أهالي غزة يعودون إلى «أطلال» منازلهم في أول أيام الهدنة
النشرة الدولية –
تدفق الفلسطينيون إلى شوارع قطاع غزة للاحتفال والعودة إلى أنقاض منازلهم المدمرة أمس، بينما سلمت حركة «حماس» أول ثلاث رهينات للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 69 أسيرةً فلسطينية و21 طفلاً من سجونها.
وبدأ آلاف الفلسطينيين النازحين في غزة، حاملين الخيام والملابس والمتعلقات الشخصية، التوجه إلى منازلهم أمس، بعد دخول وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بين إسرائيل و«حماس» حيز التنفيذ، وذلك بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب.
ورصد عودة الفلسطينيين إلى منازلهم عبر شاحنات وعربات تجرها الحمير وعلى الأقدام، مروراً بمناطق واسعة مدمرة في غزة، لا سيما في الأجزاء الشمالية من الأراضي الفلسطينية. كما عاد سكان مخيم جباليا في شمال غزة الذي تعرض لحصار إسرائيلي منذ أكتوبر، إلى منازلهم في الساعات الأولى من صباح أمس.
وأفاد شهود عيان أن شوارع جباليا مكدسة بالركام والدمار، مع رائحة الجثث المتحللة التي تطغى على المكان، حيث ما زال العديد من القتلى تحت الأنقاض، بينما تتعفن جثث أخرى في الشوارع.
ويوفر وقف إطلاق النار أملاً هشاً لسكان غزة، لكن طريق التعافي طويل، مليء ببقايا دمار لا يمكن تصوره. وتشير أحدث التقييمات، التي نشرت الخميس، إلى أن ما يقرب من 59.8 % من المباني في غزة قد تضررت على الأرجح خلال الحرب.
بينما قدر تحليل آخر أجراه مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة في ديسمبر أن 69% من جميع المباني في غزة قد تضررت جراء القتال.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، تسلمه 3 رهينات من طواقم الصليب الأحمر الدولي، أفرجت عنهن حركة «حماس»، ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين الطرفين.
وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي: «تقوم وحدة خاصة لجيش الدفاع وقوة من الشاباك بمرافقة الأسيرات الثلاث العائدات في طريقهن إلى الأراضي الإسرائيلية». وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنّ الأسيرات المفرج عنهن وصلن إلى إسرائيل. وفي تل أبيب، تابع آلاف الإسرائيليين إطلاق سراح الرهينات الثلاث على شاشة ضخمة خارج مقر وزارة الدفاع.
بدورها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أمس، القائمة الأولى من أسماء الفلسطينيين المفرج عنهم في المرحلة الأولى من عملية التبادل، متضمنة 69 امرأة و21 طفلاً.
وقال مصدر في «حماس» إن الحركة ستطلق سراح الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيليين، السبت المقبل، في اليوم السابع من بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، مع عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله ومحافظة غزة، وفق الاتفاق.
أمنياً، قتل 26 فلسطينياً بهجمات إسرائيلية طالت أنحاء مختلفة من قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الساعة 6:30.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، في بيان: إن 19 فلسطينياً قتلوا بقصف إسرائيلي طال أنحاء مختلفة من القطاع.
وفي تفصيله لذلك، قال بصل: إن فلسطينياً قُتل بمدينة رفح، بينما قُتل 6 آخرون شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأفاد بأن 9 فلسطينيين من إجمالي المحصلة قُتلوا بمحافظة غزة و3 بمحافظة الشمال.
وأوضح أن أكثر من 36 فلسطينياً أصيبوا جراء قصف إسرائيلي، وإطلاق المسيرات للنيران في أحياء مختلفة شرق مدينة غزة.
بدوره، قال مصدر طبي: إن 7 فلسطينيين قتلوا بقصف إسرائيلي استهدف مركبة وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع.