ثلاثة أحداث.. والمجتمع الدولى يغيب عن غزة ورفح الحرب القادمة
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

العالم يأكل الأخبار والأحداث تتسارع بشكل مختلف دوليا.. الرئيس الإيراني يموت في حادث تحطم طائرة في ظروف حرجة، مريبة.

أيضا، هناك قرارات المحكمة الجنائية الدولية، التي تثير الجدل سياسيًا وقانونيًا، بطريقة التوصيات بإصدار ملحقات الأطراف التي قادت الحرب على غزة، وجمعت في حكامها بين المقاومة واعتبرها إرهابا، مثلما هو إرهاب السفاح نتنياهو، الذي يقود حكومة الحرب الإسرائيلية النازية الكابنيت، ويدمر غزة، والمحكمة ذاتها تناست الدول التي دعمت وما زالت تدع حرب الإبادة بالسلاح الفتاك والقرار السياسي والأمني، منها في الأساس الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا الاستعمارية.

.. أيضا قبل حكاية وفاة الرئيس ووزير الخارجية الإيراني، كانت الزيارة المهمة سياسيًا وأمنيًا وعسكريا، التي قام بها مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، إلى السعودية، وتمت اجتماعات مفاوضات مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء السعودي،  بالتأكيد، لها أثرها على مستقبل المنطقة والإقليم وبالذات العلاقات العربية الأمريكية والعربية الإسرائيلية، رغم أن الحرب على غزة، اقتحام رفح، وحرب الإبادة الجماعية ما زالت قائمة.

*إيران بعد كارثة تحطم الطائرة الرئاسية.

.. “واستخدم أحد المسئولين الحكوميين المحليين- في إيران- كلمة “تحطم” لوصف الحادث، لكنه اعترف لصحيفة إيرانية، بأنه لم يصل بعد إلى الموقع بنفسه”.

.. العبارة، لها قيمة إعلامية سياسية وأمنية،.. لكن في النهاية، يشغل غياب القيادة الإيرانية، ومصير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الحدث في العالم، على الأقل في هذه المرحلة من ارتباط إيران، منذ عودة الخميني إلى إيران، مؤسسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية والمرشد الأعلي للثورة الإسلامية عام 1979 التي شهدت الخلاص من البهلوية والشاه محمد رضا بهلوي، الشاه الأخير في إيران، ما أدى بعد الثورة، أن بويع الخميني، المرشد الأعلى لإيران في الفترة من (1979-1989)، وهو منصب تم إنشاؤه في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلى سلطة سياسية ودينية للأمة.

.. تحطمت الطائرة، تحطم معها قيادة سياسية كانت تتحرك منذ سنوات للانفتاح على دول المنطقة والعالم، دون أي تكتيك أو فلسفة أو منهجية، غير سياسة امتداد روافع الإرهاب وعصابات واحزاب وحركات التحرر والمقاومة التي تدعمها إيران، قطعا بشكل عشوائي، ووفق أجندات غير مفهومة.

.. تحطمت الطائرة، بدأ حراك عالمي، دولي، وأممي يستوعب الحادث، بعد إعلان وفاة الرئيس الإيراني، نتفاجأ، بشكل بروتوكول ودبلوماسي مثير، بأن [دقيقة صمت]، تحدث، كما هوت الطارة فجأة، هبطت في اجتماعات داخل مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في فيينا حدادًا على استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه، ذلك ما يؤكد أن منهج الدولة الإيرانية، قد يبقى صامدا، وصادم إلى حد انتخاب الرئيس الذي يخلف الغائب في ظل تداعيات الحادثة، والمطلوب بقاء كيان إيران الرسمي، وفقا للبند 131 من الدستور الإيراني، وعليه- يتعين على نائب الرئيس- وهو اليوم الرئيس المكلف من المرشد الأعلى- “مخبر” وعلى رئيس السلطة القضائية التشريعية، وضع الترتيب لانتخاب رئيس جديد للبلاد في مدة أقصاها 50 يومًا، ما يثير زوابع إمكانية تغير النهج الإيراني في تمارسها مع المجتمع الدولي، أو النهاية.

 

*.. زمن المحكمة الجنائية الدولية.

 

.. قد تصبح حقيقة (..) قرارات يسعى المدعي، إليها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وفيها  تضارب، وتناقض، وعدم عدالة، إذا فهمت أن النوايا،[ إصدار أوامر] اعتقال بحق الجلاد والمظلوم، وهي محكمة، إلى وقت قريب جدا، كانت تعمل على محاكمة حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، ورئيسها السفاح نتنياهو.. وفيما بث عبر (أ ف ب) برز تأكيدات أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ينشط سياسيا وربما قانونيا نحو: أوامر اعتقال بحق قادة دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية و-أيضا – حركة حماس، التي تعد أمام مرافعات المحكمة- التي أراها بشكل شخصي تحليلي استراتيجي- إنها ألغت قيمة أن حركة حماس الفصائل الفلسطينية، هي أساسا حركات مقاومة مشروعة ضد الاحتلال (..)، وأن تنجمع الرؤية، في سياق عمل المحكمة، بما في ذلك  محاسبة السفاح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بسبب: “الإجراءات التي اتخذت خلال الحرب التي استمرت سبعة أشهر”؛ ذلك ما يعدنا إلي مربع خلاصات عدم حياد وجدية ونزاهة المحكمة، طائرتها سقطت فجأة، لعلنا ندرك من مات في أروقة العدالة.

 

المدعي، كريم خان، حسب المصدر: (يعتقد) أن نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وثلاثة من قادة حماس – يحيى السنوار ومحمد ضيف وإسماعيل هنية– مسئولون عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وإسرائيل، فهل في القضاء أو محور العدالة أو التحقيقات والأدلة، أي معنى لـ(يعتقد)؟!.

 

.. الظاهر أن زمن المحكمة الجنائية الدولية، بدأت في الذوبان، وقد تتلاشى وسط امبريالية تحكم الغرب، الولايات المتحدة الأمريكية، واقتصاد السلاح والأدوية والإبادة، في مستقبل العدالة الإنسانية بعد موت الحقيقة في حرب الكابنيت، التي أبادت الحس قبل الروح والنفس.

*سوليفان.. الظهران تل أبيب!

.. في الحدث، تداخل الرؤية، ومع ذلك كان إصرار المملكة العربية السعودية، على إيضاح طبيعة التحرك السياسي والأمني السيادي، في ملف العلاقات الأميركية السعودية، والسعودية الإسرائيلية، بحسب مجريات الرؤية التي اوضحتها السعودية، منذ البداية، وقبل أحداث وحرب غزة العدوانية الإسرائيلية المستعرة على كل فلسطين المحتلة، وكان العالم يترقب ما تم عندما استقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في الظهران، مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، وفق أجندة أعلنتها السعودية:

*1.:

 

استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم بحث الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، والتي قارب العمل على الانتهاء منها.

*2.:

ما يتم العمل عليه بين الجانب الأمريكي والجانب السعودي فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، لإيجاد مسار ذو مصداقية، نحو حل الدولتين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وحقوقه المشروعة.

*3.:

تم بحث المستجدات الإقليمية بما في ذلك الأوضاع في غزة وضرورة وقف الحرب فيها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

 

.. ومن مدينة الظهران، نقلت “واس” ما جرى خلال اللقاء، من استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم بحث الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، والتي قارب العمل على الانتهاء منها، وما يتم العمل عليه بين الجانبين في الشأن الفلسطيني لإيجاد مسار ذي مصداقية نحو حل الدولتين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، كما تم بحث المستجدات الإقليمية بما في ذلك الأوضاع في غزة وضرورة وقف الحرب فيها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

 

..عمليًا، وفق المصادر الموافقة بين الظهران ووصول سوليفان الي تل أبيب فقد تمت مناقشة النسخة شبه النهائية من مسودة الاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أوشكت على الانتهاء– وما يتم العمل عليه بين الجانبين في القضية الفلسطينية لإيجاد مسار ذي مصداقية.

 

*في الجانب الآخر من الصورة.

هي صورة، سياسة وعالم، يحمل عشرات الأحداث، كاي شبكة كلمات متقاطعة، ففي الجانب الآخر من رحلة سوليفان، تناقل الحدث(..)، ما قاله وزير جيش الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في لقاد تم اليوم الاثنين، إن- دولة الاحتلال- إسرائيل تعتزم توسيع اجتياحها العسكري لمدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

 

برغم أن الرئيس الأمريكي بايدن، حذر ظاهريا، من اجتياح عسكري رفح؛ لما قد يتسبب فيه ذلك من سقوط عدد كبير من المصابين والقتلى من المدنيين.

سوليفان استمع من الكابنيت، ما تصف، به دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، مدينة رفح، من أنها آخِر معقل لحركة حماس، التي تدير قطاع غزة.

..التصادم، أن جولة سوليفان، تدخل متاهات ترتبط بطبيعة الأحداث، وقد صدمته دولة الاحتلال في بيان أصدره مكتب غالانت عما دار في الاجتماع مع سوليفان: «ملتزمون بتوسيع نطاق العملية البرية في رفح لحين تحقيق هدف تفكيك حماس واستعادة الرهائن، وإنه «قدَّم لمستشار الأمن القومي سوليفان التدابير التي نفذتها- دولة الاحتلال- إسرائيل من أجل إجلاء السكان من منطقة رفح، ومن أجل ترتيب استجابة إنسانية مناسبة”، حسب المصادر الإسرائيلية، التي تثير مرحليا عمليات تضليل إعلامي مقصود، إذ قالت المصادر القريبة من السعودية، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي سوليفان، التقى عددًا كبيرًا من المسئولين الإسرائيليين دون الاتفاق على أي قضية رئيسية.

 

.. ووصف هذا الجزء من جولته بالإشارة إلى لم ينجح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بإقناع إسرائيل بأخذ خطوة إلى الأمام نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع واسع مع الدول العربية، ومزايا أخرى، كما لم ينجح بإقناع المسئولين الإسرائيليين بالتراجع عن فكرة اجتياح مدينة رفح في أقصى جنوبي قطاع غزة، وأنهى سوليفان مجموعة من اللقاءات في إسرائيل من دون الاتفاق على خطة لـ”اليوم التالي” لما بعد الحرب في غزة.

 

 

أيضا، ووفق ذات المصادر، التي خلت من تحليل منطقي لطبيعة الملفات التي حملها سوليفان، إلا أنها قالت إن الاجتماع عقد في مكتب غالانت بحضور رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي، والمدير العام لوزارة الأمن اللواء (المتقاعد) إيال زمير، ورئيس قسم العمليات اللواء عوديد باشيوك، كما حضر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ.

 

وأكد غالانت لسوليفان أن توسيع العملية البرية في رفح أمر بالغ الأهمية للمهمة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، مضيفًا: “نحن ملتزمون بذلك”، وهذا إنذار التصعيد الخطير في غزة وفي معبر رفح، بل ما ينذر بتحرك سياسي تمني دولي، نتيجة موافقة سوليفان على الحرب القادمة والإبادة والانتقام في رفح، ما يعيد ضرورة الحراك السياسي الأمني، والإقليمي عربيا ودوليا، بالذات المواقف المشتركة بين مصر والأردن، للتصدي لأي نتاذج من عمليات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، نتيجة لغزو رفح المتوقع قبيل ذكرى نكسة 1967.

Back to top button