ضربات جزاء لعسكرتاريا إسرائيل – إيران: الانتخابات الرئاسية الأمريكية تؤجل يوم الحساب!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

كان ترقب العالم، الذى أخذ جرعات من الحرب النفسية، مثيرًا لكل التوقعات. لو تم فعليًا تخطيط ملعب وأجواء الحرب لتلقى ضربات حقيقية، لما اقتربنا من «مسخ الحرب» إلى ضربات جزاء العسكرتاريا، التى تمتد جيوسياسيًا، وأمنيًا بين إسرائيل- إيران. فى ذلك، تتحقق ضربة الجزاء الإسرائيلية، يتم تمويه الحقائق، تتباين وجهات النظر الاستراتيجية والأمنية عن نتائج الضربة الإسرائيلية على إيران، وكان- وما زال- المؤشر يقول إن الدبلوماسية المكوكية التى فاقت أى دبلوماسية أمريكية أو أوروبية، أو عربية، جعلت دول المنطقة، ضمن مسار الحرب، الجيوسياسية الأمنية، تنجح فى تحييد الصراع المرتقب إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أى تأجيل يوم الحساب؛ ذلك أن التأجيل فرضية سياسية أمنية وعسكرية فى ذات الوقت.

 

* هل سنشهد «حربًا شاملة» بعد صافرة الحكم الأمريكى؟

تقديرات تحليلات صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، تميل كالعادة نحو ما ستؤول إليه حال المنطقة ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد ضربة إسرائيل لإيران، وتعتقد الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلى الانتقامى على إيران يمثل بداية مرحلة جديدة وأكثر خطورة فى الصراع المستمر منذ سنوات بين البلدين «…»، لكن يبدو أنه حتى الآن على الأقل لم يصل إلى حد إثارة «حرب شاملة».

 

وفى الأفق العملى، أجد كمحلل سياسى، أن اللاعب الإسرائيلى الصهيونى، فى هذه الضربات، يعترف للمرة الأولى علنًا بعملية عسكرية داخل العمق الإيرانى، وهنا الصحيفة تقر: «إن ذلك يأتى بعد سنوات من الحفاظ على الصمت الاستراتيجى حول اغتيالاتها وأعمال التخريب على الأراضى الإيرانية».

 

العملية العسكرية ضربات مباشرة من سلاح الجو، نفذتها دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، كانت، حسب «نيويورك تايمز»، هجومًا نادرًا من قبل أى سلاح جو أجنبى على إيران، منذ الحرب العراقية الإيرانية فى 1980، وهى الحرب التى استنزفت قوى وموارد وحياة العراق وإيران بعد الثورة الإسلامية.

 

* إيلى غيرانمايه: يمكن لطهران ابتلاع الضربات ضد المنشآت العسكرية

مع تحليل الصحيفة الأمريكية، نقف عند ما قالته الخبيرة الإيرانية فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، فى برلين «إيلى غيرانمايه»: «لقد دخلت سنوات حرب الظل صراعًا مفتوحًا بالكامل، حتى وإن كان صراعًا مدارًا ومتداركًا، فى الوقت الحالى»؛ «يمكن لطهران أن تبتلع هذه الضربات ضد المنشآت العسكرية، دون أن تنتقم بطريقة تدعو إلى مزيد من العمل الإسرائيلى».

 

كلام غيرانمايه منفتح على اعتبار أن الدبلوماسية الإيرانية وحراكها الإدارة الأمريكية، ربما تقاطعات منذ أسابيع، بما فيها من الضغوط من الولايات المتحدة، والتهديد من إسرائيل وإيران، ما أدى قطعًا إلى تقليص نطاق الهجوم الإسرائيلى، على الأقل مرحليًا، إذ تجنبت دولة الاحتلال إسرائيل ضرب مواقع تخصيب نووية حساسة ومنشآت لإنتاج النفط ردًا على وابل كبير من الصواريخ الباليستية التى أطلقتها إيران على إسرائيل مطلع الشهر الجارى، وفق بيانات:

 

* أولًا

ركزت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بدلًا من ذلك على ما يقرب من 20 منشأة عسكرية، بما فى ذلك بطاريات الدفاع الجوى ومحطات الرادار ومواقع إنتاج الصواريخ، وفقًا لمسئولين إسرائيليين.

 

* ثانيًا

سمح تركيز الضربات الإسرائيلية نسبيًا للمؤسسات الإيرانية بالتظاهر بالحياة الطبيعية صباح يوم السبت، حيث أعادت هيئة الطيران فتح المجال الجوى الإيرانى، وبثت وكالات الأنباء الحكومية صورًا ولقطات للحياة تعود إلى طبيعتها.

 

* ثالثًا

إن القيادة الإيرانية تحاول التقليل من أهمية الهجوم الإسرائيلى وتقليل التوقعات المحلية برد إيرانى كبير.

 

كل ما سبق، بينتقده، شكليًا وعمليًا المحلل يوئيل جوزانسكى، وهو الخبير الإسرائيلى فى شئون إيران فى معهد دراسات الأمن القومى، وهو فريق بحثى مقره تل أبيب، وما كشف عنه جوزانسكى، مختلف، وفيه مؤشرات:

 

* المؤشر الأول

«هذه بداية مرحلة جديدة، مرحلة خطيرة مع العديد من الحساسيات.. لكن ما يُقال فى إيران وما يتم تداوله الآن بأن الضربات لا تعنى شيئًا»، ومن الممكن أن يغلق الجانبان هذه الجولة على الأقل، ولن نرى ردًا إيرانيًا، أو إذا رأينا ذلك، فسيكون صغيرًا فى الحجم وضعيفًا فى القوة.

 

* المؤشر الثانى

حتى لو انحسر التصعيد الأخير، فقد دفع إيران وإسرائيل أكثر على طريق نحو صراع لا يمكن السيطرة عليه.

 

* المؤشر الثالث

خاض البلدان حربًا سرية قوّض فيها كل جانب مصالح الآخر وقدم الدعم لخصوم الآخر، بينما نادرًا ما يتحملون المسئولية عن هجماتهم. وتحول هذا الصراع السرى إلى مواجهة مفتوحة عندما اندلعت الحرب العام الماضى بين إسرائيل وحركة حماس، حليف إيران فى قطاع غزة.

 

* المؤشر الرابع

بعد أن أطلق الهجوم، الذى قادته حماس فى إسرائيل فى أكتوبر الماضى، العنان لحرب إسرائيل المدمرة فى غزة، بدأ وكلاء إيران الآخرون فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك حزب الله بلبنان، بضرب إسرائيل تضامنًا مع حليفهم الفلسطينى. فى المقابل، كثفت إسرائيل هجماتها على المصالح الإيرانية فى جميع أنحاء المنطقة، ما أدى إلى تبادلات مباشرة بين البلدين، أولًا فى أبريل، والآن فى أكتوبر.

 

* المؤشر الخامس

دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، على الرغم من تقييدها نسبيًا للضربات يوم السبت، كانت تمهد الطريق لضربة أكبر بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى أوائل نوفمبر، والتصويت يعنى رئيس وإدارة أمريكية جديدة، وانتقال للسلطة يتضاءل خلاله نفوذ واشنطن وتركيزها على الصراع بين إيران وإسرائيل.

 

* المؤشر السادس

أدى إلحاق الضرر بالدفاعات الجوية الإيرانية ونظام الرادار- حسب الرواية الإسرائيلية- إلى سهولة الطائرات الإسرائيلية المقاتلة مهاجمة إيران فى المستقبل، وهى خطوة قد تردع طهران عن الرد بقوة، أو تشجع إسرائيل على محاولة المزيد من الهجمات، أو كليهما.

 

* المؤشر السابع

الولايات المتحدة تمكنت من كبح جماح نتنياهو فى الوقت الحالى، لكن الخوف هو أن يكون هذا ضبطًا مؤقتًا إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، إذ يمكن أن تكون مرحلة البطة العرجاء المقبلة، لحظة نرى فيها تجدد الهجمات الإسرائيلية داخل إيران، كنافذة ذهبية متصورة لزيادة استنفاد القدرات الإيرانية.

 

* كيف كان الهجوم على إيران؟.. كان «دقيقًا وقويًا»

يكذب ويزيد فى الكذب، يتوهم- وما زال- هو ذات السفاح نتنياهو، وحكومته المتطرفة التوراتية الصهيونية.

 

السفاح الذى يعمل- بدعم أمريكى أوروبى- على إبادة البشر والإنسان والحياة فى غزة، وأيضًا ذات الإبادة الجماعية والمذابح والدمار فى بيروت والجنوب اللبنانى، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قال إن الهجوم على إيران «حقق أهدافه» وإنه كان «دقيقًا وقويًا»، فيما دعا المرشد الأعلى الإيرانى لـ«عدم المبالغة» أو «التقليل» من شأن الهجوم الإسرائيلى، دون دعوة لعملية انتقامية.

 

لهذا يلجأ السفاح للقول، إن الهجوم الإسرائيلى على إيران كان «دقيقًا وقويًا». وأفاد خلال مراسم تأبين أقيمت على جبل هرتزل فى القدس، الأحد «27 أكتوبر 2024»، لضحايا الهجوم الإرهابى الذى شنته حماس فى السابع من أكتوبر من العام الماضى، إن الهجوم «حقق كل أهدافه».

 

نتنياهو السفاح وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية، وجيش الكابنيت، يرون أن دولة الاحتلال تخوض صراعًا وجوديًا ضد «محور الشر» الذى «تقوده إيران»، مؤكدًا أن أعداء إسرائيل يجب أن يدفعوا «ثمنًا باهظًا جدًا». وتابع نتنياهو كلامه متوجهًا إلى الشعب الإيرانى بصورة مباشرة، قائلًا: «معركتنا ليست معكم، ولكن مع النظام الاستبدادى الذى يضطهدكم ويهدد المنطقة بأسرها».

 

من جانبه، قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى، إن يوآف جالانت أبلغ نظيره الأمريكى لويد أوستن بنجاح الضربات الإسرائيلية على إيران، وناقش «الفرص الاستراتيجية» التى قد تنجم عن ذلك. كما أشار البيان إلى أن «الوزير جالانت ناقش أيضًا الفرص الاستراتيجية التى نجمت عن الإنجازات التى تحققت فى العمليات على الجبهتين الشمالية والجنوبية» فى إشارة للقتال فى لبنان وقطاع غزة.

 

* صور الأقمار الصناعية.. حسب أسوشيتد برس

مما متاح فى الصحافة والقدرات الإعلامية والفضائية والرقمية الأمريكية الأوروبية، برز ما عرضته وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء، من نتائج التحليل الذى قامت به لصور الأقمار الصناعية، وقالت إن الهجوم الذى شنته إسرائيل على إيران، «ألحق أضرارًا بمرافق فى قاعدة عسكرية سرية» تقع جنوب شرق العاصمة الإيرانية، التى ربطها الخبراء فى الماضى ببرنامج طهران للأسلحة النووية السابق، وبقاعدة أخرى مرتبطة ببرنامجها للصواريخ الباليستية.

 

وتقع بعض المبانى المتضررة فى قاعدة «بارشين» العسكرية الإيرانية، حيث تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى أن إيران كانت قد أجرت فى الماضى اختبارات على مواد شديدة الانفجار يمكن أن تتسبب فى إطلاق أسلحة نووية.

 

وتصر إيران منذ فترة طويلة على أن برنامجها النووى سلمى، رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأجهزة الاستخبارات الغربية، وغيرهما تقول إن طهران كان لديها برنامج أسلحة نشط حتى عام 2003.

 

كما يمكن رؤية الأضرار الأخرى فى قاعدة «خوجير» العسكرية القريبة، التى يعتقد المحللون أنها تخفى نظام أنفاق تحت الأرض ومواقع لإنتاج الصواريخ.

 

وبرغم كل ما نشر، لم يعترف الجيش الإيرانى بالأضرار التى لحقت بقاعدة «خوجير» أو بقاعدة «بارشين»، نتيجة للهجوم الإسرائيلى الذى وقع فى وقت مبكر من صباح السبت. فى ذات الوقت نعت طهران أربعة جنود إيرانيين، قالت إنهم كلنوا يعملون فى أنظمة الدفاع الجوى فى البلاد، وقتلوا أثناء الهجوم. كما لم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق، وهو نفس ما فعله الجيش الإسرائيلى.

 

فى المقابل، وجه وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن «طالب فيها بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لاتخاذ موقف حاسم فى إدانة هذا العدوان»، حسب بيان صادر عن وزارته الأحد.

 

من جانبه، دعا المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى، الأحد، أمام جمهور من الحضور إلى أنه «لا يجب المبالغة فى (الهجوم الإسرائيلى على إيران) أو التقليل من شأنه». وفى ذات الوقت لم يوجه خامنئى دعوة إلى شنّ ضربة انتقامية فورية.

 

وفى تأكيد ذلك، قال المحلل السياسى اللبنانى سميح صعب، فى النهار البيروتية: بايدن نجح فى ضبط نتنياهو فى إيران.. متى يحين دور لبنان وغزة؟

 

فيما يعتبر نجاحًا دبلوماسيًا نادرًا لإدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، فى الشرق الأوسط، ضبطت واشنطن الضربة الإسرائيلية ضد إيران السبت تحت سقف عدم التسبب برد إيرانى فورى وانفجار نزاع شامل، على مسافة أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

* أيام التوبة.. أى توبة!

لماذا هذا الاسم، هذا المنطق التوراتى الصهيونى، «أيام التوبة»، وضمن السياق العسكرى، المخطط أمريكى، وجهت دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية ضربة، قد تكون فعلًا محدودة لإيران تحت سقف تعهدات قطعتها تل أبيب للولايات المتحدة الأمريكية، فيما ذكر البيت الأبيض أنه يحث إيران على وقف هجماتها على إسرائيل، حتى تنتهى دوامة القتال هذه دون مزيد من التصعيد، معتبرًا أن الولايات المتحدة «لم تكن مشاركة فى هذه العملية»، وأن واشنطن تهدف إلى «تسريع الجهود الدبلوماسية وتهدئة التوترات فى منطقة الشرق الأوسط».

 

وسبق أن حذر الرئيس الأمريكى، جو بايدن، من أن واشنطن، لن تدعم أى هجوم على مواقع نووية إيرانية، وقال إنه يتعين على إسرائيل أن تدرس أهدافًا بديلة للهجوم على حقول النفط الإيرانية، فى حين نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، عن مصادر مطلعة تأكيدها أن دولًا عربية وأوروبية عدة سلمت إيران تحذيرًا بشأن هجوم إسرائيل قبل ساعات من وقوعه.

 

إن «أيام التوبة» موقف توراتى من جبهات الحرب التى فتحتها الولايات المتحدة بادعاء أن خوض حرب الخلاص من حركة حماس، وحزب الله، ممكن وضرورى لسلام العالم، ويتم هذا السلام برعاية أمريكية وبربرية إسرائيلية متطرفة.

 

المجتمع الدولى رفض أيام التوبة، حسبها جر العالم نحو حرب شاملة، وأن الواضح رفض بالمطلق الضربات الإسرائيلية على إيران التى تنتهك القوانين الدولية، وإن اعتبر أن الضربة الإسرائيلية ضد إيران كانت محدودة ومتوازنة، وهى حصلت قبيل الانتخابات الأمريكية.

وأكد حتمًا أن نهاية السفاح نتنياهو بائنة، وأن حكومته المتطرفة ستسقط فور بدء مؤشرات نهاية أو إيقاف الحرب، وهو يريد تحقيق الإنجازات.

 

الضربات، على خفتها، هى ما يمكن أن يكون كما علامة تحذير، يحذر بها من تفاقم الصراع ليمتد إلى العالم والمجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وكل العالم، يعى اليوم أن الحل للصراع الإسرائيلى- الفلسطينى يكون بحل الدولتين، وهذا قبل القمة العربية الإسلامية التى ستعقد فى 11 المقبل، والتى تأتى استكمالًا للقمم السابقة الاستثنائية التى عقدت للبحث فى قضايا الشرق الأوسط، وما سوف تشهد من مراجعات وتقييم للمواقف من التطورات الحاصلة وقراءة الصراع القائم فى الشرق الأوسط وكيفية العمل على إنهاء التوترات، وحساسية باقى جبهات الحرب فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما فى الجنوب اللبنانى، مشروعة دون انتباه من المجتمع الدولى.

 

* مجرد اختبار.. مخاوف

ليس من السهل تحليل طبيعة الضربات التى مست إيران من الطيران الصهيونى، ولا حتى جمع المعلومات، الإخفاء سياسة إيرانية إسرائيلية، أما عن النتائج والعواقب الدقيقة، التى خلفها الهجوم الإسرائيلى على إيران، منتصف ليل الجمعة- السبت، نراها مجرد ضربات جزاء فى مقابل عدد القذائف التى أطلقتها دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، بأنها أقل بكثير مما كانت عليه فى العملية الصاروخية الإيرانية فى 1 أكتوبر 2024. كما تشير الصور الصادرة عن العمليتين إلى النجاح الكبير للصواريخ الإيرانية فى اختراق نظام الدفاع الصاروخى الإسرائيلى. فى المقابل، لا بد من الإشارة إلى أن العملية الإسرائيلية أسفرت عن خسائر إيرانية، فيما لم يسفر الهجوم الإيرانى عن وقوع إصابات.

 

أيام التوبة، وهم حرب، أو تجربة سيئة، العملية العسكرية ستؤدى إلى استمرار الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.

 

وكل ذلك تكهنات، ومن غير المرجح أن يبدأ الطرفان فى حرب واسعة النطاق فى هذه المرحلة، إلا أنه يبدو أن اتجاه المواجهة سيستمر، والعامل الحاسم الآخر فى هذه المواجهة هو التطورات فى ساحة المعركة فى جنوب لبنان. لذلك، وعلى عكس بعض الآراء المتفائلة بإمكانية منع تصعيد التوتر فى ظل الظروف الحالية، فإن هذا الرأى لا ينسجم مع الواقع، وهذا يؤكد امتداد الحرب إلى الاجتياح البرى، مع بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقت تتوه الدبلوماسية.

 

* شرق دير الزور.. طيران أمريكى يلهو!

كل ذلك يفسر ما حدث، حسبما قال المرصد السورى لحقوق الإنسان مساء الأحد، إن «انفجارًا عنيفًا دوّى فى محيط حقل العمر النفطى، أكبر قواعد التحالف الدولى فى سوريا، شرق دير الزور، تلاه تحليق مكثف للطيران الأمريكى فى أجواء المنطقة».

 

ووفق المرصد «قصفت القوات الأمريكية من قاعدتها فى حقل (كونيكو) للغاز بريف دير الزور، مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية، حيث استهدفت بالمدفعية الثقيلة مواقع فى بلدتى خشام ومراط بريف دير الزور، وسط حالة انتشار من قبل الميليشيات، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية».

 

وأشار إلى أن «القصف يأتى فى ظل الاستهدافات المتبادلة بين قوات التحالف الدولى من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى فى مناطق غرب الفرات».

 

* صواريخ إيران الباليستية.. بعبع أخاف السفاح نتنياهو

فى المتبادل من معلومات، أن السفاح نتنياهو استطاع أن يتعرف من البنتاجون الأمريكى، على طبيعة سرية عسكرية لوجستية، حول تشكل الصواريخ الباليستية، حيث تعد جزءًا مهمًا من ترسانة إيران التى استخدمت تلك الصواريخ فى هجومها على «إسرائيل» فى الأول من أكتوبر، وفى التقرير الذى حصلت عليه «الدستور»، من مصادر فى البنتاجون والمخابرات الأمريكية، ومن مصادر فى حلف الناتو، تقول إن إيران مسلحة بأكبر عدد من الصواريخ الباليستية فى الشرق الأوسط.

 

-١-

ترسانة إيران الصاروخية.. نشرت وكالة أنباء الطلبة، الإيرانية، شبه الرسمية فى أبريل رسمًا بيانيًا لتسعة صواريخ إيرانية قالت إنها قادرة على الوصول إلى إسرائيل.

ومن بين هذه الصواريخ؛ «سجيل» الذى يستطيع قطع أكثر من 17 ألف كيلومتر فى الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و«خيبر» الذى يصل مداه إلى ألفى كيلومتر، و«الحاج قاسم» الذى يبلغ مداه 1400 كيلومتر، حسب الوكالة.

 

-٢-

كشفت رابطة الحد من الأسلحة، وهى منظمة غير حكومية تتخذ من واشنطن مقرًا، إن الصواريخ الباليستية الإيرانية تشمل «شهاب- 1» الذى يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، و«ذو الفقار» 700 كيلومتر، و«شهاب- 3» من 800- 1000 كيلومتر، و«عماد- 1» الجارى تطويره يصل مداه إلى ألفى كيلومتر، و«سجيل» الجارى تطويره أيضًا من 1500- 2500 كيلومتر.

 

-٣-

راقب فابيان هينتس الخبير فى ترسانة الصواريخ الإيرانية فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، والمقيم فى برلين، أن تقييمه هو أن إيران أطلقت مجموعة من الصواريخ ذات الوقود الصلب والسائل فى هجوم الأول من أكتوبر، وذلك استنادًا إلى مواقع مقاطع فيديو لعمليات الإطلاق المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعى.

 

وأوضح أن الصواريخ ذات الوقود الصلب، وهى الأكثر تقدمًا، تم إطلاقها من قاذفات متنقلة مائلة، بينما تم إطلاق الصواريخ ذات الوقود السائل من قاذفات عمودية.

 

وذكر أن ثلاثة صواريخ مدفوعة بالوقود الصلب أُطلقت فى الأول من أكتوبر قد تكون من نوع «الحاج قاسم» و«خيبر شكن» و«فتاح 1»، وأن الصواريخ المدفوعة بالوقود السائل التى يُقال إنها أطلقت من مدينة أصفهان فى وسط إيران يُحتمل أن تكون «عماد» و«بدر» و«خرمشهر».

 

إيران ترى أن صواريخها الباليستية قوة مهمة للردع والانتقام فى مواجهة الولايات المتحدة و«إسرائيل» وأهداف إقليمية محتملة أخرى. وتنفى طهران سعيها امتلاك أسلحة نووية.

 

وذكر تقرير صادر فى 2023 عن بهنام بن طالبلو، أحد كبار الزملاء فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها الولايات المتحدة، أن إيران تواصل تطوير مستودعات صواريخ تحت الأرض مجهزة بأنظمة نقل وإطلاق، وكذلك مراكز لإنتاج الصواريخ وتخزينها تحت الأرض. وأضاف التقرير أن إيران أطلقت فى يونيو 2020 أول صاروخ باليستى من تحت الأرض.

 

كل ذلك، حسب المصادر الإيرانية الأمريكية المسرب، تعنى جهود: «أعوام من هندسة الصواريخ عكسيًا، وأيضًا إنتاج فئات مختلفة من الصواريخ علّمت إيران تمديد هياكل الطائرات وبنائها بمواد أخف وزنًا لزيادة مدى الصواريخ».

 

وفى يونيو الماضى، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا» أن إيران أزاحت الستار عما وصفه المسئولون بأنه أول صاروخ باليستى فرط صوتى من إنتاجها.

ويمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل على سرعة الصوت وفى مسارات معقدة، ما يجعل من الصعب اعتراضها.

 

كذلك، تقول رابطة الحد من الأسلحة إن برنامج الصواريخ الإيرانى يعتمد إلى حد بعيد على تصميمات كورية شمالية وروسية، وإنه استفاد من مساعدة صينية.

 

ما يعمم دوليًا وأمميًا، أن إيران من خلال الحرس الثورى الإيرانى، اعتمدت على الصواريخ فى يناير، حين قال إنه هاجم مقرًا للمخابرات الإسرائيلية فى إقليم كردستان العراق الذى يتمتع بحكم شبه ذاتى، وقال إنه أطلق النار على مقاتلين من تنظيم الدولة فى سوريا.

 

وأعلنت إيران، أيضًا، عن إطلاق صواريخ على قاعدتين لجماعة مسلحة من البلوش فى باكستان المجاورة.

 

وفى 2020، شنت إيران هجمات صاروخية على القوات التى تقودها الولايات المتحدة فى العراق، بما شمل مهاجمة قاعدة الأسد الجوية، ردًا على هجوم أمريكى بطائرة مسيرة على القائد الإيرانى قاسم سليمانى.

 

تتهم الولايات المتحدة إيران بتسليح جماعة الحوثى اليمنية التى استهدفت بهجمات صاروخية سفنًا فى البحر الأحمر وإسرائيل نفسها خلال حرب غزة، فى حملة تستهدف دعم الفلسطينيين، فيما تنفى طهران تسليح الحوثيين.

 

وذكرت «رويترز» فى 24 سبتمبر نقلًا عن مصادر غربية وإقليمية أن إيران توسطت فى محادثات سرية بين روسيا والحوثيين لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة اليمنية.

فى عام 2022، قال الحوثيون إنهم أطلقوا عددًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على الإمارات. وأحبطت صواريخ باتريوت الاعتراضية أمريكية الصنع واحدًا من هذه الهجمات الصاروخية الذى استهدف قاعدة تستضيف قوات أمريكية فى الإمارات.

 

يقول حزب الله إن لديه القدرة داخل لبنان على تحويل آلاف الصواريخ إلى صواريخ دقيقة وإنتاج طائرات مسيرة.

 

وفى العام الماضى، كان «أمين عام الحزب» الشهيد السيد حسن نصر الله، الذى اغتيل فى غارة إسرائيلية يوم 27 سبتمبر، قال إن حزب الله تمكن من تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ دقيقة بالتعاون مع «خبراء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

 

نقلت إيران صواريخ محلية دقيقة التوجيه إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد فى الحرب الأهلية، وفقًا لمسئولى مخابرات إسرائيليين وغربيين.

 

ونقلت إيران، أيضًا، بعضًا من قدرات إنتاج الصواريخ إلى مجمعات تحت الأرض فى سوريا، حيث تعلم الجيش السورى وقوات أخرى موالية لطهران طريقة صنع الصواريخ، حسب المصادر نفسها.

 

* وثائق الحرب

توصلت أبحاث مجلة الـ«Foreign Affairs»، إلى تفكيك سؤال المرحلة وقدمت وثيقة تعد من وثائق الحرب. لماذا لا تستطيع إيران وإسرائيل الدخول فى حرب مباشرة؟

ويتاح هنا أن نضع الخلاصات كما يلى:

 

* المخاوف

أن «العديد من المحللين الذين يراقبون الصراع فى الشرق الأوسط حذروا من أن القتال الحالى قد يتصاعد أكثر. وفى الوقت الحالى، تتركز هذه المخاوف على احتمال اندلاع حرب تتجدد دومًا.

 

* لشن هجوم ثانٍ ماذا نحتاج؟

إيران وإسرائيل. ماذا نحتاج؟ بالطبع، هذه الحرب جارية بالفعل، فقد شنت إيران هجومين مباشرين على إسرائيل، فى حين نفذت إسرائيل ضربة واحدة ردًا على ذلك، ومن المؤكد أنها تستعد لشن هجوم ثان. إن السؤال الحقيقى هنا ليس كيف قد تبدو الحرب بين إيران وإسرائيل، بل ما سيترتب على الصراع الموسع بينهما. والإجابة فى جوهرها هى: الأمور ستبقى على ما هى عليه اليوم، وذلك لأن الجانبين يواجهان عقبات مادية واستراتيجية كبيرة تجعل من غير المرجح أن تندلع حرب شاملة بينهما».

 

* حرب غزو أو تدمير ضد إيران

«إيران تتخلف عن إسرائيل فى كل القدرات الهجومية والدفاعية تقريبًا، لذا فهى ببساطة غير قادرة على إلحاق أضرار مدمرة. وفى الوقت نفسه، تتمتع إسرائيل بقدرة هائلة على توجيه ضربات محددة، ولكنها لا تمتلك التنوع فى الموارد التى قد تتطلبها حرب غزو أو تدمير ضد إيران. والدولتان بعيدتان جغرافيًا عن بعضهما البعض وتفتقران إلى القدرة على شن غزوات برية أو بحرية. إذًا، تعنى هذه العقبات أن الحرب غير المقيدة أمر بعيد نسبيًا، حتى فى حالة حدوث تبادل متصاعد للضربات، فإن القتال الشرس أمر غير مرجح».

 

* لا حدود مشتركة

إن «العامل الأكثر أهمية الذى يقيد الحرب بين إيران وإسرائيل هو المسافة، فالبلدان لا يشتركان فى حدود مشتركة، فضلًا عن ذلك، تقع بينهما تركيا وسوريا والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت. وبعض هذه البلدان أكثر انحيازًا لإسرائيل، أما البعض الآخر فأكثر انحيازًا لإيران، وبعضها معادٍ لكليهما. كما أن الغزو البرى مستحيل. لغزو إيران، يتعين على القوات البرية الإسرائيلية أن تتوغل عبر العراق والأردن أو العراق وسوريا، وهو ما يشكل تحديًا لوجستيًا وحماقة استراتيجية. لقد تمكن الإسرائيليون من تدمير منشآت رئيسية للعدو باستخدام فرق صغيرة من القوات الخاصة يتم إنزالها جوًا، ومن المحتمل جدًا أن يقوموا بواحدة أو أكثر من هذه العمليات ضد أهداف إيرانية مهمة. ولكن الجيش الإسرائيلى لا يستطيع احتلال الأراضى الإيرانية بهذه الطريقة دون وجود طريق لإعادة إمداد وتعزيز الموجة الأولى من الوحدات التى يتم إنزالها جوًا».

 

* العمليات البرية

إن «هذه القيود المفروضة على العمليات البرية تعنى أن الجوانب التقليدية لحرب أوسع نطاقًا بين إيران وإسرائيل ستقع فى الغالب على عاتق قواتهما الجوية، التى هى أيضًا محدودة. تمتلك إسرائيل صواريخ باليستية يمكن أن تغطى إيران بأكملها ولديها صواريخ كروز وطائرات دون طيار يمكنها القيام بذلك من السفن والغواصات، وربما من إسرائيل نفسها. لا أحد يعرف عدد هذه الصواريخ التى تمتلكها إسرائيل، لكن العدد ليس بكبير. ورغم أن الدفاعات الجوية الإيرانية من شأنها أن تعقد عمليات الطائرات الإسرائيلية المأهولة، فإنها لن تكون أكثر من مجرد مصدر إزعاج. تمتلك إيران قوتين جويتين، إحداهما تابعة للقوات المسلحة النظامية والأخرى تابعة لحرس الثورة الإسلامية، ولكن أيًا منهما لا تستطيع أن تضاهى قوة سلاح الجو الإسرائيلى».

 

* الألم

إن إسرائيل قادرة على إلحاق قدر كبير من الألم بإيران من خلال ضربات جوية وصاروخية وطائرات دون طيار صغيرة نسبيًا ودقيقة للغاية، فى حين أن إيران سوف تجد صعوبة بالغة فى إلحاق قدر كبير من الألم بإسرائيل. ولا تستطيع أى من الدولتين شن حملة جوية ضخمة ومستدامة ضد الأخرى».

 

وحسب المجلة، «من المرجح أن يحاول الجانبان استكمال أو استبدال عملياتهما العسكرية التقليدية بمزيد من الضربات السيبرانية والعمليات السرية. وفيما يتعلق بالحرب الإلكترونية، يبدو أن ميزة إسرائيل أعظم حتى من تلك التى قد تتحقق فى حالة الحرب الجوية. أما فى عالم الفضاء الإلكترونى، فيبدو أن إيران فى وضع أقوى إلى حد ما. فلقد أمضت ما يقرب من عقدين من الزمان فى تطوير قدراتها فى الحرب الإلكترونية، وأصبحت جيدة بما يكفى لإحداث فوضى فى أهداف غير محمية. بطبيعة الحال، فإن الهدف الكامل من العمليات السيبرانية هو أن أيًا من الجانبين لا يعرف ما يمكن للآخر أن يفعله».

 

* الأسلحة السيبرانية

«لهذه الأسباب كلها، فمن المرجح أن تتألف الحرب الموسعة بين إيران وإسرائيل من سلسلة متقطعة من الهجمات التى تنفذها الطائرات والصواريخ والطائرات دون طيار والأسلحة السيبرانية، بالإضافة إلى بعض العمليات السرية والهجمات الإرهابية. من المرجح أن تركز الضربات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية الإيرانية، ولكنها قد تشمل البنية الأساسية المدنية محطات الطاقة، ومصافى النفط، والمبانى الحكومية وعناصر من القيادة الإيرانية، مثل الحرس الثورى الإسلامى والقادة العسكريين. وحتى فى هذه الحالة، فمن غير المرجح أن تستهدف إسرائيل كبار القادة الإيرانيين، مثل الرئيس مسعود بزشكيان أو المرشد الأعلى على خامنئى. ويدرك المسئولون الإسرائيليون أن أيًا من الرجلين قد يحل محله شخص أكثر عدوانية وأقل حكمة، على استعداد لتحمل ثمن باهظ من أجل إلحاق الأذى بإسرائيل، أو ما هو أسوأ من ذلك، على استعداد لإلزام إيران ببناء الأسلحة النووية بغض النظر عن التكاليف».

 

* الصراع الأوسع

«من الممكن أن نستحضر أحداثًا غير متوقعة قد تدفع أحد الجانبين إلى محاولة إلحاق المزيد من الضرر بالجانب الآخر، ولكن الاحتمال الأكثر ترجيحًا هو أن يظل الصراع الأوسع نطاقًا مقيدًا بالقيود المفروضة على المسافة والدبلوماسية والاستراتيجية التى شكلت الحرب الدائرة بالفعل».

 

ليس سرًا، فهم المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، مخاوف تدرس الآن، ذلك أن الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل أصبحت علنية، وأن هذه العلانية باتت مجربة وخطط لها البنتاجون بحرفة، لكنه تعمد أن تكون حربًا شكلية، لحرب أكبر قادمة، تغلفها جبهات قائمة على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس كما هى جبهة جنوب لبنان بيروت المدمرة.

 

جبهات محور المقاومة وضعت خطط التصعيد، بين العراق واليمن ولبنان وغزة، السفاح يتحرك، يريد إشعال بعض الضربات القاتلة المدمرة، المبيد، لتسلم منه الرئيس/ة الأمريكى إرث ما فعلت إدارة بايدن والبنتاجون.

 

ما لم يتم حل إيقاف الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وحسم ملف القضية الفلسطينية الأوسع نطاقًا، من خلال الإعلان دوليًا وأمميًا بالدولة الفلسطينية، فلن يكون الأمر سوى حرب مؤجلة، المسألة فيها، أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، تمرر الوقت «..» لكى يتاح الجو قبل أن تنفجر الجولة التالية، من صراع المحاور المقاومة والإسناد، وقبل انفجار القنابل التى جمدتها الرغبات، لتتقدم فى القتال المباشر بين إسرائيل وإيران، بينما تدور جبهات لبنان وغزة، لتكون بداية شمولية انتشار الحرب، نتائجها وأهوالها فى المنطقة وأنحاء الشرق الأوسط، بينما تكون الإدارة الأمريكية والبنتاجون فى لحظة وداع.

زر الذهاب إلى الأعلى