«المحمية» جمّلت الشامية بزراعة الثقافة البيئية
بقلم: حمزة عليان
النشرة الدولية –
أن تجد «محمية بيئية» في الشامية فهذا يعنى أن هناك شيئا غير عادي يفاجئك عندما تدخل إليه، فما رأيته حقيقة بأم عيني شيء يدعو للفخر، فهو نموذج وقدوة للآخرين ليحذوا حذو هذا النهج ويخلقوا عالماً جديداً نحتاج إليه.
ما إن تضع رجلك في المحمية حتى تنتقل إلى عالم الزراعة والبيئة النظيفة، تستقبلك السيدة نهى الخرافي وهي بكامل نشاطها، تتجول معك وهي تشرح بدايات انطلاقة المشروع، منذ أكثر من عشر سنوات، وإراتهم بإحداث فرق في البيئة وانخراط الناس في العمل التطوعي.
خلية نحل تضم أكثر من 40 متطوعاً من أفراد وجهات تطوعية يعملون في المحمية، وأنت تسير في شوارعها المظللة بالأشجار تتعرف على مجموعات منهم، جانب منهم يستمعون إلى محاضرة عن البيئة يلقيها أحد المختصين وبجوارهم عدد من الأطفال والطلبة يمارسون الرسم، ومع كل خطوة نخطوها هناك قصة ترويها لك سيدة قديرة تمتلئ حيوية لتقودك إلى أحد البيوت المحمية، وتُفاجأ بعدد من محبي القراءة يحضرون كل يوم سبت، يناقشون كتاباً أو قصة جديدة، فبدلا من زراعة البندورة والخيار يزرعون في عقول هؤلاء شيئا من الثقافة والمعرفة، تسألهم ما الكتاب الذي تتناقشون فيه؟ فترد عليك إحدى المشاركات إنه رواية مصورة بعنوان «ريح على الصفصاف» لـكينيث غرام.
بعد ذلك بخطوات تتجمع سيدات ورجال تحت سقف واحد مفتوح، تنساب فيه نسمات من الهواء النظيف تسمعهم وهم يتحدثون عن تجربة أحد الشباب الكويتيين في جمعية كيفان التعاونية بإعادة هيكلة وترتيب البيت التعاوني، وبكثير من الشفافية، وإلى جانبي سيدة لديها حديقة صغيرة في بيتها، تأتي إلى هنا كمتطوعة.
جميل ما تراه عيناك وما تسمعه أذناك، من السيدة أم يوسف الصقر، وأديبة الفهد وهي إحدى الرائدات في المحمية، تجلس مع زائرة كويتية تشرح لها طريقة استخدام قطع من السيراميك.
اصطحبني الأخ محمد المعتوق، وهو ناشط بيئي وعضو متطوع في المحمية، في جولة طفنا فيها أرجاء المحمية، حيث أشجار التين والزيتون وأنواع مختلفة من النباتات والورود، ولكل منها استخدام يتناسب والعناية بها، وحتى استخراج الزيوت منها كما تفعل إحدى المتطوعات التي التقيناها.
محمية الشامية خرجت إلى النور على يد سيدات ورجال من أبناء الكويت وبناتها من المناطق الداخلية، استطعن وبحب كبير أن يتحدين الطبيعة القاسية ويخلقن بيئة صحية يرتادها الناس، ويجدون فيها الجمال والهدوء والمنظر الحسن، والأهم من كل هذا أنها صناعة بيئية كويتية خالصة.
تأسست على يد 3 سيدات كويتيات، تنشر المساحات الخضراء وتزيد جرعة الوعي البيئي في المحيط الجغرافي، وبدعم من الهيئة العامة للشباب والرياضة، والسيدات هن أديبة الفهد ونهى الخرافي ومزنة المطيري وهؤلاء جمعهن حب الزراعة والتشجير من عام 2014.
جذبت المحمية المهتمين بالبيئة ودفعت البعض ليعمموا الفكرة في مناطق أخرى، وبالفعل أخذت بها مدرسة في المنطقة نفسها، وكبرت محمية الشامية حتى صارت لصيقة بعدد من محميات الكويت الموزعة في عدة مناطق، لكن ما يميزها تلك الأنشطة التي تمارس فيها، وباتت معلماً مهماً لنشر الثقافة البيئية والزراعية، وتتم الاستفادة من المنتجات المعاد تدويرها من المخلفات المتنوعة في زراعتها من خلال تقوية التربة والتزيين.