إنقسام في صفوف الديمقراطيين حول مصير بايدن الرئاسي.. وأول سيناتور ديمقراطي يعلن انفصاله السياسي عنه

نانسي بيلوسي تضغط على بايدن لاتخاذ قرار بشأن الانتخابات وكلوني يسحب دعمه

قال موقع “أكسيوس” الأميركي، إن عضو مجلس الشيوخ، مايكل بينيت، أصبح “أول سيناتور ديمقراطي يعلن انفصاله بشكل علني” عن الرئيس الأميركي، جو بايدن، معتبرا أن منافسه، الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترمب، هو “الأقرب للوصول مرة أخرى إلى البيت الأبيض” .

وقال بينيت في تصريحات تلفزيونية، الثلاثاء: “أعتقد أن دونالد ترمب يسير على الطريق الصحيح للفوز في هذه الانتخابات، وربما يفوز بها بأغلبية ساحقة”.

وحسب “أكسيسوس”، فإن بينيت “كان أول واحد من 3 ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، قالوا، الثلاثاء، إنهم يشكون في قدرة بايدن على التغلب ترمب”.

وقال العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين خلال اجتماعات عقدها ديمقراطيون في الكونغرس، إن “حزبهم بحاجة إلى إجراء محادثات بشأن ما إذا كان يجب أن يظل بايدن مرشحهم، بعد سماع مخاوف الناخبين”.

لكنهم غادروا قاعة الاجتماع دون حدوث أي تغيير في المواقف، مجادلين بضرورة استمرار المحادثات في المستقبل القريب.

وقال بينيت خلال مقابلته مع شبكة “سي إن إن ” الأميركية، إن ترمب يمكن أن “يأخذ معه مجلسي الشيوخ والنواب” إذا فاز في الخريف.

في المقابل، أكد المتحدث باسم حملة بايدن، كيفن مونوز، في بيان، أنه “لم يكن هناك أحد أكثر التزاما من الرئيس الأميركي الحالي بهزيمة ترمب، والدفاع عن ديمقراطيتنا”.

وكانت البرلمانية، ألكسندريا أوكاسيو-كورتيس، قد أكدت، الثلاثاء، مساندتها لبايدن على غرار ممثلي الأميركيين من أصول أفريقية، وهم ناخبون لعبوا دورا حاسما في فوزه عام 2020، حسب وكالة فرانس برس.

وقبل 4 أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية، قد يدخل إرغام بايدن على الانسحاب، حزبه في مرحلة من عدم اليقين محفوفة بمخاطر جمة.

لكن في حال تم الانسحاب، ينبغي على الديمقراطيين أن يتفقوا من دون نزاعات قوية، على إيجاد مرشح آخر في موعد أقصاه المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في آب.

وعندها، لن يكون هناك سوى شهرين في الحملة الانتخابية، قبل موعد الانتخابات في الخامس من تشرين الثاني.

وطفت المخاوف لدى بعض الديمقراطيين، بشأن صحة بايدن وقدرته على المنافسة في انتخابات نوفمبر، بعد المناظرة الرئاسية التي خاضها مع منافسة ترمب، والتي تفوق فيها الأخير. وبدا في بعض أجزائها الرئيس الأميركي وهو يفقد تسلسل أفكاره.

لكن رغم اعتراف بايدن بأنه لم يقدم أداء جيدا في تلك المناظرة، فإنه يؤكد على قدرته على خوض الانتخابات المقبلة بنجاح، والاستمرار في البيت الأبيض.

وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة وحليفة الرئيس جو بايدن اليوم الأربعاء إنه ينبغي لبايدن أن يقرر سريعا ما إذا كان سيمضي قدما في الانتخابات الرئاسية لكنها لم تعبر بشكل قاطع عن دعمها لترشحه.

وتشير تصريحات بيلوسي، التي لم تأخذ في الاعتبار تأكيد بايدن مرارا بأنه سيواصل السباق الرئاسي، إلى احتمال أن يواجه الرئيس موجة جديدة من الدعوات من الديمقراطيين للخروج من السباق.

وفي مقال رأي نُشر اليوم الأربعاء في صحيفة نيويورك تايمز، سحب نجم هوليوود جورج كلوني، الديمقراطي الذي شارك في استضافة حفل تبرعات لصالح بايدن الشهر الماضي، دعمه للرئيس.

وبعد إدائه المتعثر في المناظرة الرئاسية يوم 26 يونيو حزيران، يعمل الرئيس الأمريكي (81 عاما) جاهدا على منع انسحاب أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونجرس والجهات التي تمول حملته الانتخابية وغيرهم من الحلفاء السياسيين الذي يساورهم القلق إزاء احتمال خسارته في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني أمام الجمهوري دونالد ترامب (78 عاما).

وقال بايدن مرارا إنه سيكون المرشح الديمقراطي وسيسعى إلى هزيمة ترامب.

وقالت بيلوسي في مقابلة مع شبكة (إم.إس.إن.بي.سي) إنها تحث الديمقراطيين في الكونجرس الذين يساورهم القلق بشأن بايدن على الامتناع عن طرح ذلك علنا في الوقت الذي يستضيف فيه الرئيس زعماء حلف شمال الأطلسي في واشنطن هذا الأسبوع.

وأضافت: “لقد قلت للجميع. أيا كان ما تفكرون فيه، تحدثوا عنه على انفراد لكن لا داعي لطرحه علنا. ودعونا نرى ما ستؤول إليه الأمور هذا الأسبوع”، ووصفت الكلمة القوية التي ألقاها بايدن في قمة حلف شمال الأطلسي بأنها “مذهلة”.

وأحجمت بيلوسي عن التعبير بشكل صريح عما إذا كانت ترغب في أن يواصل بايدن السباق الرئاسي، وقالت “أريده أن يفعل ما يقرر القيام به… ونشجعه على اتخاذ قراره (بسرعة) لأن الوقت ينفد”.

وعند سؤال القائمين على حملة بايدن بخصوص تصريحات بيلوسي، أشاروا إلى رسالة بعثها بايدن إلى أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونجرس يؤكد فيها التزامه القوي بمواصلة السباق الرئاسي والسعي لهزيمة ترامب. وأشاروا أيضا إلى تصريح أدلت به بيلوسي أمس الثلاثاء بأنها “مؤيدة ثابتة” لبايدن.

 كلوني يسحب دعمه

وكتب كلوني في مقال الرأي “من المؤلم أن أقول ذلك لكن جو بايدن الذي كنت معه قبل ثلاثة أسابيع في حفل التبرعات لم يكن ‭‭’‬‬الشخصية القوية‭‭’‬‬ ذاتها التي كان عليها في عام 2010، ولم يكن حتى الرجل الذي نعرفه في عام 2020. لقد كان الرجل الذي شاهدناه في المناظرة”.

وأضاف: “هل كان متعبا؟ نعم. نزلة برد مثلا؟ ربما… أيا يكن، يجب على قادة حزبنا أن يتوقفوا عن إخبارنا بأن 51 مليون شخص لم يروا ما رأيناه”.

وأضاف: “لن نفوز في نوفمبر مع هذا الرئيس، ولن نفوز بمجلس النواب، وسنخسر مجلس الشيوخ”.

وتابع قائلا: “هذا ليس رأيي الشخصي، بل رأي كل عضو في مجلسي الشيوخ والنواب وحكام الولايات الذين تحدثت معهم على انفراد… بغض النظر عما يقولونه علنا”.

وطرح كلوني اقتراحا بأن يقوم الحزب باختيار مرشح جديد خلال المؤتمر المقرر عقده في أغسطس آب، واقترح أسماء عدة منها نائبة الرئيس كامالا هاريس وعدد من حكام الولايات.

وعبر عن إعجابه ببايدن وقال إنه يعتبره صديقا.

وتابع قائلا: “أنا أؤمن به وبشخصيته وأخلاقياته. في السنوات الأربع الماضية، انتصر في الكثير من المعارك التي واجهها”.

وأردف: “لكن المعركة الوحيدة التي لن يستطيع الفوز بها هي المعركة ضد الزمن”.

وهناك انقسام عميق بين الديمقراطيين في الكونجرس عما إذا كانوا سيواصلون دعم بايدن أم سيدفعونه للتنحي جانبا بسبب المخاوف حيال حالته الصحية وقدراته الإدراكية لكن بايدن يقول إنه لا يزال قادرا على الاضطلاع بمهام الرئاسة.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى