مهنة الزبّالين والسياسيين
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية

الجريدة –

قفز إلى ذهني فجأة اسم وليد جنبلاط وتصريحه الشهير قبل سنوات ورغبته في أن يصبح زبّالا في نيويورك بعد تقاعده، لكنه تحول إلى «الزبّال الأول في لبنان» إثر تفشى الزبالة في الشوارع وتركها دون تجميع!

 

مهنة الزبالة في بلداننا العربية تجلب الاستعطاف على من يزاولها، وينظر إليها نظرة دونية، في حين رئيس أكبر دولة عظمى في العالم يتقرب من الشعب وهو يركب سيارة نقل قمامة مرتدياً ثوب الزبالين، فهذه الوسيلة من الترويج لشخص قد تجعله قريباً من الناس وتعطيه الأفضلية على منافسته في انتخابات الرئاسة الأميركية السيدة كامالا هاريس.

 

استوقفني تعليق الكاتب والدبلوماسي الأستاذ جمال النصافي وربطه للحدث كيف أن النزول للشارع والتواضع للوقوف على معاناة الناس، ثقافة تحلّت بها الأنظمة الديموقراطية الغربية، هم أخذوها ونحن تركناها، ترامب ما غيره قدم نموذجاً آخر ببيعه الوجبات السريعة لعموم الناس وهو ما منحه صورة الرئيس المحبوب شعبياً.

 

إذا كان الأمر كذلك فبماذا تفسر «نجاحه الباهر والساحق» في انتخابات الرئاسة، بالرغم مما قيل عنه من أوصاف مهينة جداً؟ وما تحليلك لهذه الشخصية النرجسية والعنيفة والمتمرس في الصفقات والتسويات، رغم أنه ما زال يملك جاذبية غير عادية لدى قاعدته الجماهيرية «كرجل أبيض» يكره السود والزنوج وقف معايراً منافسته هاريس بعرقها الأسود؟

 

أقرب المستشارين وكبار موظفي إدارة البيت الأبيض نعتوه بـ «الأحمق»، ومن غير المجدي محاولة إقناعه بأي شيء، لقد خرج عن السيطرة، نحن في مدينة الجنون.

 

كتب عنه بوب وودورد «الرجل الخطأ لمنصب الرئاسة، بل غير المؤهل لقيادة البلاد، لقد كان الرئيس الأكثر تهوراً واندفاعاً في تاريخ أميركا».

 

هل ستتغير شخصية ترامب في ولايته الرئاسية الثانية التي سيتسلمها رسمياً بعد 38 يوماً من كتابة هذا المقال، أم أن المفاجآت الصاعقة ستتوالى علينا دون أن يكون بمقدور أحد التنبؤ بها؟

زر الذهاب إلى الأعلى