الأمم المتحدة تعلن قلقها إزاء الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة ردا على هجمات الحوثيين وتدعو إلى ضبط النفس

مصدر عسكري يكشف لـ النشرة الدولية المواقع التي استهدفها الطيران الإسرائيلي في اليمن

محمد المياس – مراسل النشرة الدولية

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي أفادت بوقوع غارات جوية، في وقت سابق يوم السبت، داخل وحول ميناء الحديدة في اليمن. وقد أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن الغارات، مشيرة إلى أن ذلك يأتي ردا على هجمات الحوثيين السابقة على إسرائيل.

وأشارت التقارير الأولية إلى أن الهجوم خلف عددا من القتلى وأكثر من 80 جريحا، فضلا عن وقوع أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية.

ودعا الأمين العام – في بيان صادر عن مكتب المتحدث باسمه – جميع الأطراف المعنية إلى تجنب الهجمات التي يمكن أن تؤذي المدنيين وتلحق الضرر بالبنية التحتية المدنية.

وقال الأمين العام إنه لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء خطر حدوث مزيد من التصعيد في المنطقة وحث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وكان الناطق العسكري باسم القوات المشتركة اليمنية في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، قد كشف للنشرة الدولية، المواقع التي استهدفتها الغارات الجوية للطيران الإسرائيلي في محافظة الحديدة مساء اليوم السبت.
وأوضح العقيد وضاح الدبيش، أن الغارات استهدفت ميناء محافظة الحديدة (غربي اليمن) خصوصاً منشآت الميناء ورصيف تفريغ المواد النفطية وصهاريج نقل والحريق امتد لمناطق كبيرة للغاية.
وأضاف العقيد الدبيش، أن الغارات استهدفت محطة الكهرباء في منطقة الكتيب ومبنى الأمن السياسي ومخازن تابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية وتتخذها ميليشيا الحوثيين مخازن لمكونات الطيران المسير من صواريخ وزيوت وقطع غيار ووقود خاص بالطيران.
وتابع الدبيش، أن الغارات شنت بطائرات F15 واستهدفت 4 اهداف رئيسية ومركزة تمثلت في استهداف منشآت نفطية بغارات متعددة وتستخدم لأغراض مزدوجة عسكرية ومدنية .
وأشار إلى أن الاستهداف طال أيضا محطة الكهرباء في منطقة الكتيب ذات الموقع الاستراتيجي والمطل على البحر الاحمر وهو مكان تستخدمه مليشيا الحوثيين لأغراض مزدوجة عسكرية ومدنية.
وأكد الدبيش أن القوات الحكومية والشعب اليمني يدين هذا العدوان السافر على الأراضي اليمنية، محملا ميليشيا الحوثي مسؤولية منح الكيان الإسرائيلي الفرصة لشن عدوانه على اليمن.
وبحسب مصادر، فإن معظم القتلى من موظفي القسم البحري والمختبرات في المنشآت المستهدفة، فيما لا يزال عدد من العاملين في الميناء في عداد المفقودين.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد قال الأحد، إنه اعترض صاروخا أرض-أرض كان يقترب من إسرائيل من البحر الأحمر. وقال إن الصاروخ كان قادما من اليمن وأسقط قبل عبوره إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وأضاف أن منظومة الدفاع الجوي الصاروخية “أرو-3” أسقطت الصاروخ قبل عبوره إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقبلها بقليل دوت صفارات الإنذار للتحذير من الغارات الجوية في مدينة إيلات، مما دفع السكان إلى الفرار إلى الملاجئ.

وإيلات، المطلة على البحر الأحمر، هدف متكرر لهجمات جماعة الحوثي في اليمن.

ومساء السبت، صرح الجيش الإسرائيلي أنه لا توجد مؤشرات على حادث أمني في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، بعد أنباء عن سماع دوي انفجارات هناك.

وأوضح: “قبل برهة، تلقينا أنباء تتعلق بسماع انفجارات في منطقة إيلات”، مردفاً أنه “تبين أنه لم يتم إطلاق مقذوفات باتجاه منطقة المدينة كما لم يتم إطلاق أي نظام اعتراض”، مؤكداً أنه “لا توجد مؤشرات على حادث أمني”، وفق رويترز.

جاء ذلك بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت، السبت، أهدافاً عسكرية للحوثيين في اليمن.

وقال في بيان إن مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافاً عسكرية للحوثيين بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن “رداً على مئات الهجمات التي طالت إسرائيل في الأشهر الأخيرة”.

كما أضاف المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، في تصريح متلفز أن الميناء الذي هاجمه الطيران الإسرائيلي يستخدم “كطريق إمداد رئيسي لإيصال الأسلحة الإيرانية من إيران إلى اليمن، بدءاً بالمسيرة التي استخدمت في الهجوم صباح الجمعة” في تل أبيب.

كذلك أكد أن ضربات السبت “نفذها الجيش الإسرائيلي بمفرده”، مردفاً أن إسرائيل “أبلغت أصدقاءها” بالأمر.

من جهته قال وزير الدفاع يوآف غالانت في بيان إن إسرائيل قصفت الحوثيين في اليمن لتوجيه رسالة معينة رداً على استهداف تل أبيب.

كما أضاف أن “النيران المشتعلة حالياً في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح”.

في المقابل، أعلن عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي، عبر منصة “إكس” أن إسرائيل “ستدفع ثمن” ضرباتها في اليمن.

أتت غارات الحديدة غداة تبني الحوثيين هجوماً بمسيرة صباح الجمعة، أسفر عن مقتل شخص وإصابة 8 آخرين في تل أبيب، وذلك في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة.

ونشرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية يوم السبت مقالا تحليليا أكدت في تفاصيله أن الحرب تأخذ منعطفا خطيرا جديدا بعد قصف إسرائيل لميناء الحديدة اليمني.

وتقول الصحيفة “بعد تسعة أشهر ونصف، دخلت الحرب بين إسرائيل وحماس مرحلة جديدة وأكثر خطورة. ضربت طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون من اليمن تل أبيب وقتلت إسرائيليا. وبعد 24 ساعة بقليل قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مستودعات للأسلحة ومحطة تولد الكهرباء ومنشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر مما تسبب بأضرار جسيمة”.

وتضيف “هآرتس” أنها المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل اليمن بعد أن تركت الرد العسكري على هجمات الحوثيين السابقة للولايات المتحدة والتحالف.

وتشير الصحيفة إلى أن الضربة على بعد حوالي 1700 كيلومتر من إسرائيل تبعث برسالة حول القدرات العسكرية البعيدة المدى للقوات الجوية الإسرائيلية إلى المنطقة بأكملها وخاصة إلى إيران، ومع ذلك من المتوقع أيضا أن تؤدي إلى محاولات انتقامية للحوثيين ضد أهداف إسرائيلية وقد تزيد هذه الاشتباكات من خطر اندلاع حرب متعددة الجبهات وأكثر حدة.

وتوضح أن إطلاق طائرة بدون طيار من اليمن يوم الجمعة كان مفاجأة حيث لم يكن هناك أي تحذير استخباراتي مسبق ويبدو أن الجهاز الدفاعي كان محدودا أيضا.

وفي وقت سابق، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن سلاح الجو نفذ عملية “اليد الطويلة” لضرب أهداف تابعة لجماعة “أنصار الله” الحوثيين في ميناء الحديدة غربي اليمن (منشآت النفط في ميناء الحديدة بالإضافة إلى محطة توليد الكهرباء في المحافظة) ما تسبب باندلاع حريق ضخم تكافح طواقم الإطفاء اليمنية للسيطرة عليه.

وتأتي هذه الغارات عقب هجوم بمسيرة فجر الجمعة على مدينة تل أبيب تبناه الحوثيون، حيث أسفر (الهجوم) عن مقتل إسرائيلي وإصابة 11 آخرين.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن الهجوم في اليمن تم تنفيذه حوالي الساعة 18:00 في منطقة ميناء الحديدة ردا على هجمات شنها الحوثيون خلال الأشهر التسعة الماضية إسرائيل، بما في ذلك صواريخ أرض – أرض تم اعتراضها من قبل القيادة المركزية الأمريكية والتحالف.

وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقب الهجوم: “منذ بداية الحرب أوضحت أن إسرائيل ستؤذي كل من يلحق بها الأذى.. ولذلك عقدت اجتماعا لمجلس الوزراء السياسي والأمني وطلبت منه تأييد القرار الذي اتخذته بمهاجمة أهداف الحوثيين في اليمن”.

وزعم أن الميناء تم استخدامه لأغراض عسكرية وكان يستخدم كمدخل للأسلحة لمهاجمة إسرائيل ودول المنطقة ولمهاجمة أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.

وفي المقابل، توعد الحوثيون بالرد على القصف، حيث أكدوا في بيانات وتصريحات أن “الرد أمر لا مفر منه” وأن “إسرائيل ستدفع الثمن” وأن التصعيد سيقابله تصعيد.

هذا، وقالت وسائل إعلام اسرائيلية إن “18 طائرة مقاتلة معظمها من طراز إف-35 وإف-15، انطلقت نحو المهمة التاريخية وأسقطت أكثر من 10 أطنان من المتفجرات على عدة أهداف في منطقة الميناء مما تسبب في أضرار جسيمة للرافعات المستخدمة لتفريغ حمولة الحاويات فضلا عن إتلاف العديد من خزانات النفط”.

جدير بالذكر أن العدوان الإسرائيلي على محافظة الحديدة أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 87 آخرين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة العامة التابعة لحركة “أنصار الله” في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى