب وسائل تكنولوجية على الحدود مع مصر، بحيث يتم إغلاق الحدود ومراقبتها من خلال كاميرات وأجهزة استشعار.

*2.:

عزل رفح وتطويقها من القوات الإسرائيلية، يترافق ذلك مع شن عمليات مداهمة مركزة على أهداف محددة بناء على معلومات استخباراتية.

*3.:

تأسيس  غرفة طوارئ  عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتنسيق العمليات في جنوب القطاع.

تزامن الحوار حول المقترح مع إشارات أمنية أطلقها رئيس الأركان الأمريكي موضحًا أن: “إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها، وأضاف أن ذلك يرجع جزئيًا إلى أن بعضها قد يؤثر على جاهزية الجيش الأمريكي، كما أن هناك حدودًا لقدراته”.

.. في ذات السياق، بدا أن المحادثات المؤجلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بشأن  التفاصيل السرية التي تخص العملية البرية المحتملة جنوبي غزة قد تعقد يوم الإثنين في واشنطن، مع تضارب في ظروف وطبيعة مجريات الحوار، مع التذكير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي السفاح  نتنياهو، كان ألغى المحادثات بعد أن رفضت الولايات المتحدة، منع إصدار قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم  حركة حماس، وهو ذات السياق السياسي الأمني، المعطل في كل الأحداث منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهذا ما أشارت إليه منصة “أكسيوس” من أن: “نتنياهو رفض طلب المفاوضين الإسرائيليين منحهم مساحة أكبر حتى يتمكنوا من التوصل إلى صفقة مع حماس”.

 

*السر من وراء المقترح الأمريكي؟!

وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي، حال عودته من الولايات المتحدة، انشغل في  سر المقترح الأمريكي، ومن على الحدود مع لبنان، نظر نحو طرق مماطلة والتفافية لإطالة أمد الحرب، حماية لحكومة التطرف، ويبدو انه أراد فتح أبواب الصراع على مراحل  جديدة؛ بتوسيع “كابنيت “الحرب نطاق عملياتها وضرباتها ضد جميع الجبهات في غزة والجنوب اللبناني وسوريا والعراق، وبالأخص أن لبنان سيكون مقبلًا على تصعيد عسكري أمني جديد، وفق أسرار سيناريو المقترح الأمريكي، الترتيبات تسلط الضوء على “دمج  عسكري أمني” ما بين نموذج ومراحل العمليات العسكرية في غزة، شكلها الإبادة الجماعية والتهجير المجاعة القسرية، ولكن يبقى محصورًا بنطاق  قد يمتد إلى بيروت، ونشر المقترح نحو الجولان وسوريا من خلال توجيه ضربات وعمليات استهداف لمواقع ومخازن وشحنات أسلحة وقطع طرق إمداد وعمليات اغتيال، الفصائل متباينة، بين حزب الله وحركة حماس وغيرها من الفصائل، لا تزال الرسائل الأمريكية والفرنسية تتوالى، وتعبر عن مخاوف كبيرة من ازدياد حجم المخاطر.

 

 

 

* لبنان أو رفح.. البديل  المزدوج!

.. واقع التحرك الأمريكي، الدولي، يعيد طرح معادلة سياسية أمنية جديدة في ظل الضغط الأمريكي الداخلي، ومن الكونجرس، والذي ينادي- شكليا لمنع  دولة الاحتلال الإسرائيلي،  من  تنفيذ تهديدات شن عملية برية في رفح، مع دمج ذلك الغزو بالإبادة بعمليات اغتيال وعمليات عسكرية وأمنية متوافقة، مع طبيعة الأحداث.

.. هذه الازدواجية، توسيع الحرب مع لبنان، لدحر حزب الله  كحل بديل تنويه عن اتخاذ قرار معركة رفح، ما يتوافق، وفق المقترح الأمني الأمريكي، الذي  يتسق مع  رغبات السفاح نتنياهو، بإطالة أمد الحرب والاستمرار بها لتجنب سقوط حكومته  المتطرفة، ما يفيد بأن  استمرار كابينت الحرب لا يتوافق مع تطرف الحكومة الإسرائيلية العنصرية، لهذا تنظر الولايات المتحدة الأمريكية، أن سر الأسرار أنه لم يعد في عمر الحكومة اليمنية، طويلًا وستذهب بيانها نحو انتخابات مبكرة، وهو ما لا يريده السفاح.

 

 

.. أي مقترح أو سر أو حدث، في هذه المرحلة من الصراع، بات قضية الساعة، أو ما يؤشر عليه كمسار للقضية الأهم  فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، أي بالنسبة للجميع، الدعوة بشكل عملي نهائي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وما يسببه من قتل ودمار وتجويع، ومن تهميش للقانون الدولي واستهتار بكل القيم والمعايير الدولية والأخلاقية والقانونية والإنسانية.

.. بين غزة وأي جبهة جديدة، رفح أو جنوب لبنان، حال الحرب على غزة هو الأساس اللازم منع إسرائيل بأية قوة لإحداث وقف الحرب، قبل انهيار المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى