الرئيس بايدن ينسحب من السباق الانتخابي لعام 2024 ويعلن دعمه لترشح نائبته كامالا هاريس

البيت الأبيض والديمقراطيون يشيدون بموقف بايدن ومسيرته السياسية

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024، في إعلان مفاجئ يأتي قبل أقل من 4 أشهر على الانتخابات، وبعد أسابيع على الشكوك التي أحاطت بوضعه الجسدي والذهني.

وقال في رسالة نشرها على موقعه الرسمي على منصة “إكس” : “لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدم كرئيس لكم”. “وبينما كان من نيتي السعي لإعادة انتخابي، أعتقد أنه من مصلحة حزبي والبلاد أن أتنحى وأركز فقط على الوفاء بواجباتي كرئيس لبقية ولايتي”.

وأضاف  “أود أن أشكر نائبة الرئيس كامالا هاريس لكونها شريكة غير عادية في كل هذا العمل. واسمحوا لي أن أعرب عن تقديري الصادق للشعب الأمريكي على الإيمان والثقة التي وضعتموها فيّ”.

وأشار بايدن إلى أن قراره هذا جاء في مصلحة حزبه والبلد، مؤكدًا أنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل حول قراره.

واختتم بيانه قائلاً “لا يوجد شيء لا تستطيع أمريكا فعله عندما نعمل معًا. علينا فقط أن نتذكر أننا الولايات المتحدة الأمريكية.”

وفي بيان آخر منصل له، أعلن الرئيس بايدن دعمه لترشح نائبته كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي في الإنتخاب العامة في نوفمبر القادم 

ويعد الرئيس بايدن أول رئيس في السلطة يرفض الترشح لإعادة انتخابه منذ ليندون بينز جونسون في عام 1968.

ويتعين على الحزب الديمقراطي اختيار مرشح جديد مع تحديد مؤتمرهم في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس في شيكاغو.

وتأتي هذه الخطوة من قبل الريس بايدن بعد التشاور مع أسرته وأعضاء الحزب الديمقراطي، ذلك بعد أسابيع من الجدل حول عمره وقدرته على قيادة الديمقراطيين إلى النصر ضد مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات العامة القادمة.

ومن جانبهم، سارع العديد من الديمقراطيين، الأحد، إلى دعم نائبة الرئيس كاملا هاريس لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب في مواجهة دونالد ترامب بعد انسحاب الرئيس الحالي جو بايدن المفاجئ من السباق، لكن بعض أعضاء الحزب الأقوياء، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التزموا الصمت.

وبعد خلاف دام أسابيع بين الديمقراطيين على ما إذا كان يجب على بايدن (81 عاما) البقاء في السباق، فإن الاسراع بإبداء الدعم والتأييد لها أمر بالغ الأهمية قبل ما يزيد قليلا عن 100 يوم من انتخابات نوفمبر.

ومع ذلك، هناك كثير من الشكوك داخل الحزب الديمقراطي إزاء ما إذا كانت هاريس قادرة على التغلب على ترامب في نوفمبر

ووصف ديمتري ميلهورن، مستشار ريد هوفمان، مؤسس موقع (لينكد إن) وأحد المتبرعين الديمقراطيين الرئيسيين، هاريس بأنها “تجسيد للحلم الأميركي”، مشيرا إلى أنها ابنة مهاجرين.

وأضاف “إنها أيضا تجسد الصلابة، إذ ارتقت من مسقط رأسي في أوكلاند بكاليفورنيا لتصبح المدعية العامة الأولى للولاية. ومع تنحي جو (بايدن)، لا أستطيع الانتظار للمساعدة في انتخاب الرئيسة هاريس”.

ومع ذلك، شكر آخرون، بمن فيهم بيلوسي، بايدن على وطنيته، لكنهم لم يلقوا دعمهم بعد وراء هاريس أو أي مرشح آخر.

ودعا السناتور الأميركي بيتر ويلش، وهو أول ديمقراطي يدعو بايدن للتخلي عن ترشحه لفترة جديدة، إلى عملية مفتوحة لترشيح هاريس.

وقال إنه يجب أن تكون لدى الديمقراطيين “عملية مفتوحة حتى يكون لدى مرشحنا أيا كان، بمن فيهم كاملا، القوة اللازمة لإجراء عملية تظهر الموقف المتفق عليه للحزب. النقاش في الحزب الديمقراطي هو من يستطيع مواصلة إرث الرئيس بايدن وهزيمة ترامب”.

تلقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، سيلا من الإشادات بعد مسيرة سياسية حافلة وذلك من قيادات تنتمي للحزب الديمقراطي، بعيد إعلانه انسحابه من الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن يتطلع لإكمال فترة ولايته الرئاسية وذلك بعدما أعلن يوم الأحد عدم خوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم.

وأفاد متحدث باسم البيت الأبيض لشبكة “سي إن إن”: “لقد ورث الرئيس بايدن اقتصادا في حالة سقوط حر، وكان هناك ارتفاع كبير في معدل جرائم العنف، وتحالفات في حالة يرثى لها من سلفه”.

وأضاف المتحدث: “لقد نجح بايدن في تحقيق أقوى نمو اقتصادي في العالم وأدنى معدل لجرائم العنف منذ ما يقرب من 50 عاما، في حين جعل الناتو أكبر من أي وقت مضى”.

وتابع قائلا إن بايدن “يتطلع إلى إنهاء فترة ولايته وتحقيق المزيد من النتائج التاريخية للشعب الأميركي”.

وأشاد زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، بالرئيس بايدن ووصفه بأنه “وطني عظيم” بعد إعلان انسحابه من السباق للبيت الأبيض.

وقال شومر: “من الواضح أن اتخاذ قراره لم يكن سهلا، لكنه وضع مرة أخرى بلاده وحزبه ومستقبلنا في المقام الأول”. وأضاف: “جو، هذا اليوم يظهر أنك وطني عظيم”.

بدوره، امتدح زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب، حكيم جفريز، بايدن على مسيرته الطويلة قائلا إنه “أحد أكثر القادة إنجازا وأهمية في التاريخ الأميركي”.

وأضاف جفريز: “في أقل من فترة رئاسية واحدة، أنقذ (بايدن) الأمة من جائحة تحدث مرة واحدة في القرن، وأعاد الاقتصاد من حافة الركود، وسن تشريعات تترتب على الحياة اليومية للمواطنين الأميركيين، وأنقذ ديمقراطيتنا من خلال هزيمة القائد الأعلى للتمرد”، في إشارة إلى ترامب.

كذلك، أشاد السناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ، ديك دوربين، بقرار بايدن قائلا إنه “يضع البلاد دائما في المقام الأول”.

وقال إنه “يجب على الحزب الديمقراطي أن يتحد خلف مرشح يمكنه هزيمة دونالد ترامب وجعل أميركا تخطو نحو الاتجاه الصحيح”، حسبما نقلت شبكة “سي إن إن”.

من جانبها، قدمت حاكمة ولاية مشيغان، غريتشن ويتمر، الشكر لبايدن بعد دقائق من إعلان قراراه قائلة إن “الرئيس بايدن موظف حكومي عظيم يعرف أفضل من أي شخص آخر ما يلزم لهزيمة دونالد ترامب”.

وقالت الحاكمة الديمقراطية عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي “إن عمله الرائع لخفض تكاليف الأدوية وإصلاح الطرق وإعادة سلاسل التوريد إلى الوطن، ومعالجة تغير المناخ، والتأكد من أن قيادة أميركا عالميا على مدى عقود سوف تُسجل في التاريخ”.

كذلك، وجهت السناتور، تامي بالدوين، وهي ديمقراطية تترشح لإعادة انتخابها بولاية ويسكونسن، الشكر لبايدن لاتخاذه قرار عدم الترشح لإعادة الانتخاب كرئيس.

وأضافت في بيان: “اليوم يدفع كبار السن أقل مقابل الأدوية الطبية الخاصة بهم، وبدأت ولايتنا في العمل على إعادة بناء البنية التحتية، ويتمتع الملايين من سكان ويسكونسن الذين يعانون من ظروف موجودة مسبقا بتغطية الرعاية الصحية بسبب العمل الذي قمنا به معا”.

وزير النقل، بيت بوتيجيج، أشاد من جهته، بالرئيس بايدن باعتباره “من بين أفضل الرؤساء وأكثرهم أهمية في التاريخ الأميركي”.

وقال بوتيجيج: “أنا فخور جدا بالعمل تحت قيادته، وأشعر بالامتنان لتركيزه الثابت على ما هو الأفضل لبلدنا”.

وانضم السناتور عن ولاية كولورادو، جون هيكنلوبر، إلى الديمقراطيين الآخرين الذين شكروا الرئيس وأشادوا بعمله بعد انسحابه من الانتخابات.

وقال هيكنلوبر في بيان إنه “على مدى أكثر من 50 عاما في الخدمة العامة، وضع الرئيس بايدن دائما البلاد قبل أي اهتمام أو طموحات شخصية”.

كما شكر السناتور الديمقراطي عن ولاية كولورادو، مايكل بينيت، بايدن على خدمته مشيدا بسجله في منصبه.

وكتب بينيت على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي: “نحن مدينون للرئيس بايدن بالامتنان”، مضيفا أنه بانسحابه، قدم بايدن فرصة للتغلب على دونالد ترامب”.

زر الذهاب إلى الأعلى