بين الصحافة الاستقصائية والرقمية
بقلم: حمزة عليان
النشرة الدولية –
لم يتركني أسترسل في الحديث عن واقع الصحافة العربية الورقية وتراجعها المستمر في مواجهة «الصحافة الرقمية» ومنصات التواصل الاجتماعي، بل بادر بالقول إن النجاح يكمن في عملية الفصل بين أجهزة التحرير بحيث يكون هناك جهاز تحرير مستقل وكامل في أي صحيفة ويتوزع على ثلاث مجموعات: الأولى، للصحيفة الورقية والثانية للصحيفة الإلكترونية والثالثة لوسائل التواصل الاجتماعي.
كان يقصد صاحبنا المطلع جيداً على ما يجري في الصحف العالمية، أن من يبغي الصعود والانتشار والتوسع فإن عليه أن يبادر بالتحدي لا الاختباء خلف الأبواب بانتظار أن يحدث الطوفان ويتسبب بالغرق.
إذا كان لا بد من احتواء صعود «الصحافة الرقمية» وبكل أشكالها فعليك أن تقفز من السفينة إلى شاطئ الأمان، وتجعل لكل مجموعة رئيس تحرير، ومدير تحرير، وميزانية مستقلة، بحيث تخلق لكل نوع من الصحف بيئة مناسبة تتلاءم والمحتوى الذي تنتجه وتعمل على تسويقه.
واقع الصحافة الورقية أخذنا إلى الصحافة الاستقصائية و«شبكة أريج» بقيادة الزميلة روان الضامن، وما تنتجه من «تحقيقات» تجاري فيها الصحافة العالمية، وهذا العام ستعقد ملتقاها السنوي تحت شعار «صحافة بلا قيود» بعد أن وجدت نفسها تقارع كل أنواع القيود السياسية والأمنية والرقمية من أجل هدف رائع وهو: المساءلة والعدالة المفقودتان.
قبل ذلك أقامت ورشة تدريب في صحيفة «البلاد» في البحرين حول «تدقيق المعلومات»، وما أحوجنا إلى ذلك، وقدّمها الزميل غسان الشهابي في إطار الحرص على مصداقية المعلومات التي تنشرها الصحيفة كما تفعل عدد من كبريات الصحف العالمية.
شبكة «أريج» المتجددة في الاستطلاعات والتحقيقات الاستقصائية أجرت بحثاً عن حجم الخسائر الناجمة عن الحرب في الوسط الصحافي بغزة وشمل 383 صحافيا وصحافية من المقيمين في القطاع، هذا الاستطلاع يروي معاناة الصحافيين في ظل الحرب المستمرة، (أكتوبر 2023– نوفمبر 2024) كالظروف المعيشية وفقدان أجهزة الكمبيوتر والهواتف والكاميرات ومشاكل انقطاع الكهرباء والخوف الدائم من استهدافهم.
الاستطلاع الاستقصائي توصل إلى النتائج التالية:
– 131 صحافياً فقدوا أفراداً من عائلاتهم.
– 38 طفلاً من أبناء الصحافيين قتلوا.
– 495 أصبحوا نازحين.
– 446 دُمرت منازلهم.
– 468 فقدوا معدّاتهم.
– 115 تعرضوا للإصابات.
– 60 % من الصحافيين يعيشون في الخيام كنازحين وثلثهم نزحوا 8 مرات.