نصير شمّه يشعل أوتار الحرية في مونتريال بمناسبة الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان العالم العربي

في عرض " أوتار مشتعلة " شمّه يقدم سيمفونية موسيقية شعرية مهداة للشعوب التائقة للتحرر.. ويبدع في تحويل ألة العود إلى أداة تنبض بالحرية

دنيا صاحب – العراق

على خشبة المسرح، حمل شمّه عوده كمناضل عريق، لينطلق بعزفه المميز عبر الحدود واللغات مستلهماً ستة من عمالقة الشعر العالمي : محمود درويش، شاعر الأرض والوطن، بدر شاكر السياب الحالم بحرية الإنسانية، و فيديريكو، غارسيا لوركا، الشاعر الشهيد ورمز الجمال المتمرد، بشارة الخوري شاعر الحب والهوى، لينا الطيبي الشاعرة الحرة، قدم شمّه ملحمة فنية حملت الجمهور إلى قلب النضال الإنساني والتوق إلى التحرر. عزفه لم يكن مجرد ألحان بل لغة روحية تصرخ بالعزيمة والأمل تدمج بين الألم العميق وإرادة الإنعتاق من الظلم والطغيان، وكان كل وتر من العود يحكي قصة شعب يكافح من أجل وجوده وكرامته.

وأضفت الكوريغراف الكندية أودري غوسيران مع فرقتها الراقصة بعداً بصرياً ساحراً لهذه اللوحات الصوتية، في لحظة احتفاء بالجمال والتمرد لن تمحى من الذاكرة.

وصرح نصير شمَه قائلاً : إن حفل مونتريال مستوحى من شعراء الحرية وقصائدهم الخالدة وهذه الأعمال التي قدمتها في الحفل بعضها جديد، وبعضها قدم بشكل توزيع جديد لأول مرة، قام بتوزيعها كابي البطرس وهي مجموعة من مؤلفاتي أردت من خلالها أن أحتفي بالشعر وبصوت الحرية من الشعراء الكبار على مر تاريخ الشعر الحديث، وكان العرض من العروض الإستثنائية بالإستعداد والتجهيزات وإدارة المهرجان العالم العربي في مونتريال بذلت جهوداً كبيرة لتكون هذه الليلة مميزة ومهمة وكبيرة، وستبقى هذه الحفلة عالقة في ذاكرتي وفي ذاكرة الموسيقيين وذاكرة الجمهور طويلاً.

في ختام هذه الرحلة الفنية الإستثنائية، وقف نصير شمّه تحت تصفيق الجمهور الحار ليعبر عن تقديره العميق لمهرجان العالم العربي، قائلاً : هذا المهرجان ليس مجرد منصة فنية؛ إنه جسر يربط الثقافات ويجعلنا نحتفي بإنسانيتنا المشتركة” وأشاد شمّه بالدور الكبير الذي لعبه المهرجان على مدار خمسة وعشرين عامًا في فتح الأبواب أمام الإبداع والحوار بين الثقافات والهويات، ومنوهاً بالجهود الجبارة التي يبذلها القائمون على المهرجان من أجل إبقاء الثقافة العربية نابضة بالحياة والإبداع في امريكا الشمالية.

كانت ليلة “أوتار مشتعلة” اكثر من مجرد أمسية؛ كانت احتفالًا بالنضال الإنساني وتذكيراً بأن الفن يظل دائماً أقوى صوت للمقاومة. أمسية خالدة ستظل محفورة في ذاكرة مونتريال، شاهدة على السحر الذي يمكن للموسيقى ان تصنعه عندما تلتقي بالشعر التائق للحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى