نتنياهو… العقدة والحل؟
بقلم: حمزة عليان
النشرة الدولية –
كل المحاولات التي كانت تجري لإتمام تسوية أو صفقة مع حماس كانت تصل إلى نقطة حاسمة سرعان ما يقوم نتنياهو بإفشالها والطلب من المفاوضين الإسرائيليين العودة إلى تل أبيب، لتعاود عمليات القتل والمجازر والتهجير لمليوني فلسطيني، الذين أذاقهم الذل وعرضهم للمجاعة والأوبئة والموت.
العقبة الكبرى أمام إتمام صفقة أو تسوية لإنهاء حرب غزة هي شخصية بنيامين نتنياهو… يكفي قراءة الصحافة الإسرائيلية لمعرفة أن هذا الرجل المارق هو من يماطل ويلعب على الوقت، بل لديه الاستعداد لتوريط المنطقة وحرقها شرط بقائه على كرسي الحكم؟
ونتنياهو نفسه من يحوك فكرة إدخال أميركا في حرب مفتوحة مع إيران وأذرعها في المنطقة، استغل زيارته إلى واشنطن ليسْتَدر عطف الإدارة الأميركية كي تفتح حرباً واسعة مع إيران ربما تكون السبيل المتاح حالياً لإنقاذه.
يدرك نتنياهو وفريق عمله أنه ذاهب إلى السجن المؤبد في اللحظة التي يتم فيها وقف إطلاق النار في غزة وباقي الجبهات المفتوحة، لذلك يستغل أي فرصة للهروب إلى الأمام، فربما يعوض انتكاساته ومغامراته ومسؤولياته التي توحد صفوف المعارضة ضده، وإذا لم تتم إزاحة نتنياهو عن السلطة، بالانتخابات أو الاغتيالات فلن يكون هناك وقف للحرب في غزة؟
تقديرات الخبراء والمتابعين للشأن الإسرائيلي ترسم فرضية الاغتيال على الطريقة الأميركية وهي قادرة على ذلك بعد أن هيأت خليفته «غالانت» وفرشت له السجادة الحمراء أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن.
هذه الفرضية تستند إلى تاريخ من المواجهات والحروب التي شهدتها غزة أثناء حكم نتنياهو، تقول: هل سياسة الاغتيالات التي أقدم عليها وآخرها اغتيال هنية، أنهت الصراع أو المواجهة أو قضت على حركة حماس؟ وماذا بعد الاغتيالات؟ من أين سيأتي السلام والاستقرار لسكان الشمال والجنوب وللمستوطنين وحتى لتل أبيب؟
اليوم هناك من يفصل بين شخص نتنياهو وبين «دولة إسرائيل» ووجودها بعد أن أدخلها هذا المارق في حروب استنزاف ودون جدوى، غير التلذذ بالإبادة والقتل والجرائم والاغتيالات.
كل المحاولات التي كانت تجري لإتمام تسوية أو صفقة كانت تصل إلى نقطة حاسمة سرعان ما يقوم نتنياهو بإفشالها والطلب من المفاوضين الإسرائيليين العودة إلى تل أبيب، لتعاود عمليات القتل والمجازر والتهجير لمليوني فلسطيني، الذين أذاقهم الذل وعرضهم للمجاعة والأوبئة والموت.
أكثر من خمس عشرة جولة على مستوى رؤساء أجهزة المخابرات، حيث تنقلت الاجتماعات بين الدوحة والقاهرة وباريس وروما وانتهت بضغط أميركي إلى العودة لنقطة الصفر، والسبب إصرار نتنياهو على توظيف هذه اللقاءات إلى المزيد من الوقت كي يكمل «مشروعة» القاضي بجعل قطاع غزة مقبرة للموت!
ما يفعله نتنياهو هذه الأيام الاستفادة من مرحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية باللعب على أوتار التنازع بين المتنافسين، فهل ينجح في هذه اللعبة أم ننتظر لحظة السقوط؟