إذا كنت لا تؤمن بالأساطير والخرافات فلا تقرأ هذا المقال
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

ارتبطت الأساطير بالخرافات والعديد من الثقافات في الشرق والغرب، وربما بالشرق الأقصى ستعثر على ما لا يخطر على بالك، هذا الارتباط للإيحاء بأن صانعيها يمتلكون القدرة على إحداث أمور مستحيلة وغير اعتيادية للبشر ولأمثالنا من الناس.

كتبت عن مملكة «سالاكاناغارا» تلك الأسطورة «الهندية» التي وجدت في غرب «جاوة» في إندونيسيا عام 130 بعد الميلاد، فشدّني الموضوع وكان مدار سؤال وجواب في جلسة جمعتني مع مجموعة من الأصدقاء المهتمين بالأساطير والخرافات والروايات الخارقة، وكل الأحاديث تدور حول الأساطير لا سيما الاسم الذي حملته «الملكة» التي تتربع على عرش هذه المملكة الآن.

تسمع حكايات خرافية تجعلك تدور حول نفسك، لكن هناك من يصغي إليها ويعتقد بها ويروج لأحداثها، يقدمها إليك على شكل رواية فيها حبكة وتشويق، إذ تبدأ القصة من الملكة بلقيس، عندما تزوجت من النبي سليمان حتى غدت شخصية أسطورية ومادة خصبة للروايات الغامضة جدا، لم يوجد دليل آثاري واحد، على وجودهما حتى البشر، المهم أن مريدي مملكة «سالاكاناغار» يربطون قدرتها على التنوير أو الضوء ويعتقدون أن لذلك صلة بالملكة بلقيس.

تبوأ عرش تلك «المملكة الغامضة» عدد من الملكات اللاتي يتمتعن بقدرات روحية عالية، يتلقين تعليمهن من «النبي قيدار» أو «النبي كيدير» وهو ثاني أبناء النبي «إسماعيل جد العرب العدنانيين وتنسب إليه مملكة قيدار والمذكورة بكتابات الآشوريين»، علماً أن هناك اسماً آخر قد يكون له صلة وهو والي مصر العباسي «كيدر بن عبدالله» وهذا اجتهاد غير مأمون!

هنا نستدرك الموضوع ونسأل، ما الحكمة من هذا الربط بين الملكة الأولى لتلك المملكة الأسطورية وما تبعها من ملكات حتى يومنا هذا وبين «النبي الأخضر» كما يسمونه؟ يجيبون عن السؤال بشيء من البلاغة، المزيد من الإلهام بقدسية الملكات والمكانة، وقولهم إن «النبي الأخضر» يشرب من عين الحياة أو الماء، وبالتالي فإن الملكة الحالية هي المخولة بأن تكون «حامية عوالم ملك الملوك».

تخيل حتى تزداد الحبكة إثارة، فاسم المملكة المزعومة يعني «أمة الفضة والذهب» باللغة السوندية القديمة، معنى ذلك أن من يتولى الحكم الآن يكتنز آلاف الأطنان من الذهب والفضة، وقد يكون ذلك جواز مرور لأن تكون الملكة أحد المفاتيح الكبرى لهذا المعدن الثمين وتدخلها مع صانعي أكبر تجار الذهب في العالم!

طرف آخر ترتكز إليه تلك «المملكة المزعومة» وأيضاً مرتبط بأسماء اختلف العلماء والمفسرون عليها وهي «الملكة ريحانة» لم يتفق أهل العلم على أخبار صحيحة في شأنها، هل هي من زوجات الرسول «صلى الله عليه وسلم» أم أنها من سراريه؟

يدعون أن من يحكم «المملكة الغامضة» الآن تعود بأصولها إلى أمهات عشيرة عربية تمتد من بلاد فارس إلى أوروبا الشرقية أو إفريقيا! وكي يضفوا على اسم «المملكة المزعومة» صفات أسطورية ومن الوزن الثقيل ألصقوا بها صفة «حامية العوالم وحارسة العوالم السبعة» أي الخروج من هذا العالم الأول والولوج إلى العوالم السبع، أي الروحانيات التي تقودك إلى التأمل والسباحة في خيال واسع، بمعنى وجود سبع عوالم كونية وسبعة أجساد لكل شخص!

ارتبطت الأساطير بالخرافات والعديد من الثقافات في الشرق والغرب وربما بالشرق الأقصى ستعثر على ما لا يخطر على بالك، هذا الارتباط للإيحاء بأن صانعيها يمتلكون القدرة على إحداث أمور مستحيلة وغير اعتيادية للبشر ولأمثالنا من الناس.

قصص تقليدية وغير عادية تشرح معتقدات راجت حول العالم الطبيعي والبشرية، كتلك التي يتحدثون عنها في بعض المدن الخليجية خاصة في سلطنة عمان.

فهل الأسطورة أكذوبة أم حقيقة؟ وما الرابط بينها وبين الخرافة؟ سؤال مشروع بالرغم من أنها ألهمت العديد من الشعراء والروائيين والفنانين بإبداع قصص مدهشة.

زر الذهاب إلى الأعلى