دبلوماسية مختلفة.. الضحية غزة ورفح
حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

السفاح نتنياهو على موعد مع الكونجرس الأمريكي، ورئيس الولايات المتحدة بايدن على موعد مع ماكرون فى نورماندى وباريس، فيما دول المنطقة، والمجتمع الدولى على موعد مهم فى مؤتمر طارئ فى البحر الميت، جنوب الأردن بعد دعوة ملك الأردن عبدالله الثاني. والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، وأمين عام الأمم المتحدة، جوتيريش فى مؤتمر الاستجابة الإنسانية فى غزة، المؤتمر الذى ترى فيه الأردن ومصر، محاولة لتنبيه المجتمع الدولي، بما فى ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، على حقائق الوضع فى غزة ورفح.

 

*عندما يعتلى السفاح منصة الكونجرس؟

 

 

فى واقع الأمر السياسي، ومع خفايا الدبلوماسية الأمريكية المنحازة لدولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، السفاح نتنياهو قبل دعوة للقاء الكونجرس الأمريكي.. وهنا، عندما يعتلى السفاح منصة الكونجرس؟

تختلف مؤشرات مستقبل فهم المجتمع الدولى والأمم المتحدة وأوروبا، عن شخصية السفاح(..) نتنياهو، اولا، ومستقبل الحرب على غزة، ثانيا، وكان من السفاح الذى قال: «لقد تأثرت بشرف تمثيل إسرائيل أمام مجلسى الكونجرس وتقديم الحقيقة لممثلى الشعب الأمريكى والعالم أجمع حول حربنا العادلة على أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا».

 

 

.. هنا؛ نقطة الخلاف الحرجة، التى تكشف مسارات الحرب على غزة، أن دولة الاحتلال، تعيد الباكى على أحداث السابع من أكتوبر الماضي، مع بدء طوفان الأقصى، والحالة، أن المجتمع الدولي، أوروبا تحديدا تقف وقفة قد تؤدى إلى تغير بوصة الأحداث قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتى ستشهد، صراعا مثيرا بين الديمقراطيين والجمهوريين، بينما الحرب تتفاقم فى غزة وتشمل رفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

 

.. وعمليا: العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية مؤخرا «حرجة ودقيقة» تحكمها مواقف بايدن من حرب غزّة واجتياح رفح، بعد ما دعا بايدن الأطراف: حركة حماس، وحكومة الكابنيت… وطرح رؤية سبق تكرارها، ربما بهدف احتواء ما قد يُصالح به دول المنطقة والعالم.

 

 

وهذا ما يشير إليه الباحث فى النهار اللبنانية جاد فياض، عندما لفت الى ما تعيش به الإدارة الأمريكية من «أزمة سياسية دبلوماسية. خارجية» صعبة وحرجة جدا على إثر حرب غزّة، واجتياح رفح وتصعيد الحرب فى جنوب لبنان مع حزب الله.

 

 

ووصف فياض الوضع بالقول: ويسير بايدن بين الألغام قبل أقل من عام من موعد الانتخابات الرئاسية، وذلك بسبب موقفه من الصراع الداعم بشكل مُطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وإن كان قد فرض الشروط وأسدى «نصائح»؛ لا يُحبّذها – السفاح- نتنياهو، من إدخال مساعدات اكثر إلى القطاع أو تحييد المدنيين عن الحرب، وهذا ما تمادى بمنعه الكابنيت النازي.

 

 

*هل فعلًا تبدّل موقف بايدن؟.

 

 

 

سؤال يسابق زيارة الدولة التى يقوم بها بايدن إلى فرنسا، وهو أى الرئيس الأمريكى، يقف أمام العديد من الحسابات الانتخابية والسياسية الداخلية منها والخارجية، فعلى صعيد الاستحقاق الأول، لا يُريد بايدن خسارة المُسلمين والعرب الذين كانوا فى صفّه فى العام 2020، والذين يُشكّلون نسبةً لا بأس بها من المقترعين، ولأصواتهم قدرة على حسم بعض الولايات المتأرجحة. وفى الوقت نفسه، يعلم مدى تأثير اللوبى اليهودى فى واشنطن، ولا يُريد إغضابه.

 

عدا عن الانشقاقات داخل الإدارة الأمريكية على إثر الموقف من الحرب، وهى تؤشر على مكوكيات وزير الخارجية الأمريكى، بلينكن التى اصطدمت إزاء مراوحة ولعبة سياسية تساير ممارسات وتعنت السفاح نتنياهو، وبالذات سياسة حرب الإبادة الجماعية وقتل المدنيين واستمرار دعم إسرائيل، ويتلقى بايدن انتقادات داخلية وأسئلة حول الهجمات الإسرائيلية العنيفة على القطاع، واجتياح رفح، والحصار المفروض على سكّانه والسياسات التهجيرية المُعتمدة من قبل

 

الولايات المتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها فى العالم، وعلى صعيد مؤسسات المجتمع الدولي،  فإن الغضب العربى والمسلم فى الولايات المتحدة قد يضر باحتمالات إعادة انتخاب بايدن فى معظم الولايات المتأرجحة فى العام 2024، والتى فاز بها فى عام 2020، إذ كانت تلك المجموعات ديموقراطية إلى حد كبير، ومن المتوقع أن يجتمع زعماء أمريكيون مسلمون من ميشيجان ومينيسوتا وأريزونا وويسكونسن وفلوريدا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا فى ديربورن بولاية ميشيجان، للبدء فى حملة مقاطعة الحزب الديمقراطى.

 

 

*البحث عن أوروبا

 

 

… بايدن، يبحث عن صورته فى أوروبا بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويزور فرنسا ليعيد كيف بنت الولايات المتحدة الأمريكية فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية.

 

 

.. الواقع والحقيقة؛ لا توجد إحصائيات موثوقة حول عدد الناخبين المسجلين، من أصول أوروبية أو المسلمين والعرب، ولكن حتى التحولات الصغيرة، فى المنطقة والعالم يمكن أن تحدث فرقًا، فالذين يمكن أن يشملوا الأمريكيين والعرب والأمريكيين السود والأمريكيين الآسيويين، يمكن أن يضع مستقبل بايدن على المحك، بينما يتم ترحيل حرب غزة نحو صورة أمريكا المقبلة.

 

 

 

.. يعزز ذلك الأرقام حول رأى الأمريكيين بطريقة تعاطى بايدن مع حرب غزّة، أظهر استطلاع للرأى أجرته شبكة «إن بى سى نيوز»، نقلته مجلة «فورين بوليسي»، أن 34 فى المئة فقط من الناخبين المسجلين يوافقون على كيفية تعامل بايدن مع الحرب، ويشعر العديد من الناخبين الشباب على وجه الخصوص بالغضب، ويقول بعض الأمريكيين العرب والمسلمين فى استطلاعات الرأى إنهم لن يصوتوا لبايدن فى عام 2024.

 

 

وتقف إسرائيل خلف الغضب الأمريكى من بايدن، ومقال «فورين بوليسي» يرى أن الإنسانية فى غزة دليل فشل السياسة الأمريكية على ما إذا كان بايدن قادرًا على إعادة تشكيل الحملة العسكرية الإسرائيلية، وتخفيف صعوبة الوضع الإنساني، والتوصل إلى خطة عملية لغزة ما بعد الحرب، وقد تكون هذه المؤشرات ما تجعل الأردن ومصر، تدخل المجتمع الدولي، والمنطقة فى ما قد يحدث من مراحل التصعيد فى غزة .

زر الذهاب إلى الأعلى