انتهت اللعبة وتم اتخاذ القرار GAME OVER
اكرم كمال سريوي

النشرة الدولية –

رئيس تحرير موقع “الثائر” –

بعيداً عن نظرية المؤمرة، والقول أن الماسونية تتحكم بأمريكا ومعظم دول العالم، يبقى أن هناك حقيقة واضحة وثابتة وغير خفية، وهي قوة رأس المال.

فمن يملك المال غالباً يملك السلطة، وبات اليوم الوصول إلى المركز العليا في أي دولة، حكراً على أصحاب الثروات الضخمة، أو من يختارونهم ليكونوا مسؤولين، ينفذون الأوامر ويخدمون مصالح الكبار.
حتى في الدول الصغيرة، يصعب أن تصل إلى أي مركز في السلطة، إذا لم يكن لديك المال الكافي، أو لم تكن تابعاً لأحد كبار المتمولين.

واهم من يعتقد أن الشعب الأمريكي هو الذي يختار الرئيس، فأمريكا محكومة بشكل كامل، من قِبَل أصحاب رأس المال، يعاونهم قادة البنتاغون، وهم يسيطرون على قطاعي المصارف والإعلام وكل مؤسسات الدولة.

هم يضعون الخطط المستقبلية، والاستراتيجية العامة للدولة، ويختارون الشخص المناسب لتنفيذ مخططاتهم، وخدمة مصالحهم. فيتم ترشيحه لمنصب الرئيس، ويؤمَّن له الدعم الكافي، على كافة المستويات. ولتكتمل اللعبة، يضعون مرشحاً منافساً له، ثم يهشمون صورة هذا الخصم، ويمجّدون من تم اختياره في كل وسائل الاعلام.

بعد ذلك يذهب الناخبون للاقتراع، والاختيار بين مرشحين، لم يكن لهم أي علاقة بترشيحهما. وكل ما يعرفه الشعب، هو أن عليه أن يختار بين اثنين، وقد يكون بين السيء والأسوأ، فيقترع طبعاً للمرشح المختار من قبل الدولة العميقة، ليقوم هذا الأخير بما هو مرسوم له، بكل دقة وأمانة.

الشهادات العلمية ليست ضرورية، ولا الكفاءة ولا المعرفة، فكل شيء يمكن تحضيره للرئيس المختار ليفوز بالمنصب، حتى ولو اقتضى الأمر تدبير عملية اغتيال!!!.

خطاباته، صوره، ابتساماته، شعارات حملته الانتخابية، والترويج الدعائي والإعلاني، حتى أدق التفاصيل، سيهتم بها فريق متخصص، يضمن له النجاح.

وليس مهماً سلوكه أو مهنته، ولا قدراته العقلية، فقد يكون ممثلًا، أو مطرباً، أو راقصاً، أو محامياً، أو غير ذلك، وسيصبح رئيساً، حتى ولو كان ينسى بين الفينة والأخرى اسم نائبه، أو ماذا عليه أن يقول للجمهور، أو حتى إلى أين هو ذاهب.

المشكلة أن بعض الشعوب، ما زالت تُصدّق أنها تمارس الديمقراطية، وأنها حقاً هي من يقرر ويختار من سيكون رئيساً.
خاصة في أمريكا العظيمة!!!!!.

أربع سنوات قضاها ترامب في البيت الأبيض، عقدت خلالها الولايات المتحدة الامريكية صفقات بيع أسلحة بمليارات الدولارات، واستنفذ ترامب كل قواه وبراعته وحنكته التجارية، لإقناع قادة دول عديدة بشراء الأسلحة الأمريكية المتطورة والجميلة.

فكان لا بد من وسيلة أخرى، للتخلص بطريقة ذكية ومفيدة، من الكميات الهائلة، من الأسلحة والذخائر القديمة، المكدّسة في مخازن الجيش الأمريكي، ومخازن الحلفاء في دول حلف شمالي الأطلسي.

وذلك طبعاً عمل ضروري على أكثر من صعيد، فهو من ناحية يسهّل عمليات بيع الأسلحة الجديدة، لكل هذه الجيوش.
ومن ناحية ثانية يساعد في تمويل مشاريع تطوير أسلحة وذخائر جديدة، يتم إنفاق مليارات الدولارات عليها.

وفقاً لمعهد استوكهولم، فإن الإنفاق العسكري السنوي وصل إلى 2443 مليار دولار، وقد يتخطى 2,5 ترليون دولار هذا العام.

ولكم أن تتخيلوا، ما يمكن أن يكون عليه العالم من جمال وثراء، لو أنفقت الدول، هذه المبالغ في مشاريع التنمية البشرية.

لا شك أن أفضل الطرق لتحقيق هذه أهداف تجار الأسلحة وشركائهم من سياسيين ومسؤولين، هو الاتيان برئيس يهوى افتعال الحروب، فكان جو بايدن، الرئيس الذي أشعل الحرب في أوكرانيًا، ورفع وتيرة الصراع، في أوروبا وشرق أسيا والشرق الأوسط.

الآن يبدو أن الصراع بات ينذر بعواقب وخيمة، وباشتعال حرب عالمية ثالثة، قد تدمر العالم، وتطيح بكل منجزات أباطرة المال، خاصة في أوروبا وأمريكا.

لذلك بدأ البحث عن من يطفئ جذوة اللهب المشتعل، ويُخمد البركان قبل أن ينفجر ويترك العالم رماداً.
وها هو ترامب يعِدُ بوقف الحروب، ويختار السيناتور جيمس فانس، أشد المعارضين لتمويل الحرب الأوكرانية، ليكون نائباً للرئيس.

لقد أصبح ترامب ونائبه فانس، على بُعد خطوات قليلة من عتبة البيت الأبيض، وفجأة قد تتوقف بعض الحروب. بدءاً من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط وتايوان.
وستعود أمريكا إلى السياسة الناعمة، للبحث عن صفقات تجارية أكثر ربحاً من ذي قبل.

لقد فرغت مخازن الذخائر والسلاح، والمصانع تحتاج لبعض الوقت لتلبية حاجات زبائنها الكثر، وتنفيذ العقود التي تم ابرامها.
ومن أفضل من ترامب ليقود هذه المرحلة؟
لقد باتت حظوظ بايدن ضعيفة للغاية، وفق استطلاعات الرأي في أمريكا، وحتى لو تم استبدال بايدن بمرشح آخر من قبل الحزب الديمقراطي، فسيهزمه ترامب بسهولة، فالوقت بات ضيقاً جداً.

أهلاً بكم في رحاب الديمقراطية الأمريكية، ودكتاتورية رأس المال،
ومبارك لدونالد ترامب ونائبه فانس، هذا الفوز المبكر في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى