صفعة لابيد.. وخد نتنياهو العريض!
بقلم: رجا طلب
النشرة الدولية –
أعتقد أن الكثير من الجمهور العربي لم يشاهد جلسة «إهانة وبهدلة نتنياهو» التي جرت الاسبوع الماضي والتى لم اجد توصيفا لغويا لها أفضل وأكثر دقة من المصطلح الدارج لدينا ألا وهو «مُسحت بكرامته الأرض»، وبخاصة كلمة زعيم المعارضة الاسرائيلية «يائير لبيد» الذي قدم من الناحية العملية مرافعة سياسية – قانونية – أمنية ستكون وبكل تاكيد أهم شهادة ضد نتنياهو في تحميله مسؤولية ما يسمى بإخفاق السابع من الكتوبر، وهو المصطلح الذي دخل تاريخ الألفية الثانية كرمز للبطولة الفلسطينية.
نتنياهو الذي لا يتحمل كلمة نقد واحدة جلس خلال تلك الجلسة حائرا يبتسم رغم مرارة ما سمعه من الشخصيات المعارضة، وحاول أن يبدو قويا متماسكا رغم أن لغة الجسد وملامح وجهه كانت تقول العكس تماما، وعمل على احتواء وامتصاص كل الإهانات التى تلقاها بعبارة (أنا مستعد لتلقى كل ضرباتكم ولجان التحقيق وأن أمتص كل افتراءتكم واتهاماتكم من أجل دولة إسرائيل ومصالحها العليا).
أعتقد أن تلك الجلسة ستدخل تاريخ دولة الاحتلال من باب «تحجيم» أكثر شخصية إسرائيلية، مغرورة ومتكبرة، ففي تلك الجلسة التي سأضع رابطها الإلكتروني في نهاية مقالي هذا ليشاهدها القارىء الكريم، سنكتشف ومن خلال مشاهدة الفيديو كم أن هذا الرجل تقلص وتحول إلى ما يشبه «الضفدع» الخائف، وتحول لونه إلى أصفر فيما كان قبل طوفان الأقصى يوجه أدواته الإعلامية وتحديدا القناة 14 أو صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى وصفه بأنه «ملك إسرائيل» وسيد الأمن.
أخطر ما قيل في «إهانة» نتنياهو وفضح سياساته كانت كما أشرت في بداية المقال كلمة يائير لابيد وتحديدا قوله (… كلانا اطلع على ذات المعلومات الاستخبارية وذات التحذيرات من «حماس»، لكنك فضلت عدم الاستماع، وهنا حضر فائد الجيش وجنرالات وتوسلوا إليك أن تصغي لهم ولكنك لم تصغ، وكنت تقول وترد أنتم تبالغون وتقول «حماس مرتدعة»، وتنقل لها ملايين الدولارات، اعتقدت أنك ستشتري «هدوء» «حماس» بالمال لكنهم خدعوك).
هذا الكلام بحد ذاته يعد شهادة كافية لتجريم نتنياهو واتهامه إما بالإهمال وهو أقل اتهام أو اتهام باساءة السلطة أو الخيانة العظمى، ولهذا كان كلام لبيد الذي اطلع على تقرير الأجهزة الأمنية التحذيرية بالتزامن مع نتياهو بصفة الأول زعيما للمعارضة أما الثاني بصفته رئيسا للوزراء كلاما حاسما بأن نتياهو كان يعلم بنوايا حركة حماس، ولكنه لم يفعل شيئا ولم يكلف الجيش بالعمل وفق البرتوكول المتبع في جبش الاحتلال بأن يعطي تفويضا لرئيس أركان الجبش للتعامل العملياتي مع هذه المعلومات الاستخبارية، بل على العكس أهملها وشكك بها وقال أن حماس «مرتدعة.. أي ارتدعت ولم تعد قادرة على أي فعل عسكري»، من الأمور الخطرة التي تحدث عنها لابيد هي اتهام نتنياهو أنه وليلة القصف الإيراني على إسرائيل مساء السبت 15/ 4/ الماضي لجأ إلى فيلا صديق له ثري ليس إسرائيليا فيها ملجأ نوويا).
أعتقد أن هذه المعلومة بصورة خاصة يمكن أن تؤسس إلى أن نتياهو هو عميل لدولة ذلك الثري، وإلا كيف يلجأ رئيس حكومة للاختباء دون علم دولته في ملجأ لدى شخص أجنبي داخل دولته وفي ظرف أمني صعب للغاية؟!!
نتنياهو يعيش حالة اليأس المقرونة ببعض الأمل، وأعني بذلك أن نتنياهو وصل في غزة وحربه ضد المقاومة وفي شمالي فلسطين المحتلة مع حزب الله إلى حالة من الفشل المطلق بدلا من تحقيق النصر المطلق، ولكنه يصارع الزمن ويريد حرقه من أجل مجيء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فعودة ترامب تعني لنتياهو «عودة الروح للجسد»، رغم ما اعترى العلاقة بينهما خلال العامين الماضيين من خلافات جلها تؤكد انتهازية نتنياهو فيما تؤشر بالمقابل إلى التزام ترامب بالمبادئ التي أعلنها لصالح دولة الاحتلال.
بحكم المنطق فأن نتياهو عاجلا أم اجلا هو ذاهب إلى محاكمة تاريخية بسبب الفساد والرشوة أو بسبب إخفاقات 7 اكتوبر، وفي نهاية المطاف فأن تنياهو رغم تمتعه بدعم هائل من قوى الضغط الصهيونية في أميركا، إلا أنه يعلم علم اليقين أن لحظة الحقيقة وأقصد المحاكمة لا يستطيع لا ترامب ولا بايدن ولا أي رئيس وزراء اسرائيلي آخر ولا أي قوة خارج القانون الإسرائيلي من توفير الحماية له.