السفاح نتنياهو.. صراع مع جيش منهك.. ودخول مرحلة إبادة حمراء
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
العالم يترقب الصراع الوهمي المحتد داخل حكومة وجيش ومؤسسات والقوى المدنية والاحزاب، بالذات التوراتية المتطرفة في دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
.. وفي المجتمع الدولي، انقسام بين مواقف وتعنت الإدارة الأميركية والبنتاغون، وانحراف التحول الأوروبي المؤيد لاستمرار الاحتلال في الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح الامتداد المتوقع داخل مدن الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، لهذا يتبادل الإعلام ان جيش الاحتلال يستعد للانتقال للمرحلة الأخيرة من الحرب على غزة، بما في ذالك تقييم الوضع النهائي في رفح، والتحول بمنطق مجنون نحو التصعيد الإقليمي في الجنوب اللبناني والدولة اللبنانية، تحديا للواجهات مع حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.
*حقيقة الصراع بين السفاح نتنياهو والجنرالات.
الطرح السياسي والعسكري والأمني، أن الصراع بين السفاح نتنياهو والجنرالات تصاعد، بدلالة ان جيش الاحتلال يريد وقف الحرب، بعد مرور أكثر من 279 يوما من حرب الإبادة الجماعيةو المجاعة
التي باتت مقصودة.
ما يترد ان قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نتنياهو إنه:لن يتم إيقاف الحرب على قطاع غزة “حتى تحقيق جميع الأهداف المعلنة”.
رد السفاح، جاء على تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” التي أعلنت ضمن تقاريرها بأن جنرالات الجيش الإسرائيلي، يريدون وقف الحرب في قطاع غزة حتى لو أدى ذلك إلى[ إبقاء حركة حماس في السلطة]، وبمزيد من المتاهات التي سقط فيها تطرف حكومة الاحتلال، قال أنه “لن يسمح بحدوث ما ورد في التقرير بشكل قاطع”.
في المقابل، الجيش، قال انه عازم على الاستمرار في القتال من أجل تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية، وبالتالي، الحلم الشكلي، بإعادة الأسرى وإعادة السكان في الشمال والجنوب إلى بيوتهم بأمان… وفي الإعلام الذي واجه تقرير النيويورك تايمز، يرى الكابنيت المنحل، أن الجيش، سُجل حتى الآن إنجازات كبيرة في القتال في غزة”، و”سيواصل محاربة حركة حماس في أي مكان في قطاع غزة، إلى جانب استمرار دفع الجهوزية لحرب في الشمال والمجهود الدفاعي في جميع الحدود.
*ماذا في تقرير “نيويورك تايمز”؟
تقرير “نيويورك تايمز” كشف عن مسؤولين رفيعين (..) أن كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي، يريدون بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حماس في السلطة الوقت الحالي، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الجيش ورئيس الوزراء المتطرف دوما.
ما تم مشفة، يضع البنتاغون الأميركي في حيرة مع تنامي الصراع الذي يتوازى مع المساعي الدبلوماسية الأمريكية والدولية وبعض الحراك العربي من دول المنطقة، تحديدا الجوار الفلسطيني، ذلك أن قول مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحيفة الأميركية، أن “إبقاء حماس في السلطة حاليًا لاستعادة الأسرى يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءًا”، وأشاروا إلى أن الجيش الإسرائيلي يخشى من حرب أبدية تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجيًا.
وأضاف وا، وفق ما تبين لصحيفة أن جنرالات الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن قواتهم تحتاج إلى وقت للتعافي في حال حرب برية ضد حزب الله اللبناني، وأن عدد جنود الاحتياط الذين يحضرون لأداء الخدمة العسكرية يتراجع.
.. وفي مسارات الحرب، خلال الأشهر الماضية، بات من الحقيقي إن الجنرالات يعتقدون أن [الهدنة] ستكون أفضل طريقة لاستعادة ما يقرب من 120 إسرائيليًا ما زالوا أسرى أحياء وأمواتًا في غزة، رغم مرور نحو 9 أشهر على حرب متواصلة على القطاع المحاصر.
التقرير رغم أهميته، يقدم رؤية عن ما يقع به جيش الاحتلال، حراءكمائن المقاومة، وحماس، التي
تأتي وفق التطورات على الأرض مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، فيما يتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر في الأرواح بشكل يومي في قطاع غزة ورفح والشجاعةو النصيرات وغير منطقة من قطاع غزة النهار عمليا، وليس عسكريا وفق التحليلات المتباينة.
*أكذوبة الانتقال لمرحلة ثالثة وربما إبادة لا تنتهي.
ما يمكن التركيز عليه هنا، وضرورة الانتباه لما يحدث في الظل، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية تعلن انها تستعد للانتقال للمرحلة الأخيرة من الحرب على غزة.
استنادا التمهيد الصوري من السفاح نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلي يتقدم إلى “نهاية مرحلة القضاء” على “جيش” حركة حماس في قطاع غزة.
بتشدق، وهو المتطرف في خلافه وأماذيبع، أمام مجموعة من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والدوليين الذين يدرسون في كلية الأمن القومي الإسرائيلي: “لقد عدت من جولة في فرقة غزة، وشاهدت هناك إنجازات عظيمة جدًا للقتال الذي يجري في رفح. إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس”، هنا يستعمل السفاح، مصطلح جديد في المواجهة مع المقاومة بالتأكيد انه يحارب[جيش حماس]، ما يعطي دلالة على طبيعة ما قد يحدث في هذه المرحلة الخطيرة.
السفاح، يضع خلافات مع قيادات الجيش والليكود، والمتطرفين، بالقول:”سنواصل ضرب فلول حماس”، مشيرًا إلى أنه سيتم تحقيق أهداف الحرب من إعادة المختطفين، والقضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا، بل وأكثر من ذلك إعادة سكاننا في الجنوب وفي الشمال إلى منازلهم سالمين”.
*ضرد أخضر لإبادة حمراء
من جانبها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المستوى السياسي (..) منح الجيش الضوء الأخضر للانتقال تدريجيًا خلال تموز/يوليو إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على غزة.
الهيئة، أكدت أن القرار اتُخذ بسبب ملف صفقة التبادل والتوتر في الجبهة الشمالية لتجنب اتساع الحرب؛ ذلك أن المرحلة الثالثة ستشمل بقاء القوات في محوري نتساريم وفيلادلفي وأماكن أخرى بالقطاع من أجل مواصلة الضغط على حركة حماس، وغيرها من الحركات إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل، وهو التحدي المبهم لعدم اتضاح طبيعة مسار حركة المفاوضات التي تتعثر مرحليا، سياسيا وأمنيا
.. وعن طبيعة [الضوء الأخضر الممنوح للجيش الإسرائيلي ]، مناخ سيتيح مواصلة العملية العسكرية لكن بشكل آخر، وربما إبادة حمراء تتزامن مع مجاعة وتهجير.
.. عمليا، وفي الأفق الدولي والأممي، قال عاملون في المجال الإنساني إن استمرار القتال العنيف شمال غزة أجبر ما يقدر بنحو 84،000 شخص على الفرار من شرق مدينة غزة في غضون أيام، وتسبب أيضا في قطع الوصول إلى مركز رئيسي لتوزيع المساعدات.
.. المؤسف، بحسب مصادر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، أن النزوح الجماعي من منطقة الشجاعية في مدينة غزة، ورفح يأتي حتما:بعد أيام من القصف المكثف الذي شنه الجيش الإسرائيلي، حيث شوهدت دباباته على بعد حوالي 100 متر شرق طريق صلاح الدين، المحور الرئيسي الرابط بين الشمال والجنوب.
ونقلت وكـالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) عن سكان المنطقة قولهم إن “مجاعة تلوح في الأفق، وكيف أن الناس يأكلون أوراق الأشجار أو لا يحصلون إلا على الدقيق للبقاء على قيد الحياة”.
.. غزة قد لا تسطيع التنفس، الحالة تنذر بكل أشكال الدمار والإبادة والمجازر، نتاج تهاون المجتمع الدولي وغياب دبلوماسية السلام وإيقاف الحرب.