ترامب.. دومينو الولايات المتحدة الأمريكية فى مواجهة انهيار العالم
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

«ناقشت أيضا أهمية الانتقال السلمى للسلطة وأن يكون رئيسا لجميع الأمريكيين».

.. ما قاله مساعد كبير كامالا هاريس.

 

نجاح ترامب، أربك المجتمع الدولى، وفى وسط هذا المشهد: ترامب وهاريس اتفقا على: «أهمية توحيد» الولايات المتحدة.

على الطرف الآخر، هنّأ الرئيس الأمريكى جو بايدن، الرئيس المنتخب الجمهورى دونالد ترامب على فوزه فى الانتخابات ودعاه لزيارة البيت الأبيض، وفق ما أعلنت الرئاسة الأمريكية.

انتخب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة السابع والأربعين، وهو ما يمثل عودة غير عادية لرئيس سابق رفض قبول الهزيمة قبل أربع سنوات، وأثار تمردًا داخل مبنى الكابيتول الأمريكى، وأدين بتهم جنائية، ونجا من محاولتى اغتيال.

.. وفى جانب مختلف، تلقى السفاح نتنياهو جرعة دعم  مع إعلان ترامب فوزه فى السباق إلى البيت الأبيض.

حكومة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، ترتاح أكثر لترامب الداعم بشكل مطلق السياسات الإسرائيلية التوراتية، خصوصًا فى ما يتعلّق بالحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وعلى لبنان والجنوب اللبنانى، والتحريض على إيران.

 

.. وفى الواقع العملى، مرحليا: تلقّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خبر فوز ترامب وقالت إنّها «ليست قلقة كثيرًا»، لكنّها لم تكن قادرة على إخفاء خوفها من تلاقى تطرّف ترامب ونتنياهو تجاهها وممارساتهما «غير القابلة للتوقّع»، نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى «على فدوى» لفت إلى إنّ طهران لا تستبعد توجيه أمريكا وإسرائيل «ضربة استباقيّة» لمنع الردّ الإيرانى على إسرائيل.

 

وبدأت إيران تعدّ عدّة مرحلة جديدة من الحرب مع إسرائيل قد تكون أكثر حدّة، كان أول مؤشراتها إقالة نتنياهو لوزير دفاعه يوآف جالانت الذى كان يُعدّ «رجل أمريكا فى إسرائيل»، وتعيين وزير الخارجية السابق يسرئيل كاتس الأكثر تطرّفًا خلفًا له، وقد تكون أبرز ملامحها وصول ترامب إلى البيت الأبيض ومساعدة نتنياهو فى «إنجاز المهمّة وتحقيق الأهداف» ضدّ إيران وجماعاتها.

 

*سياسة «دعم الحلفاء لمواجهة الخصوم»

 

لا يحبّذ ترامب سياسة «دعم الحلفاء لمواجهة الخصوم» التى كان ينتهجها الرئيس الأمريكى جو بايدن، إذ يرفض تمويل حرب أوكرانيا لإضعاف روسيا، ويرغب فى إنهاء هذه الحرب ووقف دعمها، لكنّ الصراع الإسرائيلى – الإيرانى الاستثناء الذى يؤكّد القاعدة، فمن غير المستبعد أن يُطلق ترامب يد نتنياهو أكثر ضدّ إيران لإخضاعها وإعادتها إلى طاولة المفاوضات النوويّة.

 

يرى نتنياهو فرصة لم تسنح منذ عقود لضرب إيران وإضعاف محورها، وتغيير معادلات الردع، ومن المفترض أن يستغلّ وجود ترامب فى البيت الأبيض لحشد دعم سياسى وعسكرى لهدفه، وفى هذا السياق، يقول على فايز، مدير مشروع إيران فى مجموعة الأزمات الدولية، إنّ إسرائيل «ستشعر بقدر أقلّ من ضبط النفس» خلال عهد ترامب وستتاح لها «فرصة ذهبية لتغيير توازن القوى فى الشرق الأوسط مرة واحدة وإلى الأبد».

 

فى عهده السابق، انتهج ترامب سياسة الضغط القصوى على إيران، ومن المرتقب أن يعود إليها فى عهده الحالى لدفع طهران إلى اتفاق نووى جديد بشروط أمريكية، ولحصر نفوذ طهران فى المنطقة عبر إضعاف مجموعاتها. وبرأى فايز، فإنّ هذه السياسة «ستفتح الباب أمام إسرائيل لمزيد من الضغط على إيران عسكريًا»، وفق ما يقول لـ«النهار».

 

أطلق ترامب وعودًا كثيرة لإنهاء الحرب فى الشرق الأوسط، يضعها خبراء فى إطار «الدعاية الانتخابية»، فيما الأنظار ستتجه إلى السياسة التى سيعتمدها تجاه إيران وإسرائيل، وفى هذا السياق، يُشير مدير معهد السياسات العامّة والشئون الدولية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت جو باحوط إلى معطيات تُفيد بأنّ ترامب قال لنتنياهو «هذه الحرب ستنتهى، وموضوع الرهائن يجب أن يصل إلى خواتيم إيجابية».

 

لكنّ ترامب أبلغ نتنياهو بأنّ عليه أن «يُنهى ما يجب أن يفعله» قبل 20 كانون الثانى «يناير»، تاريخ تنصيبه رئيسًا للولايات المتّحدة، وفى هذا السياق، يقول باحوط إنّ نتنياهو «سبق له أن تمادى بالهوامش الأمريكية فى غزّة ولبنان، ومن المرتقب أن يقوم بالأمر نفسه مع إيران، خصوصًا أنّه يعتقد أنّه يقوم بما لم تستطع أمريكا فعله»، حيال الملفّ الإيرانى.

 

فى هذا السياق، تتراوح الخيارات وتتعدّد، من ضرب إيران وصولًا إلى مُحاولة الإطاحة بنظامها، وإذ يُشير باحوط إلى أنّ «محيطين بترامب ونتنياهو قد تراودهم فكرة تغيير النظام فى إيران والتوجّه نحو شرق أوسط جديد، ويستسهلون فرض أمر واقع جديد بعد تغيير موازين القوى»، فإنّ فايز يرجّح «شن إيران المحاصرة هجومًا وتبدأ باستهداف القوات الأمريكية فى المنطقة بشكل مباشر أو غير مباشر».

 

فى المحصّلة، فإنّ المؤشرات تشى بأنّ التصعيد سيكون سيّد الموقف فى المدى المنظور بين إسرائيل وإيران، فتل أبيب التى ترى فرصة ذهبية سنحت لها من 7 تشرين الأول «أكتوبر» لتغيير المعادلات، تعتبر أنّ وصول ترامب سيكون بمثابة فرصة جديدة لفرض أمر واقع وتنفيذ مشاريع استراتيجيّة على رأسها إضعاف طهران وتغيير معادلات الردع فى المنطقة.

 

*تحدّيات كبيرة أمام ترامب

 

 

يوحى، ما بدأ يسمى بالعهد الرئاسى الثانى لدونالد ترامب، بمرحلة قد تحمل مفاجآت فى ظل الفارق المريح الذى نجح فى تحقيقه ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

 

فارق مريح على منافسته، وفوز بأصوات المجمع الانتخابى والأصوات الشعبية، وسيطرة على مجلسى النواب والشيوخ، كلها عوامل تعد ترامب بتخطى كل المطبات الممكن وضعها فى طريق عهده الرئاسى الثانى، سواء من معارضيه وحتى من داخل حزبه.

 

 

 

وستكون سيناريوهات العام 2016 على ما يبدو مرفوضة من ترامب رفضًا تامًا، فحجم انتصاره لن يترك مجالًا هذه المرة لمقاومة تمرير سياساته أو معارضتها أو إحباطها بالنقاشات المستفيضة داخل الحزب الجمهورى، وبين متاهات الداخل الأمريكى.

 

 

.. وهناك الحديث عن دعم تشريعى يتطلع إليه ترامب، عمليا حصل عليه، وهذا سبب كاف لاستمالة كل الجمهوريين المترددين إلى كفته فيما يتصل تحديدا بالسياسيات الداخلية والخارجية.

سطوة الفوز فى مقابل سطوة التجربة السياسية، مع رصد

 

للإيجابيات التى يريد حصدها ترامب بعيد انتصاره هذا، لكن سلبيات خطيرة قد تنغص مشواره الرئاسى، منها صورة الشرق المشعل وفق إرادة أمريكية بدعم حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وأيضا الحرب على جنوب لبنان والدولة اللبنانية.

 

.. ويقرأ فريق ترامب كل ملفات ومجالات الهجرة والضرائب وتحرير التجارة والاقتصاد شبه مضمونه بالنسبة إليه وبدون تنازلات كبيرة.

 

مع سطوة السلطة والسيطرة على مجلس الشيوخ تعنى سرعة فى تعيين قضاة يرسخون نفوذه فى المحاكم لعقود قادمة.

 

كما يأمل بحكومة موحدة مدعومة من المشرعين، ترجمتها استجابة أسرع للقضايا الاقتصادية والأمنية.

 

.. وفى الأفق الجيوسياسى الأمنى، هناك رصد لشوق ترامب للسلطة، والمخاوف المطروحة تختصر بحماسته لتمرير كامل الأجندة الجمهورية فى توقيتات خاطئة وفى ملفات قد لا تحظى بالرضى الشعبى، وهى خطوات قد تؤدى إلى تعمق الانقسامات داخل الولايات المتحدة أو تنامى صوت شعبى سلبى يفاجئه ويفاجئ الجمهوريين، مثلما ترك نفس الانطباع عند الحزب الديمقراطى.

 

ما يفهم، أن دومينيو الاقتحام، طاولة يتصارع حولها  عديد الرؤى عن حال أمريكيا فى السنوات والعقود التالية.

 

* حدوثة الاقتصاد.

 

القضية رقم واحد فى هذه الانتخابات هى الاقتصاد، حسبما أوردت شبكة «CNN».

 

 

 

عدد كبير من الناخبين الأمريكيين باللوم على الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، لفشلهما فى إجراء تحسينات كافية على الأوضاع المالية على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث أشارت استطلاعات الرأى إلى أن الأمريكيين لديهم آراء سلبية إلى حد كبير بشأن ملف الاقتصاد.

 

وكان تركيز ترمب الشامل على الاقتصاد والهجرة له صدى كافٍ بين الأمريكيين، أكثر من الرسالة التى نقلتها هاريس، التى دعت إلى الوحدة وحذرت من أن ترمب «طاغية تافه مهووس بالانتقام»، وفق الشبكة الأميركية.

 

 

فى نفس السياق، صنّف ثلثا الناخبين الاقتصاد الأمريكى بأنه «ليس جيدًا» أو «رديئًا»، مقارنة بثلث واحد فقط صنفوه بأنه «ممتاز» أو «جيد»، وفقًا لاستطلاعات الرأى نُشرت قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، ومن بين الناخبين الذين صنفوا الاقتصاد سلبًا، صوت 69% لصالح ترمب، بهامش كبير.

 

 

 

وعكَس فوز ترمب على هاريس استياء الناخبين الرئيسيين بشأن حالة الاقتصاد التى تراكمت منذ ارتفاع التضخم فى عهد الرئيس جو بايدن فى أعقاب جائحة فيروس كورونا.

 

وأمضى الديمقراطيون جزءًا كبيرًا من العامين الماضيين فى التعبير عن الإحباط والحيرة بشأن تشاؤم البلاد الاقتصادى، فى ضوء ازدهار سوق الأوراق المالية وانخفاض معدلات البطالة باستمرار وارتفاع الناتج. لكن الناخبين كانوا متشائمين بشأن الظروف الاقتصادية منذ أن وصل التضخم إلى ذروته عند 9% فى عام 2022، وهو أسرع ارتفاع فى الأسعار منذ ما يقرب من 40 عامًا، وفق «واشنطن بوست».

 

وانتقد الجمهوريون بايدن وهاريس بلا هوادة بشأن التضخم، وألقوا باللوم على خطة الإنقاذ الاقتصادى لعام 2021 التى وافق عليها الديمقراطيون، وحول ترمب الأسعار المرتفعة إلى سمة أساسية لخطابه الانتخابى.

 

ووجدت دراسات اقتصادية غير حزبية أن خطة الإنقاذ التى وضعها بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار فى عام 2021 أدت إلى تفاقم التضخم، ربما بنسبة 3 نقاط مئوية، ولكنها أيضًا دفعت نمو الاقتصاد للخروج من واحدة من أسوأ فترات الركود منذ عقود.

 

وطرح الرئيس المنتخب سلسلة من الإعفاءات الضريبية المستهدفة، بما فى ذلك إلغاء الضرائب الفيدرالية على الإكراميات ومزايا الضمان الاجتماعى وأجر العمل الإضافى.

 

ووعد ترمب بإنهاء الضرائب على الإكراميات، على الرغم من أن حملته لم تكشف عن تفاصيل الاقتراح، فقد أشار ترمب إلى أنه سيقضى على كل من ضرائب الدخل الفيدرالية وضرائب الرواتب، والتى تمول الضمان الاجتماعى والرعاية الطبية.

 

 

 

وقال إن خططه لزيادة التعريفات الجمركية وخفض معدل ضريبة الشركات ستؤدى إلى طفرة فى التصنيع الأمريكى.

 

ما يقرب من 70% من الناخبين الأمريكيين من أصول متباينة  حالة الاقتصاد على المستوى الوطنى بأنها «ليس جيدة» أو «ضعيفة»، وذكر ما يقرب من 40% أن الاقتصاد يمثل قضية من الدرجة الأولى، وأيد أغلبية ضئيلة من الناخبين من أصل إسبانى ترمب، وفقًا لاستطلاعات الرأى. وأظهرت استطلاعات الرأى أن الناخبين من أصل إسبانى الذين قالوا إن الاقتصاد كان قضيتهم الرئيسية فضلوا ترمب بهامش 2 إلى 1 تقريبًا على هاريس.

 

خبراء استطلاعات الرأى فى تقارير صحيفة «واشنطن بوست» قالوا: السبب وراء خسارة هاريس، أنها لم تعالج التضخم بطريقة تمنحها مصداقية فى قضايا أخرى. كان لديها كل الأسباب لهزيمة ترمب، فهو متابع فى 90 جريمة جنائية، وإدانتين بالعزل، ومع ذلك فاز عليها.

*حكاية ليلى والقبعة الحمراء

 

تختصر حكاية ليلى والقبعة الحمراء العالقة فى شريط ذكريات أطفال العالم حكاية الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب مع قبعته الحمراء التى سماها «maga»، وهى اختصار لعبارة «Make America Great Again».

 

وإن بدأت حكايته مع «الماغا»، التى سرعان ما أصبحت حركة تدل إلى أتباعه فى السنوات الأخيرة، منذ عام 2015 تاريخ استخدامها للمرّة الأولى بينما كان فى جولة حدودية فى ولاية تكساس المحاذية للمكسيك. وكان فى حينه الطقس شديد الحرارة، فاستخدمها منتقيًا اللون الأحمر لشغفه به، ولأنها مصممة لتناسب «أصحاب الجماجم الضخمة»، كما مازح أصحابه ذات يوم، ومن حينه باتت لا تفارقه فى ملاعب البيسبول ولاحقًا باعتبارها «وجه الحظ» لجلبها الرئاسة له للمرّة الأولى عام 2017، مسجّلًا «الماغا» باعتبارها حقوقًا ملكية تجارية تعود لشركته، والأخيرة باعت منها بأعداد ضخمة وكسبت ملايين الدولارات لقاء 40 دولارًا للقبعة الواحدة.

 

 

المثير للدهشة، أن القصة، هى قصة تحول كبير فى ارتياد المستقبل ففى خطاب النصر الأول، مستبقًا إعلان النتائج الرسمية، قال ترامب خلال كلمة لأنصاره، فى مقر حملته بفلوريدا، إنه «استطاع تجاوز كل المعوقات وحقق أروع إنجاز سياسى»، معلقًا: إن حركة «ماغا» هى أعظم حركة سياسية فى التاريخ، لأنها حققت نصرًا سيسمح بجعل أمريكا عظيمة مرّة أخرى. نحن نفوز فى كل الولايات المتأرجحة وسنصل إلى 315 صوتًا بالمجمع الانتخابى. أمريكا ستدخل عصرًا ذهبيًا.

 

ومن على منصة مهرجان إعلان النصر أعاد التأكيد بخصوص قضايا الهجرة فى أنه سيعمل على إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم، «سنغلق الحدود ولن نسمح باستمرار الهجرة غير الشرعية».

 

 

 

 

 

كيف اختار ترامب موضة «الماغا»؟

التعليل أنه «يحسبها جيدًا» ويجيد اختيار الرموز باعتباره رجل اقتصاد يفهم بأن «واحدًا زائدًا واحدًا يساوى اثنين»، وأن الحروب يمكن أن تكون بصيغ أكثر إيلامًا من القتل والدمار على شاكلة حصار اقتصادى على سبيل المثال، أو اتباع موضة «رمزية»، وهو أسلوب اعتمده خلال رئاسته الأولى.

 

 

 

أما خيار القبعة الحمراء، فخلفياته وفق الآتى، بحسب تحليل الأطلسى الجديد: فى حكاية الكاتب الفرنسى شارل بيرو الذى قدّم للأطفال فى حدود عام 1648 أجمل قصص الخيال، وبينها ليلى صاحبة القبعة الحمراء وسندريلا والأمير والضفدع وعقلة الإصبع والأميرة النائمة، تعلّمت ليلى ألّا تثق يومًا بالغرباء، ولاسيما الذئب الذى أكل جدتها وكاد يلتهمها. الحكاية نفسها يطبّقها ترامب منذ وضع فى أجندته أولوية وقف هجرة «الغرباء»، ولاسيما الهجرة غير الشرعية من جهة المعابر الأمريكية غير المشمولة برقابة الدولة العظمى.

 

وبتنصيه اليوم الرئيس الـ47 للبلاد من قبل الشعب الذى منحه أصواته، يعنى أن حكاية ليلى راسخة فى أذهان الشعب الأمريكى، الذى نجح ترامب فى إيقاظ هذه القصة تحديدًا، ليؤكّد لهم أن ثمة خطر ًامقبلًا على البلاد من قبل الغرباء، ولا يمكن لـ«الديبلوماسية أو لامرأة حاكمة أو لبسمات بريئة أن تواجه هذا الخطر».

 

وبجانب نجاح ترامب فى استثمار «الماغا» لأرباح خيالية، ليس فى أمريكا فحسب، يحكى الرئيس الفائز عن عشقه للون الأحمر، كونه لون «العاطفة والانفعال»، وبحذاقته ثمة يقين فى أن الشعوب لا تأخذ بادرة للاستيقاظ والذهاب إلى صندوق الانتخابات فى يوم عطلة دافئ لا تتجاوز حرارة الطقس فيه الـ20 درجة إلّا «باستثارتها». فكان الأحمر قبعة الانفعالات التى لا تأخذ إلى النوم وإنما إلى ردّ الفعل.

 

ماذا فى دلالات اللون؟

 

 

فى لقاءاته الأخيرة اعترف ترامب أنه بصدد الانتقال من «الأحمر» إلى «الأخضر» فى صناعة القبعات، على اعتبار أن الاخير لون «النقد». يقول إن الشعب الأميركى يجب أن ينتقل من الانفعال وردّ الفعل بعد طول ركود، إلى تحفيز الفكر النقدى، لتكون لديه خطة واضحة بشأن: «ماذا لدينا فى اليوم التالى من مخططات لنحمى أمركا. البلد المجاور لدول تشكّل مخاطر كبرى على وجوده «وديموقراطيته» و«جمهوريته». هناك مخاطر قادمة من روسيا ومن الصين وكوريا الشمالية. وجميعها «إنذارات» تستدعى الانتقال إلى «الأخضر».

 

 

 

علم النفس، وعلم الاجتماع السياسى يدلل بالقول: الأحمر لون أساسى يبلغ طوله الموجى على الطيف المرئى نحو 700 نانومتر. لون دافئ وإيجابى يرتبط بالاحتياجات الجسدية وإرادة البقاء، كما يعزز الطموح والعزيمة ويبعث النشاط، ويحفز على اتخاذ الإجراءات، يقوى الإرادة ويمنح الثقة، يُستخدم فى التعبير عن الحب، ويُستخدم أيضًا فى المطاعم كونه يحفّز الشهية.

 

وفى الشق الأخير من دلالات اللون، تكمن نقطة ضعف ترامب المدمن على وجبات «البرغر» والوجبات السريعة، ولم يتوان يومًا عن تقديم فاصل إعلانى للترويج لوجبة برغر دجاج.

وبالإفاضة فى دلالات اللون، يحذّر علم النفس: «يضع الأشخاص الذين يفضّلون اللون الأحمر الحدود فى مكانها المناسب فى تعاملاتهم مما يُكسبهم الاحترام، يعيشون الحياة بكامل تفاصيلها، يحبون السيطرة، وقد يصبحون عدوانيين عندما لا يحصّلون أهدافهم، وقد يكونون مخيفين فى بعض الأحيان».

 

 

بالإشارة، حسب رؤية الأطلسى الجديد: هناك احتمال أن تغدو الموضة المقبلة لأتباع حراك ترامب «الماغا» مصبوغة بالأخضر، يؤكّد ترامب لأنصاره خلال الافتتاح الاحتفالى للمصنع الجديد لشركة الإلكترونيات «فوكسكون» فى ويسكونسن: «اليوم نشهد نتائج الأجندة المؤيدة لأمريكا. أمريكا أولًا، اجعل أمريكا عظيمة مرّة أخرى، كل تلك القبعات. أعتقد أنها أعظم عبارة استُخدمت على الإطلاق فى السياسة، أليس كذلك؟».

 

يضيف: «عندما تنظر إلى ما نفعله، فالأمر بسيط للغاية. إنها تسمّى «حافظ على أمريكا عظيمة». سنوفر لك قبعات جميلة. ربما سنجعلها خضراء هذه المرّة بدلًا من الحمراء. الأخضر يمثل النقد. سوف ننتقد ونحاسب ونوقف الحروب وننزع قبعات الحماية.

 

حكاية قبعات التفكير الست

 

من الأحمر إلى الأخضر، وربما باتجاه انتقاء ألوان جديدة لقبعات «الماغا»، يكشف ترامب لأنصاره أن التهديدات لن تكون من «ذئب» الغرباء، فحسب، وإنما من قبل أجيال تتراخى بقيمها وعليها «منذ لحظة تنصيبه» مساندته فى اعتماد قبعات التفكير الست لتنمية الإبداع فى «نمط التفكير وأسلوب التعامل مع مجريات الأحداث المختلفة».

 

 

ما حدث:

يرفع ترامب قبعته لتحية أنصاره أينما حل فى الولايات الأمريكية، غير آبه بالتهديدات ومحاولات الاغتيال. يمازح أنصاره: الأحمر يحتمل كل الدلالات: الدماء والقتل والعاطفة والشغف و«الماغا». ومن خلال نكات يطلقها، ولا يخجل إن احتملت مرادفات إباحية، يسعى لتوسيع دائرة قبعته لتتسع لأكبر عدد من أنصاره وفق قناعته فى السياسة. أن يتبع الأسلوب الآسيوى المعتمد فى الصين أو اليابان مثلًا بدلًا من «الفلسفة السفسطائية» التى يتبعها الغرب، والقائمة على الجدل والحوار والمناقشة». يفنّد قناعته تلك وفق الآتى: «يعتمد الحوار الغربى على التفكير المتعاكس بين الأفراد المجتمعين، أى كل فكرة تقابلها فكرة مختلفة، مما يجعل الأفكار تتجاذب فى أحيان كثيرة، فتصبح المحصلة صفرًا فى النهاية، وذلك وفقًا للقانون الفيزيائى. أما طريقة تفكير اليابانيين مثلًا، تقوم على التشارك بالرأى باستخدام عدة أنماط متوازية فى التفكير، فكل نمط يوازى النمط الآخر ولا يعاكسه، وذلك من أجل الوصول إلى نتائج وقرارات سريعة وفعّالة. يؤمن ترامب بالتفكير الأخير وعليه يسعى للمّ شمل الأمريكيين تحت قبعة واحدة. قبعة «الماغا» التى لا مكان فيها للغرباء أو «الملونين» بأفكارهم واعتقاداتهم.

 

فى خطاب إعلان النصر «غير الرسمى» تخلّى ترامب عن قبعة «الماغا»، التى وصفها بأنها عظيمة، وحضر بالزى الرسمى ميقنًا: «الماغا لم تعد قبعة فحسب، لقد باتت حركة تأتى برئيس لأمريكا»، ومعًا يلعبون «بيسبول» السياسة، وهذا يعنى جمهور الولايات الاى تعشق هذا النوع من الرياضة.

 

*استعادة ترامب.. المعنى والأثر.

 

فاز الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بمواجهة الديمقراطية كامالا هاريس، على ما أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية الأربعاء، محقّقًا عودة استثنائية إلى السلطة.

 

وأعلنت شبكات تلفزيونية عدّة فوز ترامب مع تخطّيه الرقم 270 فى المجمع الانتخابى ليعود الرئيس السابق البالغ 78 عامًا إلى السلطة فى القوّة الأولى فى العالم بعد حملة طويلة عرفت الكثير من التقلّبات وتعرّض فيها لإدانة قضائية ومحاولتى اغتيال.

 

ما أسباب الفوز؟

 

-1:

وفق موقع «فوكس» الإخبارى، تفوّق ترامب فى الضواحى التى حقّق فيها الديمقراطيون مكاسب طوال فترة رئاسته السابقة وحصل على تأييد كبير فى مختلف المناطق الريفية منذ بدء التصويت.

 

-2:

كان الجميع يتوقّعون أن يهيمن ترامب فى المناطق الريفية. ومع ذلك، لم يكن واضحًا ما إذا كان بإمكانه زيادة الدعم الكبير الفعلى له فى هذه المناطق التى فاز بها فى عام 2020. إلا أنه تمكن من ذلك بالفعل.

 

-3:

ظهر التأييد فى المقاطعات الريفية فى جميع أنحاء بنسلفانيا، والتى تمكّن ترامب من زيادة هامش دعمه ودعم الحزب الجمهورى بها بشكل ملحوظ.

 

-4:

كانت هذه الضواحى تميل إلى الديمقراطيين منذ عام 2016، ولكن يبدو اليوم أن هذا التوجّه نحو اليسار لم يستمر، وأول علامة واضحة على وجود تراجع فى دعم الديمقراطيين فى الضواحى، ما حدث فى لودون شمالى فيرجينيا، وهى ضاحية بها نسبة كبيرة من الناخبين الحاصلين على تعليم جامعى. وفى ضواحى مقاطعة هاميلتون فى إنديانا، والتى يُنظر إليها ربما على أنها مؤشر مبكر لاتجاهات الضواحى الأخرى بالولاية، كانت هاريس متخلفة عن ترامب بنحو 6 نقاط.

 

-5:

شهدت بعض الأماكن التى تضم عددًا كبيرًا من السكّان اللاتينيين تحوّلات درامية فى اتجاهاتها الانتخابية، والمثال الأكثر وضوحًا هو فلوريدا. فقد تحرّكت الولاية فى اتجاه جمهورى حاسم، كما فعل ناخبوها اللاتينيون أيضًا. وتحولت مقاطعة ميامى ديد بالولاية التى كانت فى السابق مقاطعة ديمقراطية حاسمة، والتى تمتلك عددًا كبيرًا من السكان الأمريكيين الكوبيين، لمصلحة ترامب.

 

-6:

انقلبت أوسيولا – وهى مقاطعة بها مجتمع بورتوريكى كبير- لمصلحة ترامب.

 

-7:

شهدت المدن التى تضم عددًا كبيرًا من السكان البورتوريكيين والكوبيين – مثل كيسيمى وهايليا- انخفاضًا كبيرًا فى الدعم الديمقراطى.

 

-8:

حدثت تقلبات مماثلة فى جنوب تكساس، حيث وسَّع ترامب هوامشه فى مقاطعة زاباتا التى فاز بها فى عام 2020، وقلب النتيجة لمصلحته مقاطعتين أخريين «ستار وكاميرون»؛ وتعادل تقريبًا مع هاريس فى مقاطعتى هيدالجو وويب.

 

 

 

-9:

بحسب صحيفة «التلغراف»، «لقد فعلها ترامب مرة أخرى ويبدو أن أميركا جعلت ترامب عظيمًا مرة أخرى». وسألت: كيف يمكن لترامب «العجوز المجنون» الذى يخضع للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم لا حصر لها أن يفوز بولاية ثانية؟ لأنه ليس مجنونًا إلى هذا الحد بالنسبة لملايين الأمريكيين.

 

-10:

سلّطت استطلاعات الرأى على 3 قضايا رئيسية: الإجهاض والديموقراطية والاقتصاد. لعبت أول قضيتين على نقاط قوة هاريس، والأخيرة على نقاط قوة ترامب – لذكريات ولايته، قبل كوفيد، عندما ارتفعت سوق الأسهم وانخفضت البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية. فى عهد جو بايدن، تحمّل الأميركيون التضخّم المرتفع. هذا، إلى جانب التدهور الجسدى لبايدن، وضع البلاد فى دوامة عاطفية هبوطية. بدا الديموقراطيون غير أكفاء، مشتتين بسبب اليقظة. غير قادرين على إحلال السلام فى أوكرانيا أو إسرائيل؛ مهانون فى أفغانستان.

 

-11:

كانت الظروف مواتية لانتصار ترامب قبل وقت طويل من انسحاب بايدن من السباق، بضعة أسابيع من الدراما التى ربما صرفت الانتباه عن الديناميكية الأساسية للسباق: لا يفوز شاغلو المناصب عندما يكون الناخبون بائسين.

 

-12:

لقد حلّت هاريس محل بايدن وتستحق الثناء على انتعاش دعم الديمقراطيين لكنّها فشلت فى متابعة أجندة واضحة أو سياسات تحويلية.

 

-13:

خاض ترامب حملة منضبطة إلى حد معقول مع بعض «الفظائع» كـ«أكل الحيوانات الأليفة». لقد تعلم الناخبون التمييز بين النكات والتعليقات الجادة، وبين ترامب الذى يتحدّث بوقاحة وما سيفعله بالفعل.

 

-14:

فى نظرة إلى الوراء، سيصف المؤرخون الأمر بالمعجزة الواضحة. اعتقد الأمريكيون أن ترمب كان رئيسًا جيّدًا. لقد أحبطهم بايدن وتعاملت معهم هاريس باستخفاف، لذلك قرّروا استعادة ترامب.

 

*الاحتلال الإسرائيلى: خوف من سياسة «أمريكا أولًا».

ما هو واضح، أن المنطقة والإقليم وكل الشرق الأوسط، يقف الشاهد على موقف بعض الإسرائيليين، الذين اعتبروا فوز ترامب جزءًا من خطة إلهية.

 

فى القدس، انطوت الأنباء عن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية على أمل فى أن تتمكن إدارته الجديدة من إنهاء الحروب المستمرة، حتى إن البعض اعتبر فوزه «جزءًا من خطة إلهية»، بحسب وكالة «فرانس برس».

 

 

وأظهر استطلاع للرأى اجرته القناة 12 الإخبارية الاسرائيلية الأسبوع الماضى أن 66 فى المئة من الإسرائيليين يأملون فى رؤية ترامب يعود إلى البيت الأبيض.

ويقول يوسى ميزراحى «51 عامًا» بينما كان يبيع الفاكهة فى السوق الشعبية: «هذا ممتاز، إنه جيد لليهود». ويضيف: «الآن نحتاج فقط إلى أن يمدنا بالأسلحة»، مشيرًا إلى قدرة ترامب على «إنهاء الحرب».

وفى مقهى فى السوق، يقول يحيئيل حاغبى «57 عامًا» إنه «سعيد للغاية» بفوز ترامب، ويحدوه أمل أن تجلب عودته إلى البيت الأبيض «السلام». ويتوقع الرجل الخمسينى أن يستخدم ترامب مهاراته كرجل أعمال ناجح للتوسط فى السلام بين إسرائيل والقادة الإقليميين، كما فعل فى عام 2020 مع اتفاقيات إبراهيم التى أرست التطبيع بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية. ويضيف حاغبى: «إنه قوى…أنا اؤمن به. أعتقد أنه قادر على صنع السلام مع العرب… إنهم يحبونه».

 

فى مقابل كل ذلك، يتعامل إسرائيليون آخرون بحذر مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لأنه متقلب ويمكن أن يكون متقلبًا فى ما يتعلق بنا أيضًا»،، و»لا ينكر المجتمع الإسرائيلى، أن ترامب أرسى اتفاقيات إبراهيم وغيرها، لكننى آمل ألا يبدأ الحروب بل أن ينهيها».

الكاتب فى القناة 14 الإسرائيلية، تائير ألتشولر، أن: «ولاية ترامب الثانية قد تؤدى لدعم أمنى قوى لإسرائيل، واتخاذ موقف أميركى حازم ضد إيران، والسعى لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية إضافية». وأضاف ألتشولر أنه: «رغم ذلك فإن سياسة «أميركا أولًا» قد تؤدى أيضًا لزيادة العزلة الدبلوماسية، وتؤثر على علاقات الاحتلال مع الديمقراطيين وحلفاء الولايات المتحدة فى أوروبا».

وتابع بأن: «التأثير المباشر لفوز ترامب على العلاقات الإسرائيلية الأميركية يعيد للأذهان أن ولايته الأولى قد أسفرت عن قرارات مهمة للاحتلال، أهمها نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، والاعتراف الأمريكى بسيادة الاحتلال على هضبة الجولان، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مع إيران، وكل ذلك عزّز علاقته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووفّر للاحتلال الدعم الدبلوماسى».

وأشار: «ترامب قد يعمل على العودة لسياسته «أميركا أولًا»، ما يعنى انخراطًا أقلّ فى الشرق الأوسط، لكنه فى الوقت نفسه سيدعم فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، والتعبير عن موقف صارم ضد منظمتى حماس وحزب الله، الأمر الذى يدفع للحديث عن التأثير المتوقع لفوزه على مستقبل الحرب الجارية».

 

.. وفى الوجه الآخر، بدت السلطة الفلسطينية ترحب.. وحماس تطلب وقف الحرب

ربطت حماس موقفها من الإدارة الجديدة بسلوكها تجاه الفلسطينيين.

 

لهذا يعيش الفلسطينيون حالة ترقب بعد فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، فى ظل حرب الإبادة التى يتعرضون لها فى قطاع غزة، وفى وقت عبّرت فيه السلطة الفلسطينية عن ثقتها بالولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، ربطت حماس موقفها من الإدارة الجديدة بسلوكها تجاه الفلسطينيين.

 

حركة حماس فى بيان، تعليقًا على فوز ترامب، إن موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة يعتمد على مواقفها وسلوكها العملى تجاه الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة، مشيرة إلى أن جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة، منذ احتلال عام 1948، كانت لها مواقف سلبية من القضية الفلسطينية، وكانت دائمًا الداعم الأكبر للاحتلال الإسرائيلى فى جميع المجالات.

وطالبت حماس بوقف الانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلى، والعمل على وقف حرب الإبادة وتقديم الدعم العسكرى والغطاء السياسى لإسرائيل. وأكدت للإدارة الأميركية الجديدة أن «الشعب الفلسطينى ماضٍ فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى ولن يقبل بأى مسار ينتقص من حقوقه المشروعة فى الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

 

 

لا يمكن نسيان أن ولاية ترامب السابقة، قدمت دعمًا كبيرًا لإسرائيل من ناحية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ووقف تمويل وكالة أونروا، إضافة إلى تعزيز اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، مما اعتبره نتنياهو انجازًا استراتيجيًا لتعزيز أمن إسرائيل.

اعتبر مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية ومقره لندن، قال فى ورقة بحثية، تتناول تساؤلات حول السياسات المستقبلية الأميركية وتأثيراتها على الشؤون الدولية، بما فى ذلك القضية الفلسطينية، أشار فيها المحللون إلى أن استمرار ترامب فى البيت الأبيض يثير مخاوف بشأن استمرارية النهج الذى اتّبعه خلال فترته الرئاسية الأولى.

وختمت الورقة بالقول: «إن فوز ترامب يضع المنطقة أمام تحديات سياسية كبيرة. القضية الفلسطينية بشكل خاص قد تشهد المزيد من التعقيد فى ظل السياسات المتوقعة من إدارة ترامب. فى ظل هذا المشهد السياسى، يبقى الفلسطينيون والأطراف الدولية المعنية فى حالة ترقب لما ستأتى به الأيام المقبلة، وسط احتمالات مفتوحة ومخاوف من مزيد من التصعيد أو الجمود السياسى».

 

 

*حقائق قبل الدخول إلى دومينو البيت الأبيض.

 

* 1:

المجتمع الدولى دخل عصر جديد فى السياسة الأمريكية بعد انتخاب دونالد ترامب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.

 

 

 

 

* 2:

ترامب هندس العودة الأكثر إثارة للدهشة والتى تتحدى الجاذبية فى تاريخ السياسة الأمريكية.

 

وفاز ترامب فى بنسلفانيا وويسكونسن وجورجيا وكارولاينا الشمالية، ويتقدم فى الولايات الثلاث الأخرى المتأرجحة – ميشيغان وأريزونا ونيفادا.

وأعلنته الشبكات ووكالة الأسوشيتد برس رئيسا منتخبا بعد الساعة الخامسة والنصف صباحا بقليل عندما فاز بولاية ويسكونسن، مما أدى إلى هدم الجدار الأزرق.

*3:

فى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، عبر جميع الفئات السكانية ما ترويه النتائج: لقد حسن ترامب هوامشه مقارنة بعام 2020، وجمع ائتلاف الحزب الجمهورى الأكثر تنوعًا منذ عقود.

 

* 4:

أسفرت انتخابات عام 2024 عن رفض تاريخى للحكم الديمقراطى، ومن المرجح أن يتفوق على انتصار ترامب المفاجئ على هيلارى كلينتون فى عام 2016.

 

*5:

فاز ترامب بتفويض ديمقراطى حاسم للعودة إلى البيت الأبيض – مما جعله، دون أدنى شك، أحد أكثر الشخصيات السياسية سموًا فى عصرنا.

 

 

 

*6:

لم تتمكن نائبة الرئيس هاريس من التخلص من عبء إدارة بايدن، وواجهت نفس رد الفعل العنيف من جانب الناخبين مثل كل الحكومات القائمة فى العالم تقريبًا خلال السنوات العديدة الماضية.

*7:

كان التضخم – وحلم العودة إلى أسعار ما قبل كوفيد خلال رئاسة ترامب – أكبر بكثير من خطة هاريس بشأن الديمقراطية، أو انقسام ترامب، أو حتى حقوق الإجهاض.

وحظيت حملة نائب الرئيس التى استمرت 100 يوم بإشادة بسبب أخطائها البسيطة، والحماس الشعبى الهائل، وجمع التبرعات الضخمة، وبدا أنها اكتسبت زخما فى عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة.

*8:

المال والاقتصاد، لم يكن مهما، كما لم تكن لعبة حملة هاريس المزعومة فى ساحات المعارك الرئيسية مهمة: لقد خسرت لأنها فشلت فى إقناع الناخبين بأنها مرشحة «التغيير».

 

 

*9:

حقق ترامب مكاسب مزدوجة الرقم فى الولايات الزرقاء العميقة، بما فى ذلك نيويورك ونيوجيرسى. كما ساعد الجمهوريين على الفوز بمجلس الشيوخ، وعزز من مكانة فلوريدا كملاذ للمحافظين.

*10:

نجح ترامب فى بناء ائتلاف ضخم متعدد الأعراق، بما فى ذلك زيادة الدعم اللاتينى الذى يمكن أن يعيد توجيه السياسة الأميركية بشكل جذرى لجيل كامل.

*11:

كانت هوامش ترامب كبيرة للغاية لدرجة أنه لا يمكن أن تُعزى إلى عوامل قد يشكك فيها الديمقراطيون – بما فى ذلك مواقف هاريس الليبرالية السابقة، أو اختيارها لمنصب نائب الرئيس، أو تعامل الرئيس بايدن مع الحرب فى غزة.

 

 

 

 

*12:

لقد أنفق الديمقراطيون كل رأس مالهم السياسى فى إثبات أن ترامب – المجرم المدان الذى حاول قلب نتائج انتخابات عام 2020 – غير لائق لمنصبه.

بدعم من مستشارى ترامب السابقين، اتهموه بأنه فاشى، وخاضوا حملات انتخابية على أساس تاريخه من العنصرية، وحذروا من أنه سيحكم كشخص مستبد دون أى حواجز وقائية.

*13:

إن سياسات أقوى دولة فى العالم قد انحرفت بشكل حاد نحو اليمين، بقيادة حركة MAGA المتجددة التى تحدت كل الصعاب من خلال توسيع ائتلافها التصويتى.

 

 

 

*14:

أعلن ترامب فوزه فى حفل ليلة الانتخابات فى ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، وأشاد بحملته باعتبارها «أعظم حركة سياسية فى كل العصور»، بحسب ما كتبت إيرين دوهيرتى من موقع أكسيوس.

*15:

قال ترامب إن الناخبين الأمريكيين منحوه «تفويضًا غير مسبوق».

وقال ترامب فى مركز مؤتمرات مقاطعة بالم بيتش، محاطا بأفراد من عائلته وموظفى حملته الانتخابية ومساعديه: «ستكون هذه حقا العصر الذهبى لأمريكا».

 

*16:

وعد ترامب بـ»إغلاق الحدود» وجعل أميركا أكثر أمانا وازدهارا.

وقال إن حملته «تغلبت على عقبات لم يكن أحد يعتقد أنها ممكنة» خلال سعيه للوصول إلى البيت الأبيض.

 

*17:

روبرت ف. كينيدى جونيور، الذى خاض سباق الترشح للرئاسة بشكل مستقل قبل أن يعلن دعمه لترامب.

 

*18:

قال ترامب عن إيلون ماسك، أحد أكبر مؤيديه فى الحملة: «ولد نجم: إيلون».

 

*19:

يعود الرئيس السابق ترامب إلى البيت الأبيض بمساعدة من المجموعات التى رفضته بشدة عندما كان رئيسًا: نساء الضواحى، والمستقلون، والشباب، كما كتب هانز نيكولز وستيف دبليو كيت من موقع أكسيوس.

* 20:

من خلال التركيز على الاقتصاد والهجرة غير الشرعية والجريمة، تمكن من حرمان هاريس من الهوامش التى كانت بحاجة إليها لإعادة تجميع التحالف الذى قاد الرئيس بايدن إلى النصر قبل أربع سنوات.

* 21:

كانت التحولات الانتخابية، بين المجموعات الديموغرافية الأساسية خفية، ولكنها مهمة.

 

 

 

*22:

فاز ترامب بحصة أكبر من أصوات الناخبين تحت سن الثلاثين مقارنة بأى مرشح رئاسى جمهورى منذ عام 2008، وفقًا لاستطلاعات الرأى التى أجرتها شبكة إن بى سى..

 

* 23:

الحزب الجمهورى يتطلع إلى أغلبية خيالية فى مجلس الشيوخ

خريطة توضح نتائج الانتخابات الحالية لعام 2024 لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكى.

 

*24:

أصبح لدى الجمهوريين فى مجلس الشيوخ الآن أغلبية قدرها 54 أو حتى 55 مقعدًا فى متناول اليد بعد الأداء القوى غير المتوقع للرئيس السابق ترامب فى الولايات المتأرجحة مع سباقات الاقتراع التنافسية.

 

* 25:

الديمقراطيون المنهكون قد يقلبوا مجلس النواب

 

*26:

يتجه الديمقراطيون إلى زعيم الأقلية فى مجلس النواب حكيم جيفريز «ديمقراطى من نيويورك» باعتباره أملهم الأخير فى إيقاف الثلاثى الجمهورى بقيادة ترامب فى واشنطن، بحسب ما كتبه أندرو سوليندر فى موقع أكسيوس.

 

يعانى الحزب الديمقراطى من هزيمة مذهلة فى مجلس الشيوخ وفوز الرئيس السابق بالبيت الأبيض، بينما السباق إلى مجلس النواب على حافة السكين.

*27:

«الغثيان» هى الكلمات التى لخص بها أحد كبار الديمقراطيين فى مجلس النواب الحالة المزاجية للحزب فى تصريحات لوكالة أكسيوس.

 

 

 

* 28:

يبدو أن الديمقراطيين والجمهوريين فى مجلس النواب على استعداد لقلب حفنة من المقاعد، مما يجعل معركة السيطرة على مجلس النواب متقاربة.

 

استيقظ حلفاء الولايات المتحدة وأعداؤها فى جميع أنحاء العالم هذا الصباح على رئاسة ترامب الثانية، بحسب ما كتب باراك رافيد فى موقع أكسيوس.

 

*29:

لقد كان العديد من حلفاء أميركا الغربيين يشعرون بقلق بالغ إزاء عودة إدارة ترامب، التى قد تغير بشكل كبير السياسة الخارجية الأميركية وتفاعلها مع العالم.

*30:

ادعى الرئيس السابق ترامب أنه سيكون قادرًا على إحلال السلام فى أوكرانيا، وإنهاء الحرب فى غزة، وتقييد الممارسات التجارية للصين، وإجبار الحلفاء على دفع «حصتهم العادلة» فى حلف شمال الأطلسى.

 

*31:

كانت علاقات ترامب مع العديد من الزعماء الأوروبيين متوترة وأعرب عن استخفافه بالاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسى والمؤسسات الأخرى.

*32:

سعى إلى بناء علاقات جيدة مع زعماء خصوم الولايات المتحدة، بما فى ذلك الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، والرئيس الصينى شى جين بينج، والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون.

 

*33:

من المتوقع أن يستغل رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، الحليف الرئيسى لترامب، فوز ترامب لتعزيز مكانته كزعيم للحركة المحافظة فى أوروبا.

ومن بين الزعماء الآخرين الذين يفضلون فوز ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى تعامل مع نائبة الرئيس هاريس بشكوك عميقة.

*34:

كان الزعماء العرب، وخاصة فى الخليج، على علاقة وثيقة للغاية مع ترامب خلال ولايته الأولى، وكانوا يأملون فى العودة.

 

ولكن القادة الإيرانيين لا يشاطرونهم هذا الشعور. وتقول أجهزة الاستخبارات الأميركية إنهم – إيران خططوا لاغتيال ترامب.

 

 

*بوتين يتحرش فى الترامبية.

 

عندما ألقى الرئيس الروسى بوتين كلمتة أمام «منتدى فالداى للحوار» المنعقد فى روسيا، انتقد ما وصفه بإنها مساع لإلحاق هزيمة استراتيجية ببلاده فى أوكرانيا، مؤكدا وجود صراع لتشكيل نظام عالمى جديد مع تداعى عصر ما بعد الحرب الباردة.

وأضاف بوتين فى «منتدى فالداى للحوار» المنعقد فى منتجع سوتشى على البحر الأسود، بعد يوم من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، «وصلنا إلى حد خطير»، مؤكدا أن «البنية السابقة للعالم تختفى بشكل لا رجعة فيه، بوسعنا القول إنها اختفت بالفعل، ويدور صراع جدى لا رجعة فيه لتشكيل بنية جديدة».

ومضى قائلا إن «دعوات الغرب لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، الدولة التى تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، تظهر نزعة مفرطة للمغامرة».

وقال إن الغرب سعى إلى تصوير روسيا كقوة مهزومة بعد انهيار الاتحاد السوفييتى عام 1991، ووصف حلف شمال الأطلسى «الناتو» بأنه عفا عليه الزمن.

وأضاف، بحسب المصادر الإعلامية الروسيك:أن روسيا لا تعتبر الحضارة الغربية عدوا رغم محاولات عزل موسكو.

وتابع أن العالم يتغير على أى حال وأن العديد من الدول القوية لا تريد عزل روسيا.

بوتين، فى مواجهته للترامبية القادمة على الولايات المتحدة، انتقل إلى القول أن: «العالم يحتاج إلى روسيا ولا يمكن لأى قرارات من قادة فى واشنطن أو بروكسل أن تغير ذلك»، استنادا إلى:

*أ:

لا جدوى من محاولات الضغط على روسيا لكن موسكو مستعدة دائما للتفاوض.

*ب:

«لا جدوى من الضغط علينا. لكننا مستعدون دائما للتفاوض مع مراعاة المصالح المشروعة المتبادلة.

*ج:

إن البعض فى الغرب يحلمون بعالم بدون روسيا لأنهم يسعون إلى الهيمنة على العالم لكن روسيا أوقفت مرارا أولئك الذين سعوا إلى الهيمنة.

.. ترامب يصنع طاولة جديدة، لعبة دومينيو بحجم الكرة الأرضية، من يستطيع كبح عدم استقرارها، أو/ وتدحرجها.

زر الذهاب إلى الأعلى