اتفاق غزة استحقاق استراتيجى.. علامة لتأريخ سبل المقاومة وطريق لخطة مارشال
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
.. المؤشر أن اتفاق غزة هو الذى مرر شكليًا ودراماتيكا اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله لبنان واسرائيل كدولة احتلال، أيضا ما كا يمر التغيير الجدل فى سوريا، ودخول قوات هيئة تحرير الشام، وفصائل المقاومة المعارضة، لولا الحرب العدوانية التى خاضها كابينت الحرب الصهيونى ضد المقاومة وحركة حماس والفصائل المساندة فى غزة ما بعد معركة طوفان الأقصى فى السابع من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣.
إنها نتيجة حتمية، أنجزتها دول وسيطة كانت تصر وتتابع بقوة وجهد وصبر لتحقيق الاتفاق، الذى بات حقيقة رغم أنف السفاح نتنياهو، الذى وقف مع ألاعيب الإدارة الأمريكية والبنتاجون والرئيس المنتهية ولايته بايدن، الذى أراد استمرار الحرب لملفات ساقها نتنياهو ووزير الدفاع الأمريكى البنتاجون، إنها نتيجة دبلوماسية الحرب والنار، إقليمية عربية دولية، وأمنية.
النتيجة، اغتيال حق الناس بعد حرب إبادة جماعية دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، وهى اليوم اتفاق، استحقاق، شعب سيق للإبادة.
تنعكس الاتفاقية على الساحة السياسية العربية العربية والعربية الدولية، مفاهيم جيوسياسية الحراك الدبلوماسى التشارك العربى، تجربة مصر وقطر نموذجًا.
*حضور وغياب.
لا حضور ولا غياب، مصر أصرت وأنجزت ووقفت بثقل إدارتها للأزمات والتفاوض عن عراقة لها جذورها التاريخى والسياسى وأيضا قطر، التى أكدت أصالتها فى الصبر والحكمة والاحتواء الأساسى فى قيادة دول وسيطة.
النتائج بين مصر وقطر والإدارة الأمريكية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ساحة نجاح وكان ضربة معلم، إشراف مساندة بين الخليج العربى والأردن، ومبادرة مصر وقطر والولايات المتحدة.
غزة دفعت كثيرا والمقاومة صبرت وحمت شعبها وسط مجازر ومحارق وإبادة جماعية.
*اتفاق تاريخى منهجى حربى.
لا يمكن إغفال أن هذا الاتفاق أنجز بعد أشهر من الشد والجذب، دور سياسى دبلوماسيا عاشته كل الدول، صمدت مصر وقطر والأردن، وغابت إيران وتركيا والدول العظمى فى مجلس الأمن الدولى، التى تخاذلت عن دورها الإنسانى.
.. الأردن ومصر وقطر، وفى أطراف محطات أخرى، كانت حالة غزة لعبة سياسية خضعت لها الولايات المتحدة عندما عززت دعمها السفاح نتنياهو الذى اكتشف أن الولايات المتحدة تستطيع تسطيح صورة هتلر الألفية الثالثة.. وهذا ما حصل.
مصر، قطر، دعم الأردن والسعودية والإمارات، كل ذلك كان له حضوره وتأثيره، وهى الدول التى ساهمت فى أن تخرج غزة حاليا، وجزئيا من إثم المقاومة إلى صوابية عمل السياسة والتفاوض بعد تحولات عميقة فى المنطقة، والعالم، الرئاسة الثانية للرئيس ترامب، ليست بعبعا، بقدر ما هى إعادة هندسة العالم تحت مارشال الولايات المتحدة.
* لننتظر خطة مارشال المنطقة، دول الصراع الأزمة.
ما سيأتى، أنه بلا ريب، ترامب يحاول إقناع العالم الناتو وأوروبا الاستعمارية بأن دول الصراع والنزاع للخروج من ولاءات المقاومة والإسناد بحاجة لخطة مارشال بقيادة أمريكية خليجية، تخرج بعديد دول المنطقة من ألاعيب إيران والصين وروسيا.
مارشال الشرق الأوسط يقع ضمن سياق فلسطين، لبنان، سوريا، اليمن
وهى دول تعتبر نفسها تخوض مواجهة فى كل المنطقة، ربما كانت إيران من غررت بها طوال سنوات طويلة من الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، والعربى الإسرائيلى.
.. أما عن كيف تريدها القوى الدولية والإقليمية، فهى خطة مسارها الجيوسياسية الأمنية، ضد وتجاه إيران، الامتداد التركى والروسى تجاه الدول العربية.
مارشال مختلف عن حال العالم بعد الحرب العالمية الثانية، مارشال يعرف تفاصيل كل دولة مواردها، وبما ينجم عن ذلك من تحولات سياسية وأمنية.
*الدستور تنشر النص النهائى المعتمد لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.
يشمل الاتفاق العودة للهدوء المستدام بما يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، اعتبارا من يوم الأحد المقبل.
نص الاتفاق يدل على وقف إطلاق النار فى غزة الذى أعلنه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى اليوم الأربعاء، حيث أكد نجاح جهود الوساطة القطرية المصرية الأمريكية، على أن يبدأ التنفيذ يوم الأحد المقبل.
* وثائق الحرب.. نص الاتفاق بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلى:
*إجراءات وآليات عملية لتنفيذ اتفاق تبادل الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين والعودة للهدوء المستدام بما يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين.
- الاستعدادات للمرحلة الثانية
إن هدف الطرفين والوسطاء هو للوصول إلى توافق نهائى لتنفيذ اتفاق 27 مايو 2024 لتبادل الرهائن والمسجونين والعودة للهدوء المستدام، بما يحقق وقف دائم لإطلاق النار بين الطرفين. إن جميع الإجراءات فى المرحلة الأولى ستستمر فى المرحلة الثانية ما دامت المفاوضات بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية مستمرة، والضامنون لهذا الاتفاق سيعملون على ضمان استمرار المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاق.
- انسحاب القوات الإسرائيلية
انسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا من المناطق المكتظة بالسكان على طول حدود قطاع غزة، بما يشمل وادى غزة «محور نتساريم ودوار الكويت». القوات الإسرائيلية ستعيد انتشارها فى محيط «700» متر، باستثناء 5 نقاط محددة، التى ستزيد بما لا يزيد على «400» متر إضافية، والتى سيحددها الجانب الاسرائيلى، جنوب وغرب الحدود، ويكون ذلك على أساس الخرائط المتفق عليها بين الجانبين التى سترفق بالاتفاق.
- تبادل الأسرى، وفق الآتى:
أ. الرهائن الـ9 من المرضى والجرحى من قائمة الـ33 سيتم إطلاق سراحهم بمقابل إطلاق سراح 110 سجناء فلسطينيين من المحكومين بالمؤبد.
ب. ستطلق إسرائيل سراح 1000 معتقل من غزة من الذين اعتقلوا من 8 أكتوبر 2023 والذين لم يكونوا مشاركين فى أحداث 7 أكتوبر 2023.
ج. فئة كبار السن «الرجال فوق الـ50» من قائمة الـ33 سيتم إطلاق سراحهم بموجب مفتاح 3/1 محكومين بالمؤبد + 27/1 محكومين بأحكام أخرى.
د. أبرا منغستو وهشام السيد سيتم إطلاق سراحهما وفقًا لمفتاح تبادل 30/1 بالإضافة إلى 47 سجناء شاليط.
هـ. سيتم إطلاق سراح عدد من المسجونين الفلسطينيين فى الخارج أو فى غزة بناءً على القوائم المتفق عليها بين الطرفين.
- محور صلاح الدين «فيلادلفيا»
أ. يقوم الجانب الإسرائيلى بخفض القوات تدريجيًا فى منطقة الممر خلال المرحلة الأولى، وفقًا للخرائط المتفق عليها والاتفاق بين الجانبين.
ب. بعد إطلاق سراح آخر رهينة من المرحلة الأولى، فى اليوم الـ42 تبدأ القوات الإسرائيلية انسحابها وتستكمله بما لا يتجاوز اليوم الـ50.
- معبر رفح
أ. سيكون معبر رفح جاهزًا لنقل المدنيين والجرحى بعد إطلاق سراح جميع النساء «المدنيات والمجندات». ستعمل إسرائيل على تجهيز المعبر فور توقيع الاتفاق.
ب. تعيد القوات الإسرائيلية انتشارها حول معبر رفح وفقًا للخرائط المرفقة.
ج. سيسمح بعبور 50 فردًا من العسكريين الجرحى يوميًا برفقة «3» أفراد. ويتطلب كل من هؤلاء الأفراد الحصول على موافقة إسرائيل ومصر.
د. سيتم تشغيل المعبر استنادًا إلى مشاورات أغسطس 2024 مع مصر.
- خروج المرضى والجرحى المدنيين
أ. يسمح لجميع المدنيين الفلسطينيين المرضى والجرحى بالعبور عبر معبر رفح، وفقًا للبند الـ12 من اتفاق 27 مايو 2024.
- عودة النازحين داخليًا دون حملهم للسلاح «محور نستاريم»
أ. العودة متفق عليها على أساس اتفاق 27 مايو 2024، المادة 3-أ و3-ب.
ب. فى اليوم السابع، سيسمح للنازحين داخليًا المشاة بالعودة شمالًا، دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد.
وفى اليوم الـ22، سيسمح لهم بالعودة شمالًا من شارع صلاح الدين أيضًا، دون تفتيش.
ج. فى اليوم الـ7 سيتم السماح للمركبات بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات من قبل شركة خاصة يتم تحديدها من قبل الوسطاء بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلى، وبناءً على آلية متفق عليها.
- بروتوكول المساعدات الإنسانية
أ. الإجراءات ذات الصلة بالمساعدات الإنسانية وفقًا للاتفاق سيتم تنفيذها استنادًا للبرتوكول الإنسانى الذى تم الاتفاق عليه تحت إشراف الوسطاء.
* نهاية مخطط الاحتلال الإسرائيلى السفاح نتنياهو.
قيادى فى حركة حماس مشارك فى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إن «الأسبوع الأول من المرحلة الأولى سيشهد خروج المئات من المصابين من العسكريين من القطاع للعلاج بالخارج، وذلك وفق اتفاق واضح».
وأكد المصدر، فى تصريحات خاصة لـ»العربى الجديد»، أنه اتُّفق على ألا يتم تغيير الوضع على الأرض فى ما يخص المنطقة العازلة بين غزة ومستوطنات الغلاف عما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لافتًا إلى أن المنطقة العازلة حول القطاع كانت تراوح بين 300 متر فى مناطق، و500 فى مناطق أخرى، وفق ما نشرت منصة المدن فى بيروت.
وأوضح القيادى فى الحركة أن المقاومة أفشلت مخططات الاحتلال خلال المفاوضات لالتهام أراضى القطاع وأسقطت مخطط التهجير، مشددًا على أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال القيادى بالحركة إن الاتفاق بتفاصيله النهائية هو انتصار واضح وحقيقى لصمود الشعب الفلسطينى وسكان القطاع الذين قدموا تضحيات كبيرة. وشدد القيادى على أن الاتفاق يتضمن ما يضمن بشكل واضح لا رجعة فيه عدم استئناف الحرب مجددًا.
بالمقابل، تتعامل أوساط إسرائيلية عدة مع المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، على أنها أمر مسلّم به، رغم أنها لم تخرج إلى حيّز التنفيذ بعد، فيما المخاوف بالأساس من عدم تنفيذ المرحلة الثانية منها من قبل دولة الاحتلال، وهو ما أعربت عنه عائلات محتجزين إسرائيليين فى غزة، التقت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الاثنين. وشكك معلقون إسرائيليون، الأربعاء، فى نية حكومة الاحتلال الوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.
*
.. المرحلة تحتاج نظرة سياسية مختلفة لأحداث ١٥ عامًا ما من الحرب التى أبادت سمات قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وكشف مدى تهاون السلطة الفلسطينية وضياع بوصلتها السياسية والأمنية، عدا عن تفاهة ألاعيب حكومة التطرف الصهيونى بقيادة السفاح نتنياهو.
المرحلة، ما بعد دخول الرئيس الأمريكى الجديد ترامب إلى البيت الأبيض، تناور على تفاصيل سياسية وأمنية واقتصادية مختلفة، وهى تتيح للإدارة الأمريكية مناهج عملها فى المنطقة وفق صراع الأقوياء.