الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد حلف ترامب-السفاح نتنياهو!… الهدف دولة فلسطينية.. ولا للتهجير
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

بدأت فعليًا، وعمليات نتائج الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا مع البيت الأبيض، والإدارة الأمريكية، الكونجرس، والبنتاجون.

الأردن، مصر، والسعودية، مقدمات لقوة سياسية واقتصادية وجيوسياسية لها وزنها فى المنطقة والشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج العربى، عدا عن العالم الإسلامى.

.. ما يحدث، أن التنسيق رفيع المستوى بين مصر والأردن، عزز من الموقف السعودى العميق، الذى استشعر تهديدات المرحلة وأحس بجنوح الإدارة الأمريكية، بما فيها أحوال الرئيس الأمريكى ترامب، الذى يشعر بأنه» بائع روببابيكيا»، يدور فى مخه انه يريد شراء وإعادة استثمار العالم، وفق موقعه كرئيس للولايات المتحدة، ليس الشعب الأمريكى الكريم، بل الدولة التى تعد القوة العسكرية أولًا والاقتصادية القطبية التى تنازع تواجه المنافسات الكبرى، والغريب أنها ذيل للتطرف اليهودى التوراتى الذى يقود عصابات مجرمه فى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.

 

*.. مؤشرات الحوار العربى- الأمريكى.

 

* المؤشر الاول:

بدأ ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثانى، الأحد، زيارة العمل للولايات المتحدة الأمريكية.

وفى واشنطن، يلتقى جلالته، يوم بعد غد الثلاثاء، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

ومن المقرر أن يلتقى الملك بوزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومى مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكى للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وأعضاء لجان فى مجلسى الشيوخ والنواب.

 

واجتمع الملك عبدالله الثانى، الأحد، بوزير الدفاع الأمريكى بيت هيغسيث.

.. وفى إطار هذا المؤشر، اعتبرت الخارجية الأردنية، تصريحات السفاح نتنياهو نتنياهو بأنها «مُعادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولة»، لافتةً إلى أنها «دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول».

 

* المؤشر الثانى:

بيان وزارة الخارجية السعودية يؤكد أن الشعب الفلسطينى صاحب حق ولا يمكن اقتلاعه من أرضه.

.. وعبّرت الرياض عن رفضها التصريحات التى أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، السفاح نتنياهو، حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضى السعودية، فيما أعلنت مصر عن قمة عربية طارئة تعقد فى 27 شباط/ فبراير الحالى، «لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية».

وردًا على التصريحات التى أدلى بها نتنياهو لوسائل إعلام، خلال زيارته الرسمية التى استمرت لأيام عدة، واقترح فيها إقامة دولة فلسطينية على الأراضى السعودية، شددت الخارجية السعودية، على أنه لا سلام شامل بلا حل الدولتين، مؤكدة أن تصريحات- السفاح-نتنياهو، أن تلك التصريحات «تستهدف صرف النظر عن الجرائم التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى، تجاه الفلسطينيين فى غزة، بما فى ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقى».

وشدّد البيان على أن «الشعب الفلسطينى صاحب حق فى أرضه، وليس دخيلًا عليها أو مهاجرًا إليها، يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلى الغاشم»، لافتةً إلى «مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية».

 

* المؤشر الثالث:

* وزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطى، توجّه، الأحد، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسئولين فى إدارة ترامب وأعضاء فى الكونغرس.

 

الزيارة تأتى بعد تصريحات أمريكية على لسان الرئيس ترامب طرح فيها خطة بشأن غزة تقضى بسيطرة الولايات المتحدة على غزة فترة من الوقت حتى تتم عمليات إعادة الإعمار وتهجير الفلسطينيين قسريًا خارج قطاع غزة ثم يعودون بعد انتهاء إعادة الإعمار، وهو الأمر الذى رفضته مصر تمامًا ورفضته دول عربية أخرى.

 

* المؤشر الرابع:

 

.. المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى والمنظمات والقوى المختلفة فى العالم العربى والإسلامى، تضع بوصلتها، نحو اجتماعات حاسمة مع الأردن ومصر، والسعودية، ذلك لتوضيح كيف يرفع إعلان الرئيس ترامب، من [المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية] التى قد تترتب على قممه الوشيكة فى البيت الأبيض مع الملك عبدالله الثانى ملك الأردن (11 فبراير/ شباط)، وأيضًا زيارة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، الذى دعا بقوة وذكاء إلى قمة عربية إسلامية مختلفة، تشير مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع لـ«الدستور»:

«إنها ستكون قمة تاريخية لتعدد الدول والقيادات المشاركة، وبالذات من المنظمات، الاتحادات والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ودول مجلس التعاون الخليجى».

 

* الرقص مع الذئاب.

 

لا يستطيع ترامب ولا إدارته الخروج من حلقة الحوار العربى الأمريكى، الأردن مع مصر، وثالثهم القوة السعودية العربية الإسلامية، الخليجية، وبالتالى، يدرك ترامب، بالرجوع إلى فترة رئاسته الأولى، أنه لديه مصالح عديدة فى الحفاظ على علاقات مثمرة مع مصر والأردن تحديدًا، وأيضًا مع السعودية، وفيما يخص كلا البلدين «مصر والأردن»: فمعاهدتى السلام بين مصر والأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى تشكلان أهمية بالغة للاستقرار الإقليمى، والجيوسياسى والأمنى، بالذات: أمن الحدود، والتخطيط الدفاعى فى دول الشرق الأوسط وجوار فلسطين، وبالتالى الأمن الإسرائيلى، وعمليًا: يستضيف الأردن قوات أمريكية، فى حين تمكن مصر من القيام بدورها الإقليمى العربى الإفريقى، وسيادة أمنها القومى والعسكرى، وتتبادل الدول الثلاث، مرحليًا قوة رافضة لتصفية القضية الفلسطينية وتدعم وتصر سياسيا وأمنيا على تنفيذ حل الدولتين والمشاركة الفاعلة فى المؤتمر الدولى لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وفق المباراة العربية، برئاسة المملكة العربية السعودية والدعوة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

.. وتعلم الإدارة الأمريكية والبنتاجون والبيت الأبيض، أنه لا وقت فى ظل النزاعات والحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، للرقص مع الذئاب، وأن على الرئيس الأمريكى، الخروج إلى الحوار بعقلية دستورى وقيمة وحكمة الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها ومكانتها، لا سلاح صائد الذئاب.

هذا وفق مؤشرات سيناريوهات، عززت من إمكانيات أن يحدث الفرق (…)، يستوعب الشعب الأمريكى أنه ليس بحاجة إلى صائد ذئاب فى الألفية الثالثة.

 

* لهذا نرفض التهجير للشعب الفلسطينى.. وعلينا أن نقنع العالم بتثبيث أهل غزة فى أرضهم المدمرة.

 

الأردن ومصر، منذ عشرات السنين، كلا البلدين له قيمه وحضارته وتفاعل مع المجتمع الدولى وبالذات مع الولايات المتحده وأوروبا وإفريقيًا، سياسيًا واقتصاديًا، وعسكريًا ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنهما لا يزالان، دول حضارية تربط محاور وطرق ومرات العالم بين آسيا وإفريقيا، وهما أيضًا: يستضيفان مئات الآلاف- وصلت لملايين- من اللاجئين، نتيجة الحروب والنبات والصراعات فى فلسطين والعراق وليبيا والسودان وسوريا ولبنان ليبيا واليمن.

.. مصر والأردن، كما هو أيضًا موقف عربى واسلامى أعلن فى القمة السداسية فى القاهرة، يؤكد أن البلدان- مصر والأردن- وفق ترهات الرئيس الأمريكى ترامب، يشدد لوحده، يغرد إلى احتمال استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين باعتباره تحديًا وجوديًا لاستقرارهما الاجتماعى وضربة قاتلة محتملة لشرعيتهما كمدافعين عن الحقوق الفلسطينية.

لهذا، عربيًا وإسلاميًا، مصريًا أردنيًا، خليجيًا:

نرفض التهجير للشعب الفلسطينى.. وعلينا أن نقنع العالم بتثبيث أهل غزة- وكل فلسطين المحتلة- فى أرضهم المدمرة.

 

و.. والرؤية وفق المؤشرات الجيوسياسية الأمنية، تحيلنا إلى بدء الحوار مع الإدارة الأمريكية والبنتاجون والرئيس ترامب، لعل زيارة الملك عبدالله الثانى على وجه الخصوص، هى أهم اجتماع مع الرئيس ترامب وقد تكون آخرها، إذ تفرز مقدمات لحل قضية، لا يمكن التفكير بها كأرض مدمرة ومناخ للعقارات، وهنا كان الملك عبدالله الثانى قد حدد مطولًا التنسيق المشترك مع مصر والمجتمع الدولى والدول العربية والإسلامية، تاركًا كل المخاوف، معلنا لقاءات سياسية حكيمة:لا للتهجير، لا لتهويد القدس، فهى خط أحمر، لا لعدم إقرار الحقوق الفلسطينية ومع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

.. ولقاء الملك عبدالله الثانى والرئيس ترامب، يقف وفق رؤية جيوسياسية أمنية شعبية وتنسيق رفيع المستوى مع مصر والسعودية ودول الخليج العربى والاتحاد الأوروبى.

.. ووفق المصادر البحثية الأمريكية، معهد واشنطن، يقول إن الحوار يأتى وفق حقائق:

ذلك أن كل المساعدات الأمريكية لعمان نحو 2 مليار دولار فى شكل دعم مباشر للميزانية، ومساعدات عسكرية، ومساعدات اقتصادية، ودعم للاجئين متوقفة حاليًا كجزء من تجميد المساعدات الذى فرضته إدارة ترامب لمدة تسعين يومًا، كما كانت لغة الحكومة الأردنية المعادية لإسرائيل أثناء حرب غزة غير مرحب بها على الإطلاق فى واشنطن.

 

*.. الخارجية السعودية.. قوة مختلفة.

 

قالت الخارجية السعودية، إن تصريحات السفاح نتنياهو، وإن كانت متزامنة مع بدء الحوار العربى الأمريكى، انما هى تنم عن: «هذه العقلية الاحتلالية المتطرفة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية للشعب الفلسطينى الشقيق وارتباطه الوجدانى والتاريخى والقانونى بهذه الأرض»، موضحة أن «هذه العقلية المتطرفة المحتلة دمرت غزة بالكامل، وقتلت وأصابت 160 ألف فلسطينى، أكثرهم أطفال ونساء، دون أدنى شعور إنسانى أو مسئولية أخلاقية».

ثمّنت السعودية «ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيال ما صرح به نتنياهو فى شأن تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه».

واعتبر البيان أن «أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمى، ورفض مبادرات السلام التى تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطينى لمدة تزيد على 75 عامًا، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة فى ميثاق الأمم المتحدة ومن ذلك حق الإنسان فى العيش بكرامة على أرضه».

وشددت الخارجية السعودية، فى ختام بيانها، على أن «حق الشعب الفلسطينى الشقيق سيبقى راسخًا، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمى من خلال حل الدولتين».

 

فى سياق متصل، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن تصريحات نتنياهو، هى «انفصال تام عن الواقع».

وقال السفير جمال رشدى المتحدث باسم أبوالغيط، إن «المنطق الذى تستند إليه (التصريحات) هو منطق مرفوض بالإضافة إلى أنها تعكس انفصالًا تامًا عن الواقع»، ونقل عنه «تأكيده أن الدولة الفلسطينية لن تقوم سوى على أرض فلسطين التى احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإقليمها هو الضفة الغربية وقطاع غزة، بلا انفصال بينهما».

وأثارت تصريحات السفاح نتنياهو استنكارًا على مستوى العالم العربى، والإسلامى والدولى والأممى، إذ أدانت مصر الاقتراح ووصفته بأنه يعدّ «تجاوزًا مستهجنًا وتعديًا على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وتجاوزًا لسيادة المملكة العربية السعودية». فيما اعتبرت الخارجية الأردنية، تصريحات نتنياهو بأنها «معادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولة»، لافتةً إلى أنها «دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول».

 

كما أعلنت مصر، الأحد، أنها ستستضيف قمة عربية طارئة فى 27 شباط/ فبراير «لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية».

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، إن الدعوة إلى الاجتماع تأتى «بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما فى ذلك دولة فلسطين التى طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية»، فى إشارة إلى خطة ترامب.

وأشار البيان، إلى أن وزير الخارجية بدر عبدالعاطى، توجّه، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسئولين فى إدارة ترامب وأعضاء فى الكونجرس.

 

* الموقف الإيرانى..

 

اللافت أن الموقف الإيرانى، اعتبر، باسم وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، أن مقترح الرئيس ترامب، يشكّل «تهديدًا خطرًا» للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

وقال عراقجى، فى اتصال مع نظيره المصرى، إن «مخطط التهجير القسرى لأهالى غزة مؤامرة استعمارية تهدف إلى محو فلسطين»، مشددًا على «ضرورة اتخاذ موقف موحد وقوى من قبل الدول الإسلامية لمواجهة هذه المؤامرة التى تستهدف مصير الشعب الفلسطينى».

 

 

 

** TWI معهد واشنطن لسياسة الشرق.. ماذا يقول؟!.

 

طرح السؤال ووضع له إجابات مهمة ولها وزنها مرحليًا، وتحت عنوان:

«كيف يمكن لترامب والقادة العرب وإسرائيل سد الفجوات بشأن غزة»

أعد الدراسة المساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما: «دينيس روس»، ومديرة الأبحاث فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «دانا سترول»

 

.. بدأت الدراسة بالإشارة إلى أنه:

رغم المخاطر التى يشكلها اقتراح الرئيس بشأن غزة على الاستقرار الإقليمى والسياسة الأمريكية، فقد وضع هذه القضية على رأس قائمة الأولويات.. وهى تضع مقدمات منها:

 

* أولًا:

لقد أصبح اقتراح الرئيس ترامب المثير للدهشة ببناء «ريفييرا غزة» للولايات المتحدة الآن هاشتاجًا رائجًا على وسائل التواصل الاجتماعى.

* ثانيًا:

فى سلسلة من التصريحات هذا الأسبوع، دعا الفلسطينيين إلى مغادرة غزة إلى أجل غير مسمى أثناء إعادة بنائها، وطلب من مصر والأردن إيوائهم فى هذه الأثناء.

* ثالثًا:

كما لم يصر- ترامب- على حل الدولتين للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، مخالفًا بذلك سياسة دعمتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة، بما فى ذلك فترة ولايته الأولى.

* رابعًا:

أشار ترامب، إلى استعداده لإرسال قوات أمريكية إلى القطاع و«تولى مسئولية» إعادة إعماره. ثم أمضى فريقه اليوم التالى فى التراجع عن احتمالات الالتزامات العسكرية الأمريكية الجديدة ونفى استخدام أى تمويل أمريكى لإعادة الإعمار، رغم أن الرئيس احتفظ بموقفه بشأن «الملكية» الأمريكية.

 

ولكن تفاصيل هذه المقترحات غير واضحة. فالقانون الدولى الراسخ بشأن حقوق الإنسان والهجرة ينص بوضوح على أنه من غير القانونى إجبار الناس على الانتقال إلى أماكن أخرى غير الحالات التى تستلزم ضرورة عسكرية.

* وقد أوضح البيت الأبيض بالفعل أن ترامب لا يطلب من سكان غزة المغادرة ضد إرادتهم، ولا تنطبق الضرورة العسكرية فى هذه الحالة. ولا شك أن بعض سكان غزة سيغادرون طواعية إذا أتيحت لهم الفرصة لإعادة التوطين فى مكان آخر. ومع ذلك، فإن الكثير يعتمد على البلدان التى تكون على استعداد لاستقبالهم وكيف ستضفى الأطراف الطابع الرسمى على الطبيعة «المؤقتة» لانتقالهم، لأن المضيفين والنازحين على حد سواء سيكونون متشككون فى التأكيدات الأمريكية على السماح لهم بالعودة.

* وعلاوة على ذلك، حتى لو اقتنع العديد من سكان غزة بالمغادرة طواعية، فإن آخرين سيرفضون بالتأكيد، مما يخلق معضلات قانونية وعملية كبرى لأى جهات فاعلة تحاول تنفيذ خطة «ريفييرا».

 

*مبررات ترامب وما يتوقعه من القادة العرب

بعد أن عاد المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف إلى غزة الأسبوع الماضى، خلص ترامب على ما يبدو إلى أن إعادة بناء المنطقة المتضررة بشدة والمكتظة جغرافيًا ستكون مستحيلة إذا ظل السكان فى أماكنهم وظلت الحدود مغلقة.

* ١:

لقد حرك إعلانه أعمدة المرمى فى مفاوضات غزة، بما يتماشى إلى حد كبير مع كتاب ترامب الراسخ المتمثل فى رفع الرهانات، وخلق وضع ضاغط، ووضع العبء على الآخرين لتقديم حلول قابلة للتطبيق. فى رأيه، لا تتطلب «الحلول القابلة للتطبيق» تغييرات سياسية كاملة النطاق- على سبيل المثال، عندما استجابت كولومبيا والمكسيك وكندا لضغوطه الأخيرة بتعديلات متواضعة على استثمارات الموارد ولغة التعاون، خفف الرئيس من حدة موقفه.

 

* ٢:

من خلال الإعلان علنًا عن اقتراحه بشأن غزة، بدا أن ترامب حث الدول العربية على توضيح سبب اعتقادها بأن حله غير قابل للتطبيق. ومع ذلك، نظرًا لتاريخه مع الشئون الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارته الأولى- بما فى ذلك رد الفعل الحاد فى المنطقة على اقتراحه «صفقة القرن» فى يناير 2020 لحل الدولتين والذى كان من شأنه أن يستلزم ضم إسرائيلى كبير فى الضفة الغربية- فمن الصعب تصديق أنه لم يتوقع رد الفعل الحتمى ضد خطته بشأن غزة.

*٣:

رفضت جامعة الدول العربية فكرة إفراغ غزة قبل وبعد اجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

* ٤:

بينما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا رسميًا يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل لا يزال مرتبطًا بالدولة الفلسطينية المستقبلية.

 

ولكن مجرد إلقاء الماء البارد على اقتراح ترامب لن يكون كافيًا فهو يريد من الزعماء العرب أن يقدموا بدائل موثوقة تعالج مخاوفه بشأن محاولة إعادة الإعمار دون نقل بعض أو كل سكان غزة البالغ عددهم مليونى نسمة بأمان.

* ٥:

لن يكون عرض استضافة مؤتمرات جديدة للمانحين كافيًا أيضًا، ما لم يقترن ذلك بخطوات جادة وعملية للتعامل مع الوضع العاجل على الأرض.

 

* هل هو سيف ذو حدين بالنسبة لإسرائيل؟

.. هنا، لجأ معهد واشنطن، إلى استعراض القضية سياسيًا وأمنيًا بالقول:..

ومع التركيز الآن على الزعماء العرب، نجح ترامب فى تخفيف قدر كبير من الضغوط التى كان نتنياهو يواجهها بشأن غزة. ولكن مثل معظم السيوف، فإن هذا السيف ذو حدين:

* أ:

فقد شجع إعلان الرئيس بشأن غزة بسرعة معسكر اليمين الإسرائيلى وحركة المستوطنين على الدعوة إلى الضم الفورى للضفة الغربية.

* ب:

عندما سُئل ترامب عن هذا الاحتمال، خفف ترامب من التوقعات وأعطى نتنياهو ذريعة للتأجيل، قائلًا: «الناس يحبون الفكرة، لكننا لم نتخذ موقفًا بشأنها بعد. سنصدر إعلانًا على الأرجح بشأن هذا الموضوع المحدد للغاية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة».

 

*.. وفى ما قبل الخلاصة!

 

فى النهاية، يؤشر معهد واشنطن: (يسعى معهد واشنطن إلى تعزيز فهم متوازن وواقعى للمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط وتعزيز السياسات التى تضمن تلك المصالح)، غير المرجح أن يدعم الرئيس ترامب الضم لأنه سيكلفه ما يريده أكثر من أى شىء آخر:

– * ١:

التطبيع السعودى مع إسرائيل. فى عام 2020.

* ٢:

-عرضت الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات وحصلت على التزام إسرائيلى لمدة خمس سنوات بعدم ضم الضفة الغربية.

– وردًا على ذلك، تراجع الرئيس عن «صفقة القرن» وحصل على اتفاقيات إبراهيم.

* ٣:

– سيتوقع السعوديون أكثر من مجرد التزام إسرائيلى بعدم الضم، بما فى ذلك التحرك الموثوق نحو إقامة دولة فلسطينية.

 

* ٤:

اقتراح ترامب يهدد بانهيار وقف إطلاق النار فى غزة وإعاقة إطلاق سراح الرهائن المتبقين. ومن غير المستغرب أن ترفض حماس الاقتراح على الفور، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الجماعة تعلم أنها ستكون مكشوفة دون دروعها البشرية فى غزة. وقد يتساءل قادة حماس أيضًا عما إذا كان ينبغى لهم الاستمرار فى تنفيذ وقف إطلاق النار إذا كانت مراحله اللاحقة ونتيجته النهائية فى حالة تغير مستمر.

* ٥:

وقد تصبح هذه القضية سيفًا ذا حدين آخر بالنسبة للسفاح لنتنياهو إذا انتهكت حماس وقف إطلاق النار، فسوف تكون لديه فرصة لاستئناف الحرب والحفاظ على ائتلافه الحاكم، ولكن هذا يعنى أيضًا إدانة الرهائن المتبقين، وهو ما من شأنه أن يدفع الرأى العام الإسرائيلى ضده.

 

* اجتماعات حاسمة مع الأردن ومصر.

تقرير دينس روس ودانا سترول، يقرأ، وفق رؤية أمريكية لها بعدها السياسى الأمنى، ويقول-ننشر ذلك نصًا كما ورد- أن

إعلان ترامب، يرفع من المخاطر التى قد تترتب على قممه الوشيكة فى البيت الأبيض مع الملك عبدالله الثانى ملك الأردن «11 فبراير/ شباط»، وربما الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى «الذى يشاع أنه فى طور الإعداد للقمة فى الأسبوع التالى». وكما أقر خلال إدارته الأولى، فإن ترامب لديه مصالح عديدة فى الحفاظ على علاقات مثمرة مع كلا البلدين: فمعاهدتا السلام بين مصر والأردن وإسرائيل تشكلان أهمية بالغة للاستقرار الإقليمى، وأمن الحدود، والتخطيط الدفاعى الإسرائيلى، ويستضيف الأردن قوات أمريكية، فى حين تمكن مصر من القيام بتحليقات عسكرية حاسمة، وتتبادل كل حكومة بانتظام معلومات استخباراتية مهمة مع واشنطن. كما أن كلا البلدين هش اقتصاديًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنهما لا يزالان يستضيفان مئات الآلاف من اللاجئين من الصراعات فى العراق وليبيا والسودان وسوريا وأماكن أخرى. وعلى هذا النحو، ينظر البلدان إلى احتمال استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين باعتباره تحديًا وجوديًا لاستقرارهما الاجتماعى وضربة قاتلة محتملة لشرعيتهما كمدافعين عن الحقوق الفلسطينية.

 

ولعل زيارة الملك عبدالله الثانى على وجه الخصوص هى أهم اجتماع فى عهده. ذلك أن كل المساعدات الأمريكية لعمان نحو 2 مليار دولار فى شكل دعم مباشر للميزانية، ومساعدات عسكرية، ومساعدات اقتصادية، ودعم للاجئين متوقفة حاليا كجزء من تجميد المساعدات الذى فرضته إدارة ترمب لمدة تسعين يوما، كما كانت لغة الحكومة الأردنية المعادية لإسرائيل أثناء حرب غزة غير مرحب بها على الإطلاق فى واشنطن.

 

أما بالنسبة للسيسى، فقد تم إعفاء الجزء الأكبر من تمويل بلاده من خلال إعفاء يحمى 1.3 مليار دولار سنويًا من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب على استعداد للحفاظ على هذا التمويل دون تأمين التزامات معززة من القاهرة.

 

والواقع أن السيسى وعبدالله سيكونان من الحكمة أن يصلا إلى البيت الأبيض وهما يحملان مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ بشأن غزة. وقد يكون هذا كافيًا لضمان دعم ترامب للمساعدات الخارجية القوية والالتزام بتعزيز الشراكات.

 

* كيفية تحسين فرص النجاح؟

 

على الرغم من وضع العبء على عاتق الزعماء العرب لتوضيح خططهم البديلة لغزة، يصر معهد واشنطن الذى يتبتى الدراسة فى هذا التوقيت:

يتعين على الرئيس ترامب أن يقدم المزيد من التفاصيل حول ما يتصوره ويمكّن إدارته وفقًا لذلك. على سبيل المثال، قد تؤدى أوامره التنفيذية بشأن وقف المساعدات الأجنبية وخفض الميزانيات وتفكيك بعض الوكالات إلى تجريد حكومته قريبًا من الوظائف العملية التى لا غنى عنها لأى جهد لإعادة الإعمار، بما فى ذلك إزالة الألغام وإزالة الأنقاض واستعادة خدمات المياه والصرف الصحى وتدريب قوات الأمن. تشير التقديرات الحالية إلى أن إعادة بناء غزة قد تستغرق ما يصل إلى 80 مليار دولار على مدى خمسة عشر عامًا، لذلك سيتساءل القادة العرب بالتأكيد عما إذا كانت واشنطن تنوى تقديم أى من هذا التمويل، أو على الأقل المساعدة والإشراف الخبير اللازمين لتشكيل جهود إعادة التأهيل وإعادة الإعمار بشكل فعال.

 

* هل هناك أى جوانب مشرقة؟

 

.. المستغرب، أو المدهش فى هكذا دراسات، انها تتعمد القول بوجود ما هو مشرق «…»، وفى النص الحرفى، ما يلى:

إن الجانب المشرق من اقتراح ترامب هو أن الظروف المزرية التى تعيشها غزة ومصيرها بعد الحرب أصبحت الآن قضية تتصدر الصفحات الأولى من الصحف والمجلات. وهذا مهم لأن شهورًا من التقاعس الدولى على هذه الجبهة مكنت بقايا حماس من اختطاف توزيع المساعدات الإنسانية والتنافس مع الشبكات الإجرامية على السيطرة المحلية. وسوف يتطلب عكس هذه الاتجاهات خطة عمل محددة للغاية على الأرض.

 

.. وأيضًا، يرى روس سموريل، – وهذا للفهم المستقبلى الآليات التفاوض والحوار:

إن الباب مفتوح الآن أمام الزعماء العرب للانتقال من رفض قاطع لمقترح ترامب بشأن غزة إلى الموافقة، ولكن. ويتعين عليهم أن يكونوا واضحين بشأن الخطوات التى سيتخذونها وما سيطلبونه من الإدارة من أجل اتخاذ هذه الخطوات. وهذا يعنى تقديم خطوات سياسية وتدابير عملية على الأرض إلى ترامب من شأنها أن تجعل إعادة الإعمار ونهج «اليوم التالي» فى التعامل مع غزة ممكنين. وقد يشمل ذلك ما يلى:

 

* أولًا:

إدانة حماس بسبب هجوم 7 أكتوبر والتأكيد على أن الحركة لن يكون لها دور فى الحكم فى غزة.

* ثانيًا:

تحمل المسئولية عن تأمين الإصلاح الحقيقى داخل السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من أن تصبح بديلًا حاكمًا قابلًا للتطبيق فى غزة.

* ثالثا:

وقف ادعاءاتهم بالإبادة الجماعية والتحريض العلنى ضد إسرائيل داخل مؤسسات الأمم المتحدة

تقديم مقترحات جماعية وعملية حول ما يمكن أن تفعله «الخماسية العربية» «مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة» لإنشاء قوات استقرار فى غزة، واستعادة الخدمات الصحية والنشاط التجارى، وتوفير الرقابة الإدارية أثناء إعادة الإعمار.

* رابعًا:

إن مثل هذه التحركات من شأنها أن تعيد العبء إلى إسرائيل فى الحصول على موافقة خاصة بها على بعض القضايا الفلسطينية. وإذا كان ترامب راغبًا فى تحقيق أولويته القصوى فى المنطقة التطبيع السعودى مع إسرائيل فإن هذه ستكون نقطة البداية الضرورية.

* وثيقة:

 

* مستشرق روسى لترامب: «رحِّل كل يهود إسرائيل لعندك».

 

.. «جنون ترامب الجامح بشأن غزة لن يصل إلى نهايته» وهذا ما حلله الباحث المتخصص فى الشؤون الروسية بسام مقداد.

 

.. ونقل مقداد، وثيقة مهمة عن خبير المجلس الروسى للعلاقات الدولية RIAC والمستشرق Kirill Semenov.

المعروف بهدوء نصوصه، وانضباط آرائه فى الإطار العام لمقاربة الكرملين لقضايا الشرق الأوسط، خرج عن لهجة نصوصه المعتادة، ونشر على موقعه فى فيسبوك فى 6 الجارى نصًا كان صرخة حانقة بوجه صلافة ترامب ووقاحة مخططه، «ريفييرا غزة». لم يسبق أن تضمنت نصوصه ما يشير إلى أنه يكنُّ أى عداء لليهود، بل أشار فى نصه إلى أنه سبق أن كان لديه فى إسرائيل الكثير من المعارف «الذين لم يكن لهم أى علاقة بهذه الأرض». ورأى أن من الأفضل، ليس إبعاد سكان غزة من أرضهم، بل إبعاد أولئك الذين وفدوا من أوروبا وأماكن أخرى، وليأخذهم ترامب إليه، ويشيّد لهم «ريفييرا» فى مكان ما فى كاليفورنيا وسط الأوروبيين مثلهم، حيث سيكونون فى مأمن، وليسوا محاطين بقبائل غريبة عنهم.

 

أصدقاء المستشرق الذى أخرجته عن طوره وقاحة خطة ترامب، زفوا إليه البشرى بأنه قد ضمن لنفسه بعد هذا البوست صفة «معاداة السامية»، السيف المسلط على كل رأى يخرج عن طاعة السردية الإسرائيلية، كما أشار يومًا أحد زملائه فى صحيفة الكرملين VZ.

سيمينوف لم يكن، بالطبع، بصدد تحليل مبادرة ترامب ودلالاتها، وما قد تنطوى عليه من رسائل سياسية لهذه الجهة أو تلك، بل وجد، كما يبدو، أن فكرة- خطة ترامب بشأن غزة، هى من الغرابة واللاواقعية ما يجعل مناقشتها خارج أى مقاربة واقعية منطقية.

 

.. عربيًا، وإسلاميًا، ووفق شهادة المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى وبدعم شعبى وتنسيق أصيل وحماية للسيادة الوطنية والحضارية والقوة الذاتية لشعبنا التى قالت لا للتهجير ولا لتصفية القضية الفلسطينية، ونعم للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، نحن مع حوارنا مع العالم، الأعداء قبل الأصدقاء، قوتنا صوت الشعب الداعم للحق والسيادة والأمن القومى.. لا للتهجير.. لا تراجع.

زر الذهاب إلى الأعلى