صواريخ إيران تأخرت.. وكشفت حلف “أمريكى – غربى” ضد طموحات طهران
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

 

خيمت رائحة البارود والموت إلى جانب غيوم الشتاء التى احتلت سماء المدن الفلسطينية المحتلة، أسراب متتالية من الصواريخ الباليستية الإيرانية المدمرة؛ هدفها دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.

.. والآن تخوض «إسرائيل» الحرب التى خططت لها، بإرادة السفاح نتنياهو، الذى كشف الغطاء عن الحرب الشاملة، متعددة الجبهات، التى رفض المجتمع الدولى رؤيتها مقبلة(..) والتى لم تنته بعد.

 

صواريخ إيران تنبيهات لواشنطن.. والسفاح نتنياهو فقد توازنه

.. ما يمكن التدقيق عليه، أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، قال إن الولايات المتحدة «تدعم بالكامل»، دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، بعد الهجوم الذى شنّته عليها إيران مساء الثلاثاء«..»؛ الهجوم الذى انطلق بكل الأعداد المتفاوتة من الصواريخ البالستية «الأرقام تتراوح بين ١٨٠ و٤٠٠» صاروخ، ويقول بايدن، والإدارة الأمريكية والبنتاغون،: تمّ «صدّه» وأثبت «عدم فعاليته». فيما هدّد رئيس وزراء حكومة التطرف التوراتية السفاح نتنياهو، إيران لأنها ستدفع الثمن.

الرئيس بايدن، من البيت الأبيض، قال رده البروتوكولى إن الولايات المتحدة: «تدعم إسرائيل بالكامل، بالكامل». وأضاف أن «عواقب الهجوم الإيرانى لم تتبيّن بعد، ونجرى مشاورات مع إسرائيل بشأن كيفية ردها».

بينما قال مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض جايك ساليفان إن الهجوم الصاروخى الإيرانى على إسرائيل، كان «غير فعال» وتم «صده».

وأضاف خلال مؤتمر صحافى، «بناء على ما نعرفه فى هذه المرحلة، يبدو أن هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعالًا»، معتبرًا الهجوم «تصعيدًا كبيرًا من جانب إيران». وقال إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ صوب أهداف فى إسرائيل، مضيفًا «لقد أوضحنا أنه ستكون هناك عواقب وخيمة لهذا الهجوم».

أما وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن فما كان منه، بعد الصدمة، إلا ترديد أن الهجوم الإيرانى، «غير مقبول على الإطلاق»، مضيفًا أن «العالم بأسره يجب أن يدينه».

.. والمناظر فى بيان الخارجية الأمريكية يلاحظ التركيز على تبنى سردية تقليدية:

«التقارير الأولية تفيد بأن إسرائيل، بدعم كبير من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، أحبطت بشكل فعّال هذا الهجوم». وأضاف «أظهرنا مرة أخرى التزامنا بالدفاع عن إسرائيل».

 

هل فعلا أن إيران لا تريد الحرب؟!

الضربة «الرد الإيرانى» الهجوم جاء وفق ما كان الحرس الثورى الإيرانى أعلن فى وقت سابق من إطلاق الصواريخ، العملية العسكرية جاءت ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، فى طهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله فى الضاحية الجنوبية لبيروت. وأصاب عدد كبير من الصواريخ مناطق متفرقة داخل إسرائيل، النتائج النهائية للهجوم، حجبته الرقابة الإسرائيلية، وأيضًا البنتاغون، والموساد.

فى سياق ما أكد الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان أن الهجوم الصاروخى على إسرائيل كان دفاعًا عن مصالح إيران ومواطنيها. وكتب بزشكيان على منصة «إكس»: «استنادًا إلى الحقوق المشروعة وبهدف تحقيق السلام والأمن لإيران والمنطقة، تم الرد بشكل حاسم على عدوان النظام الصهيونى».

وأضاف «يأتى هذا الإجراء دفاعًا عن مصالح ومواطنى إيران. وليعلم نتنياهو أن إيران ليست دولة محاربة، لكنها تقف بحزم فى وجه أى تهديد». وشدد على أن «هذا ليس سوى جزء من قدراتنا. لا تدخلوا فى صراع مع إيران».

 

الصدمة الإسرائيلية.. مؤشر الخطر!

كالعادة، هدّد السفاح نتنياهو، ومعه جوقة الوزراء المتطرفين، عدا عددًا من المسئولون الإسرائيليين، من داخل الملاجئ الإلكترونية، برد «قوى وحاسم»، على الهجوم الصاروخى الإيرانى، وهو أنه سيشهده الشرق الأوسط الليلة.

مضت الليلة، وهذا مهم، إذ انه يؤشر على دلالة ما قال السفاح نتنياهو إن إيران «ارتكبت خطأً كبيرًا وستدفع ثمنه».

هذا مجرد أول تعقيب، بعد تلقى الصدمة(..) نتيجة الهجوم الإيرانى، ويعود السفاح ليهدد، مع جرعة من الكذب:

١- أن «النظام الإيرانى لا يفهم إصرارنا بالدفاع عن أنفسنا والرد على أعدائنا».

٢- «من يهاجمنا سنهاجمه».

٣- أن الهجوم الصاروخى الإيرانى على إسرائيل فشل.

٤- إن جميع أنظمة الدفاع عملت خلال الهجوم، وأن القيادة المركزية الأمريكية كانت شريكًا وثيقًا فى رصد واعتراض الصواريخ.

.. وعسكريًا، وجد رئيس أركان الجيش الإسرائيلى هرتسى هليفى، أن الصواريخ الإيرانية: «لقد أثبتنا قدرتنا على منع العدو من تحقيق أهدافه، من خلال الجمع بين سلوك مدنى مثالى ونظام دفاع جوى قوى جدًا».

وأضاف «سنحدد متى سنجبى الثمن، ونظهر قدراتنا الهجومية الدقيقة والمفاجئة، وفقًا لتوجيهات المستوى السياسى».

.. وخرج وزير الخارجية الإسرائيلية المتطرفة «إسرائيل كاتس» ليرغى ويزيد: إن «النظام الإيرانى قد تجاوز الخط الأحمر. إسرائيل لن تسكت».

ووفقًا للمعطيات الإسرائيلية، فإن «حوالى 180 صاروخًا أُطلقت من إيران على عدة دفعات، على أهداف إسرائيلية». وقال الجيش إنه «تم تنفيذ عدد كبير وفعّال من عمليات الاعتراض، مع تسجيل بعض الإصابات فى وسط وجنوب البلاد».

وذكر الجيش الإسرائيلى أن «أداء سلاح الجو أو الطائرات أو أنظمة الدفاع لم تتأثر ولم تُصب بأى ضرر». وقال إن «سلاح الجو سيواصل الليلة شن هجماته بقوة فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط».

 

الأيام الحاسمة قبل ظلال الحرب الإقليمية الكبرى

.. شتاء المنطقة، بل العالم مرتهن الآن حول حيثيات اى إجابة عن سؤال بديهى:

هل الردّ الإيرانى سيدفع إلى ردود متوالية تتدرج صعودًا نحو حرب إقليمية شاملة، بمعنى أنها قد تنجر إلى حرب عالمية؟

فى المؤشر الجيوسياسى، الأمنى، يصح القول: إنها الحرب الغائبة بين محور المقاومة المسلحة ومحور الإسناد المسلح، الحرب الكبرى، بعد تأخر – أيضًا معركة طوفان الأقصى، وهذا هو وضع المنطقة والشرق الأوسط عمومًا بعد حرب الخليج والخروج الأمريكى من أفغانستان، والحرب الروسية الأوكرانية.. وما يحسب من صمود وتحولات فى حالة الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، لجهة الأهداف المعلنة أو المساحات الجغرافية التى ستشتمل عليها.

.. الرد الإيرانى المركز، سيحسب رد الدولة الإيرانية، لتبدأ معه مرحلة من المفارقات فى فهم سردية الأحداث والوقائع التى اتضح خلال الساعات الماضية، وهى باتت لأيام، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وضعت سلسلة من المكابح، لمنع الرد الإسرائيلى على إيران مرحليًا.

قد تظهر الولايات المتحدة الأمريكية مدهشة، مصدومة، لكنها بلاد اعتادت تحولات حرب الدول والمقاومة والجماعات المسلحة«..»؛ لهذا ستكون، الحرب الآتية، ليست على نظام الردود المباشرة، بقدر التخطيط لـ: «حرب حفظ المصالح الكبرى» الأطول، التى ستكون بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية محطة تتوازى مع وصراعها وحلف الناتو ضد روسيا الاتحادية، بالتوازى ضد اضطراب المصالح مع الصين وكوريا الشمالية، بما فى ذلك أن الرد أو الضربة الإيرانية، نقلت ملفات الحرب الحاسمة فى المنطقة-عمليًا- إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فالإدارة الأمريكية الحالية، باتت تخاف من أى انقلاب فى نتائج الانتخابات لصالح الحزب الجمهورى، وعودة ترامب، ما يكشف عن ملفات حرب غزة والتواطؤ الأمريكى الأوروبى، ضد دول المنطقة، بل تجميد إرادتها ومستقبلها، وفق التحالف الذى انكشف بالتوازى مع ضربات أصبحت حقيقية، حرب قد تنفتح مكابحها، وهى أصلًا بدأت بدأت قبل سنّة فى قطاع غزة ورفح، ونقلت إلى الضفة الغربية والقدس، وتناور بطريقة عدوانية على حدود معبر فيلادلفيا، وتحاول تغيير الإرادة المصرية، وبالتالى تغيير الدور المصرى الذى كان سدًا منيعًا ضد تحولات الحرب، ومصالح الشعب الفلسطينى، وبقيت مصر تصر على دورها فى التعاون الاستراتيجى مع الدول الوسطاء فى ملف المفاوضات، التى لو تمت لكانت الصورة الوقائع والاشارات، مختلفة.

 

إيران الحرس الثورى، قبل وبعد دخول الحرب جبهة حزب الله.

فى تحولات دراماتيكية، يبدو أنها نتيجة تعاون أمنى إسرائيلى نظم وخطط من الولايات المتحدة الأمريكية الناتو وبعض دول الشرق الأوسط، انتقلت معركة طوفان الأقصى إلى لبنان، ومن غير المعروف حتى الآن وجهتها الآتية، التى تفسر سر الصواريخ الإيرانية التى أشعلت ليل المنطقة بطريقة مختلفة، لكنها اعتيادية فقد سبقتها ضربات غارات مؤلمة مدمرة على الضاحية الجنوبية لبيروت وكل قرى جنوب لبنان والبقاع وصولًا إلى إشارة الكولا وسط بيروت، وبالمناسبة، لبنان كلها بيروت والجنوب ووسط، وفق البدلات الجغرافية الجيوسياسية الأمنية.

 

تحالف جديد فى المنطقة ضد إيران مباشرة

.. حتما هناك رد إسرائيلى، أمريكى أوروبى، ولنقل، «وهذا محور رؤيتى الأوضاع ما قبل/ وما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية» تحالف أمنى-عسكرى جديد فى المنطقة ضد إيران مباشرة، بمعنى تحال لاجتثات الحرس الثورى الإيرانى، وكل الأذرع المتحالفة المدعومة عنه وهذا يعنى:

 

أولًا:

مفهوم الحرب المدمرة طويلة المدى ضد إيران ستصل إلى النظام الإيرانى بشكل أو بآخر، إما عسكريًا، أو سياسيًا، أو أمنيًا أو حتى أمميًا.

 

ثانيًا:

تمامًا كما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا المعنية، وكما محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلى تجاه لبنان /الحلّ الديبلوماسى والبحث عن تقديم تنازلات من قبل حزب الله عوضًا عن الحلّ العسكرى، لم يتضح أن حزب الله تعرض لتحالف أمنى عسكرى أصبح اليوم هو الأمر الواقع.

 

ثالثًا:

سيناريو التحالف ضد إيران، وهو قادم لا محالة، أمنيًا وعسكريًا، لأن يتطور باتجاه كل الدول الفاعلة مع إيران، وتحديدًا روسيا و سوريا والعراق، وربما تركيا، ما يضع المنطقة والإقليم فى سيناريوهات ما بعد حرب غزة ورفح، وتصفية المقاومة والسلطة الوطنية الفلسطينية، وما يحدث لحزب الله، وتحريك المياه السنة فى لبنان السياسى الطائفى، فى ظل أكثر من مليون لاجئ من كل مناطق لبنان، سيحدث لهم مذابح وتصفية وموت مجانى.

 

رابعًا:

صواريخ إيران التى دكت عديد المرافق المهمة فى داخل أسرار دولة الاحتلال، لم تكن، قبل سلسلة الاغتيالات السياسية الأمنية؛ بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية فى وسط العاصمة الإيرانية طهران، لم تكون بعيدة عن راهن الإطلاق، سوا قضايا انعكست على مستقبل الدولة الإيرانية بعدما فقدت أمن وقوة احلاها الموجودة أصلًا فى دول منهكة داخلياً، ما جعل السفاح نتنياهو، خصوصًا فى ظل التسريبات الإسرائيلية بأن شرارة إطلاق المعركة العسكرية البرية ضد غزة ومعبر فيلادلفيا، وصولًا إلى جنوب لبنان معقل حزب الله، عدا عن الضاحية الجنوبية والبقاع، وكان لها مؤشراتها نتيجة التراخى الأمنى المشترك بين الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله، الفصائل ضمن محور الإسناد والمقاومة.

كانت قد بدأت فى إنزال مصياف. وهو إنزال قابل لأن يتكرر فى لبنان، داخل مواقع وأنفاق.

 

صواريخ متأخرة لقرار إيران بالتصعيد

دون مبررات، بعد فشل الدبلوماسية الإيرانية فى اجتماعات الهيئة العمومية لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، فى الدورة الأممية ٧٩، انكشف ميول إيران نحو مصالحها ومراعاة لمفاوضات ها مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بشأن الاتفاق النووى المجمد، وهى أى إيران كانت تقرأ أيضًا ملف الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومع كل الجهود، وجدت أنها فقدت ظلها، عادت للبحث عنه، كانت الضاحية الجنوبية تنهار كجبة تمامًا ويتم اغتيال الشهيد الأمين العام لحزب الله، وسط ذهول أمنى سياسى عسكرى، الرد الإيرانى جاء فى «وقت اللايقين»، بمعنى من أستاذ من نجاح أو عدم نجاح الصواريخ فى الوصول المتأخر، كان غودو قد مل الانتظار وانتحر، بينما ما زال السفاح نتنياهو فى مشاورات، نتائجها جنون آخر فى المنطقة، تحديدًا فى ورقة غزة ورفح ومعبر فيلادلفيا صلاح الدين، وفى الضفة الغربية والقدس، عدا عن اختلال الدولة اللبنانية بعد الاجتياح البرى.

.. منذ أشهر يدرس مجلس الأمن القومى الإيرانى، آليات الحرب، أو الضربة أو صيغ الرد ضد الاعتداءات عليها، إذ اعتبرت اغتيال هنية/ نصرالله، من مثيرات الحرب، أو الرد، أو عودة هيبة الدولة الإيرانية (..)، ما سرب أن اتجاه خطط وعمل مرشد الجمهورية والحرس الثورى ركز على ضرورة اتخاذ قرار بالتصعيد ضد إسرائيل «دون معرفة الكيفية اللازمة» وإشعال جبهات متعددة ضدها، فى وقت باتت الجبهات مرهقة مراقبة، نتيجة صراع أكثر من 11 شهرًا من حرب غزة ورفح، عدا عن وضع جبهة جنوب لبنان الحرج، داخليًا وخارجيًا، ومن ثم لحقت اقتحامات السفاح وجيش الدول التوراتية المتطرف فى الضفة والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وكان قلق الجبهات، غالبا ردًا على كل قدرات جيش الكابنيت الصهيونى، ما شكل نوعًا من الردع المؤقت للدبلوماسية الأمريكية التى أبرزت بشكل مؤقت إعلاميًا، انها متخوفة و/أو ضد أى حرب إقليمية، على الأقل قبيل الانتخابات الرئاسية.

 

بعد اغتيال نصرالله، كان الرد الإيرانى حالة استثنائية.. كيف؟!

عندما اغتيل الأمين العام لحزب الله، الشهيد حسن نصرالله، أصيبت قوات الحرس الثورى الإيرانى بحالة توتر وترقب، وصدمة عصبية، ما جعل النظام الإيرانى، يتخذ قرار الردّ والتصعيد لتفادى المزيد من تراجع الجبهات ومحور الإسناد والمقاومة، فكان هوس التصعيد، بعيدًا عن يوميات أو مذكرات المعارك، القرار كان عدة صواريخ، عشرات، مئات ومنها ننهى ملف الردود المتأخرة.

عمليًا فشلت إيران فى حركة الصواريخ الباليستية، رغم أثرها وعنفوانها، وأما فشلها، فيعود إلى أن قرار الرد، جعل مكابح البنتاغون، أكثر قوة ووعى من رد سريع أهوج على مجرد ضربات من الصواريخ.

ما كان ينتظر من الجبهات ومحور الإسناد والمقاومة، إعلان إيران عن حالة حرب تبدأ لتكمل مشوار حالة الإسناد مع قوات حزب الله.

وهى قاعدة كان قد عمل بموجبها حزب الله سابقًا، لكنها لم تؤد إلى النتيجة المطلوبة، نتيجة قوى الشد العكسى فى الداخل اللبنانى، الذى كان ضد جبهة حزب الله منذ البداية.

 

حقيقة خوف إيران من دولة الاحتلال

وصل إلى عوالم الحرس الثورى الإيرانى، المرشد والدولة مع الجيش الإيرانى، وهى بالأصل حلقات لها كياناتها سياسيًا وأمنيًا، وصل إلى قناعتهم الأمنية بأنهم فى حالة من الترقب، وأنهم تحت مرصد دول المنطقة والإقليم، عدا حلف الناتو والولايات المتحدة وأوروبا، وكل ذلك يصب فى قنوات دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية الأمنية.

بدأ هوس داخلى، إعلامى غربى، مع ترقب إسرائيلى عن موقف إيران إن لم يبادرا إلى الرد، أو فتح جبهة أو الهجوم وردّ الاعتبار-حتى لو شكليًا-.. وبخلاف ذلك فإن الضربة الصهيونية الإسرائيلية، الغربية مقبلة.

.. لم يدرك المرشد، حقيقة الخوف، أو مبررات، من أين ستأتيهم الضربة فى الوقت الذي:

١- دولة الاحتلال مشغولة سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا فى لبنان، بالذات بعد الاختراق ات الأمنية السرية التى لم تستطع إيران إيجاد تفسير لها.

٢- أصيبت إيران بالصدمة المزدوجة بعد اغتيال الشهيد حسن نصرالله، بعد سلسلة من الاغتيالات، وصلت إشارة مباشرة إلى ضرورة إرسلها كوادر حزب الله الفصائل الإسلامية والمقاومة، تدعو إيران التمهيد لضربات أكبر ضد دولة الاحتلال، فبات الأمر محرجًا، ومخيفًا، لأن إيران لن تعلن معركة.

٣- قرروا القرار القاتل، توجيه ضربة أكثر قوة وإصابة، من ضربة منتصف نيسان الفائت، لكى تكون المسرحية أكثر إقناع لجمهور فقد روح الدعاة، صواريخ مؤثرة، لكنها توقفت بمعنى انتهت فرصة الجائزة الكبرى.

٤- ما حدث، ترياق، ضد الصواريخ، أن بعض ما تسرب من المعلومات من طهران، يشير إلى إخطار روسيا وأمريكا بضربة الصواريخ الباليستية، بالتأكيد، الأمر فيه قرار معالجة للخوف، فتم إبلاغ دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية من خلال الإدارة الأمريكية.

٥- ما ينفى أن لا رد فى المنظور القريب، أن إيران تعلم أن دولة الاحتلال أخذت الضوء الأخضر لبدء غزو برى عميق فى الجنوب اللبنانى، وصولًا إلى بيروت وربما الدخول إلى جميع المخيمات الفلسطينية فى لبنان.

* بناء الحلف ضد إيران، وبالتالى معركة الحرب الإقليمية الشاملة تطبخ على نار هادئة وقودها:

أولًا: غلق ملف الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومنع أى حالة تأثير على التوقعات بالنسبة هاريس وترانى.

ثانيًا: الإدارة الأمريكية بدأت منذ توقف وصول الصواريخ على فلسطين المحتلة، اتصالات تهدئة إدانة واستنكار، ما يعنى امتصاص الضربة الإيرانية.

ثالثًا: من صالح إيران، ومن ثم دولة الاحـتلال الإسرائيلى، ودول الجوار الفلسطينى؛ مصر، الأردن، سوريا، لبنان، التفاهم على ما يسمى اصطلاحا «تصفير الحساب بين طهران وتل أبيب» فقط دون بحث فى أى خلفيات أو مؤشرات تاريخية.

رابعًا: قد يكون سر كل ذلك، مقابل استئناف دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى لعمليتهم العسكرية فى لبنان التفرغ للاجتياح البرى، دون متابعات أمنية، تحمل إيران كلف أخرى ضد مصالحها بعيدة المدى.

 

الدمية وكحل الاعمى

.. كحل الأعمى، وإن نجح فى تجميل العين، لن يمنع يومًا ما من الوقوع فى العور، وبالتالى العمى.

الصواريخ استبقت الاجتياح البرى «..» ومع ذلك؛ تشير معطيات ديبلوماسية غربية وعربية فى العاصمة اللبنانية بيروت، أن صباح اليوم كان الحديث عن الاجتياح البرى إلى جنوب لبنان وربما كل لبنان، كيف تم ذلك، الحكاية أم دمى الإعلام الإسرائيلى والغربى، شددت حملتها مبكرًا، إن تل أبيب حصلت على الضوء الأخضر الأمريكى فى تنفيذ العملية لتحقيق أهدافها. أما كل الكلام عن عملية محدودة بكيلومترات ضئيلة فهو غير دقيق وغير حقيقى، لأنه لا أحد يعلم إلى أين سيصل جيش الكابنيت السفاح نتنياهو.

الاحتلال يقول إنه زرع وبث رسائل ومجمل ما فيها تحذيرات لسكان جنوب لبنان والضاحية والبقاع والمخيمات، تطالبهم بالخروج إلى شمال نهر الأولى، مع وجود الخفايا الدبلوماسية الغربية، التى تتحدث عن اتخاذ قرار كبير فى تطويق إيران وإضعاف كل حلفائها عسكريًا، بالذات بعد ليلة من ضرب الصواريخ.

ما قد يحدث فى لبنان، إنها الحرب العدوانية التى يريدها السفاح نتنياهو، مع كل هدايا أسلحة وبوارج طائرات أمريكية، وهما والغرب الاستعمارى يحلمون إلى لحظة تغيير وجه الشرق الأوسط، وربما أكثر من ذلك مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وحلم التوسع التركى الإيرانى فى المنطقة نتيجة الأوضاع فى سوريا.

المعطيات والمؤشرات تدلان على معالجة خطيرة الجيوسياسية الجوار، وهذا يتضح حول السيناريوهات العسكرية كان لبنان قد تبلغها مسبقًا، بينما عمل الإسرائيليون على مناقشة بعض الخطط مع الأمريكيين، بما فيها السعى إلى فصل جغرافيا جنوب لبنان عن جنوب سوريا. ما يعنى أن جزءًا من الأراضى السورية سيكون ساحة للمعركة.

 

بطاقة التوغل، نتائج من ضربات الصواريخ

الولايات المتحدة تبرر دعمها الانتقامى للاجتياح البرى فى جنوب لبنان، أن ما أحدثته الصواريخ الإيرانية، جعل بطاقة التوغل، بطاقة تأهل:

بالنسبة إلى التوغل البرّى الإسرائيلى، يقول الباحث المحلل السياسى منير الربيع فى مساحته ضمن بوابة المدن اللبنانية:

الاجتياح، بعد اجتياح الصواريخ:

له ثلاثة احتمالات.

الأول: هو الدخول من القطاع الغربى أو الأوسط بشكل مباشر، لكنه السيناريو الأكثر ضعفًا.

الثانى: هو الدخول من جهة الوزانى إلى مرجعيون وبعض القرى التى يعتبرها الإسرائيليون لا تتمتع ببنية عسكرية وقتالية كبيرة.

الثالث: هو الدخول من القطاع الشرقى وما بين مزارع شبعا امتدادًا من الجولان السورى وعبور بعض الأراضى السورية باتجاه البقاع الغربى، مع تنفيذ إنزالات باتجاه منطقة مثلث كفرحونة، للوصول إلى نقاط وجبال مرتفعة جدًا، قادرة على كشف الجنوب والبقاع وإسرائيل. مثل هذه الجبال، ما يعرف بـ«تومات نيحا» و«جبل صافى». وبذلك يكون الإسرائيليون قد عملوا على محاصرة الجنوب من البر لجهة الشرق، والشمال، فى مقابل محاصرته من البحر من خلال البوارج. لا يمكن إغفال مسألة المناورات فى العملية العسكرية التى يعتمدها الإسرائيليون، للإشغال وتشتيت القوى العسكرية لحزب الله.

 

القراءات الأولى أن إيران فعلت الرد الرهان

إيران تُهاجم إسرائيل بأكثر من 400 صاروخ باليستىّ، عمليات كانت قبل ساعة، حالة فى تطوّر عسكرى بارز فى الحرب المستعرة فى المنطقة، ما جعل إيران تنفذ هجومًا صاروخيًّا كثيفًا على دولة الاحتلال الإسرائيلى، بأكثر من 400 صاروخ وفق «القناة 12 الإسرائيلية»، حيث دوّت صفّارات الإنذار فى مختلف الأراضى الإسرائيلية، دون تفاصيل فمن عادة الجيش الإسرائيلى عدم الإعلام عن ما يقع فى مساحتهم.

ذات الجيش الإسرائيلى النازى، قال إنّه «تم إطلاق صواريخ من إيران على أراضى إسرائيل»، فيما أفادت الخارجية الإسرائيلية بأنّ «صفارات الإنذار تدوى فى جميع أنحاء إسرائيل تدفع الملايين إلى الملاجئ».

وشوهدت الصواريخ الإيرانية تمرّ فى أجواء دولة الاحتلال من كل الاتجاهات، مباشرة على الهواء، فيما حاولت منظومات الدفاع الجوى الإسرائيلية أعراضها، وبدت الاعتراضات فاشلة محليًا.

وفرض هذا الحدث استنفارًا أمنيًّا فى إسرائيل مع بدء إطلاق صواريخ من إيران ودوى صفارات الإنذار.

ودوّت صفارات الإنذار تدوى فى القدس وبئر السبع واريح والقدس وتل أبيب ومناطق محيطة بصحراء النقب، فيما أفيد عن اعتراض صواريخ إيرانية فى سماء حيفا.

وقال الجيش الإسرائيلى: «جميع المدنيين الإسرائيليين فى الملاجئ فى ظل إطلاق الصواريخ من إيران على إسرائيل».

تزامنًا، دخلت السفارة الأمريكية فى بغداد بحالة الطوارئ القصوى، وأغلق الأردن والعراق ولبنان مجالها الجوىّ موقّتًا، بالتأكيد هى حالة حرب إرادتها إيران، الحرس الثورى: نحن هنا.. ونحذر من اى رد.

.. ولعل حقائق الساعات التى تمت فيها العملية الإيرانية بعض من الاحداث:

أ: أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى بتوقّف عمليات الإقلاع والهبوط توقفت فى مطار بن غوريون الدولى بعد إطلاق إيران صواريخ على إسرائيل.

ب: أعلن الجيش السورى عن أنّ «إسرائيل أسقطت عشرات الصواريخ الإيرانية التى حلّقت فوق سوريا».

ج: أول تعليق إيرانى على الحدث أنّ المرشد الإيرانى الأعلى آية الله على خامنئى «أصدر أوامره بإطلاق الصواريخ على إسرائيل»، مضيفًا أنّ طهران «مستعدة تمامًا لأى رد».

.. ونُقل خامنئى إلى مكان آمن خلال العملية.

د: قال الحرس الثورى الإيرانى: «بعد فترة من ضبط النفس، استهدفت إيران قلب الأراضى المحتلة بعشرات الصواريخ، عقب استشهاد (زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس) إسماعيل هنية، وتكثيف هجمات النظام الصهيونى على لبنان وغزة، واستشهاد الأمين العام ل#حزب الله السيد حسن نصرالله وعباس نيلفوروشان القائد بالحرس الثورى».

هـ: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاجارى إن الهجوم الصاروخى الإيرانى اليوم الثلاثاء خطير وستكون له عواقب، رافضًا تحديد كيفية ومتى سترد إسرائيل.

وأضاف هاجارى أنه ليس لديه معلومات عن وقوع أى وفيات أو إصابات نتيجة للهجوم الصاروخى. وقال إن هناك بضع إصابات فى وسط البلاد وفى الجنوب.

و: أكد الرئيس الأمريكى بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة إسرائيل فى الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الصاروخية الإيرانية، وحماية الجيش الأمريكى فى المنطقة.

وقال بايدن عبر حسابه على منصّة إكس: هذا الصباح عقدت اجتماعًا لفريقنا للأمن القومى من أجل مناقشة الخطط الإيرانية لشن هجوم صاروخى وشيك ضد إسرائيل.

ز: الهجوم الإيرانى ستكون له عواقب وسنشنّ هجمات قوية فى الشرق الأوسط.

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هغجارى عن أنّ الهجوم الصاروخى الإيرانى «خطير وستكون له عواقب»، رافضًا تحديد كيفية ومتى سترد إسرائيل.

وقال هاغارى فى بث تليفزيونى: «نحن فى حالة تأهب قصوى دفاعيًا وهجوميًا… سندافع عن مواطنى دولة إسرائيل. هذا الهجوم ستكون له عواقب. لدينا خطط وسنعمل فى المكان والوقت الذى نُحدّده».

ح: أعلن الحرس الثورى الإيرانى «استهداف قلب الأراضى المحتلة بعشرات الصواريخ»، ردًّا على اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، ومسئول ملف لبنان فى فيلق القدس اللواء عباس نيلفوروشان، ورئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية.

ط: كشف التليفزيون الإيرانى أنّ الحرس الثورى استخدم للمرة الأولى صواريخ «فتاح» الفرط صوتية فى الهجوم الواسع على إسرائيل.

.. وصاروخ «فتّاح» هو أول صاروخ باليستى إيرانى فرط صوتى، كشف عنه الحرس الثورى فى السادس من يونيو 2023.

ى: قال الحرس الثورى الإيرانى إنّ الهجوم الصاروخى استهدف «ثلاث قواعد عسكرية» فى محيط تل أبيب.

 

هاريس: إيران قوة خطيرة ولن أتردّد فى اتخاذ إجراءات دفاعية

قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى، والمرشحة عن الحزب الديمقراطى للانتخابات الرئاسية، إن «إيران قوة خطيرة ومزعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط، وإن واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل».

 

عودة إلى مكوكيات الدبلوماسية الأمريكية

.. مبدئيًا، المعلومات التى تسربت إلى «الدستور» من مصادر دبلوماسية غربية خليجية فى العاصمة بيروت، أن الوضع الأمنى قلق، عصيب فى بيروت، وأن توقعات الدول الكبرى، بأن الإدارة الأمريكية، بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى والاتحاد الأوروبى تعتمد خطة لحرام سياسى أمنى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ودول عربية منها مصر وقطر والأردن والإمارات، عدا عن المغرب بهدف الضغط المحلى، قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبعد الاجتياح البرى الذى لا مناص عنه، والحرام المتوقع تشكيل قوة ضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية للخروج من لبنان، وإنهاء الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما إنهاء اية تبعات للاجتياح البرى.

التوقع غالبا غير التطبيق، المعركة لن تبدأ بعد.

 

وثائق الحرب. وثيقة 1:

أهداف السفاح نتنياهو الأربعة لـ«إنهاء جميع الحروب» يترقب العالم ما سيجرى فى لبنان بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله واتساع الغارات على لبنان وسوريا واليمن بالتزامن مع استعدادات لغزو برى للبنان.

الخبير السياسى دانيال ويليامز فى صحيفة آسيا تايمز: ما يجرى بأنه حرب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «لإنهاء جميع الحروب».

السفاح نتنياهو بعد أن رفض دعوات وقف إطلاق النار فى غزة «وضع خطته الأكثر عدوانية: لتأمين الهيمنة العسكرية الإسرائيلية فى المنطقة التى يشعر أنها تراجعت».

يقرأ ويليامز نوايا نتنياهو مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى «يعتبر هزيمة حماس العسكرية خطوة أولى نحو سد الثغرات التى خلفتها الحروب السابقة التى ضمنت فى ذهنه الحروب المستقبلية. من الواضح أن الزعيم الإسرائيلى يريد انتصارات حاسمة فقط».

 

أن أهداف نتنياهو الأوسع أربعة وهى:

1- القضاء على المعارضة المسلحة فى الضفة الغربية وتفكيك السلطة الفلسطينية التى تحكم أجزاء من الأرض.

2- محو قدرة حزب الله، وهو جيش شيعى وحزب سياسى فى لبنان، على تهديد إسرائيل عسكريًا.

3- تقويض قيادة إيران لـ«محور المقاومة» المناهض لإسرائيل، الذى لا يشمل حزب الله فحسب، بل يشمل أيضًا:

سوريا والمتمردون الحوثيون فى اليمن، المنظمة الإسلامية الشيعية التى تمنع حركة السفن فى البحر الأحمر المؤدية إلى قناة السويس.

4- وضع حد لـ«حل الدولتين»، وهى صيغة سلام طالما روجت لها الولايات المتحدة والتى من شأنها أن تمنح السيادة الفلسطينية على قطاع غزة والضفة الغربية.

هذه الرؤية التى يتمسك بها السفاح نتنياهو يرى ويليامز أنها «نسخة محدثة من الأهداف التى وضعها الراحل أرييل شارون، وهو جنرال فى الجيش الإسرائيلى ورئيس وزراء لفترة ولاية واحدة فى أواخر القرن 20».

 

الخبير السياسى ومدير برنامج الدفاع والأمن فى معهد الشرق الأوسط بواشنطن، بلال صعب، قال إن «خسارة نصر الله مدمرة تمامًا للمجموعة. لقد كان بمثابة العمود الفقرى والقلب النابض لحزب الله»، محذرًا فى نفس الوقت من أنه «سيكون من الخطأ الفادح افتراض أن حزب الله عاجز الآن، أو أنه سينهار بسبب الضربات الإسرائيلية».

صعب يمضى فى هذا السياق قائلًا: «إن تكثيف العنف بين إسرائيل وحزب الله هو فى الأساس صراع إرادات بين إسرائيل وإيران. تريد طهران فرض واقع استراتيجى جديد على إسرائيل من خلال إقامة ارتباط عسكرى وترابط محتمل بين ساحات القتال فى غزة والعراق وسوريا ولبنان واليمن. وتواجه إسرائيل خطة إيران بالقوة الغاشمة. وكانت النتيجة فشلًا استراتيجيًا على كلا الجانبين، إلى جانب مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء والنزوح البشرى الهائل والدمار المادى».

«سيكون من الغباء أن تشن إسرائيل غزوًا بريًا جديدًا للبنان، كما حذر بعض قادتها من الخطة، لأن هذا هو بالضبط المكان الذى قد يكون فيه لحزب الله اليد العليا. إنه يعرف التضاريس بشكل أفضل ويتم تدريبه على القتال بشكل فعال. الجبال والوديان فى جنوب لبنان ليست أحياء غزة».

اللواء عاموس مالكا، وهو رئيس سابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بتشديده على أنه «الآن، يجب علينا وضع استراتيجية خروج واضحة وتجنب الانجرار إلى حرب لا تنتهى».

عاموس مالكا يصل إلى استنتاج يقول: «فى قطاع غزة، استنفدت الخطوة العسكرية نفسها وهى بررت استراتيجية خروج ذكية منذ عدة أشهر. صفقة الرهائن أمر بالغ الأهمية للأمن القومى، وحان الوقت للتوقف عن الحديث عن صفقة على مراحل، والتى تعد فى أحسن الأحوال بعودة قسم صغير منهم، والانتقال إلى صفقة شاملة بنبض واحد-الآن!».

 

وثائق الحرب. وثيقة2:

أبرز محطات النزاع بين إسرائيل وإيران منذ 7 أكتوبر

1- شنّت إيران مساء الثلاثاء هجومًا صاروخيًا على إسرائيل ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضى وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية فى تموز. فى ما يأتى تذكير بأبرز محطات النزاع بين البلدين الذى يشهد توترات متزايدة منذ اندلاع الحرب فى قطاع غزة فى 7 أكتوبر 2023 حين شنّت حركة حماس هجومًا داخل إسرائيل.

 

2- الرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى فى 8 أكتوبر 2023، غداة هجوم حماس ضد إسرائيل متسللين من قطاع غزة، قال إنّ «إيران تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية» عن نفسها.

وأضاف رئيسى «ينبغى تحميل النظام الصهيونى وداعميه مسئولية هذه القضية».

وتزامنًا، رُفعت لافتتان كبيرتان فى وسط طهران حملت إحداهما شعار «بدأ التحرير العظيم»، والأخرى صورة للكوفية الفلسطينية باللونين الأبيض والأسود وقد غطت تدريجًا العلم الإسرائيلى باللونين الأبيض والأزرق.

 

3- فى 28 أكتوبر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن «90% من ميزانية حماس العسكرية مصدرها إيران. (إيران) تمولها وتنظمها وترشدها».

4- مقتل عناصر فى الحرس الثورى

فى 25 ديسمبر 2023، اتهم الحرس الثورى الإيرانى إسرائيل بقتل الجنرال رضى موسوى القيادى البارز فى فيلق القدس التابع للحرس الثورى بضربة قرب دمشق، متوعدًا بالانتقام لمقتله.

5- فى 20 يناير 2024 قُتل خمسة عناصر فى الحرس الثورى، بينهم مسئولان كبيران بغارة جوية على دمشق نُسبت إلى إسرائيل. وهدد رئيسى بالرد على الهجوم.

6- فى الأول من أبريل، أسفرت ضربة على القنصلية الإيرانية فى دمشق عن مقتل سبعة عناصر فى الحرس الثورى الإيرانى بينهم اثنان من قادته، وفقًا لطهران. ونسبت إيران وسوريا الهجوم إلى إسرائيل، التى لم تؤكد ولم تنف تنفيذه.

ثم أعلن الجيش الإسرائيلى عن أن ضحايا الهجوم على القنصلية كانوا «إرهابيين» يعملون ضد إسرائيل.

 

7- الهجوم الإيرانى على إسرائيل

فى 13 أبريل، بعد مرور نحو أسبوعين على هذه الضربة، أطلقت إيران هجومًا بمسيرات مفخخة وصواريخ بالستية باتجاه إسرائيل ردًا على الضربة التى طالت قنصليتها. وكان هذا أول هجوم عسكرى مباشر تشنه إيران من أراضيها على إسرائيل منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية فى العام 1979.

واعتُرضت غالبية الصواريخ والمسيرات من جانب إسرائيل بمساعدة دول أجنبية بينها الولايات المتحدة. وتوعدت إسرائيل يومها بالرد.

8- فى 19 أبريل، أعلنت إيران عن أن انفجارات وقعت فى وسط البلاد. وتحدث مسئولون أمريكيون كبار عن هجوم إسرائيلى ردًا على الهجوم الإيرانى غير المسبوق ضد إسرائيل. من جانبها، قللت إيران من تأثير الانفجارات من دون أن توجه اتهامًا مباشرًا لإسرائيل التى لم تعلن مسؤوليتها عنها.

9- اغتيال زعيمى حماس وحزب الله

فى 31 يوليو، قُتل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى مقر إقامته فى طهران، بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد مسعود بزشكيان، بعملية نسبتها إيران وحركة حماس وحزب الله اللبنانى إلى إسرائيل. ولم تعلق الدولة العبرية على اغتيال هنية فى حين أعلنت رسميًا عن أنها اغتالت القيادى العسكرى البارز فى حزب الله فؤاد شكر بضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت وقعت قبل ساعات من مقتل هنية.

10- فى 27 سبتمبر، قُتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقتل فى الضربة أيضًا القيادى فى الحرس الثورى الإيرانى عباس نيلفورشان. وأكد مرشد الجمهورية الإيرانية على خامنئى أن مقتل نصر الله «لن يبقى من دون عقاب».

11- بعد أربعة أيام على مقتل نصرالله، أطلقت إيران «عشرات الصواريخ البالستية» على إسرائيل فى الأول من أكتوبر.

وأتى الهجوم الإيرانى تزامنًا مع إعلان إسرائيل شنها عملية برية محدودة فى جنوب لبنان ضد حزب الله.

وأكد الحرس الثورى أن الهجوم الصاروخى جاء ردًا على اغتيال هنية ونصرالله ونيلفورشان.

وأعلن البيت الأبيض عن أنّ الهجوم «تمّ صدّه» وكان «غير فعال».

وأكد الجيش الإسرائيلى أن الهجوم الصاروخى الإيرانى «ستكون له عواقب» وأن إسرائيل سترد على إيران فى الوقت والزمان اللذين «تقررهما».

.. يجب ألا ننسى أن حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، أمور تشتعل وتمت بقوة ومجازر تنال سكان غزة ورفح والضفة الغربية والقدس. كل ذلك مع عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى.. وغيرهما.

زر الذهاب إلى الأعلى