أُمِّي يَا سِرَاجَ النُّور

نص الأديبة : دنيا صاحب- العراق

أُمِّي يَا سِرَاجَ النُّورِ فِي دُرُوبِ،
أَرْوَاحُ العَارِفِينَ،

يَا مِصْبَاحَ الْفَجْرِ الَّذِي يُلْمِعُ فِي، عَتْمَةِ النَّفْسِ وَيُفَجِّرُ أَمْوَاجَ، السَّكِينَةِ،

أَنْتِ نَبْعُ الْحُبِّ الْأَزَلِيِّ،
وَمَحْرَابُ الصَّبَاحِ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْهِ ضَوْءُ الْحَنَانِ،

يَا مَنْ كَتَبْتِ عَلَى جَبِينِي نَجْمَةَ العَصْر،
وَسَطَّرْتِ فِي دَفَاتِرِ قَلْبِي أَلْوَانَ الصَّبْرِ،
يَا مَنْ تَسَامَيْتِ فَوْقَ كُلِّ أَشْوَاقِ الْأَرْضِ، وَارْتَقَيْتِ إِلَى مَقَامِ، الصَديقَة،

تَسَافِرِينَ فِي سَمَاءِ الرُّوحِ كَمَا الطُّيُورُ فِي لُجَجِ الغَيب،

أُمِّي، أَنْتِ الْبِحَارُ الَّتِي تُحَاكِي مَوَاجِدَ الْمُتَصَوِّفِينَ،

وَفِي عَيْنَيْكِ يَسْتَكِنُّ سِرُّ الْخُلُودِ،
أَنْتِ كَالْقَمَرِ، تَظْهَرِينَ فِي مَدارجْ قَلْبِي الْيَقِينِ،

ونُورٍك يَشْرُقُ فِي أَعْمَاقِ رُّوحِي تُضِيئِينَ طَّرِيقَي في غَيابِ قَمْري خَلْفَ حِجابَ الْغَيْبِ،

يَا أُمِّي، يَا مَلَاذِي، يَا مَنْ تُقَبِّلُ، السَّمَاءُ أَثَرَ خُطَاكِ، وَيَشع النُّورُ، تَعْظِيمًا لطُهْرِ رُوحِكِ،

أَنْتِ حَقِيقَةُ الْوُجُودِ الَّتِي لَا تُدْرَكُ، إِلَّا بِالْعِشْقِ الإلهي،

وَحِينَ تَمْتَدُّ يَدَاكِ لِتَحْضِنَنِي،
تَسْكُنُ الدُّنْيَا فِي سَكْنِكِ الأَبَدِي، في الجَّنة الخلد،
وَأَطْيَبُ الرِّيَاحِ تَحْمِلُ رَائِحَتَكِ،
مِنْ عَبِيرِ الرُّوحِ وَالرَّيْحَانِ،

فَأَنْتِ نُورُ فَجْرِي فِي لَيْل الغُربَة،
وَفِي زَمَانٍ غَيْرَ الزَّمَانِي أَسْتَشْهِدُ لَذَّةَ الإيمَانِ فِي نَجْوَاكِ،

أَنْتِ حَيَاةُ السَّمَاءِ الَّتِي وَهَبَتْنِي مِنْحَةَ الْخُلُودِ فِي حُبِّكِ يازَهرَاء،

أُمِّي، يَا سِرَاجَ النُّورِ،
عَلَى مَحَامِلِ الْأَشْوَاقِ أَرْتَقِي،
وَفِي كُلِّ عَبْرةٍ أُسَبِّحُ بِاسْمِكِ،
يَا أُمِّي، يَا نُورَ الْهُدَى، لِأَنَّكِ أَنْتِ جَنَّةُ رُوحِي وَمَنْبَعُ نُورِي،

اللوحة الفنية: بريشة الفنان عامر العبيدي – العراق

زر الذهاب إلى الأعلى