الأمم المتحدة: علب طعام مفخخة آخر فصول الرعب في غزة

أوبئة وآلاف الجثث تحت الأنقاض.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر في غزة

النشرة الدولية – أخبار الأمم المتحدة –

نقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن السلطات المحلية في غزة قولها إن فتى يبلغ من العمر 14 عاما أصيب بجروح خطيرة “وبترت أطرافه بعد أن فتح علبة طعام مفخخة عثر عليها أثناء البحث عن متعلقاته في منزله الذي قصفته القوات الإسرائيلية في خان يونس”.

وقال مكتب الأوتشا إن الطفل المصاب هو مجرد ضحية واحدة من بين “العديد من الأشخاص الذين أصيبوا مؤخرا” وفق التقارير بسبب الإمدادات المفخخة بعبوات ناسفة.

تقدر دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أن هناك حوالي 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة المتناثرة في جميع أنحاء غزة، الأمر الذي قد يستغرق ما يصل إلى 14 عاما لإزالتها. وللتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وفرق الإغاثة في هذه الأثناء، أصدرت الدائرة نداءات عاجلة للحصول على المساعدة من المجتمع الدولي لإزالة مخلفات الحرب من المتفجرات.

10 آلاف تحت الأنقاض
وفي تطور آخر مثير للقلق، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 10,000 شخص يعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض في غزة. وقال المكتب إن أحياء بأكملها سويت بالأرض، مما أدى إلى تحطيم آلاف المباني، وسط قصف إسرائيلي مكثف ومستمر “في معظم أنحاء قطاع غزة” من الجو والبر والبحر.

وأشار مكتب الأوتشا إلى أن انتشال الجثث من تحت الأنقاض يمثل تحديا كبيرا بسبب نقص الجرافات والحفارات والطواقم. وقات إن الأمر “قد يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات لانتشال الجثث باستخدام الأدوات البدائية المتوفرة” لدى الدفاع المدني الفلسطيني، معربة عن مخاوفها من أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى تسريع تحلل الجثث، مما قد يزيد من خطر انتشار الأمراض.

ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن الدفاع المدني الفلسطيني، بأن أكثر من 10 آلاف شخص مفقودون تحت الأنقاض نتيجة الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال المكتب إن الدفاع المدني الفلسطيني يواجه تحديات هائلة في انتشال الجثث، بما في ذلك نقص المعدات والآلات الثقيلة والأفراد، محذرا من أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات لانتشال الجثث باستخدام الأدوات البدائية المتوفرة لديهم.

كما حذّر من تفشي عدد من الأوبئة الفتاكة بين الفلسطينيين، في غياب شبه تام للأنظمة الصحية، وفق بيانات حصل عليها من الدفاع المدني الفلسطيني.

وقبل أيام أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مدحت عباس، أن القطاع كان يمتلك في بداية الحرب مستشفيات وفرق دفاع مدني تنتشل الأشخاص العالقين تحت الأنقاض وأنظمة لإحصاء الضحايا، مضيفا أن “كل ذلك انهار”.

ويبدو أن ظهور الصورة الحقيقية للخسائر البشرية في الحرب ستأخذ وقتا طويلا، حيث تشير التقديرات إلى أن آلاف الأشخاص ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض وفي قبور لا تحمل علامات مميزة، وفقا للسلطات الصحية المحلية وشهود وفرق الأمم المتحدة.

ولا يوجد ما يكفي من الآلات الثقيلة لإزالة الأنقاض، فضلا عن نقص كبير في الوقود لتشغيل الآلات المتوفرة أصلا، بحسب ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز”.

“الكابوس يجب أن ينتهي”
في دعوة لإنهاء الأعمال العدائية، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن “الكابوس” الذي تعيشه عائلات غزة يجب أن ينتهي. وأكدت في مقطع فيديو على موقع إكس أن جميع الأطفال المحاصرين في مدينة رفح الجنوبية – والبالغ عددهم حوالي 600 ألف طفل – إما “مصابون أو مرضى أو يعانون من سوء التغذية أو مصدومون أو يعيشون مع إعاقات”. وحذرت من أن أي عملية عسكرية مصعدة في المدينة من شأنها أن تجلب “كارثة على رأس كارثة”.

ومع مرور أكثر من مئتي يوم على الحرب المدمرة، جددت المديرة التنفيذية دعوتها لحماية النساء والأطفال والمنشآت والخدمات والمساعدات الإنسانية التي يعتمدون عليها.

قنابل تزن ألف رطل
في أعقاب انسحاب القوات الإسرائيلية الشهر الماضي من مدينة خان يونس الجنوبية، أفادت بعثة فريق التقييم التابع للأمم المتحدة في 10 نيسان/ أبريل أن الشوارع والأماكن العامة امتلأت بالأسلحة غير المنفجرة. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على قنابل تزن ألف رطل “ملقاة على التقاطعات الرئيسية وداخل المدارس”.

وتستمر الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لجعل المناطق آمنة لعودة سكان غزة إلى خان يونس، بما في ذلك تقييم الأضرار في المرافق التابعة للأونروا ورسم خرائط للمناطق عالية الخطورة التي تحتوي على الشظايا والذخائر غير المنفجرة.

وتقوم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بحملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف، بالإضافة إلى منشورات لحوالي 1.2 مليون شخص في غزة كجزء من حزم المساعدات التي يوزعها الشركاء الإنسانيون الآخرون.

يذكر أن هناك ما يقدر بنحو 37 مليون طن من الحطام في القطاع الذي من المحتمل أن يحتوي على حوالي 800 ألف طن من الأسبستوس والملوثات الأخرى.

ارتفاع حصيلة الضحايا
أفادت الأوتشا بأن 80 فلسطينيا قتلوا وأصيب 118 آخرون بالقصف الإسرائيلي في الفترة ما بين 29 نيسان/ أبريل و1 أيار/ مايو، وذلك نقلا عن السلطات الصحية في غزة، لترتفع حصيلة الذين قتلوا في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى ما لا يقل عن 34,560 فلسطينيا فيما أصيب 77,765 آخرون.

ويشمل ذلك غارة وقعت يوم الاثنين حوالي الساعة 12:25 ظهرا قُتلت فيها امرأتان وفتاتان وأصيب آخرون عندما أصيب منزل في حي تل السلطان غرب رفح.

زر الذهاب إلى الأعلى