هل تترك الولايات المتحدة الأمريكية طاولة الحرب العدوانية على غزة؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

سؤال المرحلة، دوليا وأمميا، وفي المستويات العسكرية والأمنية والدبلوماسية:هل تترك الولايات المتحدة الأمريكية طاولة الحرب العدوانية على غزة؟.

.. وجاء “السؤال” في ما نسب  إلى الخارجية الأمريكية، القول: لا يمكن أن نساوي بين روسيا وإسرائيل فالظروف في الحربين مختلفة تماما… وفوفي سياق متصل، قالت أوساط سياسية، وأمنية  أميركية وأوروبية إن: الحرب التي مرّ عليها 7 أشهر.. يمكن أن تستمر لسبعة أشهر أخرى أو أكثر ولا يجوز إبقاء  الحرب والإبادة والمجازر مفتوحة تتحول غزة إلى أوكرانيا أخرى!.

مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان: العملية العسكرية في غزة ليست بسيطة(..) ولذلك يجب أن تكون هناك استراتيجية سياسية لما بعد الحرب.

عمليا:لا الدبلوماسية المكوكية الأميركية، ولا مواقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، واضحة في وضع النقاط على حروف وثائق وملفات الطاولة التي تقود أسرار الدعم العسكري، والسياسي، والأمني لدولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، وهو الدعم الذي بات مكشوفا(اولا)، و(محرجا) للإدارة الأميركية وحلفاء حكومة الحرب الإسرائيلية النازية على قطاع غزة، تحديدا من الدول الأوروبية، التي تراقب، دون أن تكون اي لحظة تحول على طاولة الكابنيت، التي تقود حرب إبادة جماعية ومجازر تجويع باتت معلومة مستهجنة في المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عدا عن صدمة دول الجوار الفلسطيني والمنطقة والخليج العربي والعالم الإسلامي.

*” بول هير”.. وسؤال المرحلة:

يؤشر “هير” إلى أهمية طرح السؤال في هذه المرحلة من تضارب المصالح والمواقف من الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة:هل تترك الولايات المتحدة الأمريكية طاولة الحرب العدوانية على غزة؟.

 

.. إنه الباحث السياسي في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية وضابط المخابرات الأميركية السابق” بول هير”،  الذي  كشف – ربما لأول مرة في تحليل نشرته مجلة” ناشيونال إنتريست” إن الولايات المتحدة؛ إما [فشلت] في مواجهة نصيبها من المسؤولية عن خلق المشكلات الثلاث؛ [يقصد مع أوكرانيا وروسيا والصين تايوان، وحماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية] أو رفضت القيام بذلك. وهذا الفشل أو الرفض الأميركي لهما تأثيرهما العميق على جهود تحقيق سلام دائم في المناطق الملتهبة الثلاث”.

.. وهو أكد:”.. وفي الوقت نفسه تخاطر واشنطن بتعزيز مشاعر السخط العربي ضدها، بسبب دعمها للممارسات الإسرائيلية”.. وأوضح:

*أولا:

بدلا من  تتحمل مسؤوليتها في هذا الصراع نرى واشنطن تعامل حماس بما عاملت به بوتين وشي جينبينغ، إذ تحمّلها بمفردهما مسؤولية أزمة غزة.

*ثانيا:

بالطبع فإن بوتين وشي وحماس يتحملون قدرا من مسؤولية أزمات أوكرانيا وتايوان وغزة.

*ثالثا:

.. لكن هذه المسؤولية لا تلغي مسؤولية واشنطن ودورها في تعقيد كل أزمة من الأزمات الثلاث.

 

.. “هير”  يعود إلى الطاولة الأميركية وما يجري عليها ويقول: “إن دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مقبول تماما(..)، بغض النظر عن موضوع طبيعة وحجم الرد الإسرائيلي المفرط على الهجوم الفلسطيني. لكن الأكثر أهمية هو أن[ الموقف الأميركي يتجاهل حقيقة أن هجمات حماس كانت نتيجة لعقود من سياسات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وصمت الولايات المتحدة على هذه السياسيات وربما دعمها لها من خلال دعمها المستمر والشامل لإسرائيل].

 

*استطلاع  مجلة “إيكونوميست”.

 

.. ما قد يجعل السؤال مواتيا، ما كشف  عنه استطلاع رأي أجرته مجلة “إيكونوميست” في أبريل نيسان، أن الديمقراطي ين-حزب الرئيس الأمريكي  بايدن- وافقوا بنسبة 53% مقابل 14% على أن “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين”.

 

.. وجاء الرد من صحيفة “واشنطن بوست”، عن ما إذا كان تحذيرات  بايدن، للطرف الإسرائيلي، سيكون له “التأثير المطلوب” أو يساعد في تهدئة “الذعر المتزايد لدى اليسار” الأميركي، أو ما إذا كان سيؤدي فقط إلى “المزيد من الخيارات بين الخيارات المحفوفة بالمخاطر”، مثل امتداد التصعيد الإقليمي للحرب، التي تفضل الإدارة الأميركية الخلاص منها، دون الإعلان عن ذلك لأسباب لها علاقة بالانتخابات الرئاسية التي يبدو أن الحزب الديمقراطي بدأ يفقدها، كيف ذلك؟، هذا يعيدنا الى  سؤال المرحلة، مغامرة الإدارة الأميركية في الأسابيع المقبلة، نتيجة التعنت الإسرائيلي الصهيوني وقوات حكومة الحرب، الكابينت، التى تتأرجح بين النار المحرقة والنبات وسياسة التهجير والإبادة الجماعية.

 

 

.. وأيضا تصطدم الولايات المتحدة الأمريكية، واوروبا  بجدار من الشباب، الأميركي الذي بدأ يقود رد الفعل ضد السياسية الأميركية في طاولة الحرب، هنا بدت [الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الجامعية] مؤثرة، السائد إعلاميا وأمنيا ان  دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، تواجه جبهة حرب سياسية، يقودها  جيل مختلف من الشباب  الأميركي، في  جامعات  لها وزنها الأكاديمي والدولي:هارفارد وييل وكولومبيا كاليفورنيا في بيركلي، تكساس، وفيها بدأ خطر مستقبل الإدارة الأميركية مع طاولة  جيش الحرب الإسرائيلي الصهيوني، الكابنيت، وموجة احتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يطالب فيها المحتجون جامعاتهم بقطع أيّ علاقات استثمارية وأكاديمية مع إسرائيل؛ ذلك  أن غالبية إدارات الجامعات انحازت، تحت ضغوط سياسية ومن متبرعين كبار، فضلًا عن اللوبي الاسرائيلي، إلى الحلول القمعية والعقابية لفضّ الاعتصامات الطلابية السلمية بذريعة أنها “معادية للسامية”، فإن عددًا قليلًا منها اختار طريق التفاوض مع الطلاب المعتصمين.

تشير التقارير أنه على الرغم من أن الاحتجاجات الطلابية، لم تصل بعد إلى مستوى الاحتجاجات الطلابية الكبرى في أواخر ستينيات القرن الماضي ضد حرب فيتنام أو في الثمانينيات ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فإنها تمثّل “أكبر حركة احتجاج طلابية” في العقود الأخيرة. ولا تقتصر تداعياتها على الجامعات الأميركية وسمعتها ومكانتها عالميًا فحسب، بل إنها قد تؤثّر في المشهد الانتخابي الأميركي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

 

 

.. والحقيقة، أن سؤال المرحلة، جعل  الاحتجاجات  في الجامعات، [مؤيدة بطريقة أو أخـرى] للفلسطينيين و[منددة تماما] بدولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، سمة بارزة في حرم الجامعات الأميركية منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

.. التصورات ان الملف بكل دبلوماسية الإدارة الأميركية، خرج من حدود الراهنة على الموقف الذي يذوب من جيش الحرب، إذ تتركز مطالب  الداخل الأميركي والمجتمع الدولي، وبالتوازي مع الطلاب في دعوة إدارة الرئيس الأميركي بايدن إلى إنهاء انحيازها الكامل إلى إسرائيل ووقف المساعدات العسكرية لها، والضغط من أجل فرض وقف إطلاق نار فوري ودائم في القطاع، فضلًا عن مطالبة جامعاتهم بوقف تعاونها مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وسحب استثماراتها، التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، من شركات الأسلحة والتكنولوجيا التي تتعاون مع إسرائيل، وإنهاء أيّ علاقات أكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية، لانحيازها مع حرب الإبادة الجماعية والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

 

*.. أيضا هل تنتبه الولايات المتحدة.. لحال الجيش الإسرائيلي؟

 

بالطبع، البنتاغون ينتبه، لكن يتعنت في إعلان ان جيش الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني، يقف على حافة  الانهيار ولم يعد قادرًا على القتال في ضوء، عدة معطيات، منها:

*1.:

عدد حالات التمرد التي استدعت الاستعاضة عن تقدم كتيبة مدرعات بقصف الطيران أو حالات الفرار التي بلغت نسبة غير مسبوقة وقاربت الـ 10% من كل الوحدات.

*2.:

تحوّل الوحدات المقاتلة الى اكياس لحم تتعرض لنيران المقاومة، بينما ليس لدى جيش الاحتلال إلا سلاح الجو للقتل والتدمير بدلًا من تحقيق اي انتصار عسكري، بينما يقول السفاح نتنياهو  أن:الحرب لن تنتهي قبل استسلام حماس، وانه يناقش في الكابنيت  نفي  قادتها، كأنهم بين يديه.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في لقاء معه ليل الأحد – الإثنين، إن هناك مباحثات تجري بشأن نفي قادة حركة حماس من قطاع غزة إلى الخارج، معتبرًا أن “ذلك يتعلق بالأساس باستسلام حماس”.

*هوس السفاح.. والطاولة.. ورياح الملفات.

فيما تناقلت وسائل الإعلام الأميركية والعالمية، ما  يريد السفاح نتنياهو، من مقولة الكيان المهزوم  “اليوم التالي”، فهو يحرج حلفاء الحرب بالقول:بعد انتهاء الحرب على غزة، و”قبل كل شيء يجب القضاء على حماس، ونحن نأمل أن تكون إدارة القطاع مع محليين(..) لا يرتبطون بحماس إلى جانب مسؤولين في دول بالمنطقة، ولا يمكن لذلك أن يكون طالما حماس لا تزال هناك”، أن “الحرب يمكن أن تنتهي غدًا إذا استسلمت حماس وألقت سلاحها وأعادت المختطفين، فكرة النفي موجودة ونحن نناقش ذلك، لكنها تعتمد أولًا وقبل كل شيء على استسلام حماس”.

.. ويجاهر السفاح، انه قد يستغني عن الطرف الأميركي في هذه المرحلة:”يجب أن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا، نحن لا نطلب ذلك من جنود أميركيين أو آخرين. سنقضي على حماس والهدف الثاني هو إعادة المختطفين، نحن ملتزمون بذلك ولهذا السبب نمارس الضغط العسكري، كما أننا نواجه تحديات لم تواجهها أي جيش حديث من قبل”.

.. بالتأكيد، ربما دون إيضاح من الإدارة الأمريكية، يثار السؤال المخيف، ربما لان معطيات التحول في مواقف الدبلوماسية من التعنت الإسرائيلي، اجتياح الكابنيت الأطراف من رفح، يعيد طاولة المفاوضات والخطط، وبالتالي النتائج، إلى أن الواقع السياسي، بات يحرج مكونات الولايات المتحدة الأمريكية، وكل علاقاتها في العالم، ما يجعلها تنفض التزاماته مرحليا وربما مؤقتا من دعم حكومة الحرب الإسرائيلية النازية على غزة، بإنتظار نتائج المحكمة الجنائية الدولية.. مع النظر إلى الموقف الذي اتخذت مصر،  بالانضمام  الي الدعوة ضد  دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقد قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور اليوم الاثنين إن انضمام مصر إلى الدعوى المقدمة من قبل بلادها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية سيعطي زخما أكبر للقضية الفلسطينية.

.. ما زال السؤال ممكنًا..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى