«وشاح النيل»
بقلم: سمير عطا الله
النشرة الدولية –
أعلنت جامعة القاهرة ترشيح السيدة فيروز لأعلى الجوائز التقديرية في مصر، أي «وشاح النيل». لا مفاجأة في الأمر طبعاً، مع أن المفاجئ كان بعض الترحيب الذي عبّر عنه زملاء مصريون فائقو الحماس للمغنية اللبنانية، التي يغامر محبّوها في وضعها إلى جانب أم كلثوم.
ما نعرفه أن مصر لعبت دوراً مهماً في مسيرة فيروز والأخوين رحباني الفنية. ففي بداياتهم، جاء الثلاثة إلى القاهرة، وأمضوا فيها وقتاً طويلاً بين الفنانين والشعراء وأهل الموسيقى. وقد غمرتهم مصر، كما روى منصور الرحباني فيما بعد، بالصداقة والرعاية.
وكان أكثر المعجبين بفيروز موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب. وصار كل ما جاء إلى بيروت يذهب أول شيء إلى دارة الرحابنة في أنطلياس، ليسهر معهم على أنغامهم وأنغامه. وقام بتلحين عدة أغانٍ لفيروز، أشهرها «سهار بعد سهار». ويروي منصور أيضاً أن عبد الوهاب لم يكن يكتفي بالذهاب إلى منزل الرحابنة بل كان أيضاً يأتي إلى مكتبهم، حيث يشارك في الإعداد والنقد ومراجعة النصوص والألحان.
يقول منصور: «كانت مصر سبّاقة إلى نشر عاميتها في العالم العربي لاعتقادها أن اللغة الفصحى في الفن لا تصل إلى الناس. جئنا نحن فأثبتنا العكس: كتبنا قصائد فُصحى كثيرة بلغت أطراف العالم العربي، وما زالت في الناس حتى اليوم (سنرجع يوماً، وزهرة المدائن، ولملمت ذكرى لقاء الأمس بالهُدُب، وأنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن، وكتبت إليك من عتبي)».
منذ البدء عرفنا أن صوت فيروز مميّز. لذا، أخذنا جماله الطبيعي الخارق، وتفرُدها وحضورها المذهل، واشتغلنا بخصائص في صوتها مختلفة عن أصوات الآخرين. صوت فيروز ليس صوتاً وحسب، إنه ظاهرة متكاملة… لا تتكرر.