بلينكين فى المؤتمر الوزارى لـ D-ISIS التحالف الدولى ضد داعش
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
حدد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، المجالات الأساسية الثلاثة التى ترتكز عليها خطط الولايات المتحدة الأمريكية، مع شركائها من دول ومنظمات العالم ودول المنطقة والإقليم فى التحالف لعملية العزم الصلب، التى كشف بلينكن عن أنها ستنتهى هذه المهمة العسكرية، التى أنشئت استجابة لطلب العراق فى عام 2014 للحصول على الدعم فى حملته ضد داعش، فى العراق بحلول سبتمبر 2025.
المحددات التى طرحتها الإدارة الأمريكية، من خلال إيجاز وزير الخارجية أنتونى بلينكن، فى افتتاح المؤتمر الوزارى لـ D-ISIS، تعد الإطار السياسى الأمنى، مع الدعم الاقتصادى المالى فى المراحل المتبقية من عملية العزم الصلب.
عام 2017 نجح التحالف فى تفكيك آخر معقل لداعش فى العراق
فى العاصمة الأمريكية واشنطن، قاعة لوى هندرسون عقد الاجتماع الوزارى، لتحالف العزم الصلب ضد داعش، وهو الذى بدأ قبل عشر سنوات، عندما حشدت الولايات المتحدة تحالفًا عالميًا لمواجهة داعش، وهى جماعة إرهابية عدمية احتلت على مدى بضعة أشهر أراضى تشكل ثلث العراق وسوريا، واستخدمتها لشن حملة مروعة من العنف والوحشية.
الاجتماع مهد له الوزير بلينكن بكلمة افتتاحية استعرض فيها أن التحالف على مدى العقد التالى، نما هذا التحالف من 12 إلى 87 دولة. وقد أحرزنا معًا تقدمًا كبيرًا. ففى عام 2017، نجح شركاء التحالف فى تفكيك آخر معقل لداعش فى العراق. وبعد عامين، فعلنا الشىء نفسه فى سوريا – ما أنهى فعليًا جهود داعش لإقامة خلافة جغرافية. وفرضنا عقوبات منسقة على الأصول التى تسيطر عليها داعش لعرقلة تجنيد الجماعة وتوسعها.
.. ولفت بلينكن إلى أن: فى السنوات الخمس الماضية، استثمرنا بشكل جماعى مليارات الدولارات للمساعدة فى استعادة الأمن والبنية الأساسية العامة فى بعض المجتمعات التى دمرها داعش.
وكشف بعض الحقائق التى واجهت التحالف، فقال: لقد كانت هذه إنجازات حيوية وصعبة المنال. ولكننا نعلم أن عملنا لم ينته بعد. فبينما يسعى تنظيم داعش إلى إعادة تشكيل نفسه فى الشرق الأوسط وتحقيق مكاسب إقليمية فى آسيا وإفريقيا، يتعين على تحالفنا أن يظل على وعى تام بالتحدى المتطور الذى نواجهه. وكما ذكرنا الأسبوع الماضى، فإن هذه لحظة من التقلبات الهائلة فى الشرق الأوسط. ومن الأهمية بمكان أكثر من أى وقت مضى أن نعمل على تعزيز جهودنا لتعزيز الأمن والاستقرار، بما فى ذلك فى العراق وسوريا، ومنع المتطرفين مثل داعش من استغلال الصراع فى المنطقة لمصلحتهم الخاصة.
المحددات والمجالات الأساسية فى اجتماع التحالف
.. ضمن ما أورده وزير الخارجية الأمريكى، أن التحالف، لتحقيق الغاية، واستكمال النتائج،: اسمحوا لى أن أتناول بإيجاز المجالات الأساسية الثلاثة التى سنركز عليها محادثاتنا اليوم، وهى بحسب النص الرسمى لكلمة الوزير بلينكن، التى حصلت على نسخة منها:
– أولًا: تناقش الولايات المتحدة والعراق – ومع شركائنا الآخرين فى التحالف أيضًا – خططنا للانتقال التدريجى لعملية العزم الصلب، وفى الرؤية:
1- تنتهى هذه المهمة العسكرية، التى أنشئت استجابة لطلب العراق فى عام 2014 للحصول على الدعم فى حملته ضد داعش، فى العراق بحلول سبتمبر 2025.
2- خلال هذه الفترة، ستعمل الولايات المتحدة مع بغداد على ترتيبات أمنية ثنائية تسمح لنا بالحفاظ على شراكتنا وتعاوننا الأمنيين وبنائهما.
٣- يتولى شركاؤنا العراقيون مسئولية أكبر لضمان عدم تمكن داعش من استعادة الأراضى داخل حدود العراق. ونحن ممتنون للغاية للعراق وقوات الأمن العراقية على كل التضحيات التى قدموها فى هذا الجهد، وعلى قيادتهم الثابتة فى مكافحة داعش.
٤- مع انتقالنا إلى هذه المرحلة الجديدة من تعاوننا، نأمل أن نواصل العمل مع شركائنا فى التحالف بما فى ذلك بعثة حلف شمال الأطلسى فى العراق، التى تعتزم مواصلة علاقتها الأمنية مع العراق.
٥- تواصل الولايات المتحدة جهودها فى مكافحة الإرهاب من خارج العراق بما فى ذلك فى سوريا ما دامت هناك حاجة إلى ذلك. ففى هذا الشهر فقط، استهدفت القوات الخاصة الأمريكية بنجاح العديد من كبار قادة داعش فى سوريا، الأمر الذى أظهر تصميمنا على إضعاف وتفكيك الجماعة والجماعات التابعة لها.
– ثانيًا:
يناقش تحالفنا فى هذا الاجتماع، إعادة المقاتلين الأجانب وعائلاتهم – وهو ما يظل الحل الدائم الوحيد للأزمة الإنسانية والأمنية فى شمال شرق سوريا.
.. وحدد هذا المنجز، معلومات مهمة عن طبيعة عمل التحالف، وذلك:
١- يعيش فى شمال شرق سوريا أكثر من 43 ألف نازح من أكثر من 60 دولة، معظمهم من الأطفال الذين لم يعرفوا وطنًا آخر قط.
2- لا يزال نحو 9000 مقاتل فى مراكز الاحتجاز فى مختلف أنحاء شمال شرق سوريا وهو أكبر تجمع منفرد فى العالم. وحتى من داخل مراكز الاحتجاز، يحاول هؤلاء المتطرفون زيادة صفوفهم.
٣- على نحو متزايد، يكثف شركاء التحالف جهودهم لمواجهة هذا التحدى. فمنذ عام 2021، أعادت الحكومة العراقية أكثر من 10400 مواطن إلى وطنهم. وفى العام الماضى، أعادت جمهورية قيرغيزستان أكثر من 432 من مواطنيها. كما ساعد شركاء مثل الكويت فى تسهيل عمليات الإعادة إلى الوطن، من خلال السماح للطائرات المغادرة من سوريا بالتزود بالوقود فى قواعدها الجوية.
٤- نعلم أن إعادة التوطين تظل قضية معقدة وصعبة. ولكن إذا فشلنا فى التصرف، فإن الظروف الأمنية على الأرض سوف تزداد سوءًا. وقد نرى المقاتلين يحملون السلاح مرة أخرى ويهددون المجتمعات التى قاتلنا جاهدين من أجل حمايتها ودعمها. هذا ليس الوقت المناسب للتراجع. بل هو الوقت المناسب لمواصلة جهودنا.
٥- يتعين علينا أن نسرع بشكل عاجل فى عملنا على إعادة الأشخاص المحتجزين والنازحين من شمال شرق سوريا إلى أوطانهم وإعادة دمجهم ومحاكمتهم، حيثما كان ذلك مناسبًا. والولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم- لوجستيًا ودبلوماسيًا- لتعزيز هذا الجهد.
٦- سنعمل على تعزيز تعاوننا ضد فروع داعش خارج منطقة الشرق الأوسط.
وفى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، اكتسبت الجماعات التابعة لتنظيم داعش المزيد من الأرض، ما أدى إلى تفاقم التهديد القائم بالفعل من جانب الجماعات المسلحة القائمة.
٧- لمعالجة هذا التهديد المتزايد، شكلت الولايات المتحدة وإيطاليا والمغرب مجموعة التركيز الإفريقية التابعة للتحالف فى عام 2021. وفى العام الماضى فى الرياض، رحبنا بالمملكة العربية السعودية كقائد مشارك فى هذا الجهد. وبالفعل، ساعدنا الشركاء الأفارقة على التنسيق بشكل أفضل لدعم عمليات مكافحة الإرهاب التى يقودها المدنيون.
٨- يشكل تنظيم داعش فى خراسان المتمركز فى وسط وجنوب آسيا تحديًا مميزًا. ففى حين يخوض تمردًا منخفض المستوى فى وسط وجنوب آسيا، يستخدم هذا التنظيم التجنيد عبر الإنترنت لشن هجمات فى مختلف أنحاء العالم، بما فى ذلك فى وقت سابق من هذا العام فى إيران وروسيا.
٩- من خلال مجموعة عمل الاتصالات التابعة للتحالف- التى تقودها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة- فإننا نعمل مع الصحفيين وجماعات المجتمع المدنى والناشطين لمقاومة الوعود الجوفاء التى تسعى دعاية داعش إلى الترويج لها، ويتعين علينا أن نواصل دفع هذه الجهود الرئيسية إلى الأمام.
تعزيز عمليات أمن الحدود ومكافحة الإرهاب
.. الخارجية الأمريكية، من خلال تصريحات الوزير بلينكن، كشفت عن المساعدات وبرامج الدعم لبعض دول التحالف، وقال بلينكن فى هذا الخصوص:
أ- أستطيع أن أعلن هذا الصباح عن أن الولايات المتحدة ستقدم 148 مليون دولار لتعزيز عمليات أمن الحدود ومكافحة الإرهاب التى يقودها المدنيون فى مختلف أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى.
ب- بشكل منفصل، سنسهم بمبلغ 168 مليون دولار فى حملة التعهدات السنوية التى أطلقها التحالف من أجل تحقيق الاستقرار فى العراق وسوريا. وسوف تعمل هذه المساعدة على تمكين عمليات إزالة الألغام المهمة، واستعادة الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، والاستثمار فى التعليم، وتعزيز الفرص الاقتصادية.
ج- يأتى هذا الالتزام فى أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأسبوع الماضى فى نيويورك عن تقديم 535 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب السورى، فضلًا عن المجتمعات النازحة المقيمة فى البلاد.
ثالثًا- .. «بعد مرور عقد من الزمان على هذه المعركة، يمكننا أن نفخر بكل ما أنجزناه. ولكن مع تطور التحدى، يتعين على هذا التحالف أن يتطور أيضًا»؛ ذلك ما اعتبر مفتاح المحددات المنجزات، كما وفرها الوزير بلينكن، الذى أكد أن هذا ليس الوقت المناسب للتراجع. بل هو الوقت المناسب لإعادة الالتزام بمهمتنا المشتركة، وهى هزيمة داعش بشكل حاسم، وضمان قدر أعظم من الأمن والاستقرار لجميع شعوبنا، أشكركم على ما تفعلونه كل يوم للحفاظ على تماسك هذا التحالف، والمضى قدمًا فى المهمة التى نتقاسمها.
البداية ليست النهاية!
فى مفتتح كلمة بلينكن، استعرض الأوضاع والأحداث فى المنطقة، تحديدًا فى لبنان، بعد اغتيال الشهيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله.. وقد توقف بلينكن عند الحدث من زاوية ما تعتبره الولايات المتحدة الأمريكية إنجازًا، لهذا اقول، بكل وعى وحرية، أن سياسة والاغتيالات وتهديد المدنيين، التى تدعمها الولايات المتحدة، لن تنهى أى حركة مقاومة مشروعة مسلحة أو مدنية، الحقوق ضد الاحتلال، حقوق أمنية يشهد لها المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وبالتالى، ما قاله بلينكن، هو بداية لا تحدد النهاية، النهايات أن أى مقاومة لأى محتل هى فكرة، والأفكار تصبح نظريات وأسسًا، قامت عليها جيوسياسية الأمن وقواعد الاشتباكات وكل عوامل التنمية البشرية، وحقوق الإنسان.
قد يكون من الضرورى الإشارة لما قال وزير الخارجية الأمريكى، بالنص الحرفى بحسب المصدر: «ولكن بكل جدية، قبل أن نبدأ، اسمحوا لى أن أقول بضع كلمات سريعة عن أحداث الأسبوع الماضى. كان حسن نصرالله إرهابيًا وحشيًا، وكان من بين ضحاياه العديد من الأمريكيين والإسرائيليين والمدنيين فى لبنان والمدنيين فى سوريا، وكثيرون غيرهم أيضًا. وخلال قيادته لحزب الله، أرهبت الجماعة الناس فى مختلف أنحاء المنطقة ومنعت لبنان من المضى قدمًا بشكل كامل كدولة. إن لبنان والمنطقة والعالم أصبحوا أكثر أمانًا بدونه».
قوة المهام المشتركة.. عملية العزم الصلب
.. فى البعد التاريخى، أسست قوة المهام المشتركة- عملية العزم الصلب ويُطلق عليها اختصارًا CJTF–OIR هى قوة مهام مشتركة أُنشئت من قبل التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش».
شكّلتها القيادة المركزية الأمريكية فى أكتوبر عام 2014، وقد تم انعقاد أول مؤتمر لهذا التحالف فى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر عام 2014. تمت تسمية العمليات بهذا الاسم من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، وتتألف من القوات العسكرية الأمريكية وأفراد من أكثر من 30 بلدًا.
الدبلوماسية.. بين الجدية والتلاعب فى مصائر الشعوب
يرى السيد بلينكن أن الولايات المتحدة سوف تواصل العمل مع شركائها فى المنطقة وفى مختلف أنحاء العالم من أجل التوصل إلى حل دبلوماسى يوفر الأمن الحقيقى لإسرائيل ولبنان،«..»، متناسيًا أصل الأحداث، الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهى كما يحاول بلينكن أن يتناسى حرب إبادة جماعية قد تكون الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية ومن المنطقة ومجلس الأمن ودول حق النقض الفيتو، لها أذرع فى المجازر واستباحة السكان المدنيين فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، دون أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة حاسمة لمنع جنون ونازية السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية.. ولعل كلام بلينكن فى مؤتمر واشنطن العاصمة حول تحالف العزم الصلب ضد داعش، لا تكتمل أركان دون العودة إلى نبذ دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، التى لها تحالفات وأعمال قذرة مع داعش، وغيرها من العصابات الصهيونية..
أما قول الوزير بلينكن:
سوف نواصل العمل على تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة يعيد الرهائن إلى ديارهم، ويخفف من معاناة الناس فى غزة، ويحافظ على إمكانية تحقيق سلام أكثر استدامة وأمنًا للمنطقة بأسرها، فهو رد الصدى الذى بات مستهلكًا بطريقة مجحفة، وربما، على الإدارة الأمريكية أن تعود جديًا لفهم دلالة القول: تظل الدبلوماسية هى السبيل الأفضل والوحيد لتحقيق قدر أعظم من الاستقرار فى الشرق الأوسط. وتظل الولايات المتحدة ملتزمة بدفع هذه الجهود إلى الأمام على وجه السرعة.
.. غزة تبادل، والوضع فى لبنان والجنوب اللبنانى يشهد أولى الخطوات لحرب إبادة، فمن ينتبه لهذا؟!