الطرف الثالث في معركة بايدن.. والسفاح نتنياهو
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

 

بدون أي شك، باتت الأردن، ومصر، هي “الطرف الثالث”، أو لنقل:”الطرف الكاشف” في المعركة  التي تجري بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابنيت، السفاح نتنياهو، الذي  تقودها شهوة  حرب الإبادة الجماعية والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ميدانها قطاع غزة  والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.. عدا عن  هذا الوضع العسكري الأمني المعقد، في ساحات المنطقة والإقليم.

.. وهي معركة (..) ملفات ومشاريع ومحاولات، تعمل عليها الدبلوماسية الأمريكية، تقابلها دبلوماسية أوروبية حذرة،و دبلوماسية عربية إسلامية تتحرك على كل الصعد الدولية ومع الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، في تحديات تجرى وسط حرب الإبادة والتهجير والتدمير التي يريدها السفاح نتنياهو، تحديات خلقت أزمة حرب بين حركة حماس وجيش الكابنيت المجرم، في كل المقاييس الدولية والقانونية والأممية.

.. وهي، كما  اعترفت  هيئة البث الإسرائيلية، الصهيونية  أن جيش الاحتلال الإسرائيلي النازي، أعلن مساء اليوم الأحد ١٢ مايو، عن إصابة، أو مقتل 50 جنديا إسرائيليا خلال الساعات الـ24 الماضية، وسط اشتباكات بين جنود الاحتلال وحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في محاور مختلفة من قطاع غزة، وهذا الخبر، الذي تسرب في وقت حرج من معركة رفح المتعثرة، رغم خطورتها إلا أن وجود، علامات على ضغوط من الطرف الثالث [الأردن ومصر] بين بايدن ونتنياهو؛ يؤشر سياسيا وأمنيا على قوة إقليمية شكلها العلاقات الموافقة الحاسمة القوية بين قيادات كل من مصر والاردن، وهي باتت الطرف الذي يقف على حد التنبيهات والتوجيهات والدبلوماسية التي تحاول منع تصعيد شرر الحرب الي جيوسياسية تشتعل، قد تنفجر في اي لحظة.. هنا أدوار الطرف الكاشف، الخبير، الاستراتيجي الذي يعي كيف كان من لزوميات المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، العمل منذ ساعات الحرب الأولى، على لجم الهيجان الصهيوني الإسرائيلي النازي، الذي أراد أن تكون المنطقة تحت البارود، ما يصب – ظاهريا-في صالح الجيش العنصري الإسرائيلي الذي انكشفت هشاشته عبر الإبادة الجماعية والمنع المقصود للمساعدات واساسيات الحياة للشعب الفلسطيني أهالي غزة، كالماء والغذاء والوقود والأدوية، هنا بانت هزيمة الأطراف الأخرى، الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا الاستعمارية، بعض دول الطغيان في آسيا الوسطى وغرب أفريقيا وحتى في الدول الكبرى التي تنتظر الغنائم وعقود الإعمار.

 

*الطرف الاول – الإدارة الأميركية – يقر التراجع!.

 

 

لنتذكر ما  قال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض “جون كيربي”  في مؤتمر صحفي  بالبيت الأبيض  إنه ‘”لا توجد خطط لوضع قوات أمريكية على الأرض في إسرائيل، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تبادل للمعلومات الاستخباراتية والسلاح والذخائر على نطاق واسع مع إسرائيل”.

وقال كيربي: “إن الأولوية الأبرز لـ(الرئيس جو بايدن) دائمًا هي سلامة وأمن الأمريكيين الموجودين في الخارج، بالإضافة إلى مصالح الأمن القومي الخاصة بنا، ولدينا مصالح تتعلق بالأمن القومي في جميع أنحاء المنطقة – إن نقل حاملة الطائرات إلى شرق البحر المتوسط ​​هو أمر جوهري وجزء من هذا الأمر”.

 

‏كيربي، ذاته قال، قبل ساعات ان: اجتياح ‎رفح لن يهزم حماس وهناك سبل أفضل من الهجوم البري، مؤكدا، كطرف اول، يواجه الطرف التعنت السفاح نتنياهو، الكابنيت العسكري الإسرائيلي، أن:

أي عملية برية في رفح؛ تعزز وضع ‎حماس على طاولة المفاوضات.

.. هذا عمليا، ما حذرت منه اقطاب الطرف الثالث-الكاشف، الأردن ومصر، التي، إلى اللحظة تقدم استراتيجيات أمنية وعمل إنساني، وخبرة ب جيوسياسية المنطقة وجوار فلسطين، كل ذلك منعا لأي امتداد للحرب على غزة، عدا عن الوقوف بقوة وتوافق، نحو تحريك المجتمع الدولي ودول المنطقة والعالم كله، لإيقاف الحرب الدائم، ذلك الأمر الذي يدعم حراك الأطراف كافة، نحو السلام وحماية غزة ورفح وكل فلسطين المحتلة من ويلات نكبة وحروب وتصفية وتهجير، يسعى لها الطرف الثاني، السفاح نتنياهو، في محاولة للبقاء في حكم دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، التي باتت منبرذة دوليا وأمميا، وسط تعنت التطرف الصهيوني والإسرائيليين الذين يشكلون حكومة حرب، متطرفة توراتية همجية، علق معها الطرف الأول-الولايات المتحدة، التي وجدت الانتقاد والتحول السياسي، مع وجود الطرف الثالث العربي، الفاعل وإقليميا والأقرب إلى واقع خطورة التصعيد الإقليمي، اجتياح رفح، وانهيار وتصفية القضية الفلسطينية، وفق الألاعيب والخطط الأمريكية الإسرائيلية، وتوافق قوى ودول أوروبية كبرى، خرجت من الأطراف المؤثرة بفعل الضغوط الأميركية وواقع الحرب الذي أحرج الشعوب في القارة الأميركية الشمالية وأوروبا، بكل امتدادها الجيوسياسي، مع البحر الأبيض المتوسط.

*ثرثرة نتنياهو بايدن..

التراجع الشكلي، الموجه إعلاميا؛ في ثرثرة نتنياهو أو بايدن حول الحرب في غزة، عبر عنها(كأطراف وأقطاب، ومصير واحد) مستشار الأمن القومي  الأميركي “جيك سوليفان”، الذي نادى بالتزام الولايات المتحدة الأمريكية [الصارم] بأمن إسرائيل وهزيمة حماس بغزة.

” سوليفان” يرنو ان يكون الطرف الثاني سلم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “تساحي هنغبي”،  مخاوف الرئيس بايدن بشأن احتمال شن عملية برية عسكرية كبيرة في رفح، في ابثرثرك، التي حركت المجتمع الدولي، هنغبي، سوليفان، يقر أن  دولة الاحتلال الإسرائيلي  تأخذ المخاوف الأميركية بعين الاعتبار!.

 

.. وفي مسارات الطرف الثالث، كان الحراك السياسي الاستراتيجي الأردني والمصري، مؤثرا في صياغة متغيرات سياسية وأمنية وإعلامية، موقف موحد، يتصدي انام المجتمع الدولي ودول المنطقة والعالم الإسلامي بنا في ذلك الخليج العربي وتركيا وايران والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي، فكانت المنارات والدبلوماسية الخارجية القيادية، مساحة من التنبية والانذار لواقع أمني وعسكري وإبادة إنسانية، إذا ما انفلت قالها ضاعت المنطقة بضياع القضية الفلسطينية وسياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في التعنت بدعم من الإدارة الأميركية التي تطلق العنان لكل أشكال المشاريع والاقتراحات والملفات، التي تتصدى لأي اتفاق دولي يدعو إلى وقف الحرب الفوري على غزة.

.. الأطراف، الأول والثاني، في لعبة إعلامية سخيفة أعلنا انهما:ناقش الثنائي مسارات العمل البديلة لضمان هزيمة حماس في غزة.

 

 

 

 

*.. استراتيجيات  الخبرة السياسية ومكانة مصر والأردن  في المنطقة.

قبل أيام، نقل رئيس الوزراء الأردني د. بشر الخصاونة رسالة شفويَّة من  الملك عبدالله الثاني إلى الرَّئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

.. سياسيا وأمنيا، حملت الرسالة، الدور السياسي والخبرة القيادية والدبلوماسية والبناء الحضاري الثقافي، الذي تشكيلة مصر والاردن في قيادة المنطقة، خصوصا بعد بدء الحرب على غزة، التي كانت لها مراحل أدوار، بدت فيها الاتفاق العسكرية والأمني، بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتالي اقطاب أخرى من أوروبا.

 

 

.. كانت رسالتي الملك عبدالله الثاني، تحمل صورة الدور المطلوب من الطرف الفاعل في المنطقة، وحملت الرسالة:

*اولا:

عمق العلاقات الأخوية التاريخية والحرص على تعزيزها في جميع المجالات.

 

*ثانيا:

المواقف والجهود المشتركة للبلدين الشقيقين في سبيل الوقف الفوري والدائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل شامل ومستدام إلى الأشقاء الفلسطينيين.

 

*ثالثا:

الموقف المشترك الأردني المصري برفض أي محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين أو إيجاد أي ظروف للتهجير القسري لهم من قطاع غزة والضفة الغربية، وحث المجتمع الدولي على التحرك الفوري لمنع كارثة جديدة في رفح تضاف إلى الكوارث العديدة التي سببها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

*رابعا:

أن الدبلوماسية المصرية والأردنية تعملان بكل قوة على تجسيد حل الدولتين الذي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة؛ بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة والناجزة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

 

*خامسا:

تثمين  الدور الذي تقوم به جمهورية مصر العربية الشقيقة في إطار الوساطة الرامية إلى إتمام الاتفاق لتبادل الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات بشكل شامل ومستدام للأشقاء في قطاع غزة.

 

 

*الرفض خطة إسرائيلية للسيطرة المدنية المشبوهة

 

 

.. في وسط تداعيات التهديد، بإجتياح كامل لمدينة رفح، اشتدت عمليات التضليل الإعلامي، التي وصلت  إلى حدود لا معقولة، ومنها ما كشفت عنه قناة “كان” الإسرائيلية الصهيونية،  إنه “سيتم  تبني وعرض خطة (..) تمت مناقشتها مؤخرًا في مجلس الأمن القومي على المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، تنص على سيطرة مدنية على قطاع غزة من 6 أشهر إلى سنة”.

 

الإعلام الصهيوني والغربي، تناول الخطة المشبوهة، ومنها:أن هذه السيطرة سوف تتم من قبل الإدارة المدنية وهي هيئة عسكرية إسرائيلية ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية.

.. وانها هي الجهة التي  اني، أو/و يناط” بها  توفير الخدمات للسكان من خلال شركات عربية خاصة؛ وستنتقل السيطرة على القطاع في النهاية إلى أطراف محلية غير معادية لإسرائيل”.

 

القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي قالت ظهر اليوم، أن مصر وقطر رفضتا عرضًا إسرائيليًا لإدارة مشتركة مع تل أبيب لقطاع غزة، بما في ذلك أنهما- القاهرة والدوحة- أبلغت الولايات المتحدة بأنهما تعارضان استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي، في حكم قطاع غزة في – اليوم التالي للحرب- بأي شكل من الأشكال، ولفتت إلى الرفض القاطع من  الإمارات العربية، أن تكون إسرائيل جزءا من آلية إدارة غزة تحت السيطرة الإسرائيلية في اليوم التالي للحرب، وهذا أيضا ما جعل الثقة العربية الإقليمية، تعتمد الخبرة والرؤية التي يتمتع بها الأردن ومصر في إدارة الأزمات والنظرة السياسية الأمنية الفاعلة، وصورك مصر مع الأردن مقوة إقليمية لها تاريخها في الحفاظ والدفاع عن القضية الفلسطينية، ومنع التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، والدعوة إلى إيقاف الحرب على غزة وضمان موقف أميركي دولي، حول إتمام مفاوضات الهدنة التي يعمل عليها الوسطاء بكل ثقل، دون إخراج نتنياهو، من قمم التعنت الاجرام، وجر المنطقة، نحو الحرب المدمرة.

 

.. في الواقع المعاش، غزة ورفح وسط النار، العالم لا يمنع الحرب، الطرف الثالث، كاشف، ويتقدم بكل ثقل سياسي ردبلناسي، داعيا إلى الأمن والسلام والاستقرار، هناك شبهات إسرائيلية أميركية، تلعب بالنار، ولا تريد نهاية للحرب على غزة، تريد الدخول في مراحل مفتوحة من الحب، قد تمتد إلى كل فلسطين، وبالتالي التصعيد في المنطقة، حتنا سيمت وينفجر.

.. الملاحظ، أن الدبلوماسية والجهود المصرية، حققت تقدما ملحوظا في مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، مع وعى واستراتيجية  إدارة عملية التفاوض، إلا أن ذلك يواجه التعنت الإسرائيلي الصهيوني من السفاح نتنياهو، ومن حكومة التطرف، التي لا تريد، بوضوح إيقاف الحرب على غزة وعلى المجتمع الدولي، وليس فقط المنطقة أو جيوسياسية فلسطين وجوار ها الذي يتحدى ويدافع عن حدوده وسط الحرب والإبادة.

زر الذهاب إلى الأعلى