انتحارى تل أبيب.. ماذا تغير فى ملف المفاوضات؟
بقلم: حسين دعسة

الدستور المصرية –
قبل الحركة التالية فى جولة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، عاش ليلة مضطربة فى تل أبيب، إذ توافدت أخبار تفجير تل أبيب الانتحارى، ووجد نفسه يعيش قلق الموت، ولكنه- حسب سيناريو متخيل- همس لنفسه وقال:
ليس أسوأ من مواجهة نتنياهو وتطرفه وأكاذيبه، غير سماع قصص بن غفير والأحزاب المتطرفة التى وجدت فى الحرب على غزة، طريقها للتحكم فى السفاح نتنياهو، وبالتالى الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن وصولًا إلى البنتاجون، وتصفية القضية الفلسطينية، وإبادة الشعب من سكان أهالى غزة ورفح والشجاعة والنصيرات، عدا اقتحامات الضفة والقدس، هذا ما حدث، ويفسر ما رشح من أن الوزير، كبير الإدارة الدبلوماسية الأمريكية، يقول إنّ: نتنياهو يدعم الخطة الأمريكية لهدنة فى غزة ومن واجب حماس الموافقة على خطة الهدنة.
*  على طريق انتفاضة جديدة.
..بتوقيت له دلالته، تبنّت كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس فى بيان، إنها وبالتعاون مع سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، هى من نفذت عملية استشهادية فى مدينة تل أبيب مساء يوم الأحد، وهى عملية استشهادية، انتحارية تدخل الصراع بين حماس ومعها الفصائل الفلسطينية، فى مواجهة جديدة نمط تعلم دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، كم هو عمل مقاوم ومؤثر.
..البيان الحمساوى، كان مفاجأة، ويبدو أنه أخذ مساحة من زيارة بلينكن إلى إسرائيل، فقد تحملت حماس، مدلول العملية ودم شهيدها الانتحارى، وأكدت: أن العمليات الاستشهادية فى الداخل المحتل ستظل جزءًا من استراتيجيتها طالما استمرت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين، فضلًا عن استمرار سياسة الاغتيالات وهى فى المحصلة النضالية ضد الاحتلال الإسرائيلى، عمليات تأتى فى إطار الرد على الاعتداءات والانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطينى.
عملية تل أبيب، كشفت عن ما اسمته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية من أن: النظام السياسى فى إسرائيل فى حالة توتر على خلفية مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والرهائن، وأن تقديرات فى الحكومة الإسرائيلية والمعارضة تقول إن نجاح المفاوضات أو فشلها سيؤدى إلى تحولات كبيرة بالنظام السياسى، وهي:-
– التحولات المؤشرات التى تشمل قضايا داخل إسرائيل تهدد السفاح نتنياهو:
* 1.:
حل الكنيست.
*2.:
تقديم موعد الانتخابات
–  *3.:
اقتراب ضربة إيران، وحزب الله.
*إيران تؤجل ضربتها.
التحول المهم ما جاء فى بيان الخارجية الإيرانية، وهو أعلن فى ذات الوقت، مع اجتماع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، السفاح نتنياهو، وما أثير فعلًا أن إيران أدخلت الحرس الثورى فى سبات لما بعد انتهاء جولة المفاوضات المهمة فى العاصمة المصرية القاهرة وبوجود كل ذلك قالت إيران:
*1:
نرحب بأى جهود صادقة لوقف إطلاق النار فى غزة ووضع حد لجرائم الكيان الصــهيونى الوحشية
*2.:
الإدارة الأمريكية تملك القوة اللازمة لوقف الحرب الإسرائيلية لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن
*3.:
الكرة فى ملعب الإدارة الأمريكية لتثبت أنها جادة فى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب فى غـزة
*4.:
على الولايات المتحدة تأكيد صدق نيتها فى توفير الظروف المناسبة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غــزة
*5.:
لا نسعى إلى تصعيد التوتر فى المنطقة وندعم جهود وقف إطلاق النار فى غــزة
*6.:
نؤكد على حقنا فى الرد على الاعتداء على سيادتنا وسنفعل ذلك فى الوقت المناسب
*7.:
الرد على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هــنية فى طـ.ـهران حق تضمنه لنا القوانين والأعراف الدولية للدفاع عن أمننا وسيادة بلدنا، وهو بالنص الذى صدر وعمم حول العالم، قبل خروج بلينكن من القدس يداور تفاهمت دولة الاحتلال الإسرائيلى، وظهور جبهة داخلية فى نسيج المدن الفلسطينية المحتلة، لفتح مساحة جديدة من مقاومة الاحتلال الكابنيت، والأمن القومى والشاباك، وصولًا للمستوطنين.
واقعيًا بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تدرك صعوبة ملف الدول الوسطاء، ضمن مبادرة الرؤساء الثلاثية، التى تعقد جولته الحاسمة نهاية الأسبوع، وفق اهتمام أمريكى أوروبى وعربى، فيما يدرك عميد الدبلوماسية الأمريكية خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، أن «طبول الحرب الإقليمية بدأ يتردد صداها، عبر عديد الجبهات الساخنة، وأن الأمل فى طروحات تقلص الخلافات بين حماس المقاومة ودولة الاحتلال الإسرائيلى الكابنيت.
عمليًا وبعد ظهور التحول فى عمليات المقاومة، حماس والجهاد الإسلامى، فقد بدأ سياسيًا وأمنيًا إن إيران وحزب الله بالتبعية قد لا تتحرك مرحليًا؛ ويبدو من المرجح على نحو متزايد أن تقوم إيران وحلفاؤها، وخاصة حزب الله، بشن ضربة انتقامية منسقة، مع انتهاء جولة المفاوضات فى العاصمة المصرية القاهرة، التى أعدت لها الدول الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، سياسيًا وأمنيًا، ويحمل ملفاتها شبه النهائية وزير الخارجية الأمريكى، وهنا فقد تهدأ بشل   محدود والاحتمال السيئ المباشرة إلى حرب إقليمية.
.. وربما فى إبان زيارة بلينكن إلى القاهرة، يتم حسم قضايا منها أن هناك الكثير من النقاش داخل دوائر السياسة فى واشنطن وخارجها حول التحول الملحوظ فى النهج الأمريكى تجاه قضايا المنطقة وخصوصًا القضية الفلسطينية، وعموم الشرق الأوسط، بما فى ذلك حسم نهاية للحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح، والضفة الغربية والقدس.
ما قد يكون فى الأفق السياسى ان السابع من، أكتوبر الماضى، حطم مع أشهر الحرب الدرامية، الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، غيب ما كان يعد أسطورة التفوق العسكرى والاستخباراتى الإسرائيلى فى غضون ساعات قليلة عندما نفذت حماس عملية طوفان الأقصى وما زالت متماسكة.
*.. ليس فى الأفق من تحولات، بل محاولة لهدنة قد تفتح الطريق للتفاوض الجاد*
ما زالت  وسائل الإعلام العالميّة والإسرائيلية، تبدى حيرتها من  التبنى المشترك من حماس والجهاد للمسؤولية عن التفجير المفاجئ فى تل أبيب، وهى تقول إنه: يذكرنا بأيام الذروة فى الانتفاضة الثانية (الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو إنتفاضة الأقصى)، اندلعت فى 28 سبتمبر 2000 واستمرت فى التصعيد إلى  8 فبراير 2005 بعد إتفاق الهدنة الذى عقد فى قمة شرم الشيخ، بحضور رئيس  السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية  أرئيل شارون.
ما ميز الانتفاضة، كثرة المواجهات المسلحة، العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وجيش  الاحتلال].
.. فى هذا السياق الأمنى، السياسى، كانت تصريحات القيادى فى حركة حمـاس أسامة حمدان، تركز على بعض الأمور الحساسة قبيل ساعات من بدء جولة المفاوضات فى القاهرة، ضمن مبادرة رؤساء الدول الوسطاء، مصر، قطر الولايات المتحدة الأمريكية، وقال حمدان:
*أولًا:
المقـاومة ما زال لديها من الأوراق ما تقدمه فى المواجهة
*ثانيًا:
التطور فى نوعية العمليات سينعكس إيجابا على طاولة المفاوضات
*ثالثًا:
نمط المواجهة على مدى الأشهر الماضية قابل للتغير والتطور
*رابعًا:
الإدارة الأمريكية لم تمارس الضغط المطلوب على الاحتلال
*خامسًا:
التعنت الإسرائيلى سيدفع المــقاومة للمزيد من التصعيد فى شكل أدائها
*سادسًا:
المـقاومة الفلسـطينية أطلقت نموذجا جديدا من خلال عملية «تل أبيب»
*سابعًا:
لا نطلب ضمانات لوقف الحرب بل نتحدث عن وقف دائم لإطلاق النار.
.. وفى ردود الأفعال، أن الاقتناع الكبير السائد لدى مراقبين ديبلوماسيين، أجانب وعرب بأن ما يجرى راهنا من مفاوضات اجتهدت بتسييرها فى الدوحة القادمة، فى القاهرة من أجل الاتفاق على هدنة وقف للنار فى غزة ورفح وتاليا فى كل مناطق محور المقاومة، لبنان، اليمن، العراق، أن طرق إدارة وفود الوساطة، لن ينجح، بسبب التعنت الإسرائيلى، بالذات من السفاح نتنياهو فى وضع نهاية للحرب على غزة ورفح، وقد  يكون الخلاف على طبيعة تنفيذ هدنة مؤقتة لها مبرراتهاو ظروفها الإنسانية.
الحال هنا: يدفع إلى الاعتقاد فى أن حركة حماس باتت غير معنية بالتفاؤل الأمريكى أو العربى، أو الغربى بأن المفاوضات تتقدم ورفضت أن تكون حاضرة خلالها، ضمن تنسيق معين لتبادل المواقف، وقد يشكل رفض نتائجها، منحة إعطاء السفاح نتنياهو ورقة إكمال الحرب، حرب الكابنيت، والاستمرار فى الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات التصفية، والاغتيال.
.. ومع ذلك، الولايات المتحدة ومعها دول أوروبية عدة، وكذلك دول عربية الضغط على  إنجاح جزئى للمفاوضات، لمبح فرص الحرب التى تلوح من ضربات إيرانية، مع تدخل حزب الله، وهو ناتج عن تضارب المعلومات حول
المقترح الأمريكى الجديد، حول إيقاف الحرب على غزة ورفح، يدور حول وقف إطلاق النار، مؤجل للمرحلة الثانية، حسب تسريبات بثها «التليفزيون العربى»، الإثنين، عن مقترح أميركى جديد لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، يجعل من وقف الحرب، بندًا للتفاوض فى المرحلة الثانية من الاتفاق المحتمل، وينص على مناقشة وقف إطلاق النار ضمن سقف محدد.
المقترح، مصمم لكى يربط سياسيًا وأمنيًا وأمميًا بين عمليات الإغاثة وموافقة كل الأطراف على شروط الاتفاق وفق رؤية الجولات من المباحثات التقنية بشأن محور فيلادلفى، وإيجاد آلية رقابة لعودة النازحين إلى شمالى قطاع غزة، والجديد أن هذا ما قدمته إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى محاولة، لما فهم «سد الفجوات» بين سلطات الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس، بيّن، بطريق وأخرى أن الاحتلال وافق على رفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بإبعادهم إلى 150 أسيرًا، مع التفاوض على إعادة الإعمار فى المرحلة الثانية، ولا ينص على انسحاب إسرائيلى من قطاع غزة فى المرحلة الثانية.
نقطة الخلاف، التى تدور فى الكواليس، حسب ما أكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى ستبقى فى محور فيلادلفى، لضمان عدم نقل الأسلحة إلى حركة حماس فى قطاع غزة.
وجاءت تصريحات منسر بعد ساعات من بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى السفاح نتنياهو أكد إصراره على بقاء الجيش فى محور فيلادلفى.
وقال البيان، الذى نُشر بعيد وصول وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن، إلى إسرائيل: «يصر رئيس الوزراء على بقائنا فى محور فيلادلفى، لمنع الإرهابيين من إعادة التسلح».
*حالة الكيان الصهيونى من قبل زيارة بلينكن
.. من أساسيات المرحلة ان المفاوضات تدخل نفق الغياب، وذلك ما تؤشر له صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، وهى حددت مظاهر ذلك بالقول:
– النظام السياسى فى إسرائيل فى حالة توتر على خلفية مفاوضات صفقة التبادل.
– تقديرات فى الحكومة والمعارضة أن نجاح المفاوضات أو فشلها سيؤدى إلى تحولات كبيرة بالنظام السياسى.
– التحولات تشمل حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات.
قد يطرح وزير الخارجية الأمريكى، فى القاهرة، أن بلادة تملك [القوة اللازمة لوقف الحرب الإسرائيلية  على غزة ورفح، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن وعليها لتثبت أنها جادة فى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب فى غـزة تأكيد صدق نيتها فى توفير الظروف المناسبة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غـ.ـزة ورفح، ومنع المواجهات فى الضفة والقدس، بما فى ذلك اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
.. ما زال هناك من بعض القدرة فى المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، على الاستفادة من جولة القاهرة فى مفاوضات، قد لا تتاح مستقبلًا فرصة تكرارها، فالحرب قادمة بترقب رهيب.
زر الذهاب إلى الأعلى