لهذا السبب أمر نتنياهو بارتكاب مجزرة المواصي رغم علمه بعدم وجود الضيف هناك
اكرم كمال سريوي

النشرة الدولية –

يعلم الموساد الإسرائيلي وقائده رونين بار،وكذلك نتنياهو، بأن القائد الثاني في حماس محمد الضيف، لا يمكن أن يتواجد بين مجموعة من المدنيين، خاصة في خيم النازحين.
فالضيف يعلم جيداً أن إسرائيل تلاحقه، وتنتظر أي خطأ أو ثغرة في إجراءاته الأمنية، لتقوم باغتياله.

النقطة الثانية التي تثبت أن العملية لم تستهدف محد الضيف، هي أن مبعوثي إسرائيل إلى المفاوضات، رئيس الموساد والمستشار العسكري لنتنياهو، هما من اقترحا تنفيذ العملية. وقال نتنياهو أنه وافق على تنفيذها، لكن الاقتراح تم تقديمه في منتصف الليل، والقصف حصل صباح اليوم التالي الساعة 10.00 ، والتصريح الإسرائيلي عن أن العملية التي استهدفت القيادي محمد الضيف بحسب زعمهم تم الساعة 14.00، أي بعد أن اكتشفت إسرائيل فضاعة هذه المجزرة، فحاولت إيجاد مبرر لعملها الوحشي، أمام أعين العالم.

لا يمكن أن نستغرب تبرير عدد من المسؤولين الاميركيين والغربيين لهذا العمل الإجرامي، الذي يمثل جزءاً من عملية الإبادة، التي تنفذها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، فهؤلاء شركاء في الإجرام والعدوان، ولقد دعا ماكرون سابقاً إلى تحالف دولي ضد حماس، أما رئيس الوزراء البريطاني الصهيوني ستارمر، فكان قد دعا إلى تجويع الفلسطينيين حتى الموت، أمّا بايدن فيجاهر بأنه صهيوني.

يحاول نتنياهو جاهداً تخريب المفاوضات، ولكن بسبب الضغوط التي يتعرض لها من ادارة بايدن وأهالي الأسرى، والمعارضين، وبعد أن وافقت حماس على أن لا تتضمن المرحلة الأولى شرط الوقف النهائي للحرب، وجد نفسه مجبراً على التفاوض، فحاول عبر ارتكاب المزيد من المجازر، دفع حماس إلى وقف المفاوضات، لكي يقوم بتحميلها مسؤولية الفشل في التوصل إلى اتفاق ينهي هذه الحرب.

في مؤتمره الصحفي تحدث نتنياهو بوضوح، وقال أنه لن يوقف الحرب، قبل تحقيق الأهداف التي أعلنها، ومنها القضاء على حماس.

لقد بات كل سكان غزة، من وجهة نظر نتنياهو مقاتلين في حماس، ومن الواضح أنه يسعى لقتلهم جميعا، وإجبار من يتبقّى منهم، على الهجرة الطوعية، بحيث لن يترك لهم مكاناً في غزة صالحاً للعيش.

لقد دمر نتنياهو المنازل والطرق والمدارس ودور العبادة والمستشفيات والبنى التحتية، وقطع الكهرباء والماء والطعام، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وأصبحت الحياة في غزة جحيماً حقيقياً.

يمارس نتنياهو وجيشه كل أشكال الإرهاب، ويحصل ذلك بمباركة من يدّعي الديموقراطية والحضارة وحقوق الإنسان، من زعماء ومسؤولين غربيين. وأكثر من ذلك بمشاركة مباشرة منهم في قتل الفلسطينين، عبر تقديم الغطاء السياسي والقانوني، والدعم المادي بكل أنواع الأسلحة والذخائر الفتاكة.

لقد استخدمت إسرائيل خمس قنابل من نوع MK-84 زنة الواحدة الفي رطل، في مجزرة الأمس على مدنيين في مواسي خان يونس، كانت قد أجبرتهم سابقاً على النزوح من بيوتهم، وقالت لهم أنهم سيكونون آمنين في تلك الخيام، فيما كانت تعدّ العدّة لقتل العدد الأكبر منهم، بواسطة قنابل أمريكية فتاكة.

من يصدّق أكاذيب نتنياهو هو شريك له في كل جرائمه، ومن يصمت عن المجاهرة بالحقيقة وإدانة هذا الإرهابي الصهيوني ورفاقه، هو مجرم مثله.

أصدر نتنياهو أوامره للجيش بارتكاب المجازر في غزة، لأنه يريد قلب المعادلة الديموغرافية، فهو يعلم أنها ليست في مصلحة إسرائيل، ويسعى جاهداً إلى قتل وتهجير الفلسطينيين.

أما حكام العرب والعالم، فباتوا أشبه بشاهد زور، يراقب جرائم نتنياهو وإرهابه، وكأن ما يجري في غزة فيلم سينمائي، أعدّه الصهاينة للتسلية، وليس قضية شعب فلسطيني، سُلبت أرضه، وانتُهِكت حقوقه، وبات مشرداً داخل وطنه، وفي كل بقاع الأرض.

إن الصامتين على استمرار هذه الإبادة، باتوا أسوأ من المجرم الصهيوني نفسه.

تحاول أمريكا والغرب أن تحمي المجرمين الصهاينة، وتسن القوانين لذلك، لكنها لا تعلم أنها كلما فعلت هذا الأمر، جعلت العالم يكتشف بوضوح، أكاذيب الغرب وكلامه عن الحرية وحقوق الإنسان.
لا بل باتت كلمة صهيوني، أكثر الصفات التي يمقتها العالم كله، وملازمة لجرائم الإرهاب وقتل الأطفال.

فهنيئا لكم أيها الصهاينة حصولكم على هذا الشر كله، وانتظروا!!!
فلا بد أن يطهر لكم الخير كله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

زر الذهاب إلى الأعلى