«إيكوكويست» بنسختها السادسة… مشاريع طلابية واعدة لتحسين حياة اللاجئين وحماية البيئة
«لابا لوياك» نظمت المسابقة بضيافة مزرعة دار شيخة
تميّزت النسخة السادسة من مسابقة «إيكوكويست (Eco- Quest)»، بتركيزها على قضية اللاجئين العرب في كل من فلسطين وسورية ولبنان واليمن والسودان، بهدف حثّ طلاب المدارس الثانوية على ابتكار حلول بيئية ومبادرات مجتمعية إنسانية تضمن تحسين الأوضاع المعيشية للاجئين.
الفعالية البيئية التي تواصل «لابا لوياك» تنظيمها بشكل دوري، انطلقت برعاية مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، وشركتي إيكيا (IKEA)، و«KDD» للأغذية، وذلك في ضيافة مزرعة دار شيخة.
وتهدف المسابقة الريادية إلى تكريس استراتيجية «لوياك» للمساحات الخضراء، من خلال رفع الوعي البيئي لدى الشباب وتمكينهم في مجال الزراعة المستدامة وزيادة المساحات الخضراء في الكويت.
وقد امتدت ليوم كامل، بمشاركة 9 مدارس ثانوية خاصة في الكويت، حيث تنافس 63 طالبًا وطالبة، بمعدل 7 طلاب من كل مدرسة. وتم تقسيم المدارس إلى قسمين بين هواة التمثيل ومحبّي الفنون التشكيلية، وتمحورت حول أهمية الربط بين مخيمات اللاجئين والتنمية المستدامة وابتكار أفضل السبل لمواجهة التحديات البيئية من جهة وتوفير ظروف العيش الكريم لمجتمعات اللجوء من جهة أخرى. كما شددت على أهمية الزراعة كوسيلة لتثبيت الجذور التاريخية للشعوب العربية ونضالها في سياق الحفاظ على الهوية والتراث والتاريخ، وترسيخ جوهر القضايا العربية والإنسانية.
واستُهلت مسابقة «إيكوكويست» في مزرعة دار شيخة بنشاط بيئي زراعي، أما مسابقة البحث عن الكنز التي كانت من تصميم شركة كلو KLUE للأنشطة والترفيه الإبداعي، فقد شكلت فرصة لتنافس المشاركين على فكّ وحلّ خمسة ألغاز وأحجيات توزّعت في أرجاء المزرعة تتعلق بالبيئة والمناخ الكويتي والدول العربية المذكورة.
وتبارى الطلاب على جمع النقاط، سواء من خلال الأحجيات أو الأنشطة، أو من خلال الحصول على شارة التعريف (البادج) المطلوبة في حال الفوز، حيث ترتّب على الطلاب معرفة كل المواقع وجمع كل الشارات في أقل وقت ممكن.
وتخلّل المسابقة فقرات ترفيهية لتحفيز الطلاب على الابتكار، حيث أقيم نشاط التعبير الإبداعي الذي تنوّع بين التمثيل والفنون التشكيلية، قبل أن ينطلق الطلاب بتصميم مشاريعهم وعرضها، ومن ثم اختيار المدارس الفائزة.
العمل على مشاريع ريادة
ولعل الهدف الأساسي من «إيكوكويست» هو إشراك الشباب اليافعين بابتكار الحلول وانخراطهم بهموم مجتمعاتهم، وذلك من خلال تطوير مشاريع عمل مجتمعية، وهو القسم الذي يحمل النقاط الأكبر في المسابقة.
تُحضّر كل مدرسة مُشاركة فكرة مشروع بحسب الثيمة المطروحة للمسابقة، ثم تعمل على تطويرها لمدة ساعتين ونصف الساعة، بمساعدة متخصصين في مجالات البيئة والإدارة والتسويق.
وقد عمل الطلاب هذا العام على مشاريع ربطت الاستدامة بتحسين أوضاع مخيمات اللجوء في البلدان العربية، وبمساعدة لجنة التوجيه والتحكيم التي تناوبت على المدارس مقدمة الدعم والتوجيه المطلوب بمساعدة نموذج عمل Business Model وإرشادات لصناعة العلامة التجارية Brand Canvas لمساعدتهم في تطوير المشاريع.
يُذكر أن تقييم المشاريع من قبل لجنة التحكيم يعتمد على كفاءة دراسة الجدوى للمشروع، قابلية المشروع للتوّسع، وجودة القصة والعلامة التجارية للمشروع، ومقدار الابتكار في فكرة المشروع، وجودة أداء الطلاب أثناء عرض المشروع.
وقد فازت المدرسة الأمريكية في الكويت (ASK) بالمركز الأول، ومدرسة الإخلاص الأهلية بالمركز الثاني، وحصدت مدرسة كيمبردج الإنكليزية (CES) المركز الثالث، في حين نالت مدرسة الكويت الأهلية الحديثة المركز الثالث مكررا.
وشملت المدارس المشاركة كلا من مدرسة البيان الثنائية اللغة (BBS)، مدرسة الشهيدة أسرار القبندي الثنائية اللغة (MAQBS)، مدرسة الغانم الثنائية اللغة (GBS)، مدرسة إنوڤا الإنكليزية الدولية (IIES) ومدرسة الكويت الأمريكية (KAS). وتألفت لجنة التحكيم من مدير قسم الأعمال في شركة جرين فيلدز للزراعة، (الشركة الأم لمزرعة دار شيخة)، يوسف الرضوان، والمديرة البيئية في شركة KDD للأغذية جومانة خليفة، ومديرة التنمية المستدامة في شركة إيكيا صبرينا شماس.
وتعقيبًا على الحدث، أعرب الرضوان عن سعادته باستضافة «لابا لوياك» وطلاب المدارس المشاركة في أحضان مزرعة دار شيخة، وقال: «إن مساعدة اللاجئين وحماية البيئة في الكويت، تشكّل أهمية قصوى، وقد أثبت الطلاب من خلال مشاريعهم المتميزة، مدى ثقافتهم وإلمامهم بقضايا البيئة والحلول الصديقة للبيئة، في هذه المرحلة العمرية المبكرة. ومن المهم التركيز على ما يجمعنا مع استراتيجية «لوياك» للمساحات الخضراء من أهداف مشتركة، حيث إن شعارنا يرتكز على التفكير بالبيئة وتعزيز الوعي بأهمية التنمية المستدامة».
بدورها، أبدت خليفة إعجابها بـ «مشاريع الطلاب التي تجمع بين الحلول البيئية والاجتماعية الإنسانية، سواء من خلال إعادة التدوير واستخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أو من خلال توفير التعليم للاجئين وبناء خبراتهم وخلق فرص عمل لهم في قطاع التعليم، كي يمارسوا دورهم التعليمي وليُتاح لأبنائهم حق التعلم». ولفتت إلى أن شركة KDD تتلاقى مع أهداف وتطلعات لابا لوياك».
يوسف الرضوان: مساعدة اللاجئين وحماية البيئة في الكويت أهمية قصوى
أما شماس فاعتبرت أنه «من الملهم رؤية جيل الشباب يتحدث عن الاستدامة وفوائدها على المستقبل ومجتمعات اللاجئين، وأن يتمكن من إحداث فارق حول العالم. لقد استطاع اللاجئون تحويل أفكارهم إلى خطة عمل وتحرّك فعلي على أرض الواقع.
كما أن شركة إيكيا تتناغم مع «لابا لوياك» لناحية دعم جهود إعادة التدوير وتعزيز وعي الشباب وتعميم مفهوم الاستدامة، من أجل حماية مساحاتنا الخضراء وتغيير عاداتنا الاستهلاكية ودعم المجتمع المحلي.
وقد ثابر الطلاب على مساندة اللاجئين من خلال أفكارهم وآرائهم ومشاريعهم التي أظهرت القدرة على التوسع بالآفاق وابتكار نمط حياة يقوم على الاستخدامات المتعددة لتحقيق الاستدامة».
وأشارت مسؤولة التخطيط ومتابعة البرامج في «لابا»، رزان زريق، إلى أن المميز في النسخة السادسة من مسابقة «إيكوكويست»، هو الربط بين الاستدامة والأحداث الجارية في عالمنا العربي، من خلال مشاريع طلابية هادفة ومبادرات مجتمعية تدعم القضايا الإنسانية. ويتسق ذلك مع تبنّي «لابا لوياك» دعم القضايا الإنسانية المحلية والعالمية والتضامن معها من خلال المقاومة الثقافية والمقاومة الخضراء.
وتحدث الطالب من مدرسة الغانم الثنائية اللغة، معن أحمد القصير، عن مشروعهم الذي هو «عبارة عن أكياس تحتوي على أوراق الشجر، بهدف تنقية الهواء والتخفيف من مشكلة تلوث الهواء في الكويت. الأمر الذي يصب بدوره في مساعدة اللاجئين وتحسين جودة البيئة، تفاديًا للأمراض الناجمة عن تلوث الهواء». وأوضح الطالب من مدرسة الإخلاص الأهلية، عمر محمد فاروق، أن مشروعهم «تمحور حول تنقية المياه بأساليب وطرق غير مكلفة، من أجل مساعدة اللاجئين العرب والحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية المنظومة البيئية».
وكشفت الطالبة نور محمد أمين (من مدرسة الكويت الأهلية الحديثة)، أن مشروعهم «ركز على إدارة النفايات وتخفيف إنتاج النفايات في مخيمات اللاجئين، من خلال إعادة التدوير وتخصيص العائدات الناتجة عن الأرباح لدعم مجتمعات اللجوء. وقد عبّرنا عن ذلك من خلال الفنون التشكيلية، حيث رسمنا المخيمات وحولها أوراق الزيتون التي تجسد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ورسمنا أيادينا التي تمثل يد المساعدة والعون للاجئين».
أما مشروع مدرسة البيان الثنائية اللغة، فكان عبارة عن مبادرة مجتمعية بعنوان «الأمل الأخضر» تقوم على ابتكار طاقة صديقة للبيئة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بهدف التأثير الإيجابي وتعزيز حياة وبيئة مخيمات اللاجئين، من خلال خفض انبعاثات الكربون وتوفير الوصول إلى المياه النظيفة والموارد بطريقة مستدامة.